حسن عبد اللطيف الشافعي

دعيت عام 1989، إلى المشاركة في أمسية شعرية بنادي دار العلوم من حي التوفيقية بالقاهرة، فإذا شباب باحثيها قد اصطفوا جلوسا حتى شغلوا المقاعد كلها إلا مقعدين، كان هو قد شغل أحدهما، فشغلت الآخر، ثم مضيت أنشد ما أعددت حتى انتهيت. انفضّ المجلس، فأقبلت أسلم على الحاضرين واحدا واحدا، فلامني بعض الشباب على أن سلمت عليه مثل سلامي عليهم، ولم أكن أعرفه؛ فقد آب قريبا من رحلته إلى إسلام آباد عاصمة الباكستان التي أنشأ فيها هو وبعض إخوانه الجامعة الإسلامية، ومكث يقودها ويرعاها محفوفا بتقدير الباكستانيين جميعا حكاما ورعايا. لم يلبث أن صار وكيل كلية دار العلوم بجامعة القاهرة للدراسات العليا، فنظم لنا بمكتبه لقاء دوريا يعرض فيه أحدنا أهم ما قرأه أخيرا لنناقشه فيه، ثم نافَسَ أساتذة جامعة القاهرة في رئاسة ناديهم، فاضطُرّ إلى أن يخطُبهم وهو الطويل الصمت الخفيض الصوت، فإذا سَحبانُ وائل قد انبعث لهم تفكيرا وتدبيرا وتعبيرا وتأثيرا، فسلموا له بالفضل، لنعلم بعدئذ من الدكتور محمود محمد الطناحي أستاذنا وصديقنا، أنه كان له عندهم في الخطابة شأن عظيم، أستاذنا الحبيب الدكتور حسن عبد الطيف الشافعي.

Related posts

Leave a Comment