Ù¡ Ùبراير ذكرى ميلاد قلب العربيّة المتوثّب العلّامة أبي Ùهر Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر:
رØمة الله تغشاك يا أبا Ùهر وأنت القائل: “وأنا جنديٌّ من جنود هذه العربيّة، لو عرÙت٠أنّي سأØمل سيÙاً أو سلاØاً أمضى من هذا القلم، لكان مكاني اليوم ÙÙŠ ساØØ© الوغى ÙÙŠ Ùلسطين…”.
لا أدري يا أبا Ùهر، وربّك شاهدٌ، من أين أبدأ، ولا إلى أين أنتهي؛ Ùإنّي لأخشى أن ÙŠØ¬Ù…Ø Ø¨ÙŠ القلم، Ùأقول Ùيك ما دون منزلتك التي بهرت النّاس؛ Ùيرموني بالتّقصير والتّÙريط ÙÙŠ استيÙاء Øقّك على رجل٠عشق ØروÙَك، واعتزل الأØياء للعيش معك وأنت ÙÙŠ عالم الأموات، وقد جعل الله من Ù…Øنتي وبلائي، وبه الصّبر والاستعانة، أن أسعى ÙÙŠ قراءة كلّ ما كتبته، وكلّ ما Øقّقته، وكلّ ما قيل عنك ÙÙŠ معرض المواÙقة، وموطن المخالÙØ©ØŒ ومورد التّوقÙّ٠والجمع.
وكي٠لي تØقيق هذا الØÙ„ÙÙ… الرّØيب الذي قد تتلاطم أمواجه بÙتًى غرÙÙ‘ مثلي، وتقذÙÙ‡ بين البØر والبرّ، Ùلا يدري مأتاه من مذهبه؟ هذا أخشى ما أخشاه يا أبا Ùهر!
يا شيخ العربيّة؛ هل تعلم أنّني لـمّا قرأت مؤلّÙاتك سابقاً وجدتك رجلاً مستقيماً ÙÙŠ سرّه وعلنه لا يكذب ولا يجامل، ولا يداري ولا يداهن؛ إلّا أنّني وجدت لك ذنباً واØداً أرجو من الله أن يغÙره لك، ويÙغرقه ÙÙŠ بØر Øسناتك؟ Ùأنت، يا أبا Ùهر، إذا أل٠القارئ Øلاوة أسلوبك، ودقّة عبارتك، وبيان أغراضك، وصرامة مقاصدك، وبراءة معاط٠كلامك من الغموض والإبهام؛ إذا أل٠ذلك وعرÙÙ‡ لا ÙŠØ±Ù†Ù‘Ø Ø¹Ø·ÙÙ‡ أسلوب كاتب٠آخر سوى أبي عثمان الجاØظ!
هكذا وجدتك Øين Øبستني على بابك، وقيّدتني بجوارك، وجعلتني أخا٠Ùراقك خوÙاً شديداً، Ùمن أيّ شيء٠أنت أيّها الميّت الØيّ، والغائب الØاضر ÙÙŠ Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ùؤاد؟.
ولأمانة التّاريخ، والاعترا٠بأقدار النّاس أقول: إنّ علاقتي بك، يا شيخ العربيّة، انبعثتْ من علاقة ØبÙÙ‘ وإجلال٠جرت لمستقرÙÙ‘ لها بين جوانØÙŠØŒ وما زلت أصونها، وأØتÙظ بها لتلميذك النّجيب العلّامة Ù…Øمود Ù…Øمّد الطّناØيّ، والعجيب أنّ كليكما (Ù…Øمود)ØŒ ويتبع اسمكما (Ù…Øمّد)ØŒ ولا ÙŠÙرّق بينكما إلّا (شاكر) Ùˆ(الطّناØيّ)ØŒ Ùهل لذلك سرٌّ أودعه الله ÙÙŠ علاقة الوÙاء التي جمعت بينكما ÙÙŠ الØياة وبعد الممات؟ ÙالطّناØيّ يقول عنك، وأنت Øيٌّ، ÙÙŠ مقدّمة تØقيقه لأمالي ابن الشّجريّ: “أمّا شيخ العربيّة، أبو Ùهر Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر، هذا الإمام الجليل: Ùإنَّ له عليّ أياديَ كثيرةً أعدÙÙ‘ منها ولا أعدّدها”ØŒ وقال عنك أيضاً لـمّا كان ÙŠØقّق هذه الأمالي للتّقدّم إلى نيل درجة الدّكتوراه: “بل إنّه كان ÙŠÙØªØ Ø¹Ù„ÙŠÙŽÙ‘ اتّصالاً هاتÙيّاً مع عصر كلّ يومÙØ› يرقب خطوي، ويجبر نقصي…”ØŒ وبعد ÙˆÙاتك ÙÙŠ السّاعة الخامسة من عصر يوم الخميس Ù§ أغسطس ١٩٩٧م، طار به الوÙاء Ùكتب مقالته الØزينة الباكية تØت عنوان: (أيّ شلّال٠هادر٠توقّÙ)ØŸ Ùليتني كنت مكان الطّناØيّ؛ لأسمع صوتك العذب وأنت ترقب خطوي، وتجبر نقصي، وليتني كنت مكانه لأكتب ذلك المقال، ولكن هل ينÙع شيئاً ليت!
