ÙÙŠ السابع من أغسطس/آب 1997ØŒ ودّع العلامة والمÙكر والكاتب الكبير Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر الØياة (ولد عام 1909 بالإسكندرية شمال مصر) تاركا إرثا أدبيا مهما وعدة كتب ومؤلÙات، ورغم قلة الØوارات التي أجراها ÙÙŠ Øياته Ùقد واÙÙ‚ على إجراء هذا الØوار -الذي لم ينشر من قبل- ÙÙŠ 5 Ùبراير/شباط 1994ØŒ ثم أغلق أبو Ùهر بعدها داره ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…Ù† الصعب جدا زيارته أو Øتى الاطمئنان عليه إلا عن طريق ولده الدكتور Ùهر شاكر.
https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2020/11/15/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D8%A9-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%81%D9%87%D8%B1
ووصÙÙ‡ عالم التراث الراØÙ„ الدكتور Ù…Øمود الطناØÙŠ بأنه “رزق عقل الشاÙعي، وعبقرية الخليل، ولسان ابن Øزم، وشجاعة ابن تيمية”ØŒ وقال عنه الأديب عباس العقاد إنه “المØقق الÙنان”.
وقال العلامة شاكر ÙÙŠ Øوارنا معه إنه ترك مكانه ÙÙŠ الشعر لغيره، وانشغل بÙØص التراث بعيون القلب، واعتبر أن “بلادنا العربية منكوبة بقناصل المØتلين والأجراء والعملاء الخونة، من تلاميذ المجرم دنلوب وأبناء الخائن يعقوب”.
وذلك ÙÙŠ إشارة إلى كل من المعلم يعقوب أو الجنرال يعقوب الذي تعاون مع الØملة الÙرنسية التي اØتلت مصر بقيادة نابليون بونابرت ÙÙŠ نهاية القرن 18ØŒ وكذلك دوغلاس دنلوب وهو معلم ومبشر أسكتلندي كلÙÙ‡ اللورد البريطاني كرومر بوزارة المعارÙØŒ ووضع نظاما تعليميا اعتبر أنه لخدمة أهدا٠الاØتلال الإنجليزي لمصر، ÙˆØ£Ø·ÙŠØ Ø¨Ù‡ ÙÙŠ أعقاب ثورة 1919.
وقال Ù…Øمود شاكر إن كتابه “القوس العذراء” تجربة متميزة ÙÙŠ تاريخ الشعر العربي المعاصر، معتبرا “جهاز الاستشراق هو الÙيلق المتقدم لجهاز الاستعمار وجهاز التبشير”.
واعتبر أن “أمتنا تمتاز بالثقاÙØ© المتكاملة.. على عكس الثقاÙات الجزئية التي تميز الأمم الأخرى”ØŒ وأضا٠“كتبت (المتنبي) على منهج Ùريد، مباين كل المباينة لكل ما كان معروÙا من مناهج البØØ« Øتى عام 1935”.
وقال “أنا ومنهجي شيء واØد. ومن لا يريد أن يعرÙØŒ Ùلا Ø£Øب أن يعرÙني أو أعرÙÙ‡”ØŒ واعتبر أن “جامعاتنا تمارس الدجل والوهم باسم البØØ« العلمي… ولدي من الأسرار ما ÙŠÙØ¶Ø 5 أجيال كاملة”ØŒ وأÙاد بأن “جائزة الملك Ùيصل العالمية التي Øصلت عليها عام 1984 Ø£Ùضل عندي من جائزة نوبل، لأنها تقويم لي من أبناء لغتي وديني وانتمائي”.اعلان
التقيته وأنا خائ٠ومضطرب، لأول مرة ÙÙŠ Øياتي وليس لآخر مرة، وذلك لكثرة ما سمعت عنه من كلام عنيÙØŒ ولاعتداده بنÙسه الذي ÙŠÙوق كل تقدير، وللÙارق الزمني الكبير، Ùقد كان علما شامخا قبل أن أولد بثلث قرن من الزمان، بعد رØلة علمية من العيار الثقيل.
