… Ùلا Ùضلَ لتخصÙّص٠على توسÙّعÙØŒ ولا لتوسÙّع٠على تخصÙّص٠إلا بالتØقيق.
http://saaid.net/Doat/mishari/8.htm
بسم الله الرØمن الرØيم
التاريخ العلمي ÙŠÙوقÙ٠المطالع على تÙسير نشوء المÙاهيم ومراØÙ„ تطورها، ومن هنا كان أداةً رئيسةً Ù„Ùهمها وتØليلها وتقويمها، كما أن العلم بإشكال المÙاهيم ÙŠÙعدÙÙ‘ أداة Ù…Ùثلى لتØريض الذهن على معالجتها والبØØ« ÙÙŠ أغوارها، لأن العلم بإشكالها ÙŠØرÙّك الذهن إلى مطلوب، وبÙراغ الذهن عن أي استشكال تتوق٠Øركته .. لأيÙÙ‘ شيء٠يتØرَّك؟!
*****
ومÙهوم التخصص من تلك المÙاهيم التي اتَّسم البØØ« Ùيها بضع٠الإØاطة بتاريخها وإشكالها، ولأنه من المÙاهيم الÙاعلة ÙÙŠ مختل٠الØقول العلمية، Ùقد تباينت الرؤى Øوله ومدى الØاجة إليه، بل امتدَّ البØØ« Ùيه ليبلغ Ù…Øزَّ النظر ÙÙŠ مشروعيته المنهجية، وما ذلك إلا لكون Ù…Ùهوم التخصص لم ينضبط عند المختلÙين Ùيه، سواء كان ذلك لأسباب خارجة٠عن ماهية المÙهوم متعلقة٠بتاريخه، أو لأسباب داخلية تتعلق بإشكال Ù…Ùهوم التخصص وتمثيله معادلة صعبة ليس من الهين Øلها.
ÙˆØتى نقترب من نظرة سواء عن التخصص ÙلنمهÙّد بأنَّ من المعلوم أن مصدر العلوم كلها هو الوØÙŠØŒ ولم يكن المسلمون ÙÙŠ العهد الأول يعرÙون هذه العلوم بتصنيÙها الØالي، بل كانت العلوم عندهم Ù„Øمة واØدة، ووشائج مترابطة، والعلم٠كان هو الÙقهَ ÙÙŠ الدين بشتى موضوعاته، وإنْ كانت بعض العلوم تتمثل على هيئة اهتمامات عند بعض علماء الصØابة، Ùمعاذ بن جبل له اختصاصٌ بالØلال والØرام، ولابن عباس اختصاصٌ بالتÙسير، ولزيد بن ثابت اختصاصٌ بالÙرائض، وهكذا، لكنَّ هذه الاختصاصات كانت ÙÙŠ ذهنيَّة ذلك العهد تÙمثÙّل اهتمامًا بموضوعات٠داخلَ علم، ولم تكن تظهر بصÙتها اختصاصات٠تÙØÙŠÙّز هذه الموضوعات لتكون علومًا Ù…Ùردَةً بمناهجَ ومصنÙات٠مستقلة، ويمكننا القول بأن التخصص ÙÙŠ هذه الØقبة لم يكن قسيمًا للتوسع، لأن Ù…Ùهوم التوسÙّع مرتبطٌ بمÙهوم المصادر وتعدÙّدها، والمصادر Øينذاك منضبطة المÙهوم، ولم تكن إلا الكتاب والسنة، Ùلم تكن ثنائية التخصص/التوسع Øاضرةً على هيئة متضادَّة، لأن ÙˆØدة المصدر وانضباطه ÙÙŠ عهد الصØابة كان يقتضي من عالمهم وطالبهم أن يتجه إليه بكلÙّيَّته وإن أرخى Ùكره ووسَّع نظره ÙÙŠ جوانبَ منه، لكنْ ÙÙŠ الأزمنة التي تلت زمنهم صار للمصدر الموØَّد Ùروعٌ مولَّدة، وهذا ما Øدا ببعضهم إلى الاستقلال بÙرع اغترارًا بتØÙŠÙّزه عن مصدره الأصل، وظنÙّه٠إمكانيَّةَ التØقيق Ùيه إذا ما اعتزل به، وهنا مربط الÙرق.
أمَّا لماذا تولَّدت هذه الÙروع المصدريَّة واستقلَّت، Ùللجواب عن ذلك جملة٠معطيات٠كان لمجموعها إسهامٌ ÙÙŠ نشوء هذه الÙروع، أو بعبارة أدق: إسهامٌ ÙÙŠ استقلالها، وإلا ÙنشوءÙها مرتبطٌ بنشوء المصدر الأم، وما هي إلا تمثÙّلاتٌ لجوانبَ منه.
