لمقالنا هذا علاقة بأديب كبير وأستاذ جليل هو شيخنا Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر، وبشاعر معرو٠له شعر متداول بين الناس، وله دواوين مطبوعة مقروءة تضم قصائد مشهورة يرددها Ù…Øبو الشعر، وعشاق الغناء، وهو الأستاذ Ù…Øمود Øسن اسماعيل.
ولد الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر ÙÙŠ مدينة الاسكندرية المصرية ÙÙŠ أول يوم من أيام شهر Ùبراير لسنة 1909 ÙˆÙÙŠ السنة ذاتها جرى تعيين والده وكيلا للأزهر الشريÙØŒ Ùكان هذا التعيين سببا ÙÙŠ انتقال الأسرة الى القاهرة، ÙˆÙÙŠ هذه البلدة «العاصمة» بدأت دراسة الأستاذ Øتى انهى المرØلة الثانوية، ثم انتقل منها الى الجامعة، ولكنه لم يستمر ÙÙŠ دراسته هذه لخلا٠كبير نشأ مع أستاذه د.طه Øسين بسبب الآراء المتعلقة بالشعر الجاهلي، وهذا موضوع أثير على نطاق واسع ÙÙŠ ذلك الوقت، وقد قام الأستاذ بتÙصيل شأن هذا الخلا٠ÙÙŠ كتابه المعروÙ: «أباطيل وأسمار»، ولم يترك متابعة الدرس Ùقد استمر ÙÙŠ تلقي العلم على يدي أستاذه الشيخ سيد بن علي المرصÙÙŠØŒ وكان الشيخ المرصÙÙŠ يلقي دروسا ÙÙŠ الأدب على عدد Ù…Øدود من التلاميذ، وبقي على Øاله هذا الى ان توÙÙŠ سنة 1925.
وقد رأى الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر ان ينسØب من Øياة القاهرة ÙÙŠ ذلك الوقت المشØون بالØديث عن الشعر الجاهلي وما Øوله، Ùغادر وطنه الى مدينة جدة Øيث قام بانشاء مدرسة ابتدائية هناك بناء على طلب من الملك عبدالعزيز آل سعود، واستمر الأستاذ ÙÙŠ ادارته لهذه المدرسة Øتى سنة 1929ØŒ Øيث عاد الى مصر واستأن٠Øياته الأدبية ÙØ£ØµØ¨Ø ÙŠÙƒØªØ¨ مقالات ينشرها ÙÙŠ عدد من مجلات ذلك الزمان، وكان من أبرز ما كتبه بعد ان اتسع مجال كتابته، مقال عن المتنبي استوعب عددا كاملا من أعداد مجلة المقتطÙØŒ ولقد مرت به ظرو٠سيئة اعتبارا من سنة 1959 وما ان نجا منها Øتى عادت اليه بأشد مما كانت عليه ولم تنته هذه الظرو٠الأخيرة الا ÙÙŠ اليوم الثلاثين من شهر ديسمبر لسنة 1967ØŒ وقبل ÙˆÙاته نشر عددا من الكتب ونشرت له الصØ٠المصرية مقالات كثير، ونال جوائز تقديرية مهمة من مصر والمملكة العربية السعودية.
وأصدر بعض Ù…Øبيه كتابا كبيرا تضمن الكثير عنه وعن بØوثه المتعددة، وقد شارك ÙÙŠ تألي٠هذا الكتاب الأستاذان د.اØسان عباس ود.اØسان النص وغيرهما.
وبعد ان توÙÙŠ الأستاذ نشر د.عادل سليمان جمال موسوعة مكونة من مجلدين ÙŠØويان كل ما نشره من مقالات وبØوث من غير تلك التي صدرت ÙÙŠ كتب.
كما صدرت عنه دراسات جمّة نذكر منها الكتاب الذي اعدته المرØومة اختنا عايدة الشريÙØŒ واصدرته بعنوان «مØمود Ù…Øمد شاكر، قصة قلم»، وقد كتب مقدمته الأخ المرØوم د.Ù…Øمود الطناØÙŠ وكان مما قال Ùيها:
«أي رجل كان Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر، وأي مجلس كان مجلسه؟ وأي انس كان يشيع ÙÙŠ هذا المجلس، واي علم كان يتÙجر ÙÙŠ رØابه؟ وللناس ان يتكلموا عن علم Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر ما شاء الله لهم ان يتكلموا، ولكن الØديث عن مجلسه مما ينبغي الوقو٠عنده وتأمله، لقد قلت ÙÙŠ بعض ما كتبت انه لم ÙŠØظ Ø£Øد من أدباء هذا الجيل بمعشار ما Øظي به Ù…Øمود شاكر من Øبه والالتÙا٠Øوله والأخذ عنه والتأثر به».
