تمشي متثاقلًا، الهموم أضعÙت خطاك، تبدو بطيئًا جدًا ولا طاقة لك لإكمال المسير، تØاول جاهدًا الإسراع، Ùالشمس بلا رØمة ترسل لك أسواطها الØارقة، أو البرد القارس ÙÙŠ ظلام الÙجر أو العشاء ترَكاك مرتجÙًا ضعيÙًا Ùأنا لا أعلم الوقت لديك Øقيقة، ولا Øتى الÙصل الذي ÙŠØÙ„ عليك الآن، ما أعلمه هو أنه يقسو عليك ليكسرك.
تصل إلى المسجد وقد ظننت أنك لن تصله على بطئك، لا يزال الجمع متÙرقًا هنا وهناك، وكل منشغل بما لديه.
تختار لك طرÙًا هادئًا وتسند رأسك المثقل بالهموم للجدار، كم هو مزعج ثقله ذاك، ومتعب للغاية…لا تعلم كم مر عليك من الوقت وأنت على هذه الØال، ولكن ما تعلمه هو أنك وقÙت متباطئًا عندما سمعت نداءات خصها الإمام للجميع.
عندما تسجد تبدأ همومك بالانزيا؅سبØان ربي الأعلى!.. يا لهذه القدرة الربانية العظيمة، وأنت ÙÙŠ أكثر خضوع للأعلى ساجدًا له، موكلًا كل أمر له ÙˆØده ترى أن جميع همومك تبدأ ÙÙŠ الانتقال منك…إلى أعماق سØيقة ÙÙŠ هذه الأرض، وربما إلى مكان آخر لا تعلمه، Øيث يصيرها جميعا إلى اللاوجود…سبØان ربي الأعلى!.. ما هذا الشعور! رأسك لا يزال يلامس الأرض وأنت مدرك لذلك، لكن شعور الخÙØ© والطيران يلازمك ويستولي على كيانك…سبØان ربي الأعلى!.. ÙÙŠ أدنى انخÙاض لك تشعر بالعلو، بينما وأنت واق٠تشعر وكأن أديم الأرض قد بدأ بالانقضاض عليك Ù…Øاولًا جذبك إلى منازل دنيا ÙÙŠ عمق الأرض، “أيها الأعلى قدني لعلوك”ØŒ الله أكبر… تصدمك العبارة Ùˆ تخرجك من انسجامك، تعود إلى الأرض الØقيقية…لكن لا يزال شعورك بالعلو باقيًا…تØاول جاهدًا أن لا ترÙع رأسك… ولكن الإمام قالها!.. تتصنع عدم سماعك لها…لكنك قد سمعتها…بعد تردد تقرر رÙع رأسك…ترÙعه متباطئًا ورغبة شديدة ØªÙ„Ø Ø¹Ù„ÙŠÙƒ وتØاول جذبك بقوة Ø®Ùية عظمى لتعيد رأسك المثقل بالهموم إلى تلك البقعة من الأرض، لتلقي بجميع قلقك ÙˆØزنك إلى أعماق بلا نهاية، وتشكو لرب رØيم كل ما يدور بعقلك وقلبك لتعود إلى منزلك كطÙÙ„ ولد لتوه.
يتكرر هذا السيناريو مرة بعد مرة…بين كل سجود وقيام…وبعد أن تتعب من كثرة تكراره، أخيرًا تقرر أن لا تقوم…نعم أن لا ترÙع رأسك من بقعتك المÙضلة من الأرض…ØªÙ†Ø²Ø§Ø Ø¬Ù…ÙŠØ¹ همومك إلى اللاعودة…Ø®ÙØ© عظيمة تخالطك وتجعلك تطÙÙˆ ÙÙŠ طبقات عليا لا تعر٠ارتÙاعًا لها، مع أنك مؤمن بأن جبهتك لم تÙارق الأرض المقدسة بعد…الله أكبر…لا لن ترÙعه، سيظل مرÙوعًا كما أردته…تخÙت الأصوات للØظات طويلة…تسمع بعدها لغط الناس من Øولك…أيظنون أنك ميت.. عجبا Ùهم لا ولن ÙŠÙهموك، ولن ÙŠÙهموا سر تعلقك بربك الكريم…ÙŠØاولون إيقاظك ورÙعك عن تلك الأرض المقدس…عجبًا لهم Ù„ÙÙ…ÙŽ المØاولة!
تبتسم براØØ©ØŒ وشعور Ø®ÙØ© سرمدي يلازمك…تكرر بينك وبين Ù†Ùسك ” أنا كنت ميتًا، وهنا الآن ØÙŠ “ØŒ عجبا لأولئك الأموات كي٠يهيمون Øبًا لهذه الأرض والدنيا Ùانية!
الخامس من رمضان، 1440ه،
(مسجد الجامعة).
بارك الله Ùيك يا ابنتي الغاليه ورÙعك الله الى العلى بالعلم
آمين يا رب العالمين
ÙˆÙÙŠ سائر أبنائنا الكرام البررة
الذين هم بهجة الØاضر وأمل المستقبل