Ùمن تلك الأسباب اشتهار بعض العلماء بعلوم٠معينة – مع درايتهم بغيرها – إلا أن طلابهم عÙÙ†Ùوا ÙÙŠ المقام الأول بالنهل مما اشتÙÙ‡Ùر به أشياخهم، ولذلك تجد مثلًا جمهورَ الأØر٠المنقولة عن ابن عباس رضي الله عنه متعلقةً بالتÙسير، وجمهورَ ما نقÙÙ„ عن عليÙÙ‘ رضي الله عنه متعلÙّقًا بالÙقه، مع إمامة ابن عباس ÙÙŠ الÙقه وإمامة عليÙÙ‘ ÙÙŠ التÙسير، وهذا التمايز٠الكمÙّيÙÙ‘ له أثرٌ ولا بÙدَّ ÙÙŠ التصني٠العلمي، وذلك ساعد ÙÙŠ اتساع رقعة التخصصات المختلÙØ©ØŒ Ùكان لابن عباس مدرسة تÙسيرية مكية، وكان لعليÙÙ‘ مدرسة Ùقهية كوÙية.
كذلك Ùإنَّ مع مرور الزمن وتقلÙّب الجيل ظهرت على Ø§Ù„Ø³Ø·Ø Ø«ØºØ±Ø§ØªÙŒ علمية استدعت سدَّها بإØالة العلوم التي كانت ÙÙŠ العهد الأول مَلَكات٠لتكون صناعاتÙØŒ ÙÙساد٠اللسان Ø£Ùضى إلى تصنيع علوم اللغة، ÙˆÙساد٠نظام الاستدلال Ø£Ùضى إلى تصنيع علم أصول الÙقه، وبدء٠ÙشوÙÙ‘ الكذب كان تمهيدًا لتصنيع علوم الØديث .. وهذه العلوم ÙÙŠ Øقيقتها غاياتٌ من الوØÙŠ أو وسائل٠إليه، Ùلم تكن أجنبية عنه، لكنَّ تأخÙّرَ تدوينها وتصنيعها Ø£Ùرزه نضوب الملكات عند أهل الزمان اللاØÙ‚ØŒ Ùلم يكن تدوينها ÙÙŠ أول الأمر Ùضولًا واختيارًا مسرَّØًا عن قبضة الØاجة، بل كان استجابةً Ù„ÙÙ…Ùثير وسدًّا لثغرة.
*****
أما عن كون Ù…Ùهوم التخصص يمثÙّل٠معادلة صعبة ÙيلخÙّصه عبدالوهاب المسيري بقوله: (Ùردٌ واØدٌ لا يستطيع أن يستوعب نتائج العلوم لكثرتها وتشعبها، ÙˆÙردٌ واØدٌ هو الذي ينبغي أن يتوصَّل إلى كش٠علمي أو نظرية واØدة لتÙسير النتائج التي توصلت إليها العلوم المختلÙØ©)[1] .. وهذه المعادلة لا ينبغي مجاوزتها بÙتور Øين مداولة ثنائية التخصص/التوسع، Ùإنها تمثل إشكالًا وعرًا لمناصري كلÙÙ‘ من التخصص والتوسع، Ùبما أن علوم الشريعة روابط متصلة، (يتعلَّق بعضها ببعض، ولا يستغني منها علمٌ عن غيره)[2]ØŒ Ùلا يمكن تسجيل نتيجة Ùيها والمرء متعلق برابطة دون أخرى[3]ØŒ ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه Ùمن العسير جدًّا أن يشر٠المرء على كاÙØ© الروابط، بَلْهَ التØÙ‚Ùّقَ من صدقها واختبار سلامتها، Ù†ØÙ† إذًا أمام ضرورتين، ضرورة التوسع وضرورة التخصص!
أين السبيل للخلاص من إعضال هذه المعادلة؟
كلما تعقَّد المÙهوم لديك Ùاضرب على وتر التمييز بين مراتبه، وأَنزÙÙ„ كلَّ مرتبة منزلتها التي تستØقها، Ùما انضبط لديك Ùاعتمده، وإلا ÙسرÙÙ‘ØÙ‡ إلى بقعة الإمكان، وإذا نظرنا ÙÙŠ ثنائية التخصص/التوسع وما كان عليه علماء الإسلام Ùلا يمكننا أن نصادم التاريخ ونطلق القول بأن طريقة السل٠كانت هي التوسّعَ العلميَّ وعدمَ الاعترا٠بهذه الØدود العلمية والصناعات المعرÙية، كما لا يمكننا إطلاق القول بأن طريقتهم هي التخصص العلمي المØض .. بل كان ثنائية التخصص/التوسع خاضعةً لاعتبارات نسبية تمتزج Ùيها القدرة الذهنية بالØاجة المعرÙية بالØقل العلمي بيئةً وطلابًا وعلماءَ، ويمكننا من Øيث٠الإجمال تقرير أمور:
1. أنَّ العلماء قاطبة مقرÙّون باتساع العلم، وتشعÙّب أوديته، وأنَّ Ø£Øدًا ليس بمقدوره التسلÙّط٠على شتى مسائله بالÙقه والدراية، ولذلك تنوعَّت كلماتهم ÙÙŠ ØÙ„ÙÙ‘ هذا الإعضال بØسب المØذور الذي Ø§Ù†Ù‚Ø¯Ø ÙÙŠ أذهانهم.
