المنهج العربي الأصيل:
الØديث عن المنهج العربي الأصيل كالØديث عن النظرية الأدبية العربية الأصيلة مرده- غالباً- إلى اتخاذ موقÙÙŠ الهجوم والدÙاع اللذَيْن تترس خلÙهما غالب٠دعاة٠الØداثة والمعاصرة من جهة، وغالب دعاة المØاÙظة والأصالة من جهة أخرى، وقد كانت المثاقÙØ© (السلبية والإيجابية) مع الغرب سبباً ÙÙŠ إثارة عدة إشكالات Øضارية وثقاÙية وأدبية كثيرة يدور أغلبها- ÙÙŠ مجال الأدب- Øول التساؤل عن وجود النظرية الأدبية العربية بخصائصها المتÙردة ومقاييسها الخاصة، وما يستتبع ذلك من وجود منهج نقدي مصاØب لهذه النظرية إن ÙˆÙجدت.
وهذا التساؤل الغريب إنما نشأ أصلاً من جعل الغرب مثالاً ÙŠÙقاس عليه؛ Ùما دام الغرب امتلك (نظرية ومنهجاً) Ùلا بد للعرب من امتلاك (نظرية ومنهج) تÙماثل تماماً نظرية الغرب ومنهجه، Ùإن اختلÙت قليلاً تبعاً لاختلا٠الأدب العربي وخصوصيته التي تميز بها عن غيره؛ Ùلا يمكن أن تسمى هذه النظرية العربية المختلÙØ© (نظرية) لأنها لا تماثل ÙÙŠ خصائصها ومكوناتها ومقاييسها نظرية الأدب الغربي!!
ومعلوم أن هذا المنطق يرتد ÙÙŠ ذاته إلى الهزيمة الروØية التي Ù…Ùني بها العرب ÙÙŠ عصورهم المتأخرة أمام الغرب وانسØبت هذه الهزيمة على مجالات عدة من مجالات الØياة العربية اجتماعياً وسياسياً وثقاÙياً وأدبياً وعسكرياً؛ بل ودينياً أيضاً. وهذا شبيهٌ بقول بني إسرائيل لموسى:†اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهةâ€Ø› Ùهم لم يطلبوا (الإله) من موسى إلا بعد أن رأوا ما ظنوه (آلهة) خيراً من إلههم، بينما هي مجرد أصنام لا تضر ولا تنÙع، ولو لم يروا ذلك ما طلبوا من موسى هذا الطلب الذي دل على هزيمة روØية كبيرة وشعور بالنقص عظيم، ثم إن طلبهم هذا جاء مشروطاً بتماثل الإله المطلوب من موسى مع الآلهة التي رأوها؛ Ùكأنهم وضعوا صÙات خاصة ÙÙŠ الإله المطلوب لا يجوز أن تختل٠عن صÙات الآلهة التي أعجبتهم. وقد رد عليهم موسى قائلاً: †إÙنَّكÙمْ قَوْمٌ تَجْهَلÙونَ، Ø¥ÙÙ†ÙŽÙ‘ هَٰؤÙلَاء٠مÙتَبَّرٌ مَا Ù‡Ùمْ ÙÙيه٠وَبَاطÙÙ„ÙŒ مَا كَانÙوا يَعْمَلÙونَ، قَالَ أَغَيْرَ اللَّه٠أَبْغÙيكÙمْ Ø¥Ùلَٰهًا ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ ÙَضَّلَكÙمْ عَلَى الْعَالَمÙينَâ€ØŒ ورغم هذا التÙضيل الذي خصهم الله جل وعلا به إلا أن جهلهم المرتكز على هزيمتهم الروØية أوقعهم ÙÙŠ الاÙتتان بالظواهر وطلب ما هم ÙÙŠ غنى عنه، والتطلع إلى الذي هو أدنى مع امتلاكهم لما هو خير.
وهذه الرؤية من بني إسرائيل تشبه إلى Øد٠بعيد المثاقÙØ© السلبية التي وقع Ùيها عرب البعثات الأولى للغرب وما تلا ذلك من استلاب Ùكري استمر منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي إلى الآن.
ومن الثابت عقلاً أن النظريات والمناهج لا تÙستنبت استنباتاً كلما عَنَّ لأمة أن تقلد أمة أخرى، ولكنها تتطور ÙÙŠ بيئة خاصة تبعاً لإشكالات خاصة، وتظل تتدرج من خلال ØªÙ„Ø§Ù‚Ø Ø§Ù„Ø£Ùكار وتÙاعل التجارب Øتى ÙŠØµØ Ø£Ù† تسمى نظرية، تماماً كما Øدث مع النظريات الأدبية الغربية الكبرى. وغالب المنكرين لوجود نظرية أدبية عربية ومنهج عربي أصيل وقعوا ÙÙŠ شَرَك اتخاذ المثال الغربي مقياساً يقيسون عليه الواقع الأدبي العربي، كما أن غالب المثبتين لوجود هذه النظرية وذلك المنهج وقعوا ÙÙŠ شَرَك ردة الÙعل المداÙعة عن الثقاÙØ© والأدب العربيين، وكلاهما انطلق- مهاجماً أو مداÙعاً- من المÙهوم الخاص الذي أنتجته الثقاÙØ© الغربية (للنظرية والمنهج). ولو استطعنا أن نخلع- قليلاً- هؤلاء وأولئك وننظر إلى Ù…Ùهوم (الأدب) Ùˆ(وظيÙØ© النقد) لاستطعنا أن نضع أيدينا على منهج عربي أصيل مستمد من نظرية عربية أصيلة؛ ولأن (العمل الأدبي) هو موضوع (النقد الأدبي) Ùإننا لن نصل إلى Ù…Ùهوم جامع مانع للمنهج الأصيل أو Ù…Ù„Ø§Ù…Ø ÙˆØ§Ø¶ØØ© له ما لم Ù†Ùهم طبيعة العمل الأدبي وماهيته وقيمه وأصوله.
العمل الأدبي:
Ùالعمل الأدبي ÙÙŠ أبسط تعريÙاته هو:†التعبير عن تجربة شعورية ÙÙŠ صورة موØية.â€([1])Ø› (Ùالتعبير) يصور لنا طبيعة العمل ونوعه، وأنه كلام مؤل٠من ألÙاظ ذات دلالة معنوية، Ùˆ(التجربة الشعورية) تبين لنا مادة العمل وموضوعه، (والصورة الموØية) تØدد لنا شروط العمل وغايته.
