“لا يوجد ما يستØÙ‚ التنويه عنه طول مدة إقامتي بأزمير، سوى أنني Øضرت Ùيها مرØلة الانقلاب الكبير الذي Ø£Øدثه مصطÙÙ‰ كمال، بالقضاء على الخلاÙØ© الإسلامية، ثم تØريم لبس الطربوش، وتØريم استخدام الØرو٠العربية ÙÙŠ الكتابة واستبدال الØرو٠اللاتينية بها، وتأميم جميع المصار٠والمصانع والهيئات الأجنبية -وكان قد سبق ذلك إلغاء الامتيازات ÙÙŠ معاهدة لوزان- وإلزام المؤسسات الأجنبية جميعا باستخدام موظÙين من الأتراك ليØلوا Ù…ØÙ„ الأجانب ÙÙŠ ظر٠ستة شهور ÙŠØ³Ù…Ø Ø®Ù„Ø§Ù„Ù‡Ø§ بأن تكون المراسلات مع الØكومة أو الأÙراد وكذلك السجلات بلغة أجنبية على أن تكون مصØوبة بالترجمة التركية وتكون هي ÙˆØدها المعتمدة رسميا، وبعد تلك المهلة تكون اللغة التركية هي ÙˆØدها Ø§Ù„Ù…Ø³Ù…ÙˆØ Ø¨Ù‡Ø§ØŒ وكذلك تقرر أن يتولى الأتراك إدارة وشغل وظائ٠كل الهيئات Ùيما عدا وظائ٠Ùنية أو إدارية Ù…Øددة.
وقد Øدث عقب ذلك أن قامت عاصÙØ© كبيرة ÙÙŠ أزمير سقطت خلالها صاعقة على مأذنة –هكذا- المسجد المجاور لدار الØكومة ÙÙŠ أزمير، Ùساد الذعر بين الأهالي لاعتبارهم ذلك آية من الله تنذر بسخطه -سبØانه، وتعالى!- على دخول المساجد بالقÙبَّعات؛ ومن ثم كان ذلك دليلا على عدم الرضا عن الخروج على التقاليد القديمة! وكان أهم وأنكى من ذلك تØريم الØجاب، ÙˆÙرض الاختلاط بين الجنسين ÙÙŠ المعاهد الدراسية ÙˆÙÙŠ المجتمعات، وتلا ذلك الاندÙاع ÙÙŠ اتباع واقتباس الأساليب الغربية ونبذ التقاليد الشرقية والتجرد من كل ما يوØÙŠ بالاتصال بها، إلى Øد سريان الدعوة بتخليص اللغة التركية من الألÙاظ والمشتقات العربية والÙارسية وهي تشغل الجانب الأكبر من اللغة التركية!
ومن ناØية أخرى شرعت الØكومة ÙÙŠ وضع تشريعات جديدة على أساس القانون السويسري بما يشتمل عليه مثلا من مبادئ التوريث بالمساواة بين المرأة والرجل مخالÙا لأصول الشريعة الإسلامية، وكذلك Øرية المرأة ÙÙŠ الزواج من غير أهل دينها! ÙˆÙضلا عن ذلك أغلقت تكايا الطرق الصوÙية، وصودرت دورها والأملاك الموقوÙØ© عليها؛ ÙØ£Øدث هذا كله آثارا عميقة ÙÙŠ Ù†Ùوس الشعب التركي وكيانه الاقتصادي والاجتماعي.
وكانت الØجة التي اتخذت ذريعة لإلغاء الخلاÙØ© ÙˆØ§Ù„Ø¬Ù†ÙˆØ Ø¥Ù„Ù‰ الابتعاد عن الصبغة الإسلامية، هو أن هذه الخلاÙØ© كانت السبب ÙÙŠ عداء أوروبا لتركيا وما جره ذلك عليها من الØروب والويلات، ÙÙŠ Øين أن الوØدة الإسلامية والتشيع لها والدعاء للخليÙØ© Ùوق منابر المساجد ÙÙŠ كل أرجاء العالم الإسلامي، كان ذلك المظهر هو أكبر ما تهابه الدول الأوروبية، Ùوق٠طويلا ÙŠØول بينها وبين الإقدام على توزيع تركة “الرج المريض” كما كانوا يسمون تركيا منذ زمن طويل، نسي ذلك قادة ودعاة Øركة التØرير من كل ما هو شرقي بل إسلامي، وطغت موجة جارÙØ© من الاندÙاع Ù†ØÙˆ كل ما هو غربي -وإن كان ينطوي على مساوئ عصÙت بما كان معروÙا عن الأتراك من Ùرط التمسك بالدين والأخلاق القويمة- وظهرت كثير من المآسي الخلقية بين عديد من الأسرات ÙÙŠ كل مكان.
