كمال بشر

يسرع العمال من قبله إلى المدرج الثامن يفرشون له مكتب منصته، ومن بعد أن يستوي على كرسيها يقدمون له القهوة، ليظل هو طوال المحاضرة يترشّفها، وبين كل رشفتين يسحب دَخْنة لا يتجاوز بها فمه، من دَخِينة (سيجارة) بين إصبعيه، لا يتركها إلا إلى غيرها، ومن حفظه يسمعنا -طلاب الفرقة الثالثة بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة، عام 1985- في علم الدِّلالة، كتاب ستيفن أولمان المهم جدا “دور الكلمة في اللغة”ØŒ الذي ترجمه وعلق عليه ما يوازي خصائص الإنجليزية من خصائص العربية، مستطردا بصوته المتحشرج العطوف، إلى نقولٍ عن أستاذه الإنجليزي الفذ الذي رعاه في لندن أحسن الرعاية حتى حصل على الدكتوراة، بين يدي عبارة لازمة: قال الشيخ فيرث، رحمه الله! فإذا استغربنا منه شيئا ضحك ملء فمه ضحكة فجّرت المدرج ضحكا، أستاذنا الحبيب الدكتور كمال بشر، رحمه الله، وطيب ثراه!

Related posts

Leave a Comment