ود.الطناØÙŠ ÙÙŠ هذا المجال يستشهد ببيتين من الشعر Ùيهما الدلالة على Ùجيعتنا بÙقد شيخنا وعن ذلك يقول السياسي المصري العريق ÙتØÙŠ رضوان عن بيت الشيخ: «كان بيته ندوة متصلة لا تنÙض».
اما البيتان Ùهما:
لقد كنت ÙÙŠ قوم عليك اشØØ©
بنÙسك، الا ان ما Ø·Ø§Ø Ø·Ø§Ø¦Ø
يودون لو خاطوا عليك جلودهم
ولا تدÙع الموت النÙوس الشØائØ
ولإن كان هذان البيتين يعبران اصدق تعبير عن الØال، Ùإن ما كتبه د.الطناØÙŠ هو قول اقرب ما يكون الى الشعر من Øيث تعبيره عن اØساس صادق ومØبة غامرة.
الشاعر الكبير Ù…Øمود Øسن اسماعيل من اقرب اصدقاء Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر الى قلبه، وقد كانا يرتبطان بصداقة قديمة، يتم بينهما خلالها تزاور مستمر، ومسامرات دائمة.
وكان من اوائل اعمال شاعرنا هذا ديوان «اغاني الكوخ»، وقد كتب عن Øاله ÙˆØال ديوانه هذا Ùقال «.. ومن اعماق ليل الشجن المخنوق الاوار ÙÙŠ صدر القرية، Ù†Ø²Ø Ù…Ø¹ الشاعر من قريته ÙÙŠ صعيد مصر ناي اخرس الغناء، لم يكد ينشق لهاث المدينة ÙÙŠ اكتوبر 1932 Øتى هزج نايه بهذه الانغام التي Øملتها اوراق اغاني الكوخ، وطلعت بها للناس من عام 1935».
وكما كان Ù…Øمود Øسن اسماعيل يقول الشعر، Ùإن العلامة Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر شاعر هو الآخر له شعر يتداوله الناس، ابرزه ملØمة «القوس العذراء» وديوان «اعصÙÙŠ يا رياØ»، وقد نشأت بين الرجلين بØكم الصداقة العميقة مبادلات نماها عالم الشعر بينهما، نذكر منها ما Øكاه Ù…Øمود شاكر رØمه الله اذ قال «صلتي بالاخ الشاعر Ù…Øمود Øسن اسماعيل صلة متينة وقديمة، وكنت ازوره ويزورني بصÙØ© مستمرة، ÙˆÙÙŠ Ùترة من Ùترات عمرنا كان يعيش منÙردا ÙÙŠ بيت قريب مني، وذلك قبل ان يتزوج، زرته كالمعتاد، Ùوجدته قد اتخذ كلبا لتسليته، وقد اطلق عليه اسم وعد، وهو اسم يناديه به Ùيستمع الكلب اليه ويلبي النداء، ولكنني لاØظت ان هذا الكلب كان هزيلا، يبدو عليه الضع٠والجوع، وانه يجد من صاØبه عدم الاهتمام والرعاية، ولم يكن ذلك بسبب اهمال الشاعر له عن عمد، بل لأن صاØبي كان شارد الذهن دائما، وليس لديه من صÙاء البال ما يجعله يهتم بهذا الكلب المسكين الذي Ù„Ùت نظري Øاله Ùقلت Ùيه قصيدة نشرت Ù€ يومذاك Ù€ ÙÙŠ مجلة الرسالة وهذا مطلعها:
يا وعد مالك مهزولا ومختزلا
كأن جلدك Ù€ يا للبؤس Ù€ اسمالÙ
الجوع غالك؟ ام غالتك نائبة
من اللواتي لها ÙÙŠ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§ØºÙˆØ§Ù„ÙØŸ
بنو ابيك لهم ÙÙŠ الدور منزلة
عطÙØŒ ÙˆØب، وتقريب وإدلالÙ
وانت ÙˆØدك، منبوذ ومطرØÙŒ
تطو٠Øولك Ø§Ø´Ø¨Ø§Ø ÙˆØ§Ù‡ÙˆØ§Ù„Ù
والقصيدة طويلة، Ùيها Øديث عن «وعد» وعن صاØبه الشاعر Ù…Øمود Øسن اسماعيل الذي جاء وصÙÙ‡ Ùيها كما يلي:
