بسم الله الذي خلق الناس وخلقك ليروا ÙÙŠ اختلا٠الخلق دليل وجوده سبØانه، والØمد لله الذي أعطاك مكانةً بمنع العقل عنك ليعلمنا أنّ العطاء عطاؤه والمنع منعه، والصلاة والسلام على من رأت عقول٠الناس هديَه الصراطَ المستقيم Ùلزمتْه ما وسعها، ورأيتَه أنتَ ضياعَك القديم ÙØذرته ÙˆØدت عنه.
وبعد Ùلقد خلق الله كل إنسان بأØوال تتنازعه ÙÙŠ كل وقت، وخلقك بØال واØدة لا تتغير وإن جهدت Ø£Øيانا ÙÙŠ إخÙائها، Ùدلتنا Ø£Øوال الإنسان المختلÙØ© باختلا٠أوقاته على أثر العقل العامل Ùيه بعمله Ùيوجهه إلى الخير تارة، ويÙرديه ÙÙŠ الشر أخرى، ÙÙŠÙقبل ÙÙŠ Øين ويÙدبر ÙÙŠ آخر، ويضØÙƒ ÙÙŠ Øين ويبكي ÙÙŠ آخر، وأصل٠الضØÙƒ Ùيه أصل٠البكاء لو Ùهمتَ، غير أنك لم تجرّب عقلا من قبل.
ثم Ø®Ùلقتَ أنت على Øال واØدة لا تتغير مهما تغيرت أعمالك، ÙˆØسبتها “كرامة”ØŒ ولا كرامة Ùيها إلا أن يكون الجنون كرامة، ودع عنك اختلا٠أعمالك، Ùكذلك يعمل المجنون أعمالا كثيرة مختلÙØ©ØŒ ÙˆØاله واØدة لا تتغير؛ Ùإذا كان المجنون هو المقيم على معصية الله Ùإن المعاصي أعمال كثيرة، وإقامته عليها إقامة واØدة، واختياره إياها دون سواها ÙÙŠ كل مرة دليل غياب عقله ÙˆÙساد رأيه وسبب لليأس من Øالته، وكذلك كانت Øالك الواØدة التي أقمتَ عليها دليل غياب عقلك ÙˆÙساد رأيك، ثم كان إصرارك عليها سببا لليأس من Øالتك.
ولو أنك خلقت ÙÙŠ زمن غير زمنك هذا ما كان سلام أي Ø·ÙÙ„ عليك إلا بØجر يأكل من رأس انتÙØ® على قدر ما انتÙØ® ثم لم يتسع إلا Ù„Ùكرة واØدة هي Ùكرة اختصاصك بتلك “الكرامة”ØŒ وأي كرامة ÙÙŠ Ùكرة واØدة ترجرج ÙÙŠ رأس كبير Ùتؤذي بصاØبها أهل عصر منكود؟ ولو كان صاØبها ÙÙŠ غير زمنه، ورآه صغار أزمان مضت لما كان له ÙÙŠ طبهم علاج غير أن يملأوا Ùراغات ذلك الرأس الÙاسد بØجارتهم، Ùربما ضيّقوا على Ùكرته مجالها Ùهدأت وهدأ المبتلى المسكين، لكنك يا مسكين لم تخلق إلا لزمن غريب؛ Øجب Ùيه الصغارَ والكبارَ قوانين٠وألÙاظٌ مطاطة تأسرهم وتطلق أمثالك، Ùسرت ÙÙŠ الناس غريبا، واختلط على بعضهم ÙØ£ÙØ³Ø Ù„Ùƒ هازئا بك أو جادّا Ùكان Ùيما بلغته مع ما Ùيك دليل على أن العطاء عطاء الله وأن المنع منعه، وأنه سبØانه إذا آتى جعل الأعمى ساعاتي.
ÙالØمد لله Øمدا كثيرا على نعمة العقل المشغول بأÙكاره المستجيب لأØواله الملتزم بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ما وسعه؛ Ùإن اختلا٠الأÙكار وتعدد الأØوال مهلكة لمن لا يهتدي ولا عاقل له، ولهذا أرسل الله رسوله هاديا ومبشرا ونذيرا؛ يهدي الناس إذا اختلطت عليهم Ø£Ùكارهم وتنازعتهم Ø£Øوالهم، Ùيبشر من اهتدى وينذر من أبى لعله يعود، وجعل بعض الناس عاقلا لبعض، كما جعل أطÙال الأزمان السابقة مؤدّÙبين لمجانينها، ثم أنبتك زمانٌ غريب ÙÙŠ ظل قوانين وألÙاظ سخيÙØ© تØجب عنك Øجارة أطÙال شبّوا، Ùما تركت منذ استوى عودك الÙاسد قذ٠أولئك الشبان بØقدك ÙˆØسدك ومظاهر نقصك، وما منعوك عن اختيار منهم، ولكن القدر الذي جعل الشمس تجري لمستقر لها، اختار لبذرتك بقعتها الظليلة، ولو اختار لها Ø£Ùضل البقاع ما خرجت إلا Ùاسدة، Ùازرع الثوم Øيث زرعته Ùلن يكون إلا ثوما، غير أن للثوم Ùائدة ÙÙŠ Ù†Ùسه، ÙˆÙائدتك ÙÙŠ أن يتعظ بك غيرك.