Ùمنهم من قدَّر أن اتساع العلم ربمَّا أدَّى ببعض الطلبة إلى المسارعة٠ÙÙŠ تØصيله والعَبÙÙ‘ منه لتطويقه، Ùتكلَّم بما يرشÙّد هذا التØصيل المتعجÙّل، وأنَّ العلمَ ليس يتطامن لمثل هذه المسارعات، ومن أولئك الإمام٠الزهريÙÙ‘ØŒ Ùقد قال ليونس بن يزيد: (يا يونس لا تكابر العلم، Ùإن العلم أودية، Ùأيها أخذت Ùيه قطع بك قبل أن تبلغه، ولكن خذه مع الأيام والليالي ولا تأخذ العلم جملة، Ùإن من رام أخذه جملة ذهب عنه جملة، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي)[4].
ومنهم من قدَّر أن اتساع العلم ربَّما أغرق الطالب ÙÙŠ لججه، وقذ٠به ÙÙŠ مَهَامÙه٠أوديته، Ùأوصى بأن يتجه اهتمام الطالب إلى أنÙعه، ولذلك قال Øبر الأمة ابن عبَّاس رضي الله عنه: (العلم أكثر من أن ÙŠØاط به، Ùخذوا منه Ø£Øسنه)[5].
ÙˆÙÙŠ هذا السياق يقول ابن الجوزي: (رأيت الشَّرَه ÙÙŠ تØصيل الأشياء ÙŠÙÙÙŽÙˆÙّت٠على الشَّرÙه٠مقصودَه) .. ولما ضرب لذلك مثلًا ÙÙŠ العلم وتØصيله قال:
(Ùإن قال قائل: أليس ÙÙŠ الØديث: “منهومان لا يشبعان .. طالب٠علم٠وطالب٠دنيا”ØŸ
قلت: أمَّا العالم Ùلا أقول له اشبعْ من العلم، Ùˆ لا اقتصرْ على بعضه.
بل أقول له: قَدÙّم المهم، Ùإن العاقل من قدَّر عمرَه وعَمÙÙ„ بمقتضاه، Ùˆ إن كان لا سبيل إلى العلم بمقدار العمر، غير أنه يبني على الأغلب، Ùإن وصل Ùقد أعدَّ لكلÙÙ‘ مرØلة٠زادًا، Ùˆ إن مات قبل الوصول Ùنيَّته تسلك به) [6] .. وهو القائل: (اعلم أنه لو اتَّسع العمر لم أمنع من الإيغال ÙÙŠ كل علم٠إلى منتهاه، غير أنَّ العلمَ قصير، والعلمَ كثير)[7].
ومنهم من قدَّر أنَّ ÙÙŠ الاشتغال بشتى جوانب العلم تضييعًا لدقائقه، Ùأوصى بأن لا يجر٠تيار٠الاتساع٠الطالبَ عن تلمÙّسها، ومن هنا قال الشاÙعي: (من تعلَّم علمًا ÙليدقÙّق Ùيه، لئلَّا يضيع دقيق٠العلم)[8].
ومنهم من قدَّر أنَّ اتساع العلم ربما أغرى الطالب بأخذ Ù†ÙتَÙ٠من جوانبه دون تØقيق٠لمسائله، وأنَّ هذه النتÙÙŽ تكÙÙŠ للوقو٠على Øقائق العلم، وأن ينال المرء منزلة العالÙـميَّة، ÙدÙعًا لمثل ذلك قيل: (إذا أردت أن تكون عالـمًا Ùاقصد Ù„ÙÙ†ÙÙ‘ من العلم، وإن أردت أن تكون أديبًا ÙØ®Ùذْ من كلÙÙ‘ شيء Ø£Øسنَه)[9] .. ولما ترجم الذهبي لابن الجوزي مَسَّه بقوله: (ومع تبØÙّر ابن الجوزي ÙÙŠ العلوم، وكثرة اطلاعه، وسعة دائرته، لم يكن مبرÙّزًا ÙÙŠ علم من العلوم، وذلك شأن٠كلÙÙ‘ Ù…ÙŽÙ† Ùرَّق Ù†Ùسه ÙÙŠ بØور العلم)[10].
2. أنَّ تمييزَ العلوم وتصنيÙَها لم يكن Ù…ØÙ„ÙŽÙ‘ نقد٠عند العلماء، Ùهو ضربٌ من التراتيب العلميَّة التي تقرÙّبها الØاجة وتدنيها مظنَّة النÙع والضبط، وإنما كان Ù…ØÙ„ÙÙ‘ نقدهم هو التوجÙّهَ إلى علم من العلوم مع الإعراض عن سائرها، لأن الإعراض Ùرعٌ عن الجهل بØقيقة هذه العلوم التي تØيَّزت، وأنها كانت كتلةً واØدةً، آخذًا بعضها بـØÙجَز بعض، وإنما Ùتَّتها ما تقدَّم ذكره، ومن الأخبار المليØØ© ÙÙŠ ذلك ما Øدَّث به سهل بن Ù…Øمد السجستاني، Ùقد قال: (ورد علينا عاملٌ من أهل الكوÙØ©ØŒ لم أرَ ÙÙŠ عمال السلطان بالبصرة أبرعَ منه، Ùدخلت Ù…ÙسلÙّمًا عليه، Ùقال لي: يا سجستاني Ù…ÙŽÙ† علماؤكم بالبصرة؟) .. Ùعدَّد عليه سهل بن Ù…Øمد علماء البصرة، كلٌّ Øسب تخصصه، Ùطلب الكوÙÙŠÙÙ‘ من كاتبه أن يجمعهم، Ùجمعهم من الغد، وأخذ الكوÙÙŠ يسأل كل عالم مسألة من غير تخصصه، Ùلم يجيبوه بشيء، بل ØµØ±ÙŽÙ‘Ø ÙƒÙ„ÙŒÙ‘ منهم بعدم اختصاصه، Ùقال ÙÙŠ ختم Øلقة المساءلات هذه:
(ما Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„Ø±Ø¬Ù„ÙŽ يتعاطى العلم خمسين سنةً لا يعر٠إلا Ùنًّا واØدًا، Øتى إذا سئل عن غيره لم يَجÙلْ Ùيه ولم ÙŠÙŽÙ…Ùرَّ، ولكنَّ عالـمَنا بالكوÙØ© الكسائيَّ لو سÙئÙÙ„ عن كلÙÙ‘ هذا لأجاب)[11].