هذا المشعث ذو الاØلام.. صØبته
همٌّ، وخوÙٌ، ÙˆØرمانٌ واقلالÙ
يعيش ÙÙŠ الارض جثمانا وناظرة
وروØÙ‡ للعوالي الشم تØتال
قد نابذ الزمن العاتي منابذة
تضاؤلا، وكلا القرنين صوال
وعاش ÙÙŠ ÙˆØدة الرهبان معتزلا
له رÙيقان: آلام وأوجال
ÙˆÙÙŠ عودة الى «وعد»:
Ùانظر بناناً كنور الÙجر لمØته
تنجاب عنه الدياجي وهي Ùلال
ير٠Ùيه شعاع من قريØته
اذا تمزقت الآراء وصال
وهذا نموذج Ùاخر من نماذج شعر شيخنا Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر الذي لم يواصل طريقه الشعري لأنه كما قال لنا وجد ÙÙŠ Ù…Øمود Øسن اسماعيل الشاعر الØÙ‚ الذي يتقن القصيد، ويعبر اصدق تعبير عن مكنونات النÙس، وعلى الرغم من توقÙÙ‡ Ùإنه قال شعرا كثيرا قبل توقÙه، ونال ثناء النقاد، وكانت قصيدته الملØمة «القوس العذراء» من اهم ما Ù„Ùت الانظار الى شعره.
وهذه الشاعرية التي تميز بها هي التي هدته الى الاستزادة من قراءة الشعر ودرسه ÙˆÙهمه Øتى صارت له ÙÙŠ ذلك قاعدة ملموسة ومتبعة.
***
كنا Ù†ØÙ† الذين Ù†Øرص على مداومة Øضور مجالس الاستاذ العلمية، مجموعة من أبناء الكويت ومن غيرهم من المصريين وسواهم.
وكنا ÙÙŠ البداية أربعة من الكويتيين كاتب هذا المقال والاساتذة المستشار عبدالله علي العيسى وجمعة ياسين ÙˆØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø«Ù…Ø§Ù†ØŒ ÙˆÙÙŠ ذلك الوقت كان يقوم بتدريسنا دروسا يقدمها لنا مساء كل يوم ثلاثاء، وقد هيأ الله لي الÙرصة Ùجمعت كل ما استمعت اليه منه ثم طبعت ذلك ÙÙŠ كتابين هما:
-قراءة ÙÙŠ دÙتر قديم.
-قراءة أخرى ÙÙŠ دÙتر قديم.
وبعد الاØداث التي تعرض لها ÙˆÙÙ‚ ما أشرنا اليه Ùيما سل٠Ùقد توقÙت Ù€ للأس٠الشديد Ù€ هذه الدروس، ولكنه عندما عاد الى بيته تزايد عدد المتصلين به من أبناء الكويت، وأكثرهم ممن كان يدرس ÙÙŠ مصر وكنا Øينذاك نتمنى ان يزورنا استاذنا لكي نراه ويرانا ويرى بلادنا التي طالما Øدثناه عنها.
ولقد كان خروجه من مصر صعبا من اجل القيود التي كانت Ù…Ùروضة عليه.
ولكن الظرو٠تغيرت ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø¨Ø¥Ù…ÙƒØ§Ù†Ù‡ القيام بالزيارة المأمولة، Ùجاءنا ÙÙŠ اليوم الأول من شهر يناير لسنة 1971.
وقد سررنا به كثيرا، وخلال هذه الزيارة أقام ÙÙŠ بيت الاخ الاستاذ جمعة Ù…Øمد ياسين الذي صار موقع لقاء من ÙŠØب هذا الزائر الكريم Ùكنا نلتقي به ÙÙŠ كل أمسية، وهو يتنقل بيننا ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø ÙˆÙ†ØªØ¨Ø§Ø¯Ù„ لقاءه ÙÙŠ الموائد التي تعد له.
أقمت له ÙÙŠ Ø¥Øدى الأمسيات مائدة من هذه الموائد، Øرصت على ان أجمع له خلالها كل Ù…Øبيه وعددا من العلماء وأساتذة الجامعة، وكانت ليلة جميلة عامرة بالود، تم خلالها تبادل كثير من المعلومات المهمة بÙضل وجوده ووجود من معه.