دوت ÙÙŠ الأسماع عام 1987 مقدمته للطبعة الثانية من كتابه “المتنبي” والتي نشرت ÙÙŠ كتيب مستقل بعنوان “رسالة ÙÙŠ الطريق إلى ثقاÙتنا”ØŒ وأصبØت بين المثقÙين كمقدمة ابن خلدون، وعليه Ùقد تأبطت الديوان المÙخم “نجاوى Ù…Øمدية” لشاعر الإنسانية المؤمنة عمر بهاء الدين الأميري، والذي كان هدية رابطة الأدب الإسلامي العالمية لأبي Ùهر، وذهبت رسولا من الرابطة إلى داره العامرة ÙÙŠ مصر الجديدة.
دخلت، وسلمت، وقبّلت يده على الرغم منه، ثم جلست إليه وكان هذا الØوار الذي ملأ الصمت 3 أرباعه، وأقØمت الكلمات Ù†Ùسها ÙÙŠ أقل من ربعه ولا أكثر.
• بارك الله Ùيكم شيخنا الجليل، ومتعكم بالصØØ© والعاÙية؟
– جزاك الله خيرا يا بني.. من أنت وماذا تريد؟
عرّÙته بنÙسي تعريÙا موجزا على استØياء، ثم قلت له: هذا الديوان “نجاوى Ù…Øمدية”ØŒ هو هدية الشاعر السÙير عمر بهاء الدين الأميري، وقد أرسلتني رابطة الأدب الإسلامي به إليكم، وبعدة كتب أخرى، وأستأذنكم ÙÙŠ إجراء Øوار صØÙÙŠØŒ لأنها Ùرصة قد لا تتكرر بالنسبة لي.
– لا داعي للكلام. (ثم سكت!)
• بدأ اللقاء بØديث الشعر، واستذكرت مطلع قصيدة قديمة منسوبة له، يقول Ùيها:
اذكري قلبي.. Ùقد ينضر من ذكراك عودي
أنا غصن ÙÙŠ رياض الدهر ظمآن الصعيد
صوّØتني غلة الوجد، وأجّت ÙÙŠ وريدي
ومشت نارا على أنوار زهري وورودي
Ùاذكري قلبي Ùقد ينضر من ذكراك عودي
أنا غصن كخيال السي٠ÙÙŠ وهم الطريد
– ÙƒÙى، ÙƒÙÙ‰. هذه القصيدة نشرت ÙÙŠ مجلة الرسالة عام 1940 (بالرجوع إلى المجلة تبين أنها منشورة ÙÙŠ العدد 344 من السنة الثالثة عام 1940)ØŒ وهناك غيرها شعر كثير، لكنني -منذ مدة طويلة- لم أعد أنظر إلى شعري بعين التقدير، منذ تركت مكاني ÙÙŠ الشعر لغيري وانشغلت بما هو أهم وأعمق.. وأنÙع.
• ما هو ذلك الأهم؟
– الدرس الأدبي والمنهجي، ÙˆÙØص التراث بعيون القلب، والذود عن Øرماته ضد اللصوص وقطاع الطرق وربائب الاستعمار وقناصل المØتلين ÙÙŠ بلادنا المنكوبة بهؤلاء الخونة والأجراء والأنذال، من المتورطين ÙÙŠ معركة “التبشير الثقاÙÙŠ” والعمالة الØضارية.
• ولمن تركت مكانك ومكانتك ÙÙŠ الشعر؟
– لمجموعة جيدة ومÙجيدة، يأتي ÙÙŠ مقدمتها Ù…Øمود Øسن إسماعيل.
• وهل لكم أشعار تعتزون بها.. مهما كان موقÙكم من مسيرتكم کشاعر؟
– نعم.. هناك “القوس العذراء”ØŒ وهناك “اعصÙÙŠ يا رياؔ، والتي أقول Ùيها:
اعصÙÙŠ يا Ø±ÙŠØ§Ø Ù…Ù† Øيث ما شئت وعÙÙŠ الطلول والآثارا
وانزÙÙŠ يا Ø±ÙŠØ§Ø Ø¢ÙŠØ© هذا الغيم Øتى ÙŠØور ليلا سرارا
وازأري يا Ø±ÙŠØ§Ø ÙÙŠ Øرم الدهر زئيرا يزلزل الأعمارا
وقد غناها مؤخرا المطرب الشاب “علي الØجار” بصورة معبرة ومؤثرة.