3. أنَّ العلومَ وإن كانت بادئَ الأمر متَّØدةً Ùذلك لا يعني أنَّ كلَّ علم٠لا يتأتَّى Ùهم مسائله إلا بالنظر ÙÙŠ غيره، Ùإنَّ التمييز الØاصل بين العلوم كان تمييزًا واعيًا، ملاØظًا للمصدر الأساسيÙÙ‘ والÙرع التخصصيÙÙ‘ØŒ ومن هنا أمكن أن يكون لكلÙÙ‘ علم٠اختصاصٌ بØدود منهجيَّة لا اعتباطيَّة، وبالتالي أمكنَ أن يكون لكل علم٠مختصÙّون قاصرون عن Øذق باقي العلوم، والبØØ« هنا لا يتعلَّق Ø¨Ù…Ø¯Ø ÙˆÙ„Ø§ قدØØŒ ولكنه توصيÙÙŒ لما يمكن أن يَزÙÙ†ÙŽ النظرَ ÙÙŠ Ù…Ùهوم التخصص وإشكاله.
Ùثمة مساØاتٌ من كل علم٠يمكن الإشرا٠عليها والتØقيق Ùيها مع قصور النظر والتØقيق ÙÙŠ العلوم الأخرى، كما أنَّ هناك مساØات٠لا يمكن التØØ°Ùّق Ùيها إلا بتجاوز Øدود التخصص، أمَّا التØقيق ÙÙŠ كل علم على وجه الكمال Ùلا يكون إلا باتساع النظر ليشمل سائر العلوم.
وإنما قرَّرت هذا الأمر لأنك تجد ÙÙŠ علماء الإسلام Ù…ÙŽÙ† كان إمامًا ÙÙŠ ÙÙ†ÙÙ‘ مع قصوره ÙÙŠ علوم أخرى، وهذا وإن جرَّ النقص عليه ÙÙŠ جوانبَ من أبØاث تخصصه إلا أنه لم ينزع عنه الإمامة Ùيه، وأنا أضرب لذلك مثلين:
§ Øمَّاد٠بن أبي سليمان، Ùقيه٠العراق، أنبل٠أصØاب إبراهيمَ النخعيÙÙ‘ØŒ وأقيسÙهم، وأبصرÙهم بالمناظرة والرأي، وهو شيخ٠Ùقيه الدنيا أبي ØنيÙØ©ØŒ ومع إمامته ÙÙŠ الÙقه، وتواتر الثناء عليه ÙÙŠ ذلك، إلا أنه لم يكن ذا باع ÙÙŠ الØديث، وليس الشأن ÙÙŠ عÙزَّة روايته، Ùإنه لم يكن مكثرًا منها لأنه مات قبل أوانها، لكنه كان ذا قصور ÙÙŠ الأثر، Øتى قال أبو Øاتم الرازي: (هو مستقيمٌ ÙÙŠ الÙقه، Ùإذا جاء الأثر شوَّش)[12] .. وهذا لم يكن قادØًا ÙÙŠ إمامة Øماد ÙÙŠ الÙقه، لكنه مؤثÙّرٌ سلبًا ÙÙŠ جوانبَ من Ùقهه لاشتراك أرضيَّة الرأي والأثر Ùيها.
§ إمام٠الØرمين الجوينيÙÙ‘ØŒ شيخ٠الشاÙعيَّة، وجوهرة الأصوليين، كان إمامًا ÙÙŠ الÙقه وأصوله، لا ÙŠÙبارى، لكنه قليل البضاعة ÙÙŠ الØديث Øتى قال عنه الذهبيÙÙ‘: (كان هذا الإمام٠مع Ùرط ذكائه وإمامتÙÙ‡ ÙÙŠ الÙروع وأصول المذهب وقوَّة مناظرته لا يدري الØديث كما يليق به، لا متنًا ولا إسنادًا)[13] .. وعدم درايته لم ينزع عنه إمامته الÙقهية والأصولية، وإن مسَّه ذلك بضرب٠من القصور Ùيهما.
