شعبان صلاح

رأيته ينادي أحد أثبات إخواني ليهديه آخر ما حققه ويمضي، فيثني لي عليه أعطر الثناء، فلا أكاد أتطلع إليه حتى يسافر إلى مكة المكرمة ليعمل بكلية اللغة العربية من جامعة أم القرى، فأطلب عنوانه لأراسله، وتتصل بيننا منذئذ محبة مطمئنة يؤوب بها إلى قسمنا بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة؛ فربما تجالسنا، فحكى لي عن أوليته في المعهد الأزهري بالمحلة الكبرى كيف كان شديد الاجتهاد، حتى إنه يوم اختباره صخب طلاب فصله وكان فيهم ولم يكن منهم؛ فأساء به الظن أحد مختبريه؛ فتَعَنَّتَه بأربعين سؤالا في القرآن الكريم لم يخطئ جواب شيء منها، ونجح! ثم بعد زمان طويل يتقدم للترقي بأعمال كثيرة؛ فيستكثرها مقرر لجة الترقية؛ فيقول له: وليتكم تقرؤونها؛ فيؤخره بكلمته هذه سنة، يزداد فيها إليها أعمالًا أخرى، ويترقى! ولا والله ما عبأ بهذا الظلم ولا بذاك، بل عاش نقي السريرة عفيف النفس حميد السيرة صدوق القول صريح الرأي، تسابق عيناه فمه كما قال فيه مرةً أحد زملائه، وتكفيه قدمه الوحيدة ما لا تكفي غيرَه قدماه الاثنتان، أستاذنا الحبيب الدكتور شعبان صلاح.

Related posts

One Thought to “شعبان صلاح”

  1. في محبة أستاذنا الحبيب الدكتور شعبان صلاح (تعليقات فسبوكية):
    https://m.facebook.com/photo.php?fbid

Leave a Comment