هو زميل دراسة، ورÙيق درب، وتوأم Ùكر لرائد الدراسات النووية ÙÙŠ مصر الدكتور علي مشرÙØ©ØŒ والبØاثة الدكتور Ø£Øمد زكي، والدكتور Ø£Øمد عبد السلام الكردانيâ€ØŒ أول مصري تخصص ÙÙŠ ÙÙ† الطيران من جامعات إنجلترا، وصديق شكيب أرسلان، وأØمد تيمور باشا، ومØب الدين الخطيب والراÙعي ورشيد رضا وأقرانهم.. والمناظر القوي لطه Øسين والعقاد وزكي مبارك وغيرهم، ورائد دراسات الإعجاز العلمي ÙÙŠ القرآن الكريم منذ أوائل القرن العشرين، وأستاذ الكيمياء الÙØÙ„ØŒ والناقد الأدبي، والعالم الجليل!
هل سمعت به قارئي الØبيب؟
أما أنا Ùسمعت به وبقيمته العلمية أول مرة من العالم الرباني الشيخ Øسن عيسى عبد الظاهر، Ø´Ùاه الله وأنعم عليه بالعاÙية، وقيل لي إنه جد بعض أبناء غنيم من Øبيبتي زÙتى.. وإن بيته كان على النيل، قريبًا من الإدارة التعليمية، وبيت الأستاذ الدكتور Ù…Øمد الوكيل رØمهما الله تعالى… وبØثت طويلًا لأجد ترجمة عنه تشبعني Ùلم أوÙÙ‚ØŒ وطال بي هذا Øتى وقع ÙÙŠ خاطري أن أترك الكتابة عنه لطبعة لاØقة من كتابي (زÙتى التي ÙÙŠ خاطري)ØŒ لأÙتش وأدقق، لكن لله تعالى إرادة تكرمني ÙÙŠ كثير من الأØيان؛ إذ ÙƒÙŽØ«Ùرَما يضع ÙÙŠ طريقي من ييسر لي مسألة صعبة ÙÙŠ هذا الكتاب..
وكانت المصادÙØ© هذه المرة غريبة، إذ كنت ضيÙًا ÙÙŠ Øديث Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø¨Ù‚Ù†Ø§Ø© الجزيرة، وتأخرت السيدة المذيعة، لتأتي عجلى معتذرة عن التأخر، Ùأردت أن أهون الأمر، وسألتها: من Øضرتك؟ هل أنت جديدة/ أنا هبة الغمراوي، ومش جديدة/ منين/ من ميت غمر/ أهلاً وسهلا.. وأنا من زÙتى/ بلد جدي؟/ جدك من؟ لعله العالم الجليل الأستاذ الدكتور العميد Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي؟/ هو Ù†Ùسه/ سبØان الله العظيم/ ما أجمل صنع الله بي.. أنا أبØØ« من عدة سنين عما يشبع Ùضولي عنه Øتى كدت أيأس/ أريد صورة له/ عندي/ أريد معلومات/ كل شيء موجود..
ما أروع أقدار الله.. وعادت إليّ همتي لأنقب عن الشيخ العظيم ÙˆØاله، وتواصلت مع ابنته الكبرى السيدة كوثر، ومع ØÙيده الأستاذ Ø£Øمد جعÙر الغمراوي الذي كان أكثر من كريم معي، ÙˆÙاجأني التنقيب بقامة زÙتاوية Ùذة عزيزة النظير.. عليه رØمات الله ورضوانه..
مع علي مصطÙÙ‰ مشرÙØ©:
ولأبدأ رØلتي الغمراوية من مذكرات العالم المصري المشرÙÙ‘Ù: علي مصطÙÙ‰ مشرÙØ©ØŒ رائد الÙيزياء النووية ÙÙŠ مصر.. ÙÙÙŠ كتاب (مصطÙÙ‰ مشرÙØ©) الذي كتبه الدكتور Ù…Øمد الجوادي، ضمن السلسة الثقاÙية لطلائع مصر، ورد كثيرا ذكر الغمراوي ÙÙŠ مذكرات العبقري مشرÙØ©ØŒ ÙˆÙيها:
الغمراوي أول أصدقاء مشرÙØ© الثلاثة، ولد ÙÙŠ زÙتى (9/ 6/ 1893 – 3/ 5/ 1971) ودرس بالخديوية الثانوية، ثم ÙÙŠ مدرسة المعلمين العليا، وتخرج Ùيها سنة 1914 – ÙÙŠ دÙعة Ø£Øمد عبد السلام الكرداني، وأØمد زكي الصديقين الآخرين لمشرÙØ© – وقد شارك عند تخرجه ÙÙŠ تأسيس لجنة التألي٠والترجمة والنشر.
Ø±Ø´Ø Ù„Ù„Ø¨Ø¹Ø«Ø© إلى انجلترا، وتأجل سÙره بسبب الØرب، Ùعمل مدرسًا بالمدارس الثانوية، وهناك عر٠مولاي Ù…Øمد علي (لعله يقصد عبد الله يوس٠علي) أول من ترجم معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية (يقصد من المسلمين)ØŒ وقد شاركه الغمراوي ÙÙŠ مراجعتها، عمل بعد عودته من البعثة ÙÙŠ التدريس، ÙˆÙÙŠ معامل وزارة الصØØ©ØŒ ثم أستاذًا للكيمياء بكلية الصيدلة، Øتى Ø£Øيل للتقاعد، ثم دعي إلى السعودية، 1960 Øيث أسس كلية الصيدلة ÙÙŠ جامعة الرياض، وتولى عمادتها Øتى 1963.