وهذه المØترزات كلها مرتبطٌ بعضها ببعض، يسقط العمل الأدبي بسقوط واØد منها؛ Ùالتعبير الذي هو ألÙاظ ذات دلالة لا ÙŠØµØ¨Ø Ø¹Ù…Ù„Ø§Ù‹ أدبياً ما لم يتناول تجربة شعورية معينة، والتجربة الشعورية لا ØªØµØ¨Ø Ø¹Ù…Ù„Ø§Ù‹ أدبياً ما لم ÙŠÙعبَر عنها بصورة موØية، ولا دخل بعد ذلك لموضوع العمل الأدبي ÙÙŠ تØديد أدبية العمل؛ Ùالمواضيع تختل٠باختلا٠الأغراض والÙنون، ويبقى التعبير عن الانÙعال الوجداني- بأي موضوع كان- هو ÙˆØده العمل الأدبي لأنه ببساطة: تعبير عن تجربة شعورية سيطرت على وجدان الأديب Ùصبها ÙÙŠ قالب Ùني، واستطاع المتلقي استقبالها والشعور بما شعر به الأديب وقت التعبير عنها؛ Ùمناط الØكم على العمل الأدبي هو كمال تصوير الأديب لتجربته الشعورية ونقلها نقلاً موØياً يثير ÙÙŠ النÙس انÙعالاً مستمداً من الانÙعال الذي صاØبها ÙÙŠ Ù†Ùس قائلها. أما الØقائق العقلية والعلمية Ùلا تØدد مكانة العمل الأدبي إلا إذا تم الانÙعال الوجداني بها، وامتزجت بالشعور الإنساني وتداخلت ÙÙŠ صميم (التجربة الشعورية) وانطوت عليها. ولا يعني هذا أن الأدب عدو للØقائق الواقعية؛ بل المهم أن ØªØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ù‡ الØقائق شعورية Ùتتجاوز المنطقة العقلية الباردة إلى المنطقة الشعورية الØارة.([2])
والتجربة الشعورية Øالةٌ من Øالات امتلاء النÙس بموضوع ما- عاماً كان أم خاصاً- وهي مرØلة أولية لازمة للعمل الأدبي لا يمكن أن يظهر العمل الأدبي دون المرور عليها، كما أنها لا يمكن أن تÙÙهم أو تÙØس إلا إذا Ø´ÙÙعت بالتجربة التعبيرية التي هي بمثابة الإطار العام المعبر عنها؛ Ùالشعور والتعبير هما قوام العمل الأدبي اللذان لا يمكن Ùصلهما عن بعضهما، وليست الصور التعبيرية إلا ثمرة للشعور الداخلي، والشعور الداخلي لا يمكن أن ÙŠÙÙهم إلا من خلال الصور التعبيرية.
ولذلك؛ Ùإن من أخص خصائص القيم الشعورية غلبة الذاتية والشخصية عليها لأنه لا يمكن بØال أن يتÙÙ‚ مبدعان أو أديبان على شعور متماثل ÙÙŠ موضوع بعينه. والأديب المبدع هو الذي يدلنا على ميسمه الخاص، ليس من خلال طرائق تعبيره Ùقط، بل من خلال طريقة شعوره أيضاً؛ ÙÙ†ØÙ† مثلاً لا نستطيع أن نلمس تشابهاً وتماثلاً ÙÙŠ الصور التي تمر على أخيلتنا عندما نذكر اسم ( المتنبي، وأبا نواس، وأبا العتاهية، والمعري)ØŒ ورغم أن هذه الأسماء كلها اتÙقت ÙÙŠ ÙÙ† واØد هو الشعر؛ إلا أن قوة إبداعها وعمق تجربتها الشعورية واختلاÙها، تجعلنا نشعر بتباين العوالم الشعورية ÙÙŠ أنÙسنا كلما ذكر اسم من هذه الأسماء أمامنا Øتى كأن شخصية الشاعر بملامØها وخصائصها النÙسية والÙنية تتجسد ÙÙŠ مخيلتنا واضØØ© ومباينة لشخصية غيره. ومرد ذلك إلى اقتدار هؤلاء الشعراء ÙÙŠ خلق عوالمهم الشعورية الخاصة والصدق ÙÙŠ Ø¥Øساسهم بالØياة وعمق اتصالهم بالØقائق الإنسانية والكونية الكبرى، Øتى صرنا ندرك- من خلال ذكر الاسم Ùقط- Ù…ÙØªØ§Ø Ø´Ø®ØµÙŠØ© المتنبي، ومÙØªØ§Ø Ø´Ø®ØµÙŠØ© البØتري، ومÙØªØ§Ø Ø´Ø®ØµÙŠØ© المعري، ومÙØ§ØªÙŠØ Ø´Ø®ØµÙŠØ§Øª غيرهم من الشعراء المبدعين.
أما القيم التعبيرية Ùهي الصورة اللÙظية التي تظهر من خلالها القيم الشعورية، وهي ليست ألÙاظاً Ùقط- وإن كانت الألÙاظ هي الإطار العام الذي ÙŠØمل التجارب الشعورية ويوصلها للمتلقي- ولكنها نظامٌ متكامل يتأل٠من تنسيق العبارات وترتيبها ووضعها ÙÙŠ مواضعها ومراعاة ما قبلها لما بعدها، وانتظام الجرس الموسيقي الداخلي والخارجي Ù„Øرو٠اللÙظ ومخارجه، وظلال الكلمات وصورها وأخيلتها التي تخلÙها ÙÙŠ النÙس بعد أن تنتظم ÙÙŠ نسق أدبي معين.
وعليه؛ Ùإن وظيÙØ© التعبير ÙÙŠ الأدب لا تنتهي عند الدلالة المعنوية للألÙاظ والعبارات والجمل والكلمات؛ بل هناك مؤثرات أصيلة ÙÙŠ التعبير الأدبي يكمل بها العمل الÙني ليس أقلها الإيقاع الموسيقي للكلمات والعبارات، والصور والظلال التي يشيعها اللÙظ٠والعبارة٠ÙÙŠ Ù†Ùس المتلقي، والأسلوب والطريقة التي تÙعرض من خلاله التجارب الشعورية وتÙنسق على أساسه الكلمات والعبارات.([3])
والØديث عن العبارة ÙÙŠ العمل الأدبي متصلٌ بالØديث عن اللÙظ المعبر؛ Ùالعبارة مجموعة ألÙاظ منسقة على Ù†ØÙˆ معين لأداء معنى ذهني أو معنى شعوري، والألÙاظ لا تستطيع أن تعطي دلالتها كاملة إلا من خلال نسق معين، ثم من خلال الإيقاع الموسيقي الناشئ عن مجموعة إيقاعات الألÙاظ المتناغمة بعضها مع بعض، ثم من الصور والظلال التي توØÙŠ بها الألÙاظ المتناسقة ÙÙŠ العبارة. والألÙاظ التي يختارها الأديب والنسق الذي يرتبها Ùيه عنصران أصيلان ÙÙŠ تعبيره الÙني ÙˆÙÙŠ قيمة عمله الأدبي لأنهما ÙˆØدهما اللذان ينقلان إلينا كامل شعوره.
ووظيÙØ© الأديب الÙØ° Øينئذ٠كما يقول سيد قطب:†أن يهيئ للألÙاظ نظاماً ونسقاً وجواً ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ø§ بأن تشع أكبر Ø´Øنتها من الصور والظلال والإيقاع، وأن تتناسق ظلالها وإيقاعاتها مع الجو الشعوري الذي تريد أن ترسمه، وألا يق٠بها عند الدلالة المعنوية الذهنية، وألا يقيم اختياره للألÙاظ على هذا الأساس ÙˆØده- وإن يكن لا بد منه ÙÙŠ التعبير ليÙهم الآخرون ما يريده- وأن يَردَّ إلى اللÙظ تلك الØياة التي كانت له وهو ÙŠÙطلق أول مرة ليصور Øالة Øية قبل أن يصير له معنى ذهني مجرد، Ùوصول اللÙظ إلى الØالة التجريدية معناه أنه مات ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø±Ù…Ø²Ø§Ù‹ ÙØسب، والأديب الموهوب هو الذي يرد عليه Øياته Ùيجعله يشع صورة وظلاً ويرسم Øالة ومشهداًâ€.([4])
هذا هو Ù…Ùهوم العمل الأدبي ÙÙŠ صورته الأولية التي نستطيع أن نقرر أنها الصورة الأصيلة للأدب ÙÙŠ الذهنية العربية التي تعتمد على ( التذوق ) بمعناه الواسع- Ù„Ùظاً ومعنى- ÙÙŠ Ùهم النصوص والإØساس بها.
