أريقي عريض البغض، لعبد الجليل منصوري

أريقي عريض البغض لا العارض الأَثْرى وروّي حياض الضغن لا السهل لا الوَعْرا

وأرخي عليّ الليلَ من كل جانبٍ وأَدّي إلى من لا غناءَ له الفجْرا

ولا تحرميني الضيق فالضيق واسع إذا حل أخزى الخلقِ في الضفة الأخرى

وصُبي لديّ النائبات وأفرغي كما أفرغت أندى سحائبها القطرا

وأغري بيَ الاسقامَ شَلّت يمينها إذا تركَتْني بعد صولتها أبرا

فقد طاول الأحرارَ كل مخنثٍ بكل خباثات الزنا أمُّه أدرى

إذا ما دنا يوليكَ جنبيه كالتي تراود فتيانا وتسألهمُ أجرا

وينظر شزرا كالبغيّ إذا رَنَت إلى من قضى منها اللبانة مضطرّا

يعيبون نصل السيفِ لا لِفلولِهِ ولكن لغمد قد يرون به الضرّا

ولا ضُرّ إلا في عيون مريضةٍ ترى القبحَ جوزاءَ السماوات والبدرا

ترى القبح أمرا ورّثتها جدودها ولا جَدّ للمولى المضاف ولا أمرا

وكنت امرأً أُجري الشتائم ضُمّرا إلى كل نذل لا يراعي لنا قدرا

وأوردها أعراضَهم فتخوضها كما خاض مهرٌ طينةً مُلِئت عهرا

ونحن إلى عليا معدٍّ وعامرٍ نصير ومن آبائنا نرث الفخرا

هم ضربوا بالشعب كل مُتوّجٍ وذاق لقيط من فوارسهم حَرّا

وأردى أبو جزء زهيرا ورهطه حواليه لم تنفعه أجناده طرّا

وفي رحرحان أوثقوا جد معبدٍ وما كان من قوم ينادَون في الأسرى

وهم أكثروا الثارات شرقا ومغربا وكم فرّجوا كربا وكم أوغروا صدرا

ورثت لبيدا في محافل جمة ومن كلبيد يوم تَستنهِض الشعرا

ألا لا تلومي من يثير مواجعي ولومي فتى حرا تلا والدا حرا

فإن لئام الناس لا خير فيهمُ ليرجى كأصنامٍ هلكن ولا شرّا

يظنون أن المجد ثوب ومطعم وهذا لعمري ظن قيصر أو كسرى

Related posts

One Thought to “أريقي عريض البغض، لعبد الجليل منصوري”

  1. منير ماموني

    جميل هذا الفخر وقاذع هجاؤك استاذ عبد الجليل

Leave a Comment