وهنا Ùاجأنا الاستاذ الشاعر Ù…Øمود Øسن اسماعيل بأنه أعد قصيدة عصماء ÙŠØيي Ùيها الاستاذ بمناسبة قدومه الى الكويت لأول مرة، Ùألقى القصيدة علينا وسعدنا بسماعها، وأثنى عليها استاذنا ثناء عاطرا، وهذه القصيدة هي التي نشرتها مجلة «القاهرة» ÙÙŠ 23 ابريل 1985Ù….
كان الشاعر Ù…Øمود Øسن اسماعيل طاقة ابداعية لها تÙردها ÙÙŠ عالم الشعر، لاسيما ÙÙŠ الوقت الØاضر.
ولد ÙÙŠ صعيد مصر ببلدة اسمها «النخيلة» سنة 1910Ù…ØŒ وتعلم بها ثم التØÙ‚ بكلية دار العلوم التي تخرج Ùيها سنة 1936Ù…ØŒ وقد قام بأعمال كثيرة تتعلق بتخصصه، وكان آخر عمل تولاه هو منصب مراقب عام البرامج الدينية والثقاÙية بالإذاعة المصرية، وله من الدواوين: صلاة ورÙض، وهدير البرزخ، وموسيقى من السر، وغيرها…
وبعد عمله بالاذاعة انتقل الى الكويت Ùكان باØثا ÙÙŠ مركز بØوث المناهج التابع لوزارة التربية، ÙˆÙÙŠ الكويت كانت له لقاءات مع عدد من أبنائها، وكان Ù…Øبوبا لديهم ÙŠØرصون على مجالسته، وقد انتقل الى رØمة الله تعالى ÙÙŠ سنة 1977Ù…ØŒ وكان قد نال ÙÙŠ سنة 1965Ù… جائزة الدولة المصرية التقديرية.
وأما القصيدة المشار اليها Ùيبدؤها الشاعر بقوله:
وتكلمت Øبات رمل البيد
Øين نزلت ضيÙا ÙÙŠ قلوب رجالها
وسمعتها وسمعت انت Øديثها
ورأيت مثلي ما يدور ببالها
وهذه بداية موÙقة، Ùقد Ø£Øسن الشاعر ان Øبات رمل البيد تتØدث اليه هذا الضي٠الذي ØÙ„ ÙÙŠ قلوب رجالها المقيمين بها، وهو لم يقل انه ØÙ„ بأرضها Ùأورد ما يدل على المØبة التي يكنها أبناء الكويت لهذا العالم الجليل، وكأن كلمات Øبات رمل البيد مسموعة Øين قال ÙÙŠ قلوبهم Ùقد سمعتها أنا أيها الشاعر وسمعت أنت Øديثها، ولا شك ÙÙŠ انك استطعت ان تØيط بما دار ÙÙŠ بالها تجاهك.
ويقول الشاعر: إلا انني أرى اللقاء كاذبا Ùهو غير جديد وانت لم تعرÙها لأول مرة، لانك ÙÙŠ نبض رياØها وإباء مرتÙعاتها وكبر جبالها، وأنت ÙÙŠ Øديث من عبر من أهلها Øاملين شباباتهم ينÙثون أصواتها وكأنما بيديك سØر يمينها وشمالها.
تشدو لهم Ùيأسرهم شدوك، وتØدثهم Ùينتشون Ù„Øديثك.
ولقد مرت بهم السنون Øتى تعب منها الخلود وكان منتظرا زيارتك Øتى يرتد نشوان Ùوق رمالها المشوقة اليك، Ùهي تتلو عليك قصيدها Ùتظن صوته هو عاز٠الأشعار ÙÙŠ آصالها.
وهي اضاÙØ© الى ذلك:
وتجند الأسمار وخزة نارها
تشوي أباطيل المدى بنصالها
وتهب ÙÙŠ الظلمات تردع نارها
Øتى لو اØتبستك ÙÙŠ أغلالها
ثم ينتقل الى وص٠الأستاذ العلامة Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر ذاكرا مآثره Ùهو اذا كابدت العقل العناء Ùان عقله أصيد، ولا تؤثر به المØÙ† ولا Ø´ØØ° الأÙكار «الأصيد: الذي يرÙع رأسه اعتدادا» Ùهو كالشمس مرصود على أوصال البيد التي تعلق بها منذ نشأ.
