سعيد حسن

كنت أراه في الفرقة الأولى بين أصحابه ظاهرا عليهم، ولكنني لم أخالطه إلا على أواخرها، عندما ساعدتني سُكنانا معا المبنى السابع عشر من جمعية رعاية الطلاب (ملحق المدينة الجامعية). وفي حجرته رأيته يراجع نسخته من النحو الوافي لعباس حسن مثلما نراجع نحن المذكرات المختزلة، ولا يسلط خاطره على شيء إلا استوعبه سريعا غير متحرج من تحدينا له، ثم كان أسبق منا كثيرا إلى نظم الشعر قبل أن يتعلمه -وكنت أقوِّمه له قبل أن أتعلمه كذلك- ولولا إهماله حتى لم يكن يتجهز للاختبارات أحيانا إلا في الطريق لكان أولى منا بالتفوق، فتخرج بتقدير جيد، ثم اضطرته أسباب المعيشة إلى أن يعمل معلما وأن يجتهد فيما يعمل؛ فبلغ الغاية حتى أنسى الناس ذِكر غيره وأنشأ معهده التعليمي الخاص، ثم تفرغ للإنجليزية حتى يجعل لتعليم العربية من لا يعلمها دراساته العليا، ثم حن إلى الأدب الدرعمي فعطف عليه دراساته العليا، أخي الحبيب الدكتور سعيد حسن.

Related posts

Leave a Comment