بسم الله الرØمن الرØيم
ريبال
تقول إنك تجد صعوبةً Ø£Øيانًا ÙÙŠ Ùهم العربية، كأنك تقرأ٠لغةً أجنبية. وسألتني أن أعينَك على ما تجد. أقول٠أولًا إن شكواك هذه تدلّ على خير. على أن عقلك يَعْمل. أنك تطلب “المعنى”ØŒ Ùإذا لم تجدْه – لعائق٠ما – توقÙتَ Øتى تعالج الصعوبة ويستبينَ المعنى. Ùˆ هذا غرض٠كلّ Ù‚Ùراءة٠جادّة. أما القارئ٠المستهين٠Ùهو لا يتوقÙ. وهذا عيب٠كثير٠من الناس.
شكواك إذَنْ تدل على أنك بريءٌ Ù…ÙÙ† ذلك العيب. على أنك بدأتَ الطريقَ الطويلَ إلى “المعرÙØ©”. والمعرÙØ© هي الغاية الكبرى، الغاية القÙصوى، ÙÙŠ الوجود، الوجود٠الذى ÙŠÙراد له أن يكون وجودًا “إنسانيًا” لا “Øيوانيًا”. Ù†ØÙ† هنا لنعرÙ. أي لنرتÙع من Øضيض البهيمية إلى سماء الملائكية. وذلك هو “الخير” وهو “الØÙ‚” وهو “الجمال”ØŒ وهو نشدان “المعنى”ØŒ وهو السعي إلى عÙÙ„Ùّيين.ثم أقول إن معالجة كل صعوبة، ÙÙŠ اللغة أو غيرها، تستلزم ÙØص العناصر، أو المكوّنات٠الداخلة ÙÙŠ تركيب ذلك “الصعبٔ Øتى تÙعر٠طبيعة٠العائق أو صÙتÙÙ‡ أو Øقيقته، Ùيمكن Ù…Ùنْ Ø«ÙŽÙ…ÙŽÙ‘ إزاØتÙÙ‡Ù ÙˆØÙ„ÙÙ‘ المسألة. واللغة “ظاهرة” من “ظواهر” الطبيعة. Ùˆ”الظاهرة” كلمة جدَّت على العربية ÙÙŠ العصر الØديث ترجمةً لكلمة٠أجنبية، وهي ÙÙŠ الإنجليزيةPhenomenonØŒ وجمعÙهاPhenomena . وإذا Ø£Ùريد تذليل الصعوبة التي وجدتَها، أو إزاØة٠العقبة، Ùعلينا أن نبدأ بÙØص الظاهرة التي صادÙتنا ÙÙŠ التعامل٠معها تلك الصعوبةÙ. ÙØْصÙها أولًا من Øيث٠هي، أي Ù…ÙÙ† Øيث٠صÙتÙها أو صÙاتÙها الجوهرية، قَبْلَ طروء٠غير٠الجوهري، Ùإن الصعوبة صÙØ©ÙŒ طارئة، وليست هي الأصل. ولن Ù†Ùهمها إلا بÙهم الأصل أولًا. وهنا نسأل : ما Øقيقة٠تلك الظاهرة المسماة باللغة ØŸ إنها ألÙاظ. نعم. لكنَّ هذا لا يكÙÙŠØŒ أوْ لا ÙŠÙعرÙÙ‘Ù.لأن الألÙاظ Ù…Ùردةً، مستقلًّا بعضÙها عن بعض، ليست “لغة” بالمعنى الصØÙŠØØŒ المتعارÙ٠عليه.والمعنى الصØÙŠØ٠المتعارÙ٠عليه أن اللغة لا تكون لغة إلا بانضمام الألÙاظ بعضÙها إلى بعض٠صانعةً ما سÙمي بالمعنى. واللغة٠على هذا Ù„Ùظٌ ومعنى. والسؤال الآن : Ù…ÙÙ† أين جاء “المعنى”ØŸ والجواب الÙوريÙÙ‘: من التضامّ، من التركّبÙØŒ من اجتماع٠الألÙاظ بعضÙها إلى بعض ÙÙŠ “بÙنْيةٔStructure أو جملة Sentence. والمطلوب إذَنْ أمران : ÙØص٠الألÙاظ٠مÙردةً، وهو الÙØص٠الذى أنشأ ما سÙمي بعلم الصرÙØŒ ÙˆÙØص البÙنىَ أو الجمل٠أو القواعد٠التي بها تنتظم٠الألÙاظ٠ÙÙŠ بÙنىً أو جÙمل٠لينشأ “المعنى”ØŒ وهذا الÙØص٠هو الذي أنشأ ما سÙمى بعلم النØÙˆ. واللغة٠إذَنْ صرÙÙŒ ونØÙˆ. لكن هذين العÙلْمين – على جلالة شأنهما – ليسا كل شيء. هناك شيء قَبْلهما: دلالة٠الألÙاظ. Ùإن اللÙظ أصواتٌ – إذا نظرنا إلى اللغة منطوقةً – أو ØروÙÙŒ -إذَا نظرنا إليها مكتوبةً – دالةٌ على تصور٠أو Ù…ÙهومÙØŒ أو “ما صَدَقَ” Ø¨Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø·Ù‚Ø©ØŒ أو معنى. وأول٠الطريق إذَنْ معرÙة٠دلالة اللÙظ٠أو معناه.