قلت: أغنية علي الØجاز شيء آخر، وهي بالعامية المصرية! (الموقع)
• (بعد صمت طويل).. لقد رÙضتم كل الوظائ٠الØكومية والرسمية طوال عمركم المبارك، Ùلماذا قبلتم بعد ذلك عضوية المجمع اللغوي ÙÙŠ دمشق والقاهرة؟
– لأن مثل هذه الوظائ٠ستأكل وقتي، وربما تضع ÙÙŠ طريقي ما لا يقنعني، أو يشبعني. أما عضوية هذه المجامع اللغوية Ùهي تقدير وتوظي٠لدوري ÙˆØصادي الذي يسعدني دائما أن أضعه ÙÙŠ خدمة أمتي وديني.
• هل ترى أنكم قد Øصلتم على التقدير المناسب لهذه الرØلة الصعبة والمتÙردة التي قطعتها ÙˆØدك كمتسلق الجبال؟
– رغم Øصولي على جائزة الدولة التقديرية عام 1981ØŒ وجائزة الملك Ùيصل العالمية للأدب عام 1984ØŒ وهي Ø£Ùضل عندي من جائزة نوبل، لأنها تقدير لي من أبناء ديني ولغتي وانتمائي، والجميل أن الكتاب الذي رشØني لنيل هذه الجائزة كان كتاب “المتنبي” الذي كتبته وأنا ÙÙŠ السادسة والعشرين من عمري عام 1935ØŒ إلا أن التقدير الأولى لي هو أن الله هداني مبكرا لأدرك دوري، ووضعني على الطريق الصØÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ أخدم به ديني ولغتي وأمتي، ولذلك Ùأنا أعتبر أن كل يوم مرّ من عمري هو تقدير متجدد لي، يهت٠بي دائما “سر إلى الأمام.. Ùأنت على ØÙ‚”.
• هل تؤمن بالتعليم الجامعي والدرجات الجامعية والدراسات العليا بها؟
– نعم، أؤمن بهذا كله أشد الإيمان، وأقدره أعظم التقدير، ولكن معظم جامعتنا اليوم تمارس الدجل والوهم باسم البØØ« العلمي، ومعظم درجاتها العلمية وألقابها البراقة ما هي إلا أردية وأغطية وأستار لجهل مطلق، ويسرني جدا مساعدة الباØثين الجادين الذين يرغبون ÙÙŠ طلب العلم Øقا.
والأسرار التي عندي ÙÙŠ ذلك مخزية ومØزنة، وتÙØ¶Ø 5 أجيال كاملة من أصØاب الألقاب الضخمة والأسماء المتورمة.
![](https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2020/11/123-7.jpg?w=770&resize=770%2C513)
أباطيل وأسمار
البعض يراك متØاملا على الثقاÙØ© الغربية بشكل صارخ، لدرجة التخوين ÙÙŠ كل شيء، ومن كل شيء؟
– هذه نظرة المتعصبين السطØيين، والجهلاء المتÙيهقين، Ùإن كل ما ÙƒÙتب بأسلوب مقنع ومقبول، لا يرÙضه عقل، بل يرتضيه كل الرضا.
لأنه لا يمكن لأي إنسان أن يدّعي لنÙسه أنه على شيء من الثقاÙØ©ØŒ ما لم يستبØر ÙÙŠ ثقاÙØ© الآخرين، بعد أن يملك لغتهم، ويÙقه Øياتهم. لكن تØصيل ما عند الآخرين وهضمه شيء، والاسترقاق الثقاÙÙŠ لهم شيء آخر!
أما ما كتب بماء الأهواء والإغواء والإغراء، مما Øاول Øبكه دهاقنة الاستشراق وقناصل الاستعمار، زورا وبهتانا، Ùلا Øرج عليك أن تلقي به ÙÙŠ “سلال المهملات”ØŒ وما سقته من الأباطيل والأسمار لا يعدو أن يكون قطرة من بØر.
