الحلاق، لعبد الله الكعبي

ما إن فتحت محلات الحلاقة وانتشل الكل ذاكرته عنها … مررت بعدة ذواكر هذا اليوم … من تحدث عن الأغاني الهندية وآخرون تحدثوا عن صوت المقص …
ومنهم من دمج الحلاق بصالون التجميل وذكر منع الحف الذي قد يسبب الكورونا…
ولكن ما عساي أكتب وأحدث والكل احتفى بتلك الكثبان والجبال العظيمة من الحنين لفترة من عمره …
أبي يحملني على كتفه وأنا أمسك بذقنه ويربت على صدري …
كرسي الحلاق كما تعلمون له لوح يضعك أبوك عليه لو كنت صغيرا … حينما جلست على الكرسي دون لوح أيقنت أنني كبرت…
نعم الأغاني الهندية تدخل لأذني مثلكم تماما ولكن كم أنزعج من صوت الطبل ،ولا زلت فالهنود غير بارعين فيه، يبدو للطبل خفة يد وقوة ساعد تجعلك تطرب وهذا ما لا يتقنه الهنود …
أما صوت المقص ومرور الموسى على الترقوة فهو مكفول بمدى جسارتك وتحملك…
أخبرني سلوم العبيدي إياك أن تحلق مع راجوه، فهو مسلم وأشك أنه جزار… ما اكترثت لنصيحته… وما إن مسك ذقني قال بسم الله والله وأكبر… مسكت يده وكأنني أرد سيف عنترة عن رقبتي … ثم ضحكت دون قصد بل خرجت أصرخ خارج المحل ضاحكا وبطني تؤلمني..
بعدها رجعت ومسكت نفسي عن الضحك حتى انفجرت في وجهه …
يبدو أنني أفرغت كل ما في جعبتي ضحكا ورذاذا عليه …
في أحد أعراس البلوش سحبت بنفسي إلى يوم الحسانة … كانت النساء يتحلقن حول العريس والحلاق يحلقه …
كان الوضع حلاقة وجزا لا تقصيرا
واللون الأخضر بهيّ يزين العريس …
ولابد من الغسل …
كان المحسن شخصا واحدا في البلدة … لا محل ولا كرسي…
فقط مرآة دائرية لا ترى فيها إلا وجهك …
وقد شاهدت حسون يمسك بقطعة صغيرة يسميها مجازا مرآة …
نعم ذاكرتكم جميلة وأنتم تعلقون وتعبرون عن فتح نشاط الحلاقة … بيد انها صغيرة جدا للأسف
أين اختفت أوامر المدير بحلق رؤوس المخالفين حتى يفوز بمسابقة المحافظة على النظافة…
أين ذهبت عن جراحات رأسي وأنا أسكب كمية من الدواء الآيدين الأحمر الحار وقد جز الحلاق قطعة من فروة الرأس…
بل أين ذهبت عن سعيد ذاك الطفل الذي أغلق الحلاق عليه الباب وأنا اركض في الحارة صارخا … (الحلاق صك الباب على سعيد) وتبين بعد أن لممت الناس عليه أنه ما كان يحمل معه قيمة الحلاقة …
لكن هل القيمة تعوض بقيمة… ØŸ
في حلاق رحيم كنا نذهب مع آبائنا لمشاهدة الشاهين الذي يملكه في المخزن…
فعلا رحيم ما كان فقط حلاقا بل أغنية رقيقة وفارس يحمل مقصا ….

Related posts

Leave a Comment