وتلك مهمة٠علم الدلالة – أعني دلالة الألÙاظ المÙردة – أو علم معاني الألÙاظ، أو علم “المعاجم”. واللغة على هذا علوم متنوعة: علم الصرÙØŒ وعلم النØو، وعلم المعاجم. وليس هذا كلَّ شيء. بقي طرائق نطق الأصوات؛ علم٠الأصواتÙØŒ وهو Ùرع من علم اللغة العام، وطرائق٠رسْم الألÙاظ على الورق، أي كتابتها، وذلك علم “الإملاء”ØŒ وطرائق تØسين رسم الØرو٠وأشكال الرسم المختلÙØ©ØŒ وذلك علم “الخط”. تلك علوم العربية التى صار بعضَ مهمتك ÙÙŠ هذه الØياة أن تدرسها، أقول بعض مهمتك وأعني ما أقول، لأن مهمتنا ÙÙŠ هذه الØياة الدنيا أكبر٠من الإØاطة بعلوم العربية، أو بعلوم٠غيرها، Ùإن العلم لا ÙŠÙراد لذاته، وإنما ÙŠÙراد لغاية أبعدَ ليست موضوعنا الآن. وكأن الله أراد بك خيرًا، وأراد أن ÙŠØقق لي بعض أملي Ùيك، بعد يأس٠من تØقيق أي أمل٠Ùيك. رغبت٠إليك منذ بضعة أعوام أن تدخل دار العلوم Ùأبيت، لكن الله أعادك إلى ما أبيت. وهأنتذا تدرس٠علوم العربية كما رجوت لك – ليس المهم أن تدرسها ÙÙŠ دار العلوم أو غير دار العلوم، لكن المهم أن تدرسها، وأن تدرسها كما يجب أن يكون الدرس. والدرس الواجب ليس الذي يكون غرضه الأول تØصيل الدرجات الكبيرة، بل الذي يكون غرضه تطويع اللغة وتذليلها لتكون وسيلة إلى “المعرÙØ©”ØŒ المعرÙØ© التي هي الغاية من الوجود كله التي خلق الله الجنَّ والإنس لأجْلها. قال تعالى: … ليعبدونÙ. أي ليعرÙوني – كما قال ابن عباس٠على ما أذكر.الØديث ذو شجون. وشجون هنا معناها “Ùروع” لا “Ø£Øزان” كما يظن بعض Ù…ÙŽÙ† لا ÙŠÙهم، أو بعض من لا يتوق٠[انظْر أول هذه الرسالة]. ÙŠÙقال Ù„Ùروع الشجرة”شجون”. أي أن الØديث بطبيعته يتÙرع، ويخرج من معنى إلى معنى. ولكنْ علينا أن نقاوم ÙÙŠ Ø£Øاديثنا هذه الصÙØ© لأنها تكون Ø£Øيانًا ضارةً، وتÙباعد٠بيننا وبين ما هو أجْدر٠بالاهتمام. والذي أكتب٠لك الآن Ùيه هو هدايتك إلى ما ÙŠÙستعان به على تَيسير الÙهم، وإØسان٠الأخذ٠عن اللغة، وجَعْل٠العربية٠لغة قوميةً بعد أن كادت تسمى لغة أجنبية. Ùلنعدْ إلى ما كنّا Ùيه. كي٠تØسن الÙهم للجملة العربية، أو ما الذي يعينك على هذا. لم يبق ÙÙŠ هذه الورقة إلا القليل. ولم أستطع الكتابة إلا ØµØ¨Ø§Ø Ù‡Ø°Ø§ اليوم – الخميس 24/5 الذي انتظرتك Ùيه. لهذا أؤجل الكتابة، داعيًا الله أن يطيل أعمارنا ÙÙŠ عمل صالØ. يجيئك بقية٠الجواب ÙÙŠ رسالة قادمة إن شاء الله.ولسبب آخر أيضًا، أني أريد بعد إنهاء هذه الكلمة أن أكتب كلمة أخرى ÙÙŠ مشكلة المعيشة. لديَّ ما أقوله بشأنها. وأسأل الله التوÙيق لي ولك، والسلام.