ذلك لأن ثقاÙØ© كل أمة تستلزم 3 عناصر أساسية، هي: الإيمان والعمل والانتماء، وهي سرّ ملثم ÙÙŠ كل أمة من الأمم، وهذا مما يستØيل على المستشرق أو المستغرب. بØسبه تØصيل بعض المعرÙØ© السطØية -مهما أوهم الجهلاء بالمنهج البØثي- يطنطن ويدندن بها على أنغام الاستخراب، ولكنه “سراب” ÙŠØسبه الظمآن ماء، Øتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
وأضرب لك مثالا: أرأيت رجلا من غير الإنجليز أو الألمان مثلا، قد Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø³Ù…ÙˆØ¹ الكلمة مرهوب الجانب ÙÙŠ آداب هاتين الأمتين؟ هذا غير ممكن. Ùما الذي يجعل غير الممكن هذا، ممكنا ÙÙŠ أمتنا وثقاÙتنا؟! Ù†ØÙ† ÙˆØدنا.
Ùجهاز الاستشراق هو الÙيلق المتقدم لجهاز الاستعمار وجهاز التبشير، يرتاد لهما الطريق، ويدلهما على مسالك الأمم والممالك، وهو المسؤول عن تضخيم وتÙخيم أدوارهما، وبيعها على جهلائنا أو أقزامنا الصغار.
Ùأنا لست متØاملا على الثقاÙØ© الغربية، وإلا لما أجدت الإنجليزية، ولما قرأت بها قراءات واسعة، Ùقد بدأت Øياتي مترجما ÙÙŠ “المقتطٔ، وترجمت أشعارا وآثارا لأدوين مارکهام، وريتشارد لاغاين، وأوسكار وايلد، وروبنسون جÙرر، وغيرهم، ولكنني متØامل على الثقاÙØ© المجزوءة والمزورة والمتآمرة التي يبوء بها صناعها المجرمون ÙˆØملتها المأجورون، وساء يوم القيامة Øملا.
وما Ùعله ذلك الÙيلق الخائن بأمتنا وثقاÙتنا ÙŠØتاج إلى رجال ينÙون تØري٠الغالين وانتØال المبطلين، من أمثال لويس عوض وسلامة موسى، كواجهة لجيل كامل من أبناء الصليبية العاتية والØضارة الغازية الذين تبسط تØت أقدامهم السلطة، وتوضع بين أياديهم الأموال، ليستبيØوا كل شيء ÙÙŠ الأمة، دون Øسيب أو رقيب.
• لقد قام الدكتور مجدي وهبة بالرد على “رسالة ÙÙŠ الطريق إلى ثقاÙتنا” برسالة شهيرة عنوانها “غضب مرتقب” (An anger observed)ØŒ ونقلها إلى العربية وقدّم لها زهير شاكر، ونشرت ÙÙŠ 13 نوÙمبر/تشرين الثاني 1991ØŒ ما تعليقكم عليها؟
– مثلما قال زهير شاكر ÙÙŠ تقديمه: ليس هذا لقاء بين شبيهين متماثلين ÙÙŠ الرأي أو التكوين أو التوجه، بل هو بين رجلين على طرÙÙŠ نقيض من Øيث هذه العناصر الثلاثة.
Ùأولهما، قبطي من أسرة عريقة المال والسياسة والثقاÙØ© الأجنبية، ومعرو٠بصلاته الوثيقة بالأوساط الاستشراقية.
وثانيهما: Ùهو مسلم، من أسرة مسلمة عريقة أيضا ÙÙŠ خدمة علوم العربية والإسلام، تمرد منذ شبابه الباكر على التعليم الجامعي المصطبغ بالصبغة الاستشراقية، ونذر Ù†Ùسه للعروبة والإسلام، Ùهما -على ما يبدو- خطان متوازيان، لا يلتقيان.