Ùإذا تقرَّرَ أنَّ العلمَ أكبر٠من أن ÙŠØاط به، وأنَّ العلماءَ لأجل ذلك أوصوا طلابهم بعدم مكابرته وعدم تَطَلÙّب٠الاستيلاء عليه جملة واØدة، وأن ÙŠÙعنى بأنÙعه وأØسنه، وألا يضيع الطالب ÙÙŠ Ù…Ùاوزه Øتى لا ÙŠÙÙÙˆÙّتَ عليه مقصوده منه، وأنَّ عليه إذا طلب أن يدقÙّق، لئلا يضيع دقيق العلم، وأنَّ الطالب لن يبلغ أن يكون عالـمًا إذا كان يتخيَّر٠الأØسن من كل شيء، Ùهذا شأن الأدباء، وإنما العلم بتØقيق النظر ÙÙŠ مسائل العلم ..
وإذا تقرَّر أنَّ من المعيب مع ذلك أن يقبل الطالب بكلÙّيَّته على علم٠مع الإعراض عن سائر العلوم ..
= إذا تقرَّر هذا وذاك Ùما القدر المجزئ الذي ÙŠÙØصÙّل به الطالب٠الأنÙعَ والأØسنَ، ويَبلÙغ٠به أن يكون عالـمًا، ويخرج٠به من معرَّة الإعراض المÙضي إلى الجهل؟
يقدÙّم ابن Øزم إجابةً واعيةً بØجم الإشكال، Ùيقول أولًا:
(من اقتصر على علم٠واØد٠لم يطالعْ غيرَه أوشك أن يكون ضÙØْكة، وكان ما Ø®ÙÙŠ عليه من علمه الذي اقتصر عليه أكثرَ مما أدرك منه لتعلق العلوم بعضها ببعض، وأنها دَرَجٌ بعضها إلى بعض.
ومن طلب الاØتواء على كل علم أوشك أن ينقطع وينØسر، ولا ÙŠØصل على شيء، وكان كالمØضر إلى غير غاية، إذ العمر يقصر عن ذلك)
ثم أجرى نظره ابتغاءَ ØÙ„ÙÙ‘ للخروج من بين مطرقة الجهل وسندان الØسرة، Ùقال:
(Ù„ÙيأخÙذْ من كلÙÙ‘ علم٠بنصيب، ومقدار٠ذلك معرÙته بأعراض٠ذلك العلم Ùقط، ثم يأخذ مما به ضرورة إلى ما لا بد له منه، ثم يعتمد العلم الذي يسبق Ùيه بطبعه وبقلبه وبØيلته، Ùيستكثر منه ما أمكنه، Ùربما كان ذلك منه ÙÙŠ علمين أو ثلاثة أو أكثر، على قدر زكاء Ùهمه، وقوة طبعه، ÙˆØضور خاطره، وإكبابه على الطلب، وكل ذلك بتيسير الله تعالى)[14].
ÙيميÙّز ابن Øزم بين مرتبتين، التوسÙّع٠والتخصÙّص، ويجعل منهما مرتبتين متكاملتين لا متمانعتين، Ùلأنَّ العلمَ بØورٌ Ùلْيَق٠الطالب من كل علم٠على أعراضه، ويأخذ منه ما لا بÙدَّ منه، ولئلا يكون علم الطالب مجرد إشرا٠على أعراض العلوم وضرورياتها مع تنكÙّب دقائقها ومØرَّراتها Ùليتوجَّه بهمÙّه إلى جانب٠من العلم، وليكن واØدًا أو اثنين أو أكثر، Øسب طاقته، Ùيستكثر منه ما أمكنه.
وهاهنا أمورٌ منهجيَّةٌ ØªØµÙ„Ø Ø£Ù† تكون تمامًا للإجابة الØزميَّة، وهي:
(1) علم٠المتخصÙّص بمظنَّة العلم:
وهذا أمرٌ لا بد أن يستوي ÙÙŠ الاعتناء به طلاب التخصصات كاÙةً، Ùالعلم لا يمكن أن ÙŠØاط بØقائقه وأطراÙه، غير أنَّ الوقو٠على مظانÙّه ممكنٌ وإن كان عسيرًا، وليس القصد من مظانÙّه أن يعلم الطالب الكتب الرئيسة ÙÙŠ كل علم ÙØسب، Ùهذا مما ÙŠÙدرك بالورقة والورقتين، بل الشأن أن يعلم أين تÙبØØ« مشكلات العلم ودقائقه، ويعلم موقع كل كتاب من سلسلة مصادر العلم ومدى تأثره وتأثيره، وكي٠يتعامل معها ويÙيد منها، ويميÙّز بين كتب الÙÙ† وأعلامه ومدارسه، Ùإن لذلك أثرًا ÙÙŠ وزن مسائل العلم، وقد أوÙÙ‰ الطناØÙŠ يوم أن قال: (معرÙة٠مظنَّة العلم نصÙ٠العلم)[15] .. Ùليكن تخصÙّصك نصÙÙŽ علمك، ÙˆÙرÙّق النص٠الآخر بين سائر العلوم ÙÙŠ ضبط٠أصولها ودَرْك٠ضرورياتها والإشرا٠على مظانÙÙ‘ مسائلها ومغابن٠أبØاثها.