عر٠الدكتور الغمراوي باهتمامه الشديد بالبØØ« ÙÙŠ علوم القرآن والدين، وكان ميالاً للتعمق ÙÙŠ التÙسير الآيات الكونية، وإثبات تطابق المعاني الواردة ÙÙŠ الآيات مع Ø£Øدث الØقائق العلمية، التي لم تكتش٠إلا ÙÙŠ العصر الØديث، وكان Øريصا على إثبات أن بعض آيات القرآن تنبأت بكثير من الظواهر الكونية التي ظلت مجهولة Øتى عصرنا هذا..
ويظهر من اليوميات التي سجلها مشرÙØ© ÙÙŠ 26 يناير 1918 أن الغمراوي وبعض زملائه قد سبقوا مشرÙØ© إلى بريطانيا، ولكن الغمراوي لم يكن قد بدأ ÙÙŠ تأمله ودراسته لبريطانيا ونقده للØياة Ùيها إلا مع وصول مشرÙØ©.
ونرى الغمراوي ÙŠØادث مشرÙØ© Ùيقول: ÙÙŠ طريقي والغمراوي إلى مستر صلي قلت: ما كنتم تÙعلون يا غمراوي ÙÙŠ السنة الماضية، Ùكأني بكل جديد علي جديدًا عليك، قال: لقد لبثت العام الماضي أنظر إلى انجلترا، نظرتي إلى أرض كلها Ù‡Ùوّات وسط ليل بهيم، Ùأنا أتØسس سبيلي.
ÙˆÙÙŠ موضع آخر من مذكرات مشرÙØ© ÙÙŠ 10 يناير 1918 يقول معتزًّا بدينه:
لا مبدأ أشر٠من الدين، ولا عاصم إلا كتاب الله، ولا عمل هو أقوم سبيلاً، وأهدى طريقًا، من الدعاية إلى الإسلام الصØÙŠØ ÙˆÙ…Ø¨Ø§Ø¯Ø¦Ù‡ الØقة، من Ùعل ذلك Ùله Ø¥Øدى الØسنيين، وهو ÙÙŠ الآخرة من السعداء.. Ùاللهم اجعلني ممن نصبوا أنÙسهم لنصرة دينك وإقامة دعوتك… وينتبه مشرÙØ© كثيرًا إلى أن عليه دورًا ÙÙŠ نشر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ويشاركه الغمراوي هذا الشعور، وهو يسجل ÙÙŠ يومياته: ما أجهلَ ناشئةَ اليوم بتاريخ النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا من الذين جÙني عليهم ÙÙŠ ذلك، إذ أنا أقرأ الØديث الشري٠Ùألتذ به؛ إذ تتمثل لدي Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙŠ صلى الله عليه وسلم أعاهد الله على أن أعمل على نشر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ÙˆØديثه الشري٠بين المصريين عامة وعقول النشء خاصة.. والغمراوي معي ÙÙŠ ذلك.
ÙˆÙÙŠ يوميات 19 يناير يشير إلى Ù†Ùوره من Ù…Øاولات التنصير ÙÙŠ مصر، Ùيقول: أخبرني الغمراوي أن واØدة تطوعت للتبشير (التنصير) ÙÙŠ مصر بآراء الغرب عن المرأة وتØرير المرأة كما يسمونها، قلت: هل يبعث هؤلاء القوم إلى التبشير Øب الخير؟ وهل هم مخلصون؟
كما يسجل إعجابه بالغمراوي Øين أدرك صلاة Øان وقتها ولم يدركها هو لأنه لم يكن متوضئًا.
ومن أهم ما ذكره: قر رأيي والغمراوي على أن ننهج إذا رجعنا إلى مصر منهج استكانة وتØاب مع العلماء من مصر؛ Øتى نكسب ثقتهم، ويكسبوا ثقتنا، ويتشبعوا بمبدئنا القويم، ويكون همنا أن نوØد الأمة ونربط المعممين بإخوانهم الأÙندية، بما يجعل لهم الثقة ÙÙŠ Ù†Ùوسهم..
ويقول: اليوم خاطبت الغمراوي ÙÙŠ ذكر أمرين: الأول أن طلبت منه الاهتمام بوضع مصطلØات كيميائية عربية (وهو الدكتور المتخصص Ùيها) والثاني أن من واجبنا التجهيز للرد على الآراء المضادة للإسلام…
وربما يعد الغمراوي أستاذًا للدكتور زغلول النجار ÙÙŠ موضوع الإعجاز العلمي. يقول ÙÙŠ Øديث معه:
وقد أكرمني الله تعالى بالعمل لدى جامعة الملك سعود بالرياض منذ أول إنشائها سنة (1378 هـ 1958Ù…) ÙˆØتى سنة (1381 هـ 1961Ù…) ثم ÙÙŠ الÙترة من عام (1384هـ 1964Ù…) ÙˆØتى سنة (1387هـ 1967Ù…) Øيث وجد عدد من كبار الأستاذة المهتمين بتلك القضية وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم Ùرج، والأستاذ الدكتور Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي، والأستاذ الدكتور Ù…Øمد رشاد الطوبي، والاستاذ الدكتور مجدي الشوا، والأستاذ الكبير مصطÙÙ‰ السقا، والأستاذ الدكتور Ø£Øمد Ù…Øمد مجاهد، ÙˆÙضيلة الداعية الكبير الشيخ عبد المعز عبد الستار.