• ماذا تعني “الثقاÙØ©” بالنسبة لكم؟
– أنا مؤمن أشد الإيمان بالثقاÙØ© “المتكاملة” التي ميزت Øضارتنا على امتداد عمرها الذي عاشته، Ùكرا أو ذكرا، على مدى قرونها الطويلة.
• وهل استطعت أن تقدّم من Ù†Ùسك أو مشروعك، مثالا لهذه الرؤية؟
– نعم، وكما قلت مرارا وتكرارا، لقد تتبعت التراث العربي بعقلي وقلبي وبصري وبصيرتي ولساني، وأعملت كل ما وهبني الله عز وجل من Ùطرة وسليقة ÙÙŠ ذلك العمل البالغ المشقة والتعب، ولكني كنت أنشد رØلة متميزة ÙÙŠ “الÙØص الأمين” لكل الإرث الذي آل إليّ من آبائي وأجدادي، بغية الوصول إلى إبانة صادقة ودلالة ناطقة، لميراث هذه الأنÙس والعقول والأÙهام.
ما بين المنهج والتطبيق
• إذن كي٠تØول هذا المسلك الشخصي إلى منهج؟
– لقد جهدت واجتهدت ÙÙŠ تØويل هذا المشوار الضخم إلى “منهج”ØŒ التزمت به ÙÙŠ دراستي الضخمة Øول “المتنبي” وأنا ÙÙŠ السادسة والعشرين من عمري، بعد أن استوى لي المنهج واستبان، وتم إنضاجه على نار هادئة.
ÙˆØين قرأت “الرسالة الشاÙية” للإمام عبد القاهر الجرجاني المتوÙÙ‰ عام 474 للهجرة، وجدتني قد عثرت Ùيها على ما يعزز منهجي ÙÙŠ “اللÙظ والنظم”ØŒ وكان هذا السÙلَّم الراقي عند عبد القاهر الذي صعد على درجه شيخه الÙارسي سيبويه الذي تتلمذ من قبل على شيخه الجليل الخليل بن Ø£Øمد الÙراهيدي المتوÙÙ‰ 175 للهجرة.
• كي٠كتبتم دراستكم التاريخية “المتنبي”ØŸ
– كتبت “المتنبي” على منهج Ùريد مباين كل المباينة لكل ما كان معروÙا Øينئذ من المناهج، وقد أخرجته عام 1935ØŒ ولم يطبع بعد ذلك إلا عام 1987. وقد Ø£Øدث هذا الكتاب ضجة واسعة، كنت أرى Ù†Ùسي دونها، ولكن أهم ما رسخه هذا الكتاب هو المنهج، وما قبل المنهج، وما بعده.
وقد أخرج بعده الدكتور طه Øسين عام 1938 كتابه “مع المتنبي”ØŒ ودارت بيني وبينه معركة Øامية على مدى 13 Øلقة نشرت بجريدة البلاغ ÙÙŠ Øينها، لأن علاقة كتاب طه Øسين بكتابي كانت كعلاقة كتاب طه Øسين “الشعر الجاهلي” بمقالة “مرغليوث” ÙÙŠ سقطة علمية ÙاضØØ©.
• من تØب أن يصØبكم على الطريق؟
– إنني ممن يريدون أن يعرÙوا، والذي لا يريد أن يعر٠Ùلا نسب بيني وبينه، ولا Ø£Øب أن أعرÙÙ‡ أو يعرÙني ساعة من ليل أو نهار.