(2) علم٠المتخصÙّص بما يؤول إلى تخصصه:
إذا تقرَّر أن الوجه أن يتوجَّه الطالب بهمÙّه لعلم٠يتسلَّط على جليله ودقيقه بالبØØ« والنظر، Ùلا بدَّ أن يعلم أنَّ بين العلوم من الوشائج ما لا يمكن أن تØيط به المصادر المتخصصة، ولذلك Ùلا مناصَ له من تجاوز Øدود تخصصه لتتØرَّر له مسائل علمه، وهذه المجاوزة لا يراد بها أن يطَّلع الطالب على ما لا بÙدَّ له من كل علم، Ùهذا القدر من Ùرض طالب العلم ما دام طالبَ علم٠بصر٠النظر عن تخصصه، وإنما القصد هنا أنَّ لكلÙÙ‘ تخصÙّص٠وجهًا من الارتباط بسائر العلوم، وعلى المتخصص أن ÙŠÙÙ„ÙÙ…ÙŽÙ‘ به، وهذا الوجه يتÙاوت من علم إلى آخر، Ùما ÙŠØتاجه طالب الØديث من علم اللغة ليس على وزان ما ÙŠØتاجه طالب التÙسير، وهكذا.
ومن المقاطع البارعة المشيرة إلى Ùكرة العناية بالعلوم الآيلة إلى التخصص ما قدَّم به ابن٠عطيَّة تÙسيرَه الجليل (المØرر الوجيز)ØŒ Ùبعد أن ذكر أن العلم Ùنون، وأن على من تشوَّق للتØصيل أن يأخذ من كل علم بطر٠= قال:
(ثمَّ رأيت٠أن من الواجب على من اØتبى، وتخيَّرَ من العلوم واجتبى، أن يعتمد على علم من علوم الشرع، يستنÙد Ùيه غاية الوسع، يجوب Ø¢Ùاقه، ويتتبع أعماقه، ويضبط أصوله، ويØكم Ùصوله، ويلخص ما هو منه، أو يؤول إليه، ويÙÙŠ بدÙع الاعتراضات عليه Øتى يكون لأهل ذلك العلم كالØصن المشيد، والذخر العتيد، يستندون إليه ÙÙŠ أقواله، ويØتذون على مثاله)[16].
وهذا القدر الآيل إلى التخصص ÙŠÙعلم من خلال أمور عدة:
منها: العلم بمظنة العلم، Ùبعلمه بما ÙÙŠ دواوين العلوم الأخرى من المسائل يدرك ما له علقة منها بتخصصه.
ومنها: ما يرجع إلى القدرات الذهنية التي يستشر٠بها كلÙÙ‘ طالب Øوائجَ تخصصه، وهذا يتÙاوت بتÙاوت الطلبة.
ومنها: ما ÙŠÙدرَك بمراجعة المختصÙّين ÙÙŠ العلوم الأخرى، وهذا يختصر الطريق على طالب العلم، ويدني منه ما كان بعيدًا عن نطاق ذهنه ومجال بØثه، ليظÙر بهذه المراجعة على ما يؤول إلى علمه مما ضلَّ عنه ÙÙŠ غير تخصصه، وهذا إذا كان متأكدًا ÙÙŠ تخصصه الذي اصطÙاه، Ùهو ÙÙŠ ØÙ‚ بقية العلوم آكدÙØŒ لأنَّ كل علم Ùيه من الÙروع والذيول ما ÙŠØار من أجله المتخصص Ùيه، Ùما الظن بالوارد عليه؟ إضاÙةً إلى كون مراجعة المختصÙّين ضرورةً منهجيةً، Ùهم أقدر الناس على تبيان٠Øقائق تخصصهم وضمÙÙ‘ نظائره وجمع٠متناثره، أما الصدو٠عن مراجعتهم، أو أخذ ما تعلَّق بعلمهم من غيرهم ÙيشوÙّش على الطالب علمَه، ويطوÙّل طريقه، ويØيد٠به عن مطلوبه، Ùليتَّخذ المتخصص ÙÙŠ كل ÙÙ†ÙÙ‘ أعوانًا له وأنصارًا.