ويقول عنه ÙÙŠ موضع آخر: كتبه رائعة جدًّا وقيمة رØمه الله، وقد كان معنا هنا ÙÙŠ جامعة الرياض (جامعة الملك سعود Øالياً)ØŒ كان عميداً لكلية الصيدلة، ومن الناس الذين سعدت بصØبتهم هنا، سنة 1378هـ وما بعدها، وكان الغمراوي يدرس ÙÙŠ كلية أصول الدين ÙÙŠ جامعة الأزهر ÙÙŠ الثلاثينيات سنه 1937Ù…. رØمه الله. وله كتاب ÙÙŠ سنن الله الكونية، يدل على أن الأزهريين مهتمون بالعلوم، وهذا أستاذ ÙÙŠ كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، كان يدرس كتاباً بعنوان (ÙÙŠ سنن الله الكونية) وهو من أجمل ما كتب ÙÙŠ هذا المجال.
تأثيره ÙÙŠ Øسن البنا:
كان الغمراوي ممن أثروا ÙÙŠ الشيخ Øسن البنا، أكبر المؤثرين ÙÙŠ العمل الإسلامي منذ أوائل القرن العشرين، Ùقد كان للإمام Øسن البنا رØمه الله تعالى عندما كان طالبًا ÙÙŠ دار العلوم لقاءات متعددة مع أعلام الÙكر والثقاÙØ© ÙÙŠ عصر، Ùكانت له (كما كتب ÙÙŠ المذكرات ÙˆÙÙŠ موقع الإخوان): كانت مرØلة دار العلوم إذن مرØلة تنوع الثقاÙØ©ØŒ Ùلم تكن الدراسة جاÙØ©Ø› بل كان الطلاب والأساتذة يتناولون كثيرًا من الأمور العامة، سياسية كانت أو اجتماعية، وكانت المواد التي تÙدرس ÙÙŠ دار العلوم تتضمن علوم اللغة والأدب والشريعة والجغراÙيا والتاريخ ومناهج التربية العلمية والعملية والاقتصاد السياسي، وكان للبنا لقاءات متعددة مع أعلام الÙكر والثقاÙØ© ÙÙŠ عصره، Ùكانت له لقاءات مع السيد Ù…Øب الدين الخطيب، والأستاذ Ù…Øمد الخضر Øسين، والأستاذ Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي، وأØمد باشا تيمور، وعبد العزيز باشا Ù…Øمد، كما كان يلتقي والشيخ رشيد رضا، والشيخ عبد العزيز الخولي، والشيخ Ù…Øمد العدوي. كما كان البنا يغشى مجالس الشيخ يوس٠الدجوي.
وجاء ÙÙŠ مذكرات الدعوة والداعية للإمام Øسن البنا:
وعقب الØرب الماضية 1914 1918 ÙˆÙÙŠ هذه الÙترة التي قضيتها بالقاهرة، اشتد تيار موجة التØلل ÙÙŠ النÙوس ÙˆÙÙŠ الآراء والأÙكار باسم التØرر العقلي، ثم ÙÙŠ المسالك والأخلاق والأعمال باسم التØرر الشخصي، Ùكانت موجة إلØاد وإباØية قوية جارÙØ© طاغية، لا يثبت أمامها شيء، تساعد عليها الØوادث والظروÙ.
ولقد تØولت الجامعة المصرية من معهد أهلي إلى جامعة Øكومية تديرها الدولة، وتضم عددًا من الكليات النظامية، وكانت للبØØ« الجامعي والØياة الجامعية Øينذاك ÙÙŠ رؤوس الكثيرين صورة غريبة: مضمونها أن الجامعة لن تكون جامعة علمانية إلا إذا ثارت على الدين، ÙˆØاربت التقاليد الاجتماعية المستمدة منه، واندÙعت وراء التÙكير المادي المنقول عن الغرب بØذاÙيره، وعر٠أساتذتها وطلابها بالتØلل والانطلاق من كل القيود.
وأنشئ ÙÙŠ شارع المناخ ما يسمى بالمجمع الÙكري، تشر٠عليه هيئة من التيوصوÙيين، وتلقى Ùيه خطب ومØاضرات تهاجم الأديان القديمة، وتبشر بوØÙŠ جديد. وكان خطباؤه خليطًا من المسلمين واليهود والمسيØيين، وكلهم يتناولون هذه الÙكرة الجديدة من وجهات النظر المختلÙØ©.
وظهرت كتب وجرائد ومجلات كل ما Ùيها ÙŠÙ†Ø¶Ø Ø¨Ù‡Ø°Ø§ التÙكير الذي لا هد٠له إلا إضعا٠أثر أي دين، أو القضاء عليه ÙÙŠ Ù†Ùوس الشعب لينعم بالØرية الØقيقية Ùكريًّا وعمليًّا ÙÙŠ زعم هؤلاء الكتاب والمؤلÙين.
وجهزت صالونات ÙÙŠ كثير من الدور الكبيرة الخاصة ÙÙŠ القاهرة ÙŠØªØ·Ø§Ø±Ø Ùيها زوارها مثل هذه الأÙكار، ويعملون بعد ذلك على نشرها ÙÙŠ الشباب ÙˆÙÙŠ مختل٠الأوساط.
