الله
أنت رجل Ù…Øترم
مصري Øقيقي
Ùنان معلم
كاتب بناء لا هدام
بارك الله Ùيك ونÙع بك
https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=06112020&id=12e2759e-6d85-4186-ba6c-bedafe53d074
أكتب عن هذه الظاهرة بامتعاض شديد، وهى موجودة ÙÙ‰ بلادنا منذ نص٠قرن ساعدت ÙÙ‰ تØطيم المقدسات البالغة الأهمية ÙÙ‰ Øياتنا، خاصة ÙÙ‰ مجال التعليم الذى يجب أن نمر به جميعا لسنوات طويلة يتم Ùيها تكويننا العقائدى والثقاÙÙ‰ والاجتماعى، ويكون ÙÙ‰ Øياتنا قدوة أو أكثر منهم العاملون بالتعليم سواء المعلم أو المدير أو الناظر، Ùإذا بالÙÙ† يتكالب لهدم جميع ما تعلمناه بقوة من خلال أكثر من عمل Ùنى مغموس بقدر كبير من العسل أو الضØك، إنها مسرØية «مدرسة المشاغبين»، والÙيلم الساÙÙ„ الذى ÙŠØمل الاسم كتبه Ù†Ùس المؤل٠وقام ببطولته كبار نجوم السينما ÙÙ‰ تلك الÙترة علما أن المسرØية صنعت من ممثليها النجوم الأكبر ÙÙ‰ جميع مجالات الÙن، ما شجع على تÙاقم لظاهرة الإÙيهات السيئة التى نعيشها، Ùقد بدأت بتكسير الهالة الكبرى التى كنا Ù†ØتÙظ بها لكل من هو قدوة
بدأت الظاهرة ÙÙ‰ السينما البريطانية عام 1967ØŒ من خلال Ùيلمين هما «إلى سيدى مع Øبى» إخراج وتألي٠بيتر جلنÙيل، وهو الÙيلم الذى عرض ÙÙ‰ مصر باسم «مدرسة المشاغبين»، ÙˆÙيلم «الصعود من سلم الهبوط» إخراج روبرت موليجان، وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø ØªØªØ¶Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ù†Ù‰ التربوية للÙيلم من العناوين، الÙيلم الأول Øول مدرس ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙ‰ تهذيب أخلاق تلاميذه الشباب ويغير من مواقÙهم وسلوكياتهم، جسد الدور سيدنى بواتييه صاØب جائزة أوسكار، والÙيلم الثانى قصة مقاربة، Øول مدرسة تÙعل الشىء Ù†Ùسه جسدته ساندى دينيس التى Ùازت أيضا بجائزة Ø£Øسن ممثلة مساعدة
هناك أغنية ÙÙ‰ الÙيلم الأول تØية للمعلم غنتها لولو، من أجمل ما سمعنا ÙÙ‰ Øياتنا، علما أن سيدنى بواتييه قام بدور تلميذ مشاغب ÙÙ‰ Ùيلم باسم «سبورة الأدغال» إخراج ريتشارد بروكس 1955ØŒ وكل الأÙلام الأجنبية مأخوذة من نصوص أدبية، أما الأÙلام المصرية Ùمسروقة ثم ممسوخة، كما نشير إلى ذلك، بما يعنى أن الموضوع التربوى يؤرق الÙنان Ù†ØÙˆ الأÙضل ÙÙ‰ الغرب، وأننا Ù†Øول الموضوعات السامية وكأن أخلاقنا مزروعة ÙÙ‰ المجارى.
إلى أن طلعت علينا مسرØية «مدرسة المشاغبين» بكل قنابلها الأخلاقية التى نسÙت المÙاهيم، ولم تكن السخرية من المدرسة بل أيضا من جميع من يعملون ÙÙ‰ سلك التعليم، وأيضا الآباء الذين يتمتعون بثراء ملØوظ ومكانة، ورأينا التعبيرات الجنسية للتلميذ الذى يمزق ملابس الأستاذة.
هناك ملØوظة أن التلامذة الأجانب كانوا صغار السن Ùعلا، أما تلاميذنا Ùقد تجاوزوا سن الثلاثين، وكلهم ÙÙ‰ الواقع يكبرون أبلة عÙا٠بسنوات.
ÙÙ‰ عام 1971ØŒ وما بعدها تم اقتباس الÙيلمين ÙÙ‰ السينما المصرية، الثانى باسم «مدرسة المشاغبين» 1973 إخراج Øسام الدين مصطÙÙ‰ أكثر مخرج يثار Øوله الجدل بسبب تباين مستويات Ø£Ùلامه، أما الÙيلم الأول Ùهو باسم «مدرستى الØسناء» بطولة هند رستم وممثلين تجاوزوا أيضا الثلاثين ÙÙ‰ أدوار التلاميذ، إخراج إبراهيم عمارة Ø£Øد أكثر مخرجينا اهتماما بالأخلاق.