• كي٠استطاع أبو Ùهر أن يكون “القوس العذراء” ÙÙŠ الثقاÙØ© والÙكر العربي والإسلامي؟
– Øاولت أن أكون رجلا صادقا وأمينا ومÙيدا وعميقا، وأن أكون مجددا ومØاÙظا ÙÙŠ آن واØد ÙÙŠ كل ما كتبت من “أباطيل وأسمار”ØŒ أو شرØت ÙˆØققت من “طبقات ÙØول الشعراء” لابن سلام الجمØÙŠØŒ أو ÙÙŠ “إمتاع الأسماع” أو ÙÙŠ تعليقاتي على “جمهرة أنساب قريش”ØŒ أو ÙÙŠ تعليقي على كتاب أبي جعÙر الطبري ÙÙŠ تÙسيره للقرآن ÙÙŠ 16 مجلدا ضخما، ÙˆÙÙŠ كل ما خط قلمي من كلمات ومقالات أو نطق به لساني من جمل وعبارات، Øتى Ùيما قدمت من أشعار مثل “القوس العذراء” أو “اعصÙÙŠ يا رياؔ، أو غيرها مما لم ينشر من “الØجازيات” التي كتبت ÙÙŠ صدر الشباب. Ùإنني أؤمن إيمانا راسخا أنني أؤدي “ÙˆÙÙŠ الصدر Øزّاز من الوجد Øامز”ØŒ كما قال الشماخ رضي الله عنه، وهو يبكي قوسه العذراء!
وقد صدرت عدة دراسات عن هذا الديوان من الأستاذ الشاعر عادل الغضبان، والدكتور زكي نجيب Ù…Øمود، والدكتور Ù…Øمد مصطÙÙ‰ هدارة، والدكتور Ù…Øمد أبو موسى، وغيرهم، وقد طبع لأول مرة ÙÙŠ Ùبراير/شباط 1952ØŒ ثم نشر بعد ذلك بثلاثين عاما، عام 1982.
“والقوس العذراء” ليست سوى Ùريدة من Ùرائد زÙرات صادقات، استوØيتها من قصيدة الصØابي الجليل الشماخ بن ضرار الغطÙاني الذي اشتهر ببراعته ÙÙŠ الوصÙØŒ Ùوص٠قوسا قطعها القواس “عامر الخضري”ØŒ Ùقوسها وسواها وأØبها كل الØب، ثم اضطر لبيعها ÙÙŠ موسم الØج، Ùأخذته اللوعة وألهبه الجوى، Ùقال ÙÙŠ ذلك المشهد 23 بيتا، استوØيتها ÙÙŠ قصيدة طويلة، بلغت 290 بيتا، بدأتها بقولي:
أين كانت ÙÙŠ ضمير الغيب من غيل نماها
كي٠شÙت عينه الØجب إليها Ùاجتباها
إلى أن اختتمتها بقولي:
ورأى ÙƒÙيه صÙرا ورأى المال، Ùتاها
لمØØ©ØŒ ثم تجلى الشك عنه، Ùبكاها
ورثاها بدموع، ويØÙ‡ كي٠رثاها
Ùتولى وسعير النار يخÙÙŠ ولظاها
Øسرة تطوى على أخرى، ÙأغÙى، وطواها
وأذكر أن الدكتور Ø¥Øسان عباس قال يوما عن هذه القصيدة: “خصائصها ترشØها لأن تكون معلما على طريق الشعر الØديث، ولو Ø´Ùعها شاكر بنظيرات Ø£Ùخر، لرسخ مذهبا شعريا جديدا”.
• لماذا لم تقم بتقديم منهجك Øول “الثقاÙØ© المتكاملة” أولا، ثم تقدم النموذج التطبيقي لهذا المنهج؟
– كان من السخ٠والترخص أن أبدأ للناس Ø¨Ø´Ø±Ø Ù…Ù†Ù‡Ø¬ÙŠØŒ ثم أكتب ما أكتب لأقول للناس هذا هو منهجي، وها أنذا أطبقه Ùيما تقرؤون، بل العكس هو الصØÙŠØ. وهذا أمر ÙÙŠ الأدب أشبه ما يكون بالنظرية ÙÙŠ ميدان العلوم الطبيعية، ولا بد أن يقوم على سعة نادرة ÙÙŠ العلم وبراعة Ùذة ÙÙŠ الاستنباط”ØŒ على Øد قول Ùؤاد صرو٠ÙÙŠ المقتط٠Øينئذ.