كان لهذه الموجة رد Ùعل قوي ÙÙŠ الأوساط الخاصة المعنية بهذه الشؤون كالأزهر وبعض الدوائر الإسلامية، ولكن جمهرة الشعب Øينذاك كانت إما من الشباب المثق٠وهو
معجب بما يسمع من هذه الألوان وإما من العامة الذين انصرÙوا عن التÙكير ÙÙŠ هذه الشؤون؛ لقلة المنبهين والموجهين، وكنت متألمًا لهذا أشد الألم، Ùها أنذا أرى أن الأمة المصرية العزيزة ØªØªØ£Ø±Ø¬Ø Øياتها الاجتماعية بين إسلامها الغالي العزيز، الذي ورثته ÙˆØمته، وألÙته، وعاشت به، واعتز بها أربعة عشر قرنا كاملة، وبين هذا الغزو الغربي العنيÙØŒ Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬Ù‡Ø² بكل الأسلØØ© الماضية الÙتاكة من المال والجاه، والمظهر والمتعة والقوة ووسائل الدعاية.
وكان ينÙس عن Ù†Ùسي بعض الشيء الإÙضاء بهذا الشعور إلى كثير من الأصدقاء الخلصاء من زملائنا الطلاب بدار العلوم والأزهر والمعاهد الأخرى، Ùكان الشيخ Øامد عسكرية رØمه الله، وكان الشيخ Øسن عبد الØميد، ÙˆØسن Ø£Ùندي Ùضيلة، وأØمد Ø£Ùندي أمين، والشيخ Ù…Øمد بشر، ومØمد سليم عطية، ثم كمال Ø£Ùندي اللبان رØمه الله، وقد كان طالبا بالØقوق Øينذاك، ويوس٠أÙندي اللبان، وعبد الÙØªØ§Ø ÙƒÙŠØ±Ø´Ø§Ù‡ØŒ وإبراهيم Ø£Ùندي مدكور، وسيد Ø£Ùندي نصار Øجازي، والأخ Ù…Øمد Ø£Ùندي الشرنوبي، والإخوان المثقÙون من الإخوان الØصاÙية بالقاهرة.. كان هؤلاء جميعا يتØدثون ÙÙŠ هذه الموضوعات، ÙˆÙÙŠ وجوب القيام بعمل إسلامي مضاد، وكنا نجد ÙÙŠ ذلك ترويØا عن النÙس وتسلية عن هذا الهم!
كما كان ينÙس عن Ù†Ùسي كذلك التردد على المكتبة السلÙية، وكانت إذ ذاك قرب Ù…Øكمة الاستئناÙØŒ Øيث نلقى الرجل المؤمن المجاهد العامل القوي، العالم الÙاضل والصØÙÙŠ الإسلامي القدير: السيد Ù…Øب الدين الخطيب، ونلتقي بجمهرة من أعلام الÙضلاء المعروÙين بغيرتهم الإسلامية ÙˆØميتهم الدينية، أمثال Ùضيلة الأستاذ الكبير السيد Ù…Øمد الخضر Øسين، والأستاذ Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي، وأØمد باشا تيمور رØمه الله، وعبد العزيز باشا Ù…Øمد رØمه الله، وكان إذ ذاك مستشارا بمØكمة الاسثشاÙØŒ ونسمع منهم بعض ما ينÙس عن النÙس. كما كنا نتردد على دار العلوم، ونØضر ÙÙŠ بعض مجالس الأستاذ السيد رشيد رضا رØمه الله، ونلقى Ùيها الكثير من الأعلام والÙضلاء كذلك، أمثال الشيخ عبد العزيز الخولي رØمه الله، ÙˆÙضيلة الأستاذ الشيخ Ù…Øمد العدوي Ùنتذاكر هذه الشؤون أيضا، وكانت للسيد رشيد رضا رØمه الله جولات قوية موÙقة ÙÙŠ رد هذا الكيد عن الإسلام.
كتب عنه صاØب مدونة: تأملات:
ويØضرني مثال على رجل مسلم صادق الإسلام ذهب إلى أوروبا متديّنًا ناصع القلب، وجاء منها أشد نصاعة، وأثبت إيمانًا، ÙˆØ£Ø±Ø¬Ø Ø¹Ù‚Ù„Ø§Ù‹ ÙÙŠ زمان ماجت الØياة الغربية بأهل الإسلام، Ùغيّرت Ø£Ùكارهم، وأÙسدت أخلاقهم، وشوّهت إيمانهم، ولم تغيّره الØضارة المادية، وتخط٠بصره، وتطÙئ نور عقله، وهو يدرس هناك ÙÙŠ مجال علمي دقيق، ذلكم هو الدكتور المسلم العبقري: Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي صاØب كتاب النقد التØليلي، الذي Ùنّد Ùيه كتاب طه Øسين ÙÙŠ الشعر الجاهلي، وله من الكتب والمقالات التي كش٠بها Øقيقة أعداء الإسلام، وبيّن من خلالها أن دين الإسلام هو دين العقل السليم والنÙس الصاÙية والØضارة الراقية، Ùلم تَمÙÙ„ بهذا الدكتور المسلم الØياة؛ لأنه بنى Øياته على الاعتقاد الصØÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø¹Ù‚Ù„ السليم، Ùلا يأخذ الأمور بتصور ساذج أو تسليم بليد، كما Ùعل غيره ممن Ø£Ùشربت قلوبهم Ù…Øبة الغرب، Ùأخذ يقلدهم ÙÙŠ الصغير والكبير، بل وللأس٠Øتى Ùيما هو من خصائص الأمة العربية كالشعر، وهذا ما Ùعله طه Øسين؛ Ùقد أخذ برأي المستشرق مرجليوث ÙÙŠ طعنه على الشعر الجاهلي، وزعمه أنه شعر منØول لا يثبت عند الدراسة انتماؤه لمن Ù†Ùسب إليهم من أهل الجاهلية..
