ها قد ÙعلتÙها، ها قد أنهيتÙها، ووالله لولا الله ما ÙعلتÙها، والله لولا الله ما أنهيتÙها.
تلك الرسالة التي شغلتني عن أكثر ما ÙÙŠ هذه الدنيا سبع سنين متوالية، تشابه عددها وسماتها مع السنين السبع الأولى التي Ùسرها يوس٠عليه السلام لملك مصر ÙÙŠ رؤيا منامه ÙÙŠ قوله تعالى { وَقَالَ الْمَلÙك٠إÙÙ†Ùّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَات٠سÙمَان٠يَأْكÙÙ„ÙÙ‡ÙÙ†ÙŽÙ‘ سَبْعٌ عÙجَاÙÙŒ وَسَبْعَ سÙنْبÙلات٠خÙضْر٠وَأÙخَرَ يَابÙسَات٠يَا Ø£ÙŽÙŠÙّهَا الْمَلَأ٠أَÙْتÙونÙÙŠ ÙÙÙŠ رÙؤْيايَ Ø¥Ùنْ ÙƒÙنْتÙمْ Ù„ÙلرÙّؤْيا تَعْبÙرÙونَ (43) } سورة يوسÙ.
نعم هي تشبه السنين السبع الأولى المرموز لها بالبقرات السمان ÙÙŠ تواليها وتتابعها وخيرها، لا السنوات السبع الأخرى الشداد المجدبة المرموز لها بالبقرات العجا٠ـ عاÙانا الله وإياكم منها ـ؛ Ùلم أرَ ÙÙŠ هذه السنوات السبع التي مَرَّتْ إلا رØمة الله التي وسعتْ كل شيء، ونعمه التي لا تÙعَدّ ولا تÙØصى، وإØسانه، وجوده، وعطائه، وكرمه، ÙˆÙضله، وكي٠لمثلي ألا ترى إلا هذا الخير كله، بعد أن أنعم الله عَلَيَّ بما ÙˆÙقني إليه، وأكرمني به!
ربما مرتْ ÙÙŠ هذه السنين Ø£Øداث أخرى موجعة كأØداث الدنيا العادية التي يمر بها جميع بني الإنسان، لكنها كما قلت٠” Ø£Øداث الدنيا “ØŒ والدنيا دنيا لا تساوي عند الله Ø¬Ù†Ø§Ø Ø¨Ø¹ÙˆØ¶Ø©ØŒ وما تساوي الدنيا أمام ما كنت٠أÙعله!
تلك الرسالة التي لقيت٠منها نَصَبًا، ÙˆØملت٠أعباءها على ظهري ليلًا ونهارًا، يقظةً ومنامًا، صيÙًا وشتاءً، ربيعًا وخريÙًا، رعدًا وبرقًا ومطرًا وغيومًا ونسيمًا وهواءً، عسرًا ويسرًا، ضيقًا ÙˆÙرجًا، ÙرØًا ÙˆØزنًا، بسمة وبكاءً!
تلك الرسالة التي Øيرتني، وأتعبتني، وأجهدتني، وأرجÙتني، ÙˆÙرØتني، وأبكتني، وسهرتني، وأرقتني، وقلَّبَتْني، ومن لذات نومي أيقظتني، ومن جلسات الأهل والأصØاب منعتني، ومن ملذات الدنيا أبعدتني، ومن روØÙŠ أخذتني، وعن كل شيء أشغلتني، لكنها من القرآن قربتني، ومن خلقي هذبتني، ومن Ù†Ùسي أصلØتني، وكÙÙ‰ بها نعمًا!
تلك الرسالة التي كلما قابلت٠أØدًا Øدثته عنها، وعن Ø£Øلامي المرجوة لها، وعما Ø£Ùعله Ùيها، وعما أعانيه من أجلها، كم قابلت٠تشجيعًا من Ø£Øدهم، وسخريةً من غيرهم، وكم كان التشجيع يمدني بقوة لا Øَدَّ لها، Øتى كنت٠أرى Ù†Ùسي صلبَ المراس أدكÙÙ‘ صخورَ الجبال٠الرواسي، وكم كنت أقابل السخرية بسخرية مثلها، Ùكان مما Ø£Ù…Ø²Ø Ø¨Ù‡ ÙÙŠ هذا المقام: أنتم لا تعرÙون ما Ø£Ùعل، أنا أصنع٠المجدَ، Ùيقولون: مجدًا، أي مجد ! ثم تتوالى الضØكات مني ومنهم على سواء!
نعم كنت٠أضØÙƒ ÙÙŠ هذه السنين على Ù†Ùسي لضعÙها وقلة Øيلتها وزادها، وعلى Ø£Øلامي لطولها وعمقها وبعدها، وأقول: يا تÙرَى هل Ø³ØªØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ù‡ الأØلام واقعًا يومًا ما، ولو بعد Øين٠طويل، هل سينتهي هذا البØØ« الطويل المتعب الثقيل الØلو الجميل!
كنت٠أرى Øقًّا أنني أصنع مجدًا لا مثيل له، مجدًا لم يصنعه من هو ÙÙŠ مثلي ÙˆÙÙŠ Ø£Øوالي من قبل، وأي مجد٠يساوي البØØ« ÙÙŠ كتاب الله عزوجل، وبذل العمر ÙÙŠ Ùهمه وتدبره!
لطالما تعثرت٠ÙÙŠ هذه الرسالة، وتأوهت٠من أجلها، وتألمت٠من صعوباتها، وتقلبت٠ÙÙŠ شدتها، وتوجعت٠من مشاقها، ووقعت٠ÙÙŠ مآزقها، وتهت٠ÙÙŠ مسالكها، وتصدعت٠من عقباتها، وتمزقت٠بين طياتها، وبكيت٠بين سطورها ÙˆØدي!
