الحيرة، لمعاوية الرواحي

أين المفرُّ إذا تبعتُ ضلالي؟

ماذا عساه بأن يكون منالي؟

كربٌ من الأيام تزهق نفسها

والحال من سوءٍ لأسوأ حالِ

أين المسيرُ؟ لأي حتفٍ أرتمي؟

سئم الكلامُ وملَّ من موّالي

إني ظلمت فهل أسامح ظالمي؟

من أجلِ أن أحيا بلا إذلالِ؟

فالمرُّ إني قد عرفتُ وذقته

من شر أصحابي ومن عذالي

أما العدو فكان خصما منصفا

لولا خيانة حفنة الأنذالِ

أين المسير لأي دربٍ ألتجي

أطلاقُ دنياي الكؤود وصالي؟

لا أصدقاء ولا طريق سوى الأذى

هل سكتي وحل وذاك مجالي؟

أحتارُ في درب الظلام أذمّه

والنورُ يفلت من خيوط عقالي

لا عشت مجنونا ولست بعاقل

فمتى ستدرك سعيها آمالي

ملاح في ذاتِ الملاحةِ ضائعٌ

لا عشتُ في وطنٍ ولا ترحالِ

حتى إذا اقترب المصير وجدته

لغزا يضيعه هوى استدلالي

والنفس خاضعةٌ لشر محدقٍ

للموت تأخذني بغير نزالِ

إما أعيشُ لأجل وهمٍ غامضٍ

أو أن أموتَ مقطعا بنصالي

أين المفرّ إلى مصير جارفٍ؟

في قارب يجري إلى الشلال

أم للدهاليز التي أشقى بها

أبواب قد تركت بلا أقفال؟

في حيرةِ النفس الظلامُ هدايةٌ

كالروح في نطفٍ من الصلصال

هذي الحياة عسيرةٌ وطلابها

خُسرٌ بنعمتها وبالأهوالِ

أختارُ أن أحتارَ في تفصيلها

أما حلاوتها ففي الإجمال

لا عيشَ إلا أن يكون مع الفتى

أحلام من فِكرٍ بثقل جِبال

إن عشت مُختاراً فدربك غامض

أو عشت محتارا فلست تبالي

هذي الحياة قصيدة أو قصة

أما طريق الناس فهو الخالي

Related posts

Leave a Comment