أين كان عقل الدكتور طه Øسين الذي سلطه على التاريخ الإسلامي Ùانتقده، وعلى العقيدة الصاÙية Ùشوّهها، وعلى المجتمع Ùمزّق كيانه؟!
ألم يستطع هذا العقل الكبير أن ينظر ÙÙŠ كلام هذا المستشرق الأعجمي ÙÙŠØلله، وينقده ÙˆÙÙ‚ ما تعلمه من مذهب الشك الديكارتي؟
أم هي الهزيمة النÙسية والتبعية العقلية المستخذية التي جعلتنا عبيدًا للÙكر الغربي وأسارى للØضارة الغربية؟!
إن هذا الدكتور المسلم الغمراوي لم يقبل ما كتبه الدكتور، Ùعرضه على موازين العقل Ùتبهرج، وعلى نار البØØ« ÙاختÙى… وهذا هو الواجب ÙÙŠ ØÙ‚ كل مسلم: ألاّ يسلم عقله بمÙاتيØÙ‡ لغيره مهما كان هذا (الغير)!
وأنت لو تأملت على سبيل المثال الÙقه، وما ÙƒÙتب Ùيه لوجدت أن العلماء الذين برزوا، وبقيت أسماؤهم لامعة ÙÙŠ سجل التاريخ، هم من لم يسلم بأقوال المذهب لأنها أقوال المذهب؛ بل بØØ« ÙˆÙتش ونظر وقارن وتأمل، Øتى وصل إلى نتيجة ورأي قد يكون مواÙقًا للمذهب، وقد يكون مخالÙًا.. وشيخ الإسلام ابن تيمية من الأمثلة المبرزة ÙÙŠ هذا الشأن. هذا مع اØترام الجهد المبذول من قبل المذاهب الÙقهية، والقيمة العلمية التي خدموا بها الÙقه الإسلامي.
توظيÙÙ‡ للصØاÙØ©:
عني العلامة الغمراوي بالنشر ÙÙŠ الصØ٠السيارة ÙÙŠ عصره، باسطًا آراءه بØرية وسط جهابذة الÙكر ÙÙŠ زمانه، مواجهًا المستشرقين والمتأثرين بهم، وكان معدودًا من رؤوس الكتاب والمÙكرين آنذاك: ÙÙÙŠ شهر أكتوبر من عام 1930 أصدَر الأزهر صØÙŠÙØ© نور الإسلام، ورَأس تØريرها الشيخ Ù…Øمد الخضر Øسين رØمه الله، اهتمّت المجلة بتÙسير القرآن الكريم، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„Ø³Ù†Ø© النبوية، Ùخصّصت أبوابًا ثابتة لهذه المقالات، وأبوابًا خاصة للÙتاوى ردًا على أسئلة القرّاء، ÙˆØÙلت المجلة بالكثير من الأبØاث العلمية المتعلّقة بعلوم الشريعة، مثل: قضايا الانØرا٠عن الدين، وعلله وآثاره ودوائه، والبعث، والزكاة، وصلاØية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان، وعلاقة الشريعة الإسلامية بالأخلاق، وضرورة الدين للعمران، هذا إلى جانب بعض الÙصول المترجمة من كتب أجنبية منتقاة، مثل كتاب السيرة النبوية لرينيه وسليمان بن إبراهيم الجزائري.
ونشرت أيضًا سلسلة مقالات عن أثر الثقاÙØ© الإسلامية ÙÙŠ تطور النهضة الÙكرية بقلم الشيخ: Ù…Øمد صادق عرجون. وضمت المجلة نخبة من الكتاب المبرزين بنتاجهم وكتاباتهم من الأزهر وخارجه، مثل: الشيخ Ù…Øمد الخضر Øسين، والشيخ Ù…Øمد عرÙØ©ØŒ والشيخ Ù…Øمد البهي، والشيخ Ù…Øمود شلتوت، ومØمد Ø£Øمد الغمراوي، ومØمد بخيت المطيعي، وعبد العزيز الثعالبي، وأمين الخولي، وزكي مبارك، وكثيرون غيرهم.
لجنة التألي٠والترجمة والنشر:
ÙˆÙÙŠ دراسة عن Ø£Øمد أمين كتبت أمل خيري ÙÙŠ (ببليو إسلام): ÙˆÙÙŠ عام 1332هـ/1914Ù… تعر٠أمين على مجموعة من الشباب المثقÙØŒ من ذوي الاهتمامات والمواهب المختلÙØ©ØŒ Ùاجتمعوا ÙÙŠ بعض المقاهي يتبادلون Ùيما بينهم معار٠متنوعة، وكانت هذه المجموعة نواة “لجنة التألي٠والترجمة والنشر” التي أثرت الثقاÙØ© العربية، واستطاعت نشر ما لم تستطعه هيئات Øكومية كثيرة، Ùقدمت للقارئ العربي ذخائر الÙكر الأوروبي ÙÙŠ كل Ùرع من Ùروع المعرÙØ© تقديما أمينا، كما قدمت بدائع التراث العربي مشروØØ© مضبوطة Ù…Øققة.