وظيÙØ© النقد:
الغرض من تØديد وظيÙØ© النقد هو معرÙØ© المنهج الأكثر قرباً لطبيعة العمل الأدبي كي نواجهه به؛ لأن العمل الأدبي ÙÙ† من الÙنون الجميلة كالنØت والرسم والتصوير والموسيقى، ولكل هذه الÙنون مناهج هي أقرب إلى طبيعتها. ثم ÙÙŠ العمل الأدبي ذاته أنواع مختلÙØ© كالقصيدة والقصة والرواية والمسرØية، ولكل نوع منهج هو أقرب إلى طبيعته أيضاً- وإن كانت دائرة المناهج هنا تضيق أكثر لأننا ÙÙŠ إطار العمل الأدبي بمÙهومه الخاص- ثم ÙÙŠ القصيدة ذاتها أغراض متعددة ØªØµØ Ø£Ù† نجمع لها أكثر من منهج لدراستها Øسب إجراءات المنهج التي ØªÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ إلقاء الضوء على المناطق المظلمة ÙÙŠ القصيدة لتوضيØها وتبيين ما Ùيها من معان دلت عليها ألÙاظها.
وعليه؛ Ùإن المناهج تتعدد بتعدد الÙنون والأنواع والأغراض، ولا يمكن أن نضع قواعد دقيقة للمناهج كدقة القواعد العلمية البØتة، إنما الغرض ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„Ø§ØªØ¬Ø§Ù‡Ø§Øª العامة ورصد السمات المتعددة دون مغالاة ÙÙŠ التØديد الØاسم الذي يناÙÙŠ طبيعة الأدب المرنة. وقد لخص سيد قطب وظائ٠النقد وغاياته ÙÙŠ أربع نقاط) هي([5]):
أولاً: تقويم العمل الأدبي Ùنياً وموضوعياً، وهو تقويم يعتمد على (الذاتية) التي هي أساس (الموضوعية)Ø› Ùمن الغبن تجريد الناقد من ذوقه الخاص وميوله النÙسية واستجاباته الذاتية العائدة إلى تجاربه الشعورية السابقة Øال نظره إلى العمل الأدبي، بيد أنه من المستطاع أن يتخذ الناقد هذه الذاتية أساساً للØكم الموضوعي ÙيلاØظ طبيعة العمل الأدبي المنقود وأدواته الميسرة له وأساليب تناوله وقيمه الشعورية والتعبيرية؛ Ùيخرج بذلك قدر المستطاع من الذاتية الضيقة المعتمدة على شعوره الخاص إلى الموضوعية العامة المعتمدة على القواعد والأصول النقدية التي ÙŠÙرزها التعايش مع العمل الأدبي.
ثانياً: تعيين مكان العمل الأدبي ÙÙŠ خط سير الأدب، وهو تعيين يعتمد على معرÙØ© ما أضاÙÙ‡ العمل الأدبي إلى عالم الأدب عموماً، وهل هو نموذج جديد أم تكرار لنماذج سابقة مع شيء من التجديد، وهل هذا التجديد يشÙع له ÙÙŠ الوجود أم هو Ùضلة لا يضي٠لرصيد الأدب شيئاً.
ثالثاً: تØديد مدى تأثر العمل الأدبي بالمØيط الذي أنتجه ومدى تأثيره Ùيه، Ùمن المهم أن نعر٠ما أخذه هذا العمل الأدبي من البيئة وما أعطاه لها ØŒ وهي دراسات اجتماعية وتاريخية تضا٠إلى الدراسات الÙنية.
رابعاً: تصوير سمات صاØب العمل الأدبي من خلال أعماله وبيان خصائصه الشعورية والتعبيرية، وتتبع المؤثرات النÙسية التي اشتركت ÙÙŠ تكوين هذه الأعمال دون تمØÙ„ أو تكل٠أو جزم ÙÙŠ إطلاق الأØكام.
ومن خلال هذه الوظائ٠والغايات للنقد نستطيع أن نتبين Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ù‡Ø¬ الأصيل الذي جاءت جذوره الأولى عربية خالصة رغم ما شابها بعد ذلك من تØولات إجرائية لم تؤثر ÙÙŠ بنيته الأصلية كثيراً.
وهو ÙÙŠ مجمله يعتمد على مواجهة العمل الأدبي بالقواعد والأصول الÙنية المباشرة، ويقوم على التأثر الذاتي للناقد أولاً، ثم على عناصر موضوعية وأصول Ùنية لها Øظ من الاستقرار ثانياً؛ Ùهو منهج ذاتي موضوعي وثيق الصلة بطبيعة الأدب خاصة والÙنون عامة.
ويشترط ÙÙŠ الناقد الذي يواجه العمل الأدبي بهذا المنهج أن يمتلك ذوقاً Ùنياً رÙيعاً واطلاعاً واسعاً على مأثور الأدب والنقد، ÙˆØصيلة لغوية ÙˆÙنية، وموهبة خاصة ÙÙŠ التطبيق، ومرونة ÙÙŠ تقبل الأنماط الجديدة التي قد لا تكون لها نظائر يقاس عليها Ùيكون من شأنها تبديل القواعد المقررة والأصول المعروÙØ©.([6])
وقد ØÙÙ„ هذا المنهج بعدة أسماء تداخل بعضها مع بعض Ùأنتج تباينات عدة ÙÙŠ المعنى المراد، إلا أن هذا التباين لم يكن من الØدة بØيث تختل٠أصول المنهج وقواعده تبعاً لاختلا٠مسمياته؛ Ùسواءٌ كان منهجاً Ùنياً أو تأثرياً أو انطباعياً أو ذوقياً أو جمالياً Ùهو- كما نرى ÙÙŠ هذه المسميات- يكاد يصب ÙÙŠ مصب واØد، كما أنه يكاد ينبع من منبع واØد على رغم ما ÙÙŠ هذه المسميات من معان خاصة وإجراءات Ù…Ùارقة قد يرى Ùيها بعض النقاد اختلاÙاً Ø·ÙÙŠÙاً ÙÙŠ كل مسمى عن غيره. ولأنه ليس شيء أقرب إلى الأدب العربي- شعره ونثره – من Ù…Ùهوم التذوق؛ Ùقد اخترنا هذه التسمية لهذا المنهج العربي الأصيل وارتضيناها له؛ لعمق دلالة هذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ غالب التراث الأدبي العربي.
منهج التذوق:
جاء ÙÙŠ القاموس المØيط مادة ( Ø° Ùˆ Ù‚ ):†ذاقه ذوقاً وذواقاً ومذاقاً ومذاقةً: اختبر طعمه، وأذقته أنا… وتذوقه: ذاقه مرة بعد مرةâ€([7]) Ø› Ùالذوق بمدلوله اللغوي Øاسة تدرك بها الأطعمة والأشربة، أما ÙÙŠ Ø§ØµØ·Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ù„Ù…Ø§Ø¡ Ùقد انتقلت الدلالة اللغوية إلى دلالة اصطلاØية Ùˆ تباينت الآراء Øول Ù…Ùهوم التذوق الأدبي تبعًا لتباين المدارس الÙنية ÙÙŠ نظرتها وإدراكها لطبيعة الإبداع الأدبي؛ ولأن طبيعة التذوق لا تخضع لقواعد Ù…Øددة Ùقد تشابهت المÙاهيم Ùيه وتعددت التعريÙات له، ولكنها أكدت على أنه Øاسة شخصية وملكة بيانية وقدرة Ùنية تساعد صاØبها ÙÙŠ الØكم على العمل الأدبي وتقييمه.
