يتوق٠أمام المرآة التي تآكلت ØواÙيها، يدور Øولها؛ ينظر وجهه Ùيجده يشبه ما ÙŠÙعله الصغار Øين يمسكون بالقلم أول مرة، يرسمون للغد صورة لم تتØÙ‚ يوما، يسرق الزمن بكل أثقاله ما يتمنونه، كلها أشياء تداعت، طائرة ورقية يعبرون بها إلى عالم جميل؛ كانوا يرسمون على شراعها سÙينة تتراقص ÙˆØمامة تØمل أغصان الزيتون، صارت اليوم بومة تقذ٠باللهب، عصا خشبية يتخيلونها بندقية؛ اصطادت العصاÙير وتساقطت بعدها أوراق الأشجار الغضة، لم تقو على ذبول الخريÙ. جدائل البنات تقصÙت؛ سكنتها العناكب؛ لم تعد ثمة أمهات تعتنين بهن. Ùلا جدوى من إناث أصيبت أرØامهن بالملوØØ©. Øين أتى الربيع كانت كل البراعم ذابلة. ÙÙŠ لعب الصغار يمثل الطي٠واقعا؛ كل هذا ذهب مع الريØ. يتأوه Øزينا لم يقل كل الكلمات؛ لم ÙŠØقق الØلم، يخرج من تلك الØجرة ويتمنى أن يغوص ÙÙŠ تلك الجموع التي تدب ÙÙŠ شوارع المدينة، يبØثون عن موضع قدم تركه له الأجداد، يراهم بلا هد٠Ùقد اختلÙوا على كل شيء، يلوكون المÙردات الساذجة والتي Ùقدت جدواها، يتØركون كما لو أنهم مخدرون، Ùيما مضى كان يلقى التØية ويبش ÙÙŠ وجوه الذين يراÙقونه، يبدو أن ذلك الØدث أصابهم بهشاشة الذاكرة، ÙÙŠ كل ناØية تبقى منهم ذكرى، كانوا ÙŠÙترشون ذلك المكان، ترددت أغانيهم بالØب الذي أزال تراكم الثلج، لم يدركه ذلك الممسك بصاÙرته النØاسية، لشدما تعاط٠معه، إنه يعاني من سطوة العابرين، لم يغير موضعه منذ كان الØلم يختال ÙÙŠ الميادين، ثيابه تهرأت، يبدو أن مرآته هي الأخرى مصابة بالغبش. تنطلق صاÙرته، Ùلا تتوق٠السيارات، تتداخل تلك الجموع ÙÙŠ اتجاهات متعاكسة، هل تراهم أصيبوا بالعمى؟ يتØين مساØØ© Ùارغة، يصعد درج سلم Ù…Øطة القطار، الآن يستطيع أن يرى! من بعيد يعدو كلب خل٠Ùتاة، لا Ø£Øد يقذÙÙ‡ بØجر، تصرخ Ùيتردد صدى صراخها، ينشغل عنها رجل المرور بصاÙرته النØاسية، عيناها تثيران Ùتنة، شعرها المتماوج Ù‡ÙÙŠÙ Ø±ÙŠØ ÙÙŠ خري٠عمره، يتØسس وجههه الذي عبثت به السنوات، يتمنى أن لو كان ذلك الكلب يعدو خلÙها، يصر٠بصره ناØية بائع الصØÙØŒ طاولته الخشبية يتراقص Øولها الذباب، تلك الجموع التي تسير لا تÙكر ÙÙŠ عناوين الأخبار، لقد ملت تلك الأوهام المعدة ÙÙŠ الØجرات المكيÙØ© والتي تضج من عطور باريس؛ يكتبها الذين ما نظروا ÙÙŠ مرآة تشبه تلك التى اعتاد أن ينظر Ùيها كل يوم! تتساقط أمطار الشتاء؛ تضربه ÙÙŠ غير توقع، Øين ذاك ينظر ÙÙŠ كل اتجاه، صار الناس كتلة بشرية واØدة، هل ضربتهم Øالة من توØد؟ توقÙت الØركة أسÙÙ„ سلم القطار، تجمد رجل المرور ÙÙŠ منظر يثير السخرية، الكلب الذي كان يعدو خل٠الÙتاة بات تØت قدميها، صوت من مكبر صوت أعلى البناية المقابلة يتتالى؛ سØابة أمطرت ماء غير معروÙØŒ لا تشربوا منه، لا تلمسوه، دعوه يتساقط دون أن تÙكروا Ùيه. ÙÙŠ لمØØ© من بصر مرر أصابعه على وجهه Ù…Ø³Ø Ø´Ø¹Ø± رأسه، شعر أن شيئا طارئا سرى داخله؛ الÙتاة ذات الوجه المثير للÙتنة ØªÙ„ÙˆØ Ù„Ù‡ØŒ يبدو أن تلك التجاعيد اختÙت من وجهه، Øركت Ø´Ùتيه مبتسما.
Related posts
-
القبر الجديد، للدكتور جمال بن زهران الØراصي تلميذي العماني النجيب
   رجعت إلى غرÙØ© نومي؛ لأني نسيت لبس عمامتي، Ùلبستها وخرجت مباشرة، Ùهي جاهزة ولا تØتاج... -
رغي٠مدور، للدكتور سيد شعبان جادو
بدأت الوشايات تتناقلها Ø´Ùاه الناس ÙÙŠ ÙƒÙرنا، Ùهم ÙÙŠ زمن الخواء يقتاتونها بدل أرغÙØ© الخبز الشهية؛... -
ترقب وقلق، للدكتور جمال بن زهران الØراصي
سيطر الهدوء على بيت Ø£Øمد إلا من بعض المناوشات اللÙظيّة التي يأتي بها Ù…Øمود لأخته...