وتكونت هذه اللجنة من أسماء لامعة ÙÙŠ الÙكر والأدب من أمثال: طه Øسين ومØمد Ùريد أبو Øديد ومØمد Ø£Øمد الغمراوي والزيات وأØمد زكي والعبادي وزكي نجيب Ù…Øمود وعبد الوهاب عزام… ومكث Ø£Øمد أمين أربعين سنة يتجدد انتخابه سنويا لرئاسة اللجنة، ÙˆØازت مطبوعات اللجنة التي زادت على مائتي كتاب الثقة؛ لذا Ùقد انتشرت وذاع صيتها
عطاء الغمراوي:
كان عطاؤه ÙÙŠ اتجاهين رئيسين:
- التخصص العلمي الذي تخصص Ùيه.. وهو الكيمياء.
- والدÙاع عن الدين واللغة والتاريخ الإسلامي..
ÙÙÙŠ الجانب الأول كان أكاديميًّا يخدم تخصصه، ÙعرÙته الجامعات العربية، وأسس أول كلية للصيدلة ÙÙŠ المملكة العربية السعودية، وكان أول عمدائها، ÙˆÙÙŠ الوقت ذاته كان من رواد تأسيس التÙكير العلمي، بآيات النظر والاستدلال من خلال كتابه الإسلام ÙÙŠ عصر العلم، دون جر الدين Ù†ØÙˆ النظريات والأمور غير المسلمة.. يقول الدكتور Ù…Øمد أبا الخيل:
وهناك علماء آخرون تأثروا بطريقة الشيخ Ù…Øمد عبده ÙÙŠ موقÙÙ‡ من هذا التÙسير، ولكنهم كانوا أشد منه Øذرًا، وأكثر تØÙظًا، وأوسع تثبتًا، من هؤلاء الشيخ Ø£Øمد مصطÙÙ‰ المراغي الذي نعى على المÙسرين السابقين Øشوهم لقضايا علمية ÙÙŠ تÙاسيرهم أثبت العلم ÙÙŠ هذا العصر عدم التعويل عليها، ثم أكد أن تÙسيره الذي وضعه سيضم آراء الباØثين ÙÙŠ مختل٠الÙنون التي ألمع إليها القرآن، Ùلا غضاضة عنده من استطلاع آراء العارÙين بمثل هذه الÙنون، لأن المÙسر ÙÙŠ نظره عليه دائمًا أن يسأل العلم؛ ليستبصر بما ثبت لديه، ويساير عصره ما وجد إلى ذلك سبيلاً، على أنه يرÙض جر الآية إلى العلوم لتÙسيرها أو العكس، ولكن لا بأس ÙÙŠ تÙسيرها إذا اتÙقت ÙÙŠ ظاهرها مع Øقيقة علمية ثابتة. وكان Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي من المؤيدين لوجهة النظر هذه، ويÙعد من أكثر الباØثين اعتدالاً وروية ÙÙŠ هذا المضمار، ÙˆÙˆØ¶Ø Ø°Ù„Ùƒ جليًّا ÙÙŠ كتابيه: ÙÙŠ سنن الله الكونية، والإسلام وعصر العلم.
تصديه لطه Øسين ومعاركه مع كبار الرموز:
والغريب أن يهتم أستاذ ÙÙŠ الكيمياء بالدين واللغة اهتمامًا يجعله أهلاً لمقارعة كبار رموز الثقاÙØ© والÙكر ÙÙŠ زمنه، وبل والأزمان التي تلت، Ùقد كان الغمراوي رØمه الله من الذين تصدوا بقوة للدكتور طه Øسين ÙÙŠ كتابه عن الشعر الجاهلي، بجانب نخبة من كبار Ù…Ùكري القرن من أمثال: Ù…Øمد لطÙÙŠ جمعة والشيخ، Ù…Øمد الخضر Øسين شيخ الأزهر، والشيخ Ù…Øمد Ùريد وجدي، والشيخ Ù…Øمد الخضري، والأمير شكيب أرسلان، والأستاذ مصطÙÙ‰ صادق الراÙعي، والدكتور Ù…Øمد البهي، والقس الأب كمال قله، والدكتور Ù…Øمد Ù…Øمد Øسين، وغيرهم، Ùكتب مقالة عن جهل طه Øسين بمنهج ديكارت، وثانية عن دعوة طه Øسين لليونانية واللاتينية ÙÙŠ الأدب العربي..
ومن المعارك التي خاضها الغمراوي مع كبار رموز الثقاÙØ© ÙÙŠ مصر:
ÙÙŠ كتاب المÙسَاجَلات والمَعَارك الأدَبÙيَّة ÙÙŠ مجَال الÙÙكْر والتَّاريخ والØَضَارَة للأستاذ العظيم أنور الجندي رØمه الله تعالى، ورد الØديث عن معارك الغمراوي، وأن كتاباته كانت Ùيها Øازمة:
- الرد على ما ورد ÙÙŠ كتاب النَّثْر الÙÙŽÙ†Ùّيّ لزكي مبارك، ÙˆÙيه مبØØ« هام، ذكر Ùيه الغمراوي أن زكي مبارك خرج ÙÙŠ كتابه على الإجماع ÙÙŠ أمر القرآن، وينعي ÙÙŠ مقدمة الكتاب المؤل٠على Ù†Ùقَّاد القرآن الكريم أنهم ذكروا Ù…Øاسنه دون عيوبه، وكأنه يرى أن ÙÙŠ القرآن عيوبًا، ÙˆÙيه يجزم زكي مبارك أن القرآن أَثَر جاهلي.. وقد وجه الغمراوي ÙÙŠ المقال لزكي مبارك ثلاثة اتهامات من واقع الكتاب:
- أنه يدعو إلى نَقْد القرآن.
- أنه ÙŠÙنْكÙر إعجاز القرآن.