وقد عرÙÙ‡ بعضهم بأنه†استعداد خاص يهيئ صاØبه لتقدير الجمال والاستمتاع به ومØاكاته بقدر ما يستطيع ÙÙŠ أعماله وأقواله وأÙكاره.â€([8])ØŒ وعرÙÙ‡ بعضهم بـ†الموهبة الإنسانية التي أنضجتها رواسب الأجيال السابقة وتيارات الثقاÙات المعاصرة التي امتزجت جميعها Ùكونت هذا الشيء المسمى بØاسة التمييز أو التذوق الأدبي.â€([9])ØŒ ونعته بعضهم بأنه†قوة نقدر بها الأثر الÙنيâ€.([10])ØŒ أو†قدرة ÙŠÙميز بها جمال النص الأدبي أو رداءته.â€([11])
وقد أشار ابن خلدون إلى أن الذوق Ù„Ùظة يتداولها المعتنون بÙنون البيان العربي، ومعناها: Øصول ملكة البلاغة للسان من خلال ممارسة كلام العرب وتكرار سماعه والتÙطن لخواص تركيبه.([12])
والملاØظ هنا أن التعري٠اللغوي يتÙÙ‚ مع التعري٠الاصطلاØÙŠ على ضرورة التجربة والاختبار والمعالجة والممارسة ÙÙŠ تذوق الأشياء الØسية والمعنوية، والأداة المستخدمة ÙÙŠ المعنى اللغوي هي اللسان، ÙˆÙÙŠ المعنى الاصطلاØÙŠ هي النÙس والعقل وما ينتج عنهما من وجدان وشعور، وهما مَعنيَّان بمعرÙØ© الØÙŽØ³Ù†Ù ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ ÙÙŠ الشيء المتذوق. ومÙاد هذا الاتÙاق أن التذوق رغم أنه Ùطرة من ÙÙطر النÙوس إلا أنه لا يتم تمامه ويستقوي Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ù†Ù‡Ø¬Ø§Ù‹ لصاØبه يعر٠به الغث من السمين إلا من خلال الممارسة والتجربة وكثرة المعالجة وتكرار التردد بين النصوص والÙنون والإيغال ÙÙŠ البØØ« والتنقيب؛ Ùهو Ù…Øصلة نهائية لدرس الأدب والنقد والبلاغة، وثمرة من ثمار الممارسة الجادة لهذه الÙنون ØªÙ…Ù†Ø ØµØ§Øبها القدرة على إدراك نواØÙŠ الجمال ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø¨Ø ÙÙŠ العمل الأدبي، Ùلا تكÙÙŠ الÙطرة ÙˆØدها للتذوق- وإن كانت Ùرشاً تمهيدياً له- وإنما لا بد أن تصØبها الدربة والممارسة Øتى يصل المتذوق إلى Øد استنتاج القواعد والأصول لهذا المنهج من خلال كثرة المعالجة والتجربة، ÙˆØتى يجعل للذوق الذي هو شيء لا ÙŠÙدرك بالØس أصولاً تدرك بالØس، وقواعد يكاد يتÙÙ‚ عليها المتذوقون الأÙذاذ. وقديماً أقام الآمدي- كما يذكر Ù…Øمد زغلول سلام- الذوقَ على ثلاثة أسس:
(الطبع) الذي هو قوةٌ ÙÙŠ الناقد ÙŠÙÙطر عليها، واستعدادٌ طبيعي ينشأ معه، Ùˆ(الØذق) الذي هو قوة يكتسبها الناقد بالممارسة والدÙربة وطول الاطلاع على آثار المبدعين والتمرّس بالجيد ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ Ù…Ù†Ù‡Ø§ لمعرÙØ© الأسباب التي جعلت الجيد جيداً ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ Ù‚Ø¨ÙŠØاً، Ùˆ(الÙطنة) التي هي مزيج من الطبع والØذق، أو هي أعلى درجات التذوق، وصاØبها أقدر على التمييز والØكم من صاØب الطبع ÙˆØده، أو صاØب الØذق ÙˆØده.([13])
وليس الذوق ملكة بسيطة كما قد يظن المتعجل، ولكنه مزيج من عناصر ثلاثة: (العاطÙØ©ØŒ والعقل، والØس)ØŒ ورغم أن للعاطÙØ© سلطاناً كبيراً Ùيه على عنصريه الآخرين : العقل والØس؛ إلا أن اختلا٠Øظوظ الناس من هذه العناصر الثلاثة يجعل لكل عنصر منها قيمة مختلÙØ© تبعاً لاختلا٠نصيب كل إنسان منها؛ Ùثمة من يغلب عليه عنصر العقل والÙكر Ùيميل مثلاً إلى شعراء المعاني كأبي تمام، وابن الرومي، والمعري، وثمة من تغلب عليه العاطÙØ© Ùيميل إلى شعراء النسيب وكل رقيق عذب من القول، كجميل بثينة، وكÙØ«Ùّير عزة، وعمر بن أبي ربيعة، والعباس بن الأØÙ†ÙØŒ أما من غلب عليه الØس Ùهو إلى أسلوب شعراء الطبع والسهولة أميل وبهم ألصق، كالبØتري، وعدي بن زيد. غير أن هؤلاء رغم اختلا٠طبائعهم وتباين ميولهم يستظلون جميعاً بمظلة التذوق Ùيأخذون من كل عنصر من هذه العناصر على قدر ما Ø®Ùلقوا به وغلب عليهم، ثم على قدر ما دَرَّبÙوا أنÙسهم على مثيله، وطوروا ملكاتهم بجنسه؛ لأن مصادر الذوق: (هبة٠ودربة)Ø› Ùأما الهبة Ùهي: طبيعية تولد مع الإنسان ويÙعبر عنها بصÙاء الذهن وخصب القريØØ© وظهور الاستعداد، ÙˆÙŠØªØ¶Ø Ø°Ù„Ùƒ ÙÙŠ ميل الناشئ الموهوب منذ الطÙولة إلى كل جميل من الأدب والÙن، ومØاولة تقليده ونجاØÙ‡ ÙÙŠ ذلك دون غيره ممن Øرموا هذا الاستعداد. وأما الدربة Ùهي: التهذيب والتعليم الذي ينمي الذوق ويهذبه ويسمو به؛ Ùالأديب ذو الÙطرة الذواقة ÙŠÙيد من قراءة الأدب وممارسة الÙنون Ùتراه بعد قليل مصقول الذوق ثاقب الذهن يضع يده على العبارة البليغة والخيال الجميل، ويدرك صدق العاطÙØ© وينÙر من كل مضطرب من الأدب، ويكون لتربيته العقلية والعلمية دخل كبير ÙÙŠ كمال Ø£Øكامه الأدبية واتزانها كما يكون أقدر على إنشاء الأساليب البليغة، وصوغ الأخيلة الجميلة وصدق التعبير عن العواطÙØŒ والقدرة على التعليل إذا صاد٠تعبيراً بلاغياً.
والذوق عامةً: سليمٌ وسقيم؛ Ùالسليم هو: الØسن الصØÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù‡Ø°Ø¨ الذي يستطيع تمييز الأدب العالي الجميل والأدب المتكل٠السخيÙØŒ والسقيم هو: الرديء الÙاسد الذي لا ÙŠØسن التÙرقة بين أنواع الأدب من Øيث القيمة الÙنية، أو الذي ÙŠÙؤثÙر٠السخي٠المطرØØŒ أو الذي لا ÙŠØسن شيئاً مطلقاً.
والنوع الأول هو المراد ÙÙŠ باب النقد وإليه تنصر٠كلمة الذوق إذا أطلقت، وقد وصÙÙ‡ القاضي الجرجاني ÙÙŠ الوساطة بقوله:†المهذب الذي صقله الأدب وشØذته الرواية وجلته الÙطنة وأÙلهÙÙ…ÙŽ الÙصل بين الرديء والجيد وتصور أمثلة الØسن والقبيØØŒ وأصØاب الذوق السليم قليلون وهم مضطرون دائما إلى ØÙظ أذواقهم من الآÙات التي تÙسدهاâ€.([14])
وقد يكون الذوق السليم سلبياً: Øين ÙŠÙدرك الجمال ويعجز عن تعليله، وصاØب هذا النوع يكتÙÙŠ بالمتعة الأدبية التي تضئ Ù†Ùسه وتسعد وجدانه، وإيجابياً: Øين يدرك الجمال ويعلله. وصاØب هذا النوع يستطيع أن يضع يده على مواطن الØسن ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø¨Ø ÙÙŠ النص المتذَوَّق ØŒ ذاكراً ومبيناً أسباب ذلك ØŒ ومقترØاً ما يجب أن يكون.