(3) علم٠المتخصÙّص باللغة:
إن تعجبْ Ùعجبٌ قول٠من يرى أن اللغة العربية مما لا يليق التوسع Ùيه إلا لمن تخصَّص Ùيها، وهذا رأيٌ Ùائلٌ لا خطامَ له ولا زمامَ، Ùإنَّ التوسÙّع ÙÙŠ اللغة لا يزيد الطالب إلا بَصَرًا ÙÙŠ تخصصه، أيًّا كان ذاك التخصص، واللغة العربية وإن كانت Ø£Øدَ العلوم التي تØيَّزت، Ùذلك من أجل ضبط قواعدها وتقرير أدلتها وبيان ما عليه لغة العرب وما ينبغي أن يلØÙ‚ به ويطرد، لا أن يكون العلم بنتائجها من خاصَّة أهلها، Ùإذا ما استثنينا المباØØ«ÙŽ النظريَّةَ من علوم اللغة العربية، وما تعلَّق منها بأصولها الموطÙّئة لنتائجها، Ùإن على الطالب أن يستكثر من تØصيل اللغة ما أمكنه ذلك، أما الوسائل التي توسَّل بها أهل اللغة لنتائجهم Ùالقول Ùيها كالقول Ùيما ÙŠÙؤخذ من سائر العلوم، والذي أشير إليه هنا يتعلَّق أصالةً بالـمÙخرَج النهائي الذي قدَّمه لنا أهل اللغة وسدنتها، Ùاللغة تجري من العلوم مجرى الدم من بني آدم، ووجه اختصاص اللغة من بين سائر العلوم عائدٌ إلى Ùقه منزلة العربية من الشريعة بعامَّة، Ùما دامت هذه الشريعة عربية، Ùلا ÙŠÙهمها ØÙ‚ÙŽÙ‘ الÙهم إلا من Ùهم اللغة العربية ØÙ‚ÙŽÙ‘ الÙهم، أما سائر العلوم Ùعلى Ù†Ùوذها ÙÙŠ العلوم جملةً إلا أن تأثيرها غالبًا إنما يقع ÙÙŠ مجالات٠منها، وليس كذلك اللغة، Ùإنها لا ينÙÙƒ عنها ناظرٌ ÙÙŠ الشريعة، أيًّا كان مجال٠نظره،ولما نظر الشاطبيÙÙ‘ ÙÙŠ العلوم ÙˆÙتَّش ÙÙŠ أيÙّها تتوق٠عليه صØØ© الاجتهاد، بØيث٠لا ÙŠØصل الاجتهاد ÙÙŠ الشريعة إلا بالاجتهاد Ùيه تØصيله على تمامه = قال: (الأقرب ÙÙŠ العلوم إلى أن يكون هكذا: علم٠اللغة العربية، ولا أعني بذلك النØÙˆÙŽ ÙˆØدَه، ولا التصريÙÙŽ ÙˆØده، ولا اللغة، ولا علمَ المعاني، ولا غيرَ ذلك من أنواع العلوم المتعلقة باللسان، بل المراد جملة علم اللسان ألÙاظ أو معاني كي٠تÙصÙÙˆÙّرَت، ما عدا علم الغريب، والتصري٠المسمى بالÙعل، وما يتعلَّق بالشعر من Øيث هو شعرٌ كالعروض والقاÙية، Ùإن هذا غير Ù…Ùتقر إليه هنا … وبيان تعيÙّن هذا العلم أنَّ الشريعة عربيَّةٌ، Ùلا ÙŠÙهمها ØÙ‚ÙŽÙ‘ الÙهم إلا من Ùهم اللغة العربية ØÙ‚ÙŽÙ‘ الÙهم، Ùإذا Ùرضنا مبتدئا ÙÙŠ Ùهم العربية Ùهو مبتدئ ÙÙŠ Ùهم الشريعة، أو متوسطًا Ùهو متوسطٌ ÙÙŠ Ùهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، Ùإن انتهى إلى درجة الغاية ÙÙŠ العربية كان كذلك ÙÙŠ الشريعة، Ùكان ÙهمÙÙ‡ Ùيها Øجَّةً كما كان Ùهم الصØابة وغيرهم من الÙصØاء الذي Ùهموا القرآن Øجَّةً)[17] .. ولهذا الاختصاص Ùإنَّه (قلَّ رجلٌ أنعم النظر ÙÙŠ العربيَّة وأراد علمًا غيره إلا سهل عليه) كما يقول الÙرَّاء[18] .. وعن النØÙˆ خصوصًا قال أبو بكر الشنتريني: (لو لم يكن من Ùضائل هذا العلم إلا أن صاØبه مترشÙÙ‘ØÙŒ لسائر العلوم، مستطيلٌ عليها، متصرÙÙ‘ÙÙŒ Ùيها، مالكٌ لأزمَّتها، ولا يتعذَّر عليه شيءٌ منها)[19] .. ÙˆÙÙŠ المقابل Ùمن جهل النØÙˆ صعب عليه غيره، كما قال ابن Øزم: (إن جَهÙÙ„ هذا العلم (= يعني النØÙˆ) عَسÙر عليه علم٠ما يقرأ من العلم)[20].
وإذا نظرنا ÙÙŠ التاريخ العلمي رأينا (اهتمام علماء كل ÙÙ†ÙÙ‘ وعلم٠باللغة، يقدمونها أمام كل بØØ«ØŒ ويÙعنَون بها قبل كل كلام، ولا عجب ÙÙŠ هذا، Ùاللغة هي المدخل الØقيقي لمعرÙØ© علومنا كلها وتاريخنا كله، والاستهانة بها والتÙريط ÙÙŠ قواعدها ورسومها إنما هي استهانةٌ وتÙريطٌ بمعارÙنا وعلومنا كلها)[21]ØŒ وما ذلك إلا لأن (اللغة هي خزانة الÙكر الإنساني)[22]ØŒ وهي (صورة وجود الأمة، بأÙكارها ومعانيها ÙˆØقائق Ù†Ùوسها)[23]ØŒ Ùليست اللغة قسيمًا للعلوم، بل هي ركنٌ أساسٌ Ùيها، وقدرٌ مشتركٌ بينها، ولو لم يكن ÙÙŠ بيان أهميتها إلا أن أهل العلوم كلها لا يعبرون عن علومهم ولا ÙŠÙتنÙّون ÙÙŠ الإبانة عن أغراضهم إلا بلسانها لكÙÙ‰.
