ليست صنعة٠النغم هي صنعةَ التلاوة، ÙÙ‡Ùما متمايزتان وإن كان بينهما تداخل كبير.
صنعة النغم هي المعرÙØ© الواسعة بالنغم ومقاماته ÙˆÙروعها وأجناسها ومواطن الالتقاء والتداخل بينها التي تÙمكن العار٠بها من التألي٠النغمي على أوÙÙ‰ صورة وأتمها، وأشد ما تÙطلَب هذه الصنعة ÙÙŠ المÙÙ„Øن، لأن وظيÙته تألي٠الأنغام، ولما كان القارئ والمÙنشد ملØÙ†ÙŽ Ù†Ùسه، لأنه يؤدي أكثر أدائه ارتجالًا، كان عليه أن يتمتع بقدر جيد من صنعة النغم.
أما صنعة التلاوة ÙالمعرÙØ© بدقائق ÙÙ† التلاوة وتÙاصيله، طبقات الصوت ومواضعها من التلاوة ÙˆÙنون الانتقال بينها، مواضع المقامات من التلاوة وما ÙŠÙستØسن أو ÙŠÙØ³ØªÙ‚Ø¨Ø Ø§Ù„Ø¨Ø¯Ø¡ به والاختتام به، Ùنون الاÙØªØªØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø®ØªØ§Ù…ØŒ الجÙمل النغمية التي تَØسن ÙÙŠ التلاوة، القÙلات التي تÙكسب الجÙمل شخصيتها وعليها المعول ÙÙŠ تطريب القراء، القوالب التي يقرأ بها القارئ والربط بينها، وكل ما يتعلق ببناء التلاوة كوØدة Ùنية أو Ù…Ùنتج مترابط يمكن تقييمه.
ÙبَيّÙÙ†ÙŒ من هذا التداخل أن صنعة التلاوة تتركب من جزء من صنعة النغم التي يعرÙها كل مشتغل بالنغم، مضا٠إليه تقاليد التلاوة ÙˆÙنياتها التي يختص بها القراء دون غيرهم.
لذا لم تكن الإØاطة بصنعة النغم كاÙية لتقديم قارئ على سواه، وضَلَّ كثير من القراء المتأخرين الطريق بالتÙرغ لها والنبوغ Ùيها، Ùأتوا Ùيها بالمÙعجب والمÙذهل، لكنهم لم يتقدموا بها بØال على غيرهم من القراء.
وكان ÙÙŠ قراء الرعيل الأول من بلغ الشأو الذي لا ÙŠÙÙ„ØÙ‚ ÙÙŠ صنعة النغم، مع Øظ Øسن من صنعة التلاوة، Ùكان التقدم للأنبغ ÙÙŠ الثانية لا الأولى.
Ùلا شك أن الشيخ علي Ù…Øمود كان أعلم الناس بصنعة النغم ÙÙŠ جيله وكاÙØ© أجيال القراء، لكن بقي الشيخ Ù…Øمد رÙعت ÙÙŠ الصدارة لأنه أثبت٠ÙÙŠ صناعة التلاوة، وكذلك كان الشيخ طه الÙشني أعلم من الشيخ مصطÙÙ‰ إسماعيل بصنعة النغم، وكان الشيخ مصطÙÙ‰ أثبتَ ÙÙŠ صنعة التلاوة Ùكانت الصدارة للشيخ مصطÙى، هذا على سعة خبرة الشيخين علي Ù…Øمود والÙشني بصنعة التلاوة ورعايتهما لها ÙÙŠ جل تلاواتهما.
Ø«Ùمَّ مَرَّت العقود الطوال ونبغ الشيخ Ù…Øمد عمران ÙÙŠ الإبداع بصنعة النغم ÙÙŠ تلاوته نبوغًا لا نظير له Ùيمن سبق، بل إنه أتى ÙÙŠ التلاوة بما لم يأت به علي Ù…Øمود وطه الÙشني من صنعة النغم، Ùلم يكن ذلك – على عظمته – مؤهلًا لتقدمه على قراء جيله ولم يتأتَّ ذلك له، ولا شك أن عمران كان أعلم بصنعة النغم من عباقرة قراء الأربعينيات والخمسينيات، شعيشع والبنا والبهتيمي والمنشاوي وعبدالباسط، بل إن عبدالباسط تØديدًا كان أقرب ÙÙŠ أكثر أدائه إلى السجية والبÙعد عن الصنعة أصلًا، لكنهم جميعًا كانوا أثبتَ من عمران ÙÙŠ صنعة التلاوة وأبعد عن المقارنة، Ùلم يبلغ شأوهم.
والدليل Ø§Ù„Ø£ÙˆØ¶Ø Ø¥Ù„Ù‰ صنعة التلاوة أنها تؤخذ من التلاوة لا سواها، تؤخذ من تلاوات القراء، ولا تÙتعلم من الموشØات ولا الأدوار ولا التقاسيم ولا أساتذة معهد الموسيقى، ÙÙƒÙلّ٠ما Øصَّله القارئ الناشئ من Ùنون الموسيقى وموادها Ùهو علم من صنعة النغم لا صنعة التلاوة، Øتى ÙŠÙقَوْلÙبَه٠ÙÙŠ قوالب التلاوة، Ùإن استقرَّ Ùيها تَكَرر، وإلا Ùهو ÙØªØ Ù…Ù† الإبداع النغمي عرض له، ولا شك أن الإبداع النغمي الناشئ عن معرÙØ© القارئ بصنعة النغم مما تَØسÙن٠به التلاوة، بشرط أن تبقى صنعة التلاوة غالبةً عليه، Ùإن تلاشت ÙÙŠ طوÙانه بات عبئًا على التلاوة وإن أخذ بألباب المستمعين.