ومن الذوق ما هو عامٌ يشمل أبناء الجيل الواØد ÙÙŠ البيئة الواØدة ÙˆÙÙŠ البلد الواØد، من Øيث تأثرهم بظرو٠مشتركة تطبعهم جميعاً بطابع عام يجمعهم ويؤل٠بينهم، ومنه ما هو خاص تتص٠به جماعة خاصة لخصوصية البيئة أو الثقاÙØ© أو الشخصية الÙردية، وكل ذلك داخلَ إطار الذوق العام لأهل البلد المعين الذين يختلÙون Ùيما بينهم أيضاً بØسب مصادر ثقاÙتهم. ويمكن أن يضا٠إلى هذين قسم ثالث هو: الذوق الأعم الذي يشترك Ùيه الناس بØكم طبيعتهم الإنسانية التي تØب الجمال وتتذوقه، وهذا القدر المشترك بين النÙوس البشرية هو الذي يجمع بينها، أو بين المتأدبين منها ÙÙŠ الاتÙاق على الإعجاب بكبار الأدباء والشعراء ÙÙŠ كل أمة أو Øضارة، ثم الاتÙاق على الإعجاب بمشاهد الطبيعة الجميلة، أو الÙضائل العامة والأÙعال المجيدة.
كما يخضع الذوق الأدبي العام لمؤثرات كثيرة تتوارد عليه Ùتخال٠بين ذوق وذوق ØŒ ومن هذه المؤثرات:
Ù€ البيئة: وهي الخواص الطبيعية والاجتماعية التي تتواÙر ÙÙŠ مكان ما ØŒ Ùتؤثر Ùيما تØيط به ØŒ وتمايز بينه وبين غيره، كخواص البادية والØاضرة، أو الري٠والمدينة؛ Ùأهل البادية مثلاً كانوا يميلون قديماً إلى شعر زهير بن أبي سلمى وشعر ذي الرمة؛ لأنه كان شعراً بدوياً خالصاً Ù„Ùظاً ومعنى وخيالاً، بينما كان أهل الØاضرة كالكوÙيين يميلون إلى الأعشى وعدي بن زيد اللذين تØضرا Ùلان شعرهما واكتسب رقة وسلاسة.
Ù€ الزمان: ويراد به العوامل المستØدثة التي تتواÙر لشعب ما ÙÙŠ Ùترة من الÙترات، Ùتنقله ÙÙŠ درجات الرقي والØضارة؛ ليتشكل من هذا النقل ذوق عام يتأثر بما يتقرر ÙÙŠ عصره من ثقاÙØ© ومذاهب مبتكرة، ويكون هذا الذوق Øلقة تاريخية تصور خلاصة الجهود الثقاÙية والتهذيبية لعصر من عصور التاريخ الأدبي، ومرآة تعكس تØولات الأذواق واختلاÙها ÙÙŠ الأزمنة المتلاØقة، كاختلا٠الذوق الأدبي ÙÙŠ العصر العباسي عنه ÙÙŠ العصر الجاهلي؛ ÙÙÙŠ العصر العباسي وجد ذوق جديد ينعى على الأدب القديم طرائقه ÙÙŠ الأداء وينكر على مقلديه انصراÙهم إلى الماضي البعيد بدلاً من الØاضر القريب.
Ù€ الجنس: ويراد به الجماعة التي سكنت مكاناً واØداً وخضعت ÙÙŠ Øياتها لعوامله عهوداً طويلة Ùنشأت Ùيهم طائÙØ© من العادات والأخلاق وطرق الÙهم والإدراك يخالÙون Ùيها سواهم من الأجناس الأخرى التي أنجبتهم بيئات مغايرة، ولكل جنس طابع عام ÙÙŠ الذوق الأدبي.
Ù€ التربية: ويراد بها آثار الأسرة والتعليم والتنشئة الخاصة؛ Ùقد تجد جماعة من جنس واØد وبيئة واØدة وزمان واØد وهم مع ذلك متباينون ÙÙŠ الأذواق مختلÙون ÙÙŠ الاتجاهات بسبب خصوصية التنشئة وتمايز التهذيب ومقادير الثقاÙØ© والدراسة التي ظÙر بها كلٌّ منهم.
Ù€ المزاج الخاص: وهو الشخصية الÙطرية الطبيعية الخاصة بكل Ùرد والمميزة له ميولاً ووجداناً وتÙكيراً، وهي من أكثر العوامل تأثيراً ÙÙŠ سلوك الإنسان وذوقه واختياراته وميوله، وتندرج تØتها الØالات النÙسية التي تستأثر ببعض النÙوس ÙتØملها على إنشاء أو استØسان ÙÙ† خاص من الشعر أو النثر.
أهمية منهج التذوق:
وللتذوق أهمية كبرى للمبدع والمتلقي على Øد سواء، ÙˆØªØªØ¶Ø Ø£Ù‡Ù…ÙŠØªÙ‡ للمبدع بعد انتهائه من عمله إبداعاً وتأليÙاً Øين يعود إليه لينقØÙ‡ ويراجعه مستصØباً معه Øاسة التذوق Ùيضي٠كلمة أو ÙŠØذ٠أخرى أو يغير ÙÙŠ عناصر الصورة الأدبية، أو يعدل Ùكرة العمل كلية، وهو ÙÙŠ عملية المراجعة هذه نراه يأخذ مقعده بجوار المتلقي؛ Ùيرى العمل الأدبي بعين أخرى غير العين التي أبدعت وأنتجت.
أما أهميته بالنسبة للمتلقي Ùتبرز ÙÙŠ معايشته للعمل الأدبي معايشة تكاد تكون كاملة من خلال التعر٠على مواطن الجمال وانعكاسها على صÙØØ© روØÙ‡ ونÙسه، أو مواطن Ø§Ù„Ù‚Ø¨Ø ÙˆØ§Ø³ØªØ«Ù‚Ø§Ù„ روØÙ‡ ونÙسه لها، مما يجعل المتلقي كأنه مشارك للمبدع ÙÙŠ إبداعه من Øيث Ø¥Øساسه بطراÙØ© الÙكرة، وجمال اللÙظ جرساً ومعني، وجمال الصورة تركيباً وبناءً، وجمال الأسلوب تأليÙاً وتكويناً، وصدق العاطÙØ© والشعور، أو Ø¥Øساسه بتقصير المبدع ÙÙŠ إتمام مواطن الجمال هذه أو بعضها.