- أنه يكاد ÙŠØµØ±Ø Ø¨Ø£Ù† القرآن من كلام البشر.
- الرد مع عدد من المÙكرين على قول طه Øسين ÙÙŠ كتاب Øديث الأربعاء وقوله: إن القرن الثاني الهجري كان عصر شك واستهتار ومجون. ÙˆÙيه رد: Ù…Øمد عرÙØ©ØŒ وزكي مبارك، ومØمد Ø£Øمد الغمراوي، ود. عبد الØميد سعيد. ووَص٠د. عبد الØميد سعيد الكتاب بقوله: أما Øديث الأربعاء ÙÙيه العَجَب العÙجَاب إذ تتمثل Ùيه الرَّذÙيْلَة بأشنع مَظَاهÙرÙهَا، وتظهر Ùيه Ù†ÙŽÙسية الرَّجÙÙ„ – Ø·ÙŽÙ‡ ØÙسين– بما يشرØÙ‡ بعناية خَاصة وإطناب Ù…ÙÙ† قَصَص المÙجÙون والÙÙجÙور بأسلوب٠جَذَّاب وطريقة خَلابة.
- والرد على دعوة طه Øسين إلى تØرير اللغة العربية والأدب العربي من سلطان الدÙّيْن. وقد رد عليه الغمراوي، ود. علي العناني.
- Øسم بمقال له معركة (بين القديم والجديد) التي اØتدمت بعد ÙˆÙاة الراÙعي بين أدبي الراÙعي والعقاد. (سامي التوني: كتاب Ùكري ثمين لشاهد عصره)
من آرائه ÙÙŠ الØياة الÙكرية المصرية:
** يقول عن الغرب: إن الغرب نجا من أن ÙŠØاول هدم تاريخه أو تاريخ لغاته، عن طريق الشك غير العلمي: لسيادة الرأي العلمي Ùيه.. واستØواذ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹Ù„Ù…ÙŠ على أهله.. أما الشرق Ùليس له مثل هذين السياجين يردّان عنه عادية هذا الباطل الذي يهاجمه باسم الØÙ‚ØŒ ولا هذا الشك الذي يريد أن يداخله باسم العلم، ولا هذا الهدم والتعطيل اللذين يكرّ عليه بهما Ù†Ùر من أهله باسم التجديد! ومهما يكن من موق٠المؤرخين ÙÙŠ الشرق أو ÙÙŠ الغرب Øيال مبدأ الشك المطلق Ùإن العلماء لا يأخذون به، وإن العلم لا يقرّه ولا يمكن أن يقره.
** ويقول عن طريقة البØØ« لدى طه Øسين ÙÙ‰ كتاب الأدب الجاهلي: يؤسÙنى أن صاØب كتاب الأدب الجاهلي ومن Ù„Ù Ù„ÙÙ‡ يسوقون الأدب العربي على غير طريقه، ويلبسونه ثوبًا من غير نسجه، وينسجون عليه نسجًا Ùرنسيًا، ويسوقونه ÙÙ‰ Ù†Ùس الطريق الذي يسوقون Ùيها الأدب العربي إلى طريق الاÙتتان بالأدب الÙرنسي خاصة والغربي عامة. لقد كان الدكتور طه Øسين ومن معه يريدون أن يكونوا للعربية ما كان هؤلاء الألمان، ÙÙŠÙنوها ÙÙŠ غيرها، ويضلوها عن Ù†Ùسها، Ùإذا أنت قرأت لهم رأيت تقليدا بØتًا يعرض عليك باسم التجديد!
** وعن العقاد يقول: يجب أن ÙŠÙقرأ للعقاد باØتياط وهو يكتب عن الإسلام؛ Ùالعقاد ابن العصر الØديث، أخذ ثقاÙته مما قرأ لأدبائه وعلمائه وهو شيء كثير وليس كل ما كتبه المستشرق يقبله المسلم، ولا كل نظريات الغرب متÙÙ‚ وما قرره القرآن، ولكن العقاد اعتقد من هذه النظريات ما اعتقد، Ùهو ينظر إلى القرآن من خلال ما اعتقد منها، ويبدو أن من بين ما اعتقده العقاد نظرية (Ùريزر) ÙÙŠ نشوء الأديان، Ùهي عنده ليست سماوية، ولكنها أرضية نشأت بالتطور والترقي إلى الأØسن، ومن هنا تÙضيل العقاد للإسلام على غيره من الأديان، Ùهو آخرها وإذن Ùهو خيرها، ويقول: إن لم يكن هذا هو تÙسير إطلاق تسمية الغربيّين على كتابيه (عبقرية Ù…Øمد، والÙلسÙØ© القرآنية) Ùهذه التسمية خطأ منه ينبغي أن يتنبه إليه قارئ الكتابين من المسلمين، لينجو ما أمكن مما توØÙŠ به التسميات من أنَّّ Ù…Øمدًا صَلَّى الله٠عَلَيْه٠وسَلَّمَ عبقري من العباقرة لا نبي ولا رسول صلى الله عليه وسلم، بالمعنى الديني المعرو٠ÙÙŠ الأديان المنزلة.