كنت أعوم ÙÙŠ بØر٠لا ساØÙ„ لها، وأسير ÙÙŠ Ùلاة٠لا Øدود لها، كنت Ø£Øلم Ø£Øلامًا ربما لا واقع لها ÙÙŠ نظر الآخرين، وأقول يارب من ÙŠÙنجيني سواكَ مما أنا Ùيه!
وإن من العجب ألا يشهد على هذه العثرات والآهات سوى كائن جامد ÙŠÙسَمَّى بالمكتبة؛ بيتي الثاني الذي قضيت٠Ùيه أكثر أوقات هذه الرسالة، ولا أملّ الجلوس Ùيه، Ùيها قرأت٠وذاكرت٠وبØثت٠وتوضأت٠وصليت٠وأكلت٠وشربت٠ونمت٠وØلمتÙØŒ ربما تعر٠المكتبة عن Ù†Ùسي ما لا يعرÙÙ‡ غيري عني، كي٠وقد كنت٠أقضي Ùيها بعض يومي إن لم يكن أكثره، Øتى عÙرÙÙْت٠Ùيها، واشتهر صيتي بها، وصاØبت٠Ùيها صØبةً ربما لو جلست٠عمري بأكمله ما عرÙتها!
ÙƒÙتÙبَتْ سطور هذه الرسالة ÙÙŠ أكثرها ÙÙŠ المكتبة، وكÙتبت Ù€ أيضًا Ù€ ÙÙŠ سائر Ø£Øوالي الأخرى العجيبة والغريبة؛ Ùهذا سطر ÙƒÙتÙبَ على كراسي المترو، وآخر على رصي٠انتظار عربة المترو، وآخر ÙÙŠ عملي ومدرستي، وغيره على سريرى، وآخر جاء ÙÙŠ خيالي وأنا ذاهبة ÙÙŠ النوم، وغيره جاء لي ÙÙŠ Øلمي أثناء نومي، وآخر أتى ÙÙŠ ذهني وأنا سائرة ÙÙŠ الطريق، وغيره وأنا جالسة بمÙردي، وآخر وأنا وسط أهلي، ÙÙŠ ظل البرد القارص والØر الشديد، ÙÙŠ يوم الصيام والإÙطار، ÙÙŠ اليوم العادي ويوم العيد، ÙÙŠ ساعة الØزن والÙرØØŒ ÙÙŠ Ù„Øظة البسمة والبكاء والضيق والÙرج!
كانت الرسالة هي ملاذي الآمن الذي أعود إليه بعد خوض Ø£Øداث الدنيا ما بين الØين والآخر؛ Ùكلما عشت٠ÙÙŠ Øدث٠من Ø£Øداثها، انتظرت Ù„Øظة انتهائه؛ لأعود إليها ويطمئن قلبي؛ Ùكانت Ù†Ùعْمَ الصاØب والأنيس والرÙيق طيلة هذه السنين!
ÙÙŠ هذه السنين الطويلة، ÙÙŠ ظل Ø£Øداثها المهيبة، وأشغالها الكثيرة، ووقائعها الثقيلة، كان لَدَيَّ Ø£Ùكارًا متناثرة عن بØثي هذا، كان لَدَيَّ Ø£Øلامًا وأÙكارًا، بذلت٠كل الجهد، وسعيت٠كل السعي من أجل أن ØªØµØ¨Ø ÙˆÙ‚Ø§Ø¦Ø¹ ÙˆØقائق.
لم يشغلني كثيرًا ÙÙŠ هذه السنين الطويلة Ù…Ùسَمَّى البØØ« الذي Ø£Ùعله ” الماجستير “ØŒ وإنما كان شغلي كله هو إكمال البØØ« على ما يقرب مما أردته له، وما ينبغي أن يكون عليه؛ وماذا ÙŠÙيد الماجستير أو الدكتوراه أو غيرها من مسميات الأبØاث إن لم تقدم شيئًا خالصًا لوجه الله الكريم، ناÙعًا لصاØبه ولغيره!
بØثي Ùواصل القرآن الكريم، دراسة صرÙية دلالية، والÙاصلة ÙÙŠ تعري٠القدماء: كلمة تقع آخر الآية كقاÙية الشعر وسجعة النثر، وقد استطعت ÙÙŠ هذا البØØ« أن أصل إلى بعض أسس النظام الذي سارت عليه صيغ الÙواصل القرآنية، وأن أستخرج سمات لصيغ هذه الÙواصل، وأن أرصد الخصائص المميزة لها، وأÙسر كل هذا ما استطعت٠إلى ذلك سبيلًا؛ Ùما كان من توÙيق Ùمن الله ÙˆØده، وما كان من خطأ Ùمني ومن الشيطان، وأستغÙر الله عليه، وأسأله الصواب Ùيه.
ها قد جعلها ربي Øقًّا، وقد Ø£Øسن بي إذ أخرجني من Øيرتي طيلة هذه السنين إلى مقام أمين؛ ÙالØمد لله Øتى يبلغ الØمد منتهاه، Øمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، Øمدًا لا يبلى جديده، ولا ÙŠÙØصى عديدÙه، ولا تبلغ ØدودÙه، Øمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا Ùيه، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من بعد، أهل الثناء والمجد، Ø£ØÙ‚ ما قال العبد، وكلنا له عبد.
نوقشتْ الرسالة بÙضل الله عزوجل ÙÙŠ: 25 جمادى الأولى 1441هـ ØŒ 20 يناير 2020Ù…ØŒ ÙˆØصلت على تقدير ممتاز مع التوصية بتبادلها بين الجامعات، والØمد لله رب العالمين.