منهج التذوق بين الشكل والمضمون:
ولا يقع التذوق على شكل العمل الأدبي Ùقط Ø› Ùكثيراً ما يقال: إن العمل الأدبي يتأل٠من شكل ومضمون مما قد يوØÙ‰ بأن من الممكن Ùصل Ø£Øدهما عن الآخر، بيد أن شكل العمل الأدبي ÙÙŠ الواقع لا يمكن أن ينÙصل عن مضمونه وإن اضطررنا ÙÙŠ Øديثنا النظري إلى الكلام عن كل منهما وكأنه مستقل عن صاØبه. ويترتب على هذا أننا Øين نتذوق العمل الأدبي Ùإنما نتذوقه كله لا شكله ÙØسب، بيد أن بعض الدارسين يرون أن التذوق أو النقد التذوقي ينبغي أن ينصب Ùقط على شكل العمل الأدبي دون النظر إلى مضمونه ([15])ØŒ وهو رأي لا يمكن التسليم به؛ لأن العمل الأدبي أشبه بالورقة الواØدة التي يمثل الشكل والمضمون وجهيها اللذين لا يمكن الÙصل بينهما، وتذوق النص لا يقتصر واقعياً على الجانب الÙني الذي يتمثل ÙÙŠ الموسيقى أو التصوير أو السرد أو الØوار أو العقدة، أو غيرها من عناصر الشكل؛ لأن هذا الجانب الÙني لا وجود له ÙÙŠ الØقيقة بعيداً عن مضمون النص، إذ كي٠توجد عقدة القصة أو الرواية مثلاً دون أن تكون هناك Ø£Øداث تمثل مضاميناً يرتبها الأديب على Ù†Øو٠متصاعد، وكي٠يمكن أن تنÙصل الموسيقى ÙÙŠ القصيدة عن الألÙاظ التي ينسقها وينظمها الشاعر بطريقة معينة لتشير إلى مضامين وتدل على Ø£Ùكار وتعبر عن مشاعر.([16])
إن منهج التذوق أوسع من مجرد التشكيل اللغوي أو البناء الÙني، ومقاييسه لا تنØصر ÙÙŠ الجانب الشكلي ÙˆØده، بل تشمل العاطÙØ© والخيال والÙكرة والصورة الأدبية([17])Ø› Ùالعمل الأدبي كيان واØد وكتلة واØدة، ورغم ما يتطلبه التÙصيل Ø£Øياناً أثناء المناقشات النظرية من الØديث عن شكله ومضمونه Øديثاً ÙŠÙÙهم منه إمكان Ùصل Ø£Øدهما عن الآخر؛ إلا أن التذوق الأدبي يشمل الجانبين معاً ويمتد إلى كل عنصر من عناصر العمل الأدبي لغةً وموسيقى وبناءً Ùنياً وأÙكاراً وعواط٠وخيالات وقيماً اجتماعية أو سياسية أو دينية أو غيرها، وهذا ما يؤكده جيروم ستولنتز بقوله:†لا بد للناقد لكي يبين أن العمل جيد من أن ÙŠÙˆØ¶Ø Ù…Ø§ الذي ÙŠÙسهم ÙÙŠ قيمته من بين عناصره، وهو قد يتØدث ÙÙŠ هذا الصدد عن جماله أو ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¨Ù†Ø§Ø¦Ù‡ الشكلي أو عن الانÙعال الذي يثيره أو دقة الØقيقة التي يعبر عنها ØŒ ولا بد له أن يبØØ« ÙÙŠ عناصر العمل Ùرادى، وكذلك ÙÙŠ علاقتها بعضها ببعض.â€([18])ØŒ ويذهب إروين إدمان إلى أبعد من ذلك Øين يرى أن الشعر بل الأدب كله هو Øلم أو خيال اندمجت Ùيه الصور والتأملات والأÙكار ÙÙŠ ÙˆØدة٠واØدة، وأن الشعر ليس موسيقى ÙØسب ØŒ بل كلمات ذات معان٠لها قصد منطقي ومضمون Ù†Ùسي وظلال إيØائية، وهذه الكلمات هي وسيلة الشاعر التي يعبر من خلالها عما استثار Ùكره ÙˆØرك وجدانه ØŒ بل إنه ليهاجم من يزعمون وجود خصومة بين الÙلسÙØ© والشعر ØŒ مؤكداً أن الØيوية والØرارة تدبان ÙÙŠ الأÙكار إذا Ù†ÙظÙمَتْ شعراً.([19])
إن المضمون ÙÙŠ العمل الأدبي يمثل آراء الأديب ÙÙŠ قضايا الØياة الدينية والÙلسÙية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية وغيرها من شؤون الØياة، كما يعطي صورة واضØØ© المعالم لأÙكاره وشخصيته وما يؤمن به وما يرÙضه، وهذا المضمون لا ÙŠÙعرض ÙÙŠ العمل الأدبي عرضاً جاÙاً كما ÙŠÙعرض ÙÙŠ الكتب العلمية والدراسات التØليلية، ولكنه يعرض ÙÙŠ صورة Øركية Øية تستولي على النÙوس استيلاءً Ùتوقظ الأØاسيس الغاÙية وتؤجج الخيال المكبول وتبعث ÙÙŠ النÙس نشوةً وسØراً.([20])
إننا عندما نقرأ (ملØمة جلجامش) أو(الإلياذة) أو قصائد الشعر الجاهلي أو(أل٠ليلة وليلة) Ùإننا نطّلع من خلالها على العالم الÙكري والاعتقادي والاجتماعي والسياسي عند البابليين والإغريق وعرب الجاهلية ومسلمي العصور المتأخرة، ونتذوق طوايا عقولهم ووجداناتهم وقيمهم تذوقاً يجلو لنا ما Ø®ÙÙŠ منهم عنا، ويضمَّ إلى المعرÙØ© المتعة، وإلى الØقيقة الجمال؛ ÙمسرØية (أوديب ملكاً)- على سبيل المثال- لخصت رأي سوÙوكليس ÙÙŠ القدر، وأنه واقعٌ بصاØبه لا Ù…Øالة Øتى لو اطّلع عليه واØترس منه غاية الاØتراس، ومعلقة زهير بن أبى سÙلْمَى صورت موقÙÙ‡ من الØرب التي مزقت قبيلتي عبس وذبيان، وأوضØت ورغبته ÙÙŠ إطÙاء نارها التي كادت أن تأتى على الأخضر واليابس، كما تعرض رسالة (ØÙŠ بن يقظان) لابن Ø·ÙÙ‘Ùَيْل رأيه ÙÙŠ إمكان استقلال العقل البشرى بمعرÙØ© وجود الله وعظمته وقدرته المطلقة واليوم الآخر بما Ùيه من ثواب وعقاب، Ùضلاً عن مقدرة الإنسان بواسطة العقل على مواجهة مشاكل الØياة والتغلب على الصعوبات التي تظهر كل يوم، وبالمثل تتضمن (رسالة التوابع والزوابع) لابن Ø´Ùهَيْد Ø£Ùكاره Øول عدد من الموضوعات الأدبية والنقدية التي كانت تشغل رجال العلم والأدب ÙÙŠ عصره.([21])
وقس على هذا جميع الموضوعات التي ØÙÙ„ بها الأدب بÙنونه المختلÙØ© قديماً ÙˆØديثاً مما يستهدÙÙ‡ منهج التذوق ويتÙاعل معه، تماماً كما يتÙاعل مع الØر٠والكلمة والعبارة.
أما الشكل Ùهو يتمثل ÙÙŠ الألÙاظ والتراكيب والصور والإيØاءات والرموز والموسيقى التي ينثرها الأديب ÙÙŠ نصه، ثم ÙÙŠ روØÙ‡ التي يبثها Ùيه Ùتغل٠العمل الأدبي بغلا٠إنساني يستكش٠القارئ من خلاله شخصية الأديب وتجربته الشعورية، وهنا يتمايز الأديب بØساسية لغوية لا تتواÙر لغيره؛ ÙÙ…Øصوله المعجمي أوسع ومقدرته على التمييز بين الصيغ المختلÙØ© للّÙظ الواØد وبين التراكيب بعضها وبعض أكبر، ويسهل عليه- تبعاً لذلك- التقاط الكلمات المؤدية للمعنى المطلوب، وبناء التراكيب الكÙيلة بالتعبير عن المراد، واستخراج ما ÙÙŠ اللغة من جَرْس٠موسيقىّ يعضد المعنى المقصود وينقل ما ÙŠØيط به داخل Ù†Ùسه من Ø´Øنات وجدانية، ويوصل إلى أكثر الأشكال الÙنية ملاءمة لعمله.
