القرآن الكريم

“أجمعَ مُلحِدٌ ومُهتَدٍ، وناكبٌ عن المحجَّة ومُقتدٍ، أن هذا الكتاب الذي جاء به محمد -صلى الله عليه، وسلم!- كتابٌ بهرَ بالإعجاز، ولَقِيَ عدوَّه بالإِرجاز، ما حُذِيَ على مثال، ولا أشبَهَ غريبَ الأمثال، ما هو بالقَصيد الموزون، ولا الرَّجَزِ من سَهْلٍ وحزُونٍ، ولا شاكلَ خطابةَ العرب، ولا سجعَ الكهَنة ذوي الأرَب، وجاء كالشمس اللائحة، نورا للمُسِرَّة والبائحة. لو فَهِمَه الهَضْبُ الراكدُ لَتصدَّع، أو الوُعولُ المُعْصِمةُ لَراقَ الفادرةَ والصَّدَعَ؛ “وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”! وإن الآية منه أو بعض الآية، لَتَعترِض في أفصح كَلِمٍ يَقدِر عليه المخلوقون، فتكون فيه كالشهاب المتلألئ في جُنح غَسَقٍ، والزهرة البادية في جُدوبٍ ذاتِ نَسَقٍ؛ “فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ””ØŒ
أبو العلاء المعري (449=1057).

Related posts

Leave a Comment