حامد طاهر

لولا سفره إلى قطر عام 1985 لدرستُ عليه بعض مقررات قسم الفلسفة بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة، ولبكّرتُ إلى معرفة كيف يتفلسف الشاعر الذي نَبَّهَ على موهبته صلاح عبد الصبور، وكيف يتفنَّن العالم الذي جمع السوربون إلى الأزهر في دار العلوم! لقد كان جديرا وحده بدلالتنا على سر توفيق الفنان العالم المدير؛ فقد رُزق منذ أوليته مهارة التنظيم والإدارة، فكان المثال المحتذى بسبقه زملاءه جميعا إلى: إنشاء مجلة علمية محكمة استمرت عشرات الأعوام ولم تنقطع، كانت ملجأ شباب الباحثين جميعا مصريين وغير مصريين، تَحفُّها ببيته ندوةٌ ثقافية دورية، يُنتجب لها المنتدون انتجابا، ثم إلى رئاسة قسمه فوكالة كليته فعمادتها فنيابة جامعته ومستشارية وزارته، …، لا يترك بعض ذلك إلا إلى بعض! ولكنني منذ حضر مناقشة رسالتي للماجستير أوائل عام 1993، حظيت بارتياحه ورفقه وحسن ظنه، يهديني ما يحضره من كتبه كلما زرته، ويدعوني إلى مناقشة أحد دواوينه غير واجد عليّ بما آخذ عليه، ويحتفي بمقالاتي أنا وغيري التي أرسلها إليه لينشرها في مجلته، ويراسلني بقصائده الجديدة، لا يمنعه إلا مرض وفاته، أستاذنا الحبيب الدكتور حامد طاهر، رحمه الله، وطيب ثراه!

Related posts

Leave a Comment