نعر٠كم غيرت المسرØية من Ø£Ùكار الأجيال، وأقول وجدانهم لأن ما Ùعلته المسرØية شرخ الكثير ÙÙ‰ وجدان سليم، ÙˆÙÙ‰ كل هذه الأعمال لم نر إلا Ù…Øاولات متعمدة أن نلعق العسل مغموسا بالÙيروس، Ùلماذا لم يلجأ الÙيلم الإنجليزى إلى الجنس مثلا، أو التنكيل بالمدرسين، ÙÙÙ‰ Ùيلم جلنÙيل كانت أمور التعليم ÙÙ‰ الÙصول المجاورة عادية، ÙˆÙÙ‰ المدرسة المصرية كان هناك Ùصل به خمسة من التلاميذ الÙاشلين البلطجية بكل المعنى، أبناء أغنياء عدا واØد منهم، وواØد ابن الناظر، واثنان يأتى والد كل منهما لشراء المدرسة Ù„Øساب ابنه بعروض مغرية كثيرة، لكن ما استÙزنى هى المشاهد الجنسية التى تدور ÙÙ‰ مخيلة التلاميذ الذين وقعوا ÙÙ‰ غرام المدرسة التى تغريه وتنزع له ملابسها داخل الÙصل، ويتكرر الأمر مع تلميذ آخر هو لطÙى، وكأن هؤلاء الشباب هم عصارة الوطن، لاØظ أن الأÙلام تم إنتاجها ونØÙ† ÙÙ‰ سنوات اللاØرب واللاسلم.
الأÙلام الأجنبية تتعامل مع الموضوع بجدية بعيدا عن السخرية ÙالÙصول ÙÙ‰ الأÙلام التى أشرنا إليها بها العدد الطبيعى من الطلاب بنات وصبيان، ÙˆÙÙ‰ الÙيلم المصرى والمسرØية كان عدد التلاميذ هو الخمسة، أعمارهم تعادل Ùصلا بأكمله من الطلاب، ÙˆÙÙ‰ «مدرسة المشاغبين» كان الكبار شخصيات مؤهلة للسخرية عدا المدرسة، ويمكن أن نتقبل هذا العدد ÙÙ‰ المسرØية، لكن الÙصل ÙÙ‰ الÙيلم يبدو خارج المألوÙØŒ أما التÙاصيل Ùهى مثيرة للقر٠والاشمئزاز، وأنا لا أتØدث كناقد، لكننى عشت أجواء التلمذة ÙÙ‰ المدارس والجامعات طالبا ثم Ù…Øاضرا، ولم أقابل قط أشخاصا من هذا الطراز، وعليه Ùإن مثل هذه المعالجات لنصوص جيلنا بمثابة وصمة عار أعجبنا بها Øين يتكرر عرضها ÙÙ‰ المناسبات، وصارت مع السنوات أمورا مألوÙØ© يعد انتقادها شذوذا، كأن نسخر من الأستاذ والناظر، بكل وقاØØ©ØŒ لذا تكسرت مهابة العلم مع مرور الوقت، ووصلنا إلى الØال الذى Ù†ØÙ† عليه، نتعامل مع أبطالها الخمسة على أنهم الأنموذج، وقد صدمنى دوما تغيرات المؤل٠على سالم الذى اقتبس المسرØية، ÙÙÙ‰ مرØلة لاØقة كان أبرز مثق٠ينادى بالتطبيع، ولا يتØرك عن موقÙÙ‡ قط، والغريب أنه لم ÙŠÙخر أبدا بكتابة هذا العمل الجماهيرى.
أسوأ ما ÙÙ‰ الأمر أننا لم نر المدرسة ككيان تعليمى اجتماعى، ولا العملية الدراسية، بل هى مجرد غرÙØ© تدور Ùيها الأØداث، يستعملها الطلاب كمقهى لتداول الشيشة والسجائر، ولعب البوكر، والسخرية من المعلمة التى لم نرها تقوم بالتدريس سوى Ø·Ø±Ø Ø£Ø³Ø¦Ù„Ø© ساذجة من أجل تخليق النكات، والإيÙيهات مثل: ما هو المنطق، وأجزم أنه ليس ÙÙ‰ Øياتنا مثل هذا الناظر الهزء الذى يكرر تØقيره لتلميذه الÙقير، يبدو مثل النساء بأداء سخي٠للغاية وهو يقول «يادلعدى»، بما يعنى أنه كان ÙÙ‰ Ø·Ùولته قبل ثلاثين عاما أى ÙÙ‰ الأربعينيات ÙÙ‰ مدرسة مماثلة Ø£Ùرزته، كما لم نعر٠أبدا مدرسا مثل علام، الذى أصابه الهوس ولا يزالوا Ù…ØتÙظين به.
وهذا هو الÙارق، Ùالتلاميذ ÙÙ‰ المدارس الأجنبية كما ÙÙ‰ الأÙلام، مشاغبون، لكن التلاميذ ÙÙ‰ المدرسة المصرية متشردون، خارجون عن القانون، ÙˆÙÙ‰ الÙيلم مشهد للأباصيرى يدÙع والد زميله بكل شراسة، والمÙروض أننا نضØك، لكن سرعان ما يهتم المدرس الأجنبى بمشاركة التلاميذ مشاكلهم Øتى تسير الØياة.
خلاصة ما يقال إننى أتمنى إلغاء هذه الأعمال من Øياتنا تماما كأنها لم تكن، أل٠لعنة على المصطلØات التى تنادى بØرية التعبير، إنها Øرية Ø¥Ùساد أخلاق الشعوب، لأنه إلا المعلم والأب، وكلاهما تØطمت كرامته ÙÙ‰ الÙنون، وشاهدناها مرارا على الملأ ولا عزاء لقراءة مثل هذه الأعمال.