*****
ومع كلÙÙ‘ ما مضى Ùإن Ù…Ùهوم التخصص يظلÙÙ‘ Ù…Ùهومًا معقَّدًا، والقدر المجزئ من كل علم يبقى قدرًا عائمًا، لكن المØقَّقَ مما مضى أن طرÙÙŽÙŠ الرأي (التوسع اللامنضبط – التخصص المعزول) مجانÙان لمنطق العلم، ويبقى الوسط بين الطرÙين كعادته مشكلًا، كما قال الطوÙÙŠ: (غالب مسائل الخلا٠إنما وقع الخلا٠Ùيها من Øيث كانت واسطة بين الطرÙين، وكلÙÙ‘ واسطة بين طرÙين يتَّجه النزاع Ùيها لضربها بالنسبة إلى كلÙÙ‘ من الطرÙين)[24].
وأخيرًا، Ùإنَّا لو أجلنا النظر ÙÙŠ العلماء الموسومين بالتوسع والشمول العلمي والخروج عن قيد التخصصات لرأينا واØدَهم تتÙاضل علومه قوةً وضعÙًا، ولربَّما رأيناه ÙÙŠ علم٠ما من عداد المشاركين Ùيه دون أن يبلغ أمداد المختصÙّين به، بل ربَّما كان موسومًا بالقصور والضع٠Ùيه كما تقدم ذكره، Ùآل التوسÙّع إذًا إلى أن يكون تخصÙّصًا مقنَّنًا، وهذا يجعلنا Ù†Ùارق٠مداولة هذه الثنائية Ø¨ØªØ±Ø¬ÙŠØ ÙƒÙة٠على أخرى ترجيØًا مطلقًا، ونØاول٠رسمَ وساطة٠عادلة٠بين التخصص والتوسع، ÙالتخصÙّص٠لا مناصَ منه لطالب العلم، التخصÙّص٠الذي يستوÙÙŠ Ùيه الطالب تصوÙّرَ Ùروع٠تخصÙّصه وأصوله، ويØيط بمشكلاته، ويØسن أن يعبر عنه، وينÙصل عن الاعتراضات الموجهة عليه، التخصÙّص٠الذي يجعل به الطالب٠سائرَ العلوم مكمÙّلةً له دون خَلق٠Øواجزَ موهومة٠بأيدي العجز والتÙريط، ودون Ù†Ùخ٠جبال٠من الدعاوى يتسلط بها الطالب على غير تخصصه بلا استØياء علمي.
وإذا ما رأينا Ø§ØµØ·Ù„Ø§Ø Ø¬Ù…Ù‡ÙˆØ± المعاصرين وتناولَهم لمÙهومَي التخصص والتوسع واستصØبنا ما تقدَّم ÙÙ†Øن٠بØاجة إلى أن نخصÙّص التوسع، ونوسÙّع التخصص، لا أن Ù†Ùاضل بينهما على وجه الإطلاق، ورجاØة٠عقل الطالب ووÙرة٠ملكاته ليست رهينةً لهذا ولا ذاك، (Ùليس المهم ÙÙŠ تعدÙّد الجوانب العقليَّة ÙˆØدة الموضوع أو كثرته، ولكنَّ المهم هو طريقة التناول وطريقة التصرÙّ٠ومقدار القوة اللازمة لتناوله وتصريÙÙ‡)[25]ØŒ Ùلا Ùضلَ لتخصÙّص٠على توسÙّعÙØŒ ولا لتوسÙّع٠على تخصÙّص٠إلا بالتØقيق.
—————————————
[1] رØلتي الÙكرية (273).
[2] رسائل ابن Øزم (4: 81).
[3] قال ابن الجوزي: (ينبغي لكل ذي علم أن يساهم بباقي العلوم، Ùيطالعَ منها طرÙًا، إذ لكلÙÙ‘ علم٠بعلم تعلÙّق) صيد الخاطر (453).
[4] جامع بيان العلم ÙˆÙضله لابن عبدالبر (1: 206-207).
[5] جامع بيان العلم ÙˆÙضله (1: 209).
[6] صيد الخاطر (181-183).
[7] صيد الخاطر (442-443).
[8] المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (1: 377).
[9] جامع بيان العلم ÙˆÙضله (1: 256).
[10] تاريخ الإسلام (12: 1111).
[11] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (13: 349-350).
[12] سير أعلام النبلاء للذهبي (5: 234).
[13] سير أعلام النبلاء (18: 471).
[14] رسائل ابن Øزم (4: 78).
[15] ÙÙŠ اللغة والأدب .. دراساتٌ وأبØاث (1: 288).
[16] (1: 6-7).
[17] المواÙقات (5: 52-52) بتصرÙّ٠يسير.
[18] انظر: معجم الأدباء لياقوت الØموي (1: 17).
[19] تنبيه الألباب على Ùضائل الإعراب (27).
[20] رسائل ابن Øزم (4: 66).
[21] مقالات الطناØÙŠ (1: 179).
[22] أباطيل وأسمار لمØمود شاكر (346).
[23] ÙˆØÙŠ القلم للراÙعي (2: 39)
[24] درء القول Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ Ø¨Ø§Ù„ØªØسين ÙˆØ§Ù„ØªÙ‚Ø¨ÙŠØ (169).
[25] بين الكتب والناس للعقَّاد (141).