ويؤكد هذا الإيØاء أنْ جاء الكتاب واØدًا من سلسلة كتب العبقريات الإسلاميّة، ولن يكون أولها. Ùالناشئ الذي يقرأ بعد عبقرية Ù…Øمد، عبقرية أبي بكر، وعبقرية عمر مثلاً لا يمكن أن يَسْلم من إيØاء Ø®ÙÙŠ إلى Ù†Ùسه أنّ Ù…Øمدًا وأبا بكر وعمر من قبيل واØد، عبقري من عباقرة وإن يكن أكبرهم جميعًا. كالذي سمى النَّبيّ صَلَّى الله٠عَلَيْه٠وسَلَّمَ بطل الأبطال، Ùأوهم أنه واØد من صن٠ممتاز من الناس، متجدد على العصور بدلاً من صن٠اختتم به صَلَّى الله٠عَلَيْه٠وسَلَّمَ؛ صن٠الأنبياء والمرسلين من عند الله، ÙالنَّبيÙÙ‘ والرَّسÙول٠صلى الله عليه وسلم يأتيه الملك من عند الله بما شاء الله من ÙˆØÙŠ ومن كتاب، ولا كذلك العبقري ولا البطل، Ùالنبوة والرسالة Ùوق البطولة والعبقرية بكثير. وكم ÙÙŠ الصØابة رضوان الله عليهم من بطل ومن عبقري، وكلهم يدين له بأنه رسول الله صَلَّى الله٠عَلَيْه٠وسَلَّمَ إلى الناس كاÙØ© ذلك العصر وما بعده وأنه خاتم النَّبيّين.
** وعن العلوم الكونية يقول:
العلم الكوني تÙسير لآيات القرآن الكريم الكونية، ÙˆÙÙŠ القرآن آيات تنطوي على Øقائق علمية لم تثبت إلا Øديثًا، وكل منها معجزة علمية قرآنية تثبت بالعقل والØس الملموس لا باللغة Ùقط… والقرآن بذلك سبق العلم الØديث إلى Øقائق كونية… ويتوق٠على Ùقه الآيات الكونية تيسير الدعوة إلى دين الله ÙÙŠ هذا العصر، عصر العلم الØديث… والتÙسير العلمي ليس بدعة ابتدعها أصØابها ÙÙŠ هذا العصر، بل تجد بين قدامى المÙسرين من ينتهجه مطبقين ÙÙŠ عصرهم، ما يقابل العلم الØديث ÙÙŠ عصرنا كالزمخشري وكذلك الÙخر الرازي الذي يمتلئ تÙسيره بالتÙسير العلمي، وكالشيخ Ù…Øمد عبده ÙÙŠ تÙسيره.
** ويقول: إن تاريخ العلوم ÙÙŠ الأمة العربية بعد الإسلام معرو٠كما أن مقاومة
العرب للنَّبيÙÙ‘ ودعوته، ومØاربتهم له ولها معروÙØ©ØŒ ولكن الرجل ينكر التاريخ ويÙتري تاريخًا آخر، ويزعم زعمًا لا يجوز ولا يستقيم ÙÙŠ منطق أو تÙكير إلا إذا كان القرآن كلام النَّبيّ، كلام Ù…Øمد العربي، لا كلام الله. عندئذ٠Ùقط يعقل أن يكون العرب٠على ما وص٠الدكتور من نهضة، وعلم، وأدب؛ لأن القرآن أكثر من نهضة وعلم، وأدب، ولا يعقل إنْ كان كلام بشر أن يأتي صاØبه ÙÙŠ أمة جاهلة كالتي أجمع على وجودها قبل الإسلام مؤرخو اللغة العربية من شرقيين ومستشرقين ومؤرخو الإسلام.
** ويقول: إن على علماء الÙطرة من المسلمين أن يهتدوا ÙÙŠ بØوثهم الكونية بما أنزل الله ÙÙŠ كتابه من آيات كونية. لكن النظر ÙÙŠ الآيات الكونية ابتغاء الاهتداء إلى ما أودع الله Ùيها من أسرار الÙطرة أو الطبيعة كما يسمونها – ÙŠØتاج من الاØتياط ÙÙŠ البØØ« عن أسرار الÙطرة ÙÙŠ الكون المنظور. وأهل القرآن من علماء الÙطرة ينبغي أن يسترشدوا ÙÙŠ بØوثهم بما يتعلق بها مما أنزل الله ÙÙŠ كتابه العزيز، Ùهو نور بأيديهم لا بأيدي غير المؤمنين به، ومن التضييع إغÙاله وإهمال Ùرص الاهتداء.
** ويقول ÙÙŠ كتابه: الطريقة المثلى للمØاÙظة على كرامة الإسلام ورد عادية الطاعنين عليه، عن التربية المبكرة وأهميتها: وأسباب Ø¶Ø¹Ù Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ÙŠ ÙÙŠ البالغين من المسلمين اليوم يمكن إجمالها ÙÙŠ شيء واØد هو سوء التربية الإسلامية..
وإذن Ùَعَلى المسلمين أن يعنوا العناية كلها بإنشاء أولادهم نشأة إسلامية ÙÙŠ مدارس إسلامية ينشئونها من أجل ذلك.ØŒ ولا يَدَعوا أولادهم Ùريسة للمدارس غير الإسلامية الروØØŒ تÙربيهم على غير غÙرار الإسلام، وتخرجهم عنه بالتدريج، Ùإن المسلمين إن لم يصونوا أولادهم – وهم صغار عن تØكم الملØد أو غير المسلم ÙÙŠ عقولهم ونÙوسهم لم يكن لهم أن يعجبوا من خروجهم – وهم كبار عن طريق الدين، ومتابعتهم من يطعن باسم العلم أو الأدب أو Øرية الرأي أو Øرية التÙكير.
** ومن آرائه ÙÙŠ التÙسير: يقول: Ùأقم وجهك للدين ØنيÙا: Ùطرة الله التي Ùطر الناس عليها؛ لا