ويتساءل: هل أنت ضي٠استجد على أديمها وهوائها، أم أنت عز٠يثير سكونها وملالها.
هل أنت رج٠جراØها ÙÙŠ وقت تغمرها Ùيه النكبات وتØشرها Ùيه صلالها.
أم أنت Øر٠الضاد ÙÙŠ لهوات الأمة، وعلى كاÙØ© مرابضها ÙˆÙوق جميع تلالها؟ Ùأنت:
أوغلت ÙÙŠ أعماقها وسكنتها
Ùجرا ÙŠØوم دائما بخيالها
ووقÙت بالمرصاد كل مجهل
يلغو، ترد له الصدى بنبالها
ثم استرسل ÙÙŠ الØديث عن بعض أعمال الأستاذ وأشار الى بعض ابØاثه ومنها ما ورد ÙÙŠ مقالاته المشهورة التي طبعها ÙÙŠ كتاب له بعنوان: «أباطيل وأسمار» وذلك تعليقا على بعض ما وهم به د.لويس عوض، ومن ذلك أنه سمى الصليان وهو نبات ترعاه الإبل »الصلبان، جمع صليب» وذلك اضاÙØ© الى تعليقاته الجمة عن كل ما اØاط بالشاعر الÙيلسو٠ابي العلاء المعري:
الصليان جثا، وصلى مؤمنا
بعصاك Øين هوت على دجالها
وأبوالعلاء اضا٠لØÙ† قصيدة
عرÙتك خلدا ثانيا بجلالها
لولا جلال الغيب كنت رأيته
وسمعت وقع خطاه ÙÙŠ تهدالها
ثم يستØÙ„ÙÙ‡ ان يستمر ÙÙŠ نهجه، ÙˆÙÙŠ Øرصه على لغة العرب وأدبها وتذكار Øضارتها:
بالله، بالعرب الذين عشقتهم
لغة يشع النور ÙÙŠ أدغالها
أنا صب نغمتها، وعاز٠نايها
وملقط الأسرار تØت ظلالها
وأراك أنت بكل لج موجها
والهادر المشبوب من شلالها
وأراك أيضا:
ÙŠØبو اليك الموغرون بكيدهم
Ùتصدهم صد الرØا لثÙالها
والعاطشون الØائرون تردهم
اغصان دوØتها وروض جمالها
والضائعون من الضباب تشدهم
وترد بعض الضيم من أثقالها
والمدلجون اذا ادلهمت Øيرة
كنت ارتعاش الضوء ÙÙŠ أقÙالها
ويختم الشاعر قصيدته بالعودة الى مناداة الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر طالبا منه الاستمرار ÙÙŠ الطريق الذي سار عليه Ùيقول:
بالله، بالاسلام، باللغة التي
أوشكت تسجد من ذرى أقوالها
لا تبق وهما ÙÙŠ الطريق لسادر
يلقي به العثرات من جهالها
وهذه هي نهاية القصيدة التي جاء ختامها أملا ÙÙŠ ممدوØÙ‡ بأن يكون للغته العربية درعا Øصينة ÙŠØميها من كل غادر يريد ان يضر بها او بعلومها الغزيرة التي Øملها الينا الرجال الاوائل.
ومن اجمل ما يمكن ان تراه ÙÙŠ هذه القصيدة، المقارنة الجميلة التي وضعها الشاعر ضمن ابياته ÙتØدث عن Ù†Ùسه من Øيث اهتمامه الخاص بلغة العرب، وتØدث أيضا عن اهتمام الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر بالأمر Ù†Ùسه، Ùالشاعر تأخذه الصبابة بنغمتها العلوية، وهو عاز٠نايها الناطق بلسانها، وهو الذي يسعى الى التقاط اÙضل المعاني من تØت ظلالها، وهو يرى صاØبه الأستاذ ÙÙŠ كل لجة من لجج البØØ« موجها العالي، ويراه ÙÙŠ تعبيره عن اشواقه للغة العرب وتاريخهم، انه الشلال الهادر المشبوب «المندÙع» لا ينقطع عن Øركته.
Ùهل نجد اجمل من هذا القول ما يمكن ان يرØب به شاعر بصاØب هو من أعز أصØابه، ثم هو عالم من علماء العربية الأÙذاذ الذين تÙخر بهم لغة الضاد؟