ولذلك Ùإن المبادئ الدينية الأصيلة والمتغلغلة ÙÙŠ النÙوس لم تØتمل السكوت على هذه الØال؛ Ùلم تلبث أن انتÙضت، واشتعلت الثورة عليها ÙÙŠ أماكن متÙرقة باشتراك عدد من ضباط الجيش أنÙسهم. ولكن الØكومة سارعت بتوجيه ضربات قاسية Ù†Øوها، وأقامت “Ù…Øاكم ثورية” بمعاقبة الثائرين، وقد عقدت Ø¥Øداها ÙÙŠ أزمير، وكان على رأس المقدمين للمØاكمة قائد كبير كان زميلا لمصطÙÙ‰ كمال ÙÙŠ Øرب التØرير، بل لعب دورا عظيما ÙÙŠ Ø¥Øراز النصر وهو القائد كاظم قره بكير، وكانت له مكانة كبرى ÙÙŠ Ù†Ùوس الجيش والشعب؛ ولذلك عومل بكل اعتبار اØترام، Øتى لقد أشيع ÙÙŠ أزمير ÙÙŠ Øينها أنه ÙÙŠ خلال المØاكمة كان الضباط الذين يراÙقونه Ù„Øراسته يطلبون منه أن يتكلم بما يشاء ÙÙŠ Øرية تامة لأنهم من ورائه لا يترددون ÙÙŠ اÙتدائه بأرواØهم. ولقد برأت المØكمة ساØته ولكنها Øكمت بالإعدام على ثمانية من الضباط قدموا إليها، وكان من بينهم اثنان برتبة اللواء، ÙˆÙÙŠ اليوم التالي لصدور الØكم كانت جثثهم معلقة ÙÙŠ أسواق المدينة كما جرت العادة، وعلى صدر كل منهم لوØØ© كبيرة من الورق كتبت عليها التهم التي Øوكم من أجلها والØكم الذي صدر عليه!
ولقد لازمتني زمنا طويلا صورة ذلك المنظر البشع المجاÙÙŠ لكل مبادئ الإنسانية، وكان أجدر بالدعاة قبل تغيير ما يوضع Ùوق الرءوس -هكذا- أن يبدءوا -هكذا- بتغيير ما بداخلها بمزيد من العلم والثقاÙØ© والإيمان.
وعلى الرغم من القسوة البالغة التي تم بها إخماد Øركات الثورة والاØتجاج، Ùإنه عندما سنØت الÙرصة Ùيما بعد –أي بعد عهد مصطÙÙ‰ كما- تغلبت Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†ÙŠØ© الكامنة ÙÙŠ Ù†Ùوس الشعب التركي القوي الإيمان، ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…Ø¨Ø§Øا تعليم الدين وإقامة شعائره بكل Øرية وإنارة المساجد والاØتÙال بالأعياد الدينية والسÙر لأداء Ùريضة الØج، على أن هذه النزعة الدينية قوبلت بالسخط من جانب المتطرÙين من أنصار التØرر من القديم يعاونهم الملاØدة من أنصار الشيوعية التي وجدت المجال ÙسيØا لنشر مبادئها الهدامة، وأغلب الظن أن Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹Ø¯Ø§Ø¡ بين أنصار القديم وأنصار الØديث تكمن إلى Øد كبير وراء Ø£Øداث العن٠التي ما زالت تركيا تعاني منها إلى اليوم، إلى جانب آثار الأزمة الاقتصادية الخانقة التي Øلت بالبلاد منذ عهد طويل”.
سنوات مع الملك Ùاروق: 64-66.