أحمد مجدي قطب

أوائل العقد الثاني من هذا القرن الميلادي، درس عليّ كتابي “نديم النحويين”ØŒ المعد للفرقة الثالثة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وجالسني بمكتبي؛ فاطلعت منه على أحد أفضل أمثلة ما سأسميه الآن “ظاهرة المُمْعِنِين”ØŒ نحتا من “Ù…. ع”ØŒ اختصار “مؤهلات عليا”ØŒ أي الطلاب الذين فرغوا من دراسة جامعية سابقة كاملة، دلَّتهم على مقام دار العلوم، فتفرغوا لها بعدها! نشأ هذا الطالب في عُمان -وما زال كلما رأى منها أثرا حَنَّ إليها وأثنى عليها- مجتهدا موفقا متفوقا يحفظ القرآن الكريم بأكثر من قراءة، ويخط ما يكتبه مثل خطاط ماهر، ثم آب إلى مصر راغبا في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، فأبى عليه أهله إلا أن يدرس الهندسة، فأجابهم مجتهدا موفقا كذلك متفوقا حتى عُين بكلية الهندسة نفسها معيدا، ثم أجابهم إلى الزواج حتى رُزق الولد، ثم نازعته نفسه؛ فقال لهم: قد أجبتكم، وحق لي الآن أن أجيب نفسي! وصار إلى طلب فنون كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وعلومها من أولها إلى آخرها وهو معيد بكلية الهندسة، فلم يكن أقدر منه على جمع الدرجات الكاملة، ولا أولى بالتعيين معيدا بقسم النحو والصرف والعروض الذي يختار صفوة الصفوة، تلميذي النجيب أحمد مجدي قطب.

Related posts

Leave a Comment