• يؤخذ على أبي Ùهر إعراضه عن الØياة الثقاÙية بشكل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø·ÙˆØ§Ù„ Øياته؟
– Ùساد الØياة الأدبية والÙكرية هو الذي اضطرني إلى Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ù‡Ø¬ØŒ وما قبل المنهج، Ùيما بعد، وهذا يعني أني أوضØت المادة، والتطبيق وهو أصل أصيل ÙÙŠ كل لغة وكل لسان وكل أمة وكل علم وكل ثقاÙØ©. وأنا لم أعرض عن الØياة الثقاÙية من تلقاء Ù†Ùسي، بل إن جوها العام كان جوا طاردا لكل أصيل أو مهتم بشأن ديننا وأمتنا ولغتنا وتراثنا.
“قناصل السطو وصبيان التÙريغ”
• لكننا نعلم، ويعلم كثيرون، أن لكم صØبة ثقاÙية رÙيعة من أهل الصÙوة؟
– نعم، لنا صØبة عميقة وواسعة، بجيل كامل من الأساتذة والتلاميذ يضم Ùقهاء وأدباء وشعراء وساسة ومÙكرين، ÙŠØسنون تذوق الكلام وهضم التراث، ويجيدون Ùهمه والإÙادة منه، ÙˆØمايته من ألاعيب المتربصين والمخربين الصغار، من عبيد السطو الغربي الأثيم، وصبيان التÙريغ ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†Ø¨Ø·Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¨Ø¹ÙŠØ©.
ولعل أعلام مدرسة النهضة وأبناء التجديد والأصالة من أرباب الثقاÙØ© المتكاملة والÙكر الØÙŠØŒ هم مني وأنا منهم، سواء التقينا على صØبة أم لم نلتق.
• مثل من؟
– من هذا القبيل أستاذي (مصطÙÙ‰ صادق) الراÙعي الذي ظللت على علاقة وطيدة به منذ كنت أراسله وأنا ÙÙŠ السنة الأولى الثانوية عام 1921 إلى أن توÙاه الله عام 1937ØŒ وسعيد الأÙغاني، ومØمد لطÙÙŠ جمعة، وعثمان عسل، والشيخ الباقوري، وعبد العزيز كامل، والشاعر التركي الكبير إبراهيم صبري، ابن شيخ الإسلام العلامة مصطÙÛŒ صبري الذي Øكم الزعيم الخائن “أتاتورك” عليه وعلى والده بالإعدام، والأديب الموهوب ÙŠØيى Øقي، والزعيم السياسي الأديب ÙتØÙŠ رضوان، ومالك بن نبي، وعلال الÙاسي، ومØمد سعيد العريان، إضاÙØ© إلى الشاعر الضخم Ù…Øمود Øسن إسماعيل الذي تركت الشعر من أجله، مؤمنا أنه سيقوم بهذه المهمة خير قيام.
• وماذا عن الثوار والأØرار والعلماء والدارسين من شتى أرجاء العالم الإسلامي الذين يتخذون من داركم دارا وقرارا؟
– كانت دارنا والØمد لله منذ الأجداد دارة للثوار والمصلØين، والقادة والدارسين، وأعتقد أنه ما من رجل من هؤلاء إلا وشرÙت به دارنا. لكن على المستوى الشخصي Ùإنني أعتز كثيرا بصØبة آل الخطابي وعلال الÙاسي المجاهدين بالمغرب العربي، وآل صبري من زعماء الترك، كما أعتز بالشيخ Ù…Øب الدين الخطيب.
كما أعتز اعتزازا بالغا بالمÙكر الألمعي الجزائري المهندس مالك بن نبي، صاØب مشروع النهضة والتمدن، ورجل الظاهرة القرآنية، وصاØب الرؤية الإصلاØية الشاملة، وقد شرÙت بأن قدمت له كتابه الهام “ÙÙŠ مهب المعركة” الذي طبع بالقاهرة عام 1941ØŒ وهو من أنÙس ما كتب أخي مالك من مقالات وبØوث، لأنها تكش٠عن Ùكر رجل خبير بالأمور ساعة بعد ساعة، ثم خرج برؤية أصيلة ÙÙŠ عمقها، مستشرÙØ© ÙÙŠ رؤيتها، ذلك لأنها تكش٠لنا عن تاريخ الشرور التي ارتكبها الاستعمار ÙÙŠ بلادنا، ÙÙŠ أكبر مؤامرة على العالم الإسلامي وتوابعه، وما Ù†Øياه اليوم من نكبات ونكسات، ما هو إلا من بنات Ùلك الاستعمار، لا بنات Ùلك الشمس والقمر.
