زهرة الشام، لسعيد كمال

دع الوقوف دع البكا على الطلل فإن  فاجعة  الفؤاد لم تزل  
ودع لواعج في البهيم مخبؤها وارع مخابئها برمية الأسل  
ما حق من عاش والأحزان مضجعه تكويه سيان في حل ومرتحل
سقته سود الليالي كأس نازلة بالدمع قد مزجت كالخمر بالعسل
يلازم اليأس ليله منادمة وينشد الشعر سكره بلا أمل
فكل أيامه كالليل ديدنها وكل آماله كالسيل في الجبل
كم ليلة بات راعيا مفجّرَها حتى تفجر عنها الصبح بالعضل
أنى الفكاك له والبعد مكبله والدهر محجره يمضي على مهل
سلم على زهرتي يا حادي الإبل وقل لها إن وصلها غدا أملي
واحمل لها من دموعي واصطحب أملي ما أنا من بعد صدها بمحتمل
أمسي وأصبح في غرامها ثملا يا بؤس من في الغرام ليس بالثمل
والله ما قط أبغي بك من بدل كلا ولا القلب يرضى بعد بالبدل
يا زهرة الشام حبيك له مضض وفيك حر الردى أحلى من العسل

Related posts

Leave a Comment