Ùهذا ما يقع عليه منهج التذوق.. العمل الأدبي كله شكله ومضمونه، ثم يختل٠بعد ذلك تركيز الناقد على جانب من الجوانب تبعاً لقيمه العليا ومنهجه المتبع؛ Ùإذا كانت قيمه العليا مرتكزة إلى القيم الÙنيّة كان اØتÙاله بالشكل أكبر، وإذا كانت قيمه العليا مرتكزة إلى القيم الأخلاقية كان اهتمامه بالمضمون أكثر، ثم تظل بعد ذلك جوانب ÙÙŠ التذوق تستعصي على التعليل والشرØØ› لقصور اللغات الإنسانية عن الإبانة الكاملة بما يعتمل ÙÙŠ صÙØØ© Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù…Ù† مشاعر وأØاسيس ÙŠØسها الإنسان ويعجزه التعبير عنها كما قال الموصلي:†إن من الأشياء أشياء تØيط بها المعرÙØ© ولا تؤديها الصÙØ©.â€([22]) ØŒ وكما قال النÙري:†كلما اتسعت الÙكرة ضاقت العبارة.â€([23]) ولهذا تسرب منهج التذوق إلى كل المناهج النقدية القديمة والØديثة وتغلغل ÙÙŠ إجراءاتها التطبيقية، أو بمعنى آخر استعان بالمناهج الأخرى ÙÙŠ قراءة العمل الأدبي وسبر أغواره، واستعانت به المناهج الأخرى لتعويض النقص الإجرائي ÙÙŠ قراءتها للعمل الأدبي، من Øيث كونه لازماً من لوازم المناهج النقدية لا تتم وظيÙØ© النقد بدونه؛ Ùليس هناك منهج نقدي استطاع ÙˆØده أن ÙŠÙمكÙّنَ القارئ من Ùهم العمل الأدبي Ùهماً كلياً وتÙصيلياً مثل منهج التذوق Øيث قبلت إجراءاته إجراءات المناهج الأخرى النÙسية والتاريخية والاجتماعية والÙنية واللغوية وتÙاعلت معها \.
إجراءات منهج التذوق:
جعل الشيخ Ù…Øمود شاكر هذا المنهج جذراً للمناهج وبطانة ثابتة لها لا ÙŠØµØ Ø§Ù„ÙˆÙ„ÙˆØ¬ إلى مطلق المنهج دون المرور عليه؛ Øتى أنه أسماه: (ما قبل المنهج) وَشَطَرَه٠شطرين:
شطر ÙÙŠ تناول المادة، وشطر ÙÙŠ معالجة التطبيق، وليس بمستعص٠على الÙهم أن (التناول والمعالجة) هما جناØا التذوق الذي لا ينهض بدونهما.
Ùشطر تناول المادة يتطلب أربعة أمور([24]): جمع المادة من مظانها على وجه الاستيعاب المتيسر، ثم تصني٠المجموع تصنيÙاً يوائم بين أجزائه ويلائم بين متناÙره، ثم تمØيص Ù…Ùردات المجموع تمØيصاً دقيقاً، ثم تØليل أجزاء المجموع الذي تم تمØيصه بدقة ومهارة ÙˆØذق ÙˆØذر. وأما شطر التطبيق Ùيقتضي ثلاثة أمور: ترتيب المادة بعد Ù†ÙÙŠ زيÙها وتمØيص جيدÙّها، ثم استيعاب اØتمالات الخطأ أو الهوى أو التسرع، ثم تØري الدقة ÙÙŠ وضع كل Øقيقة من الØقائق ÙÙŠ موضع هو ØÙ‚ موضعها؛ “لأن أخÙÙ‰ إساءة ÙÙŠ وضع Ø¥Øدى الØقائق ÙÙŠ غير موضعها خليق أن يشوه عمود الصورة تشويهاً بالغ Ø§Ù„Ù‚Ø¨Ø ÙˆØ§Ù„Ø´Ù†Ø§Ø¹Ø©â€.([25])
وقد عَدَّ الشيخ٠مØمود شاكر شطرَ التطبيق ميداناً لتصارع العقول والأذواق ينتج عنه استنبات المناهج وتوالد الطرائق والمذاهب؛ Ùشطر المادة وجمعها قد ÙŠØسنه كل Ø£Øد على وجه من الوجوه، أما شطر التطبيق Ùهو درب زلق لا يثبت Ùيه إلا من اكتملت أدواته وتمت إمكاناته واستطاع أن ÙŠÙرَادَّ القول مع غيره، ويقارع الØجج بالØجج مع نظيره، Ùتظهر بذلك المذاهب والمناهج وتتأصل أصولها وقواعدها.([26])
وهذه المناهج المختلÙØ© التي تظهر من خلال آراء الكتاب إنما هي وليدة شطر التطبيق الذي هو Ø¬Ù†Ø§Ø Ù…Ù† أجنØØ© التذوق؛ Ùكأن هذا المنهج أصل للمناهج جميعها، وقاعدة لها ومنطلقاً ينطلق منه النقاد والأدباء ÙÙŠ استنبات الاتجاهات والتيارات المتباينة التي تجد لها بعد ذلك Øظاً من الاستقرار والتأصيل ÙتÙسمى مناهج أدبية، وهي ÙÙŠ أصلها وليدة لشطر من شطري التذوق.
ونØÙ† إذا ربطنا المعنى اللغوي للتذوق بالمعنى الاصطلاØÙŠ له؛ ÙˆØ¶Ø Ù„Ù†Ø§ أن هذا المنهج لم يكن قاصراً ÙÙŠ الØضارة العربية الإسلامية على التراث الأدبي Ùقط، بل كان ممتداً إلى التراث الÙكري بشتى جوانبه والتراث العلمي بجميع علومه، وما دام الأمر متعلقاً بالتجريب والممارسة والدربة Ùإن كل العلوم الإنسانية والطبيعية ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ø§ هذا المنهج رغم أن صلته بالأدب والÙنون كانت أوثق، ونظرة سريعة على مناهج البØØ« وطرائق التألي٠عند العلماء العرب والمسلمين ÙÙŠ Øقول المعرÙØ© المختلÙØ© تبين لنا Ù…Øورية هذا المنهج ÙÙŠ كتبهم وتآليÙهم؛ ولذلك يقول الشيخ Ù…Øمود شاكر:†تبين لي يومئذ تبيّناً واضØاً أن شطري المنهج- المادة والتطبيق كما وصÙتهما لك ÙÙŠ أول هذه الÙقرة- مكتملتان اكتمالاً مذهلاً ÙŠØير العقل منذ أوليّة هذه الأمة العربية المسلمة صاØبة اللسان العربي، ثم يزدادان اتساعاً واكتمالاً وتنوعاً على مر السنين وتعاقب العلماء والكتاب ÙÙŠ كل علم ÙˆÙنّ، وأقول لك غير متردد أن الذي كان عندهم من ذلك لم يكن قط عند أمة سابقة من الأمم Øتى اليونان، وأكاد أقول لك غير متردد أيضاً أنهم بلغوا ÙÙŠ ذلك مبلغاً لم تدرك ذروته الثقاÙØ© الأوروبية الØاضرة اليوم وهي ÙÙŠ قمة مجدها وازدهارها وسطوتها على العلم والمعرÙØ©â€. ([27])
بل إن هذا المنهج- ÙÙŠ رأي شاكر- لا تقوم Øضارة من الØضارات إلا به وعليه، يقول:†كلّ Øضارة بالغة تÙقد دقّة التذوّق تÙقد معها أسباب بقائها، والتذوّق ليس قواماً للآداب والÙنون ÙˆØدها، بل هو أيضاً قوامٌ لكلّ علم٠وصناعة- على اختلا٠بابات ذلك كلّه وتباين أنواعه وضروبه- وكلّ Øضارة نامية تريد أن تÙرض وجودها وتبلغ تمام تكوينها إذا لم تستقلّ بتذوّق Øسّاس٠ØادÙÙ‘ ناÙذ٠تختصّ به وتنÙرد لم يكن لإرادتها ÙÙŠ Ùرض وجودها معنىً ÙŠÙعقل، بل تكاد هذه الإرادة أن تكون ضرباً من التوهّم والأØلام لا خير Ùيه؛ ÙØسن التذوّق يعني سلامة العقل والنÙس والقلب من الآÙات، Ùهو لب الØضارة وقوامها؛ لأنه أيضاً قوام الإنسان العاقل المدرك التي تقوم به الØضارةâ€.([28])
وهذه الشروط والإجراءات التي وضعها الشيخ Ù…Øمود شاكر لمنهج التذوق بشطريه؛ هي ذاتها التي سار عليها أدباء العربية قديماً ÙÙŠ تآليÙهم وكتبهم ونظراتهم النقدية؛ Ùكأنه استنبطها من تطبيقاتهم الÙعلية لهذا المنهج Øين بدأ عصر التدوين والتألي٠ÙÙŠ النقد والأدب وسائر العلوم العربية والدينية بعد أن كان هذا المنهج يظهر ÙÙŠ مظهر تأثري بØت Øين كان الرجل يسمع البيت أو الأبيات من الشعر؛ Ùيعجب بها أو يستهجنها ثم لا يعلل لإعجابه أو لاستهجانه بعلة؛ لأنه لم يكن مدÙوعاً- غالباً- من Ù‚Ùبَل بيئته إلى التعليل؛ Ùالتشابه ÙÙŠ الذوق غالبٌ على البيئة ولا Øاجة Ù„ØªØ¹Ø±ÙŠÙ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ ÙˆØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø¨Ø§Ù†Ø© عن الÙطرة والسليقة.
