أحمد عاطف أحمد

عام 1990 اشتغل بعض إخواننا بالاستعداد لبعثته الدراسية، عن تدريب إحدى مجموعات طلاب الفرقة الثانية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، على تحليل بعض المسائل العروضية والصرفية؛ فكُلِّفتُه فجأة، فحِرتُ به حيرة شديدة، حتى صرت أنهج فيه منهج تذوق غريب بعض الأراجيز، وكأنني بمجالس ثعلب لم أبرح! وبرز من أولئك الطلاب طالب نبيه، أوى مني إلى محبة وحرص وبهجة؛ فصدَقني وصف حيرة زملائه بما انتهجتُه، فاستهلكتُ في علاجها ما بقي من العام. ولقد بلغ من نباهة هذا الطالب أن كان يصحبني إلى مركبي، وأن دعاني إلى زيارة جاره بحي الملك فيصل من محافظة الجيزة، الدكتور عبد الجواد الطيب صاحب “لغة هذيل”Ø› فحظيت منه بعالم مغمور في بحره (بيت مكتبته الكبير المخصص لها)ØŒ ونسخ هدايا من كتبه. وقد أَجْدَتِ الصُّحبة على هذا الطالب النبيه تمكينه من سلم التفوق الذي ما يزال يصعد فيه درجة درجة، من أوائليّة فرق الكلية إلى معيديّة قسم الشريعة فمنحة الدراسة الأمريكية فأستاذية جامعة كولومبيا الأمريكية، حتى إذا أمر قابوس بن سعيد سلطان عُمان بتأسيس كرسيّ (قسم) للدراسات الإسلامية بجامعة كولومبيا لم تجد الجامعة له أصلح منه! ثم ضرب الدهر ضربانه، وقام في عُمان عامي 2013 Ùˆ2015 قائمُ اجتماع أساتذة كراسي السلطان قابوس الجامعية العالمية، فحرص على لقائي برغم برنامج أعماله المتراكمة، قائلا لمنظمي البرنامج: هذا أستاذي، لابد أن أراه، تلميذي النجيب الدكتور أحمد عاطف أحمد.

Related posts

One Thought to “أحمد عاطف أحمد”

  1. تعليق الدكتور أحمد عاطف أحمد:
    “بارك الله فيك يا دكتور محمد. والله لا استحق هذا الاهتمام لكن الكلام الجميل ذكرني بايام الكلام والصلاة مع الدكتور عبد الجواد في مسجد ‘شهرت عاصم’ القريب من بيته وحوارات لغة هذيل Ùˆ “كُشاجم.” الله يرحمنا ويرحمه. الابن العزيز “إياد” وأخته كندة في أحسن حال. لعل “اللي عندك” كلهم بخير. أحمد”.

Leave a Comment