قرأت مقالات الطّناØيّ منذ سنين، ووقÙت على تØقيقاته ومؤلّÙاته، وكان ذلك بإرشاد٠من نجم الأدب الأندلسيّ، أستاذي الأزهريّ العراقيّ منجد مصطÙÙ‰ بهجت أطال الله ÙÙŠ النّعمة بقاءَه، ÙسØرني أسلوب الطّناØيّ، وأسرني بيانه، وأعجبني صبره على Ù…Øنة البØØ«ØŒ والاستقصاء، والتّØقيق، والإلمام الدّقيق المعجب.
وبكتابات الطّناØيّ استقام أسلوبي كثيراً، وبصرت٠بما لم أبصر به من قبلÙØŒ وتØرّرت٠من الولع بالمØسّنات البديعيّة المتكلَّÙØ©ØŒ وجعلت اللّÙظ تبعاً للمعنى، وخادماً له؛ Ùكان بيني وبينه سرٌّ أدرك مداه ÙÙŠ Ù†Ùسي، Ùلا أعدÙّه إلّا أستاذاً لي درّسني ÙÙŠ القاعة، وعلّمني ÙÙŠ بيته، ووضع يدي على Øقائق العلم الخاÙية.
وقد رأيته، إبّان قراءتي لأعماله، يقدÙّم أبا Ùهر على من سواه من نجوم التّØقيق والأدب، ومنارات الذّود عن Øياض الأمّة الإسلاميّة، Ùانظر إلى قول الطّناØيّ عن شيخه: (ومنذ شبّ واستوى إلى يوم النّاس هذا، وهو يعيش Øياة ØاÙلة بالغرائب والعجائب)ØŒ ثمّ قوله: (إنّه تاريخٌ ضخمٌ لرجل٠تنبّه منذ طراءة الصّبا، وأوائل الشّباب إلى هموم أمّته، وما يراد بها، ويÙكاد لها)ØŒ وقوله: (Ùالمكتبة العربيّة عند أبي Ùهر كتابٌ واØدٌ، والعلوم عنده علمٌ واØدٌ؛ Ùهو يقرأ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠÙ‘ كما يقرأ الأغاني، ويقرأ كتاب سيبويه قراءته لمواق٠عضد الدّين الإيجيّ)ØŒ وقوله العجيب العجيب Øقّا: “إنّه لم ÙŠØظ Ø£Øدٌ من أدباء هذا الجيل بمعشار ما Øظي به Ù…Øمود شاكر…”.
عظيم عظيم! من هذا العلّامة الذي يمدØÙ‡ العلّامة؟ ومن هذا البØر الذي يثني عليه البØر؟
استعظمت هذه الأوصاÙØŒ واستكبرت الموصوÙØ› لأنّني كنت أعلم أنّ العلّامة الطّناØيّ هجر المجاملة والمداهنة منذ عر٠طريقه إلى الكتابة، Ùهو رجلٌ صارمٌ لا يقول ÙÙŠ الرّجل إلّا بما Ùيه، Ùشدّني ذلك إلى سبر أغوار كتب العلّامة Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر، ومناجاتها، والتّقرÙّب إلى العربيّة بها، Ùوجدت ÙÙŠ أعماله ما يدلّ على جلالته الباهرة، ومكانته ÙÙŠ الأمّة الإسلاميّة كلّها التي من الØي٠أن تÙضامَ وتÙنسى.
رØمك الله يا أبا Ùهر، وأبقى اسمك لامعاً ÙÙŠ سماء الخلود.