وهذا المÙكر الخبير هو Ø£Ùضل رجل يكش٠لنا عن الظاهرة “القابلية للاستعمار” التي جعلتنا Ù†Øيا Øياة كأنها نابعة من أنÙسنا، ولكنها Øياة الرقيق الذين ينقادون كالأنعام، وهم ÙŠØسبون أنهم ÙŠØسنون صنعا.
ومالك بن نبي رجل رأس مال ثقاÙته هو “الدين” الذي هو Ùطرة الإنسان، وبقدر قوة الدين وقوة Ùهمه ØªØªØ¶Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ù„Ù… ÙÙŠ ÙƒØ¨Ø Ø§Ù„Ø¬Ù…ÙˆØØŒ ورد الضلالة والزيغ والهوى والجور.
وهو الأصل الأصيل ÙÙŠ ثقاÙØ© الأمم الأصيلة، وأمتنا تمتاز بين كل الأمم بهذا الأصل الأصيل المØÙوظ على مدى 14 قرنا من الزمان، وهو الذي ØÙظ عليها ثقاÙتها رغم ما مرّ بها من نوازل وقوارع ونكبات، وما تسلل إليها من Ø¢Ùات وعلل وأمراض، جراء الØروب الصليبية التي استمرت ÙÙŠ جاهليتها الجهلاء لأكثر من قرنين ونص٠من الزمان.
• ترى ما السر الكامن ÙÙŠ الØضارة الإسلامية؟
– سر قوة الØضارة الإسلامية هو علم الدين الذي يربط الدنيا بالآخرة، والإنسان بالزمان والمكان، وتجعل صناعته Ùيها غرس الخير ونماء الإØسان.
• البعض يرى أن “مصر الØديثة” مدينة لرجلين: رجل الØكم “Ù…Øمد علي”ØŒ ورجل العلم “رÙاعة الطهطاوي”ØŒ ما رأيكم؟
– رÙاعة الطهطاوي -رغم عبقريته- إلا أنه Ø£Øدث صدعا ÙÙŠ ثقاÙØ© الأمة، وهو الذي قسمها إلى شطرين بين “الأزهر” Ùˆ”الألسن”ØŒ وما تورط الطهطاوي ÙÙŠ ذلك الÙصل الشائن بين الديني والمدني إلا بتØريض من Ù…Øمد علي، ذلك الجاهل الذي لم يقرأ ولم يكتب ولم يتعلم قط أو يتهذب، ولكنه سعى بكل Øيلة لتØطيم الأزهر -مركز الثقاÙØ© المتكاملة على مدى قرون متطاولة- وأسقط هيبته وعزل شيوخه عن جمهور الأمة، ومن يومها ذهبت الثقاÙØ© المتكاملة أدراج الرياØ.
• وماذا عن Ù…Øمد علي؟
– Ù…Øمد علي مغامر غدار، ومعظم أبناء السÙØ§Ø Ø§Ù„ØºØ±Ø¨ÙŠ ÙÙŠ ثقاÙتنا المعاصرة من ربائبه وربائب أولاده من بعده، وأمتنا المعاصرة كما تعاني من تلاميذ “دنلوب” ÙÙŠ الغزو الÙكري، تعاني من تلاميذ المعلم يعقوب ÙÙŠ الغزو الوطني والعسكري، وعلى Øد قول البØتري:
ومن العجائب أعين Ù…ÙتوØØ© .. وعقولهن تجول ÙÙŠ الأØلام
Ùتلاميذ الخائن “يعقوب” من Øزب Ùرنسا، لا يقلون قسوة ولا خطورة ولا خيانة عن تلاميذ المنصّر العاتي دنلوب من Øزب بريطانيا، وكل تلاميذهم من العملاء والخونة والمجرمين والمخربين يجب أن يطاردوا ويعاقبوا كما يطارد اللصوص والشطار وقطاع الطرق.