وقد استمر هذا الذوق الÙطري الخالي غالباً من التعليل Øتى جاء عصر التدوين Ùظهرت تباعاً تلك الشروط والقواعد والأصول التي استنبطها الشيخ Ù…Øمود شاكر ÙÙŠ تطبيقات النقاد والأدباء العرب، وبدأ الذوق الÙطري ÙÙŠ كتاباتهم يتجه إلى التعليل والتوجيه شيئاً Ùشيئاً مع اتساع مجالات النقد والبلاغة واØتدام الخصومات بين الأدباء ÙÙŠ القضايا الأدبية الكبرى مثل: قضية الانتØال، والسرقات، والموازنات، واللÙظ والمعنى، وعمود الشعر، والبديع، والنظم.. وغيرها من قضايا الأدب والنقد العربيين التي كانت ميداناً واسعاً Ù„ØªÙ„Ø§Ù‚Ø Ù…Ø°Ø§Ù‡Ø¨ الأدباء العرب القائمة ÙÙŠ أغلبها على منهج التذوق.
وهذا ما سنعرÙÙ‡ إن شاء الله ÙÙŠ المقال القادم Øين نتØدث عن أطوار منهج التذوق ÙÙŠ الكتابات الأدبية العربية إبان عصر التدوين الأول ثم عودته إلى الواجهة ÙÙŠ بدايات العصر الØديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ـ النقد الأدبي أصوله ومناهجه ـ سيد قطب ـ دار الشروق ـ القاهرة 2003م ـ ط8 ـ ص 11 .
[2] ـ النقد الأدبي ـ سيد قطب ـ ص 12 ـ 14 .
[3] ـ النقد الأدبي ـ سيد قطب ـ مرجع سابق ـ ص 40 .
[4] ـ النقد الأدبي ـ سيد قطب ـ ص45 .
[5] ـ النقد الأدبي ـ سيد قطب ـ مرجع سابق ـ ص192 ـ 131 .
[6]ـ النقد الأدبي ـ سيد قطب ـمرجع سابق ـ ص 132 ـ 133 .
2Ù€ القاموس المØيط Ù€ للÙيروز آبادي Ù€ ص797 .
[8]Ù€ دراسات ÙÙŠ علم النÙس الأدبي Ù€ د. Øامد عبدالقادر Ù€ لجنة البيان العربي Ù€ المطبعة النموذجية Ù€ 1949Ù… Ù€ ص145 .
[9] Ù€ قضايا النقد الأدبي بين القديم Ùˆ الØديث Ù€ د.Ù…Øمد زكي العشماوي Ù€ دار النهضة المصرية Ù€ القاهرة1984Ù… Ù€ ص 63.
[10] ـ النقد الأدبي عند القاضي الجرجاني ـ د.عبده عبد العزيز قلقيلة ـ مكتبة الأنجلو المصرية ـ القاهرة1976م ـ ص 294.
[11]Ù€ الذوق الأدبي Ù€ د.عبد القدوس أبو ØµØ§Ù„Ø Ù€ مجلة الأدب الإسلامي Ù€ ع22Ù€1420هـ .
12Ù€ مقدمة ابن خلدون Ù€ تØقيق درويش الجويدي Ù€ المكتبة العصرية Ù€ بيروت 2000Ù… Ù€ Ø·2 Ù€ ص 561 .
[13]Ù€ تاريخ النقد الأدبي والبلاغة Øتى Ù‚ 4هـ Ù€ Ù…Øمد زغلول سلام Ù€ دار المعار٠ـ القاهرة 1964Ù€ ص13.
[14]ـ الوساطة بين المتنبي وخصومه القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني ـ المكتبة العصرية ـ بيروت ـ 1966م ـ ص 15 .
[15]Ù€ من الوجهة النÙسية ÙÙŠ دراسة الأدب وتذوقه Ù€ Ù…Øمد Ø£Øمد خل٠الله Ù€ ص55 Ù€69
16Ù€ انظر مبØØ« : التذوق الأدبي بين الشكل والمضمون Ù€ إبراهيم عوض
[17] Ù€ أصول النقد الأدبي Ù€ Ø£Øمد الشايب Ù€ مكتبة النهضة المصرية Ù€ القاهرة 1973Ù… Ù€ Ø·8 Ù€ ص32 وما بعدها ØŒ ص76 وما بعدها .
[18] Ù€ انظر : الÙنون والإنسان ØŒ مقدمة موجزة لعلم الجمال Ù€ إروين إدمان Ù€ ترجمة : مصطÙÙ‰ الØبيب Ù€ مكتبة مصر Ù€ ص57 – 58 .
[19] Ù€ الÙنون والإنسان Ù€ إروين إدمان Ù€ ص 64 Ù€ 81 .
[20] ـ التذوق الأدبي بين الشكل والمضمون ـ إبراهيم عوض
[21] ـ التذوق الأدبي بين الشكل والمضمون ـ إبراهيم عوض.
[22]Ù€ الموازنة بين شعر أبي تمام والبØتري Ù€ الØسن بن بشر الآمدي Ù€ ج1Ù€ ص 388Ù€389 .
[23] Ù€ المواق٠والمخاطبات Ù€ Ù…Øمد بن عبد الجيار النÙري Ù€ دار الكتب العلمية Ù€ بيروت1997Ù… Ù€ Ø·1Ù€ ص53.
[24]Ù€ أباطيل وأسمار Ù€ Ù…Øمود شاكر Ù€ مطبعة المدني Ù€ Ø·2 Ù€ 1972Ù€ ج1Ù€ ص24Ù€25.
[25]Ù€ أباطيل وأسمار Ù€ Ù…Øمود شاكر Ù€ ص24Ù€25 .
[26]Ù€ رسالة ÙÙŠ الطريق إلى ثقاÙتنا ØŒ مقدمة كتاب: المتنبي Ù€ Ù…Øمود شاكر Ù€ مطبعة المدني بجدة، والخانجي بالقاهرة 1987Ù… Ù€ ص22.
[27]Ù€ رسالة ÙÙŠ الطريق إلى ثقاÙتنا Ù€ Ù…Øمود شاكر Ù€ ص24 .
[28]Ù€ قضية الشعر الجاهلي ÙÙŠ كتاب ابن سلام Ù€ Ù…Øمود شاكر Ù€ مطبعة المدني Ù€ جدة 1997Ù… Ù€ Ø·1 Ù€ ص 58