محمد الجيزاوي

ها هو ذا أمامي إلى اليمين، في محاضرة المقرر من علمي العروض والصرف على الفرقة الثالثة بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة عام 2007، أحد المُمْعِنين (الطلاب الحاصلين من قبلُ على مُؤهِّلاتٍ عُليا)، وكان في ماجستير كلية الطب، يجمع إليها ليسانس كلية دار العلوم! شاب جَسيم  صَموت، لا يُخفيه الطلاب، ولا يكلمني في شيء، حتى إذا ما استطردتُّ مرة في التعليق على بعض شعر المتنبي إلى أن من حكمة القائمين على الدعوة أن يختاروا لوَعظ كل طائفة من الناس مَن عاشرهم فعرَف أحوالَهم وحفِظ أقوالَهم، وأعجبته الفكرة- أقبل عليّ، يتودد إليّ، ويتمسك بي! ثم لا يحُلَّ الخامسُ والعشرون من يناير عام 2011، إلا وهو معيد بقسم الشريعة، يشارك في المظاهرات متطلِّعًا إلى فتح الجامعة ليعتصم بها، ويقود زملاءه وأساتذته جميعا إلى رئيس الجامعة المستمر ليقيل بعض عمداء كليات العهد الغابر -!- فيأبى عليه؛ فيُحذّره على الملأ سوء عاقبة أن يلقى خصومهم دونهم -وكان لقيهم ثم خرجوا عنه وهم وقوف على بابه، فمروا بهم متساخرين- فيخضع له خضوعا يملأ الأسماع حتى يظن عميدُ بعض الكليات بالمُمْعِنين كلهم الظُّنون، تلميذي النجيب محمد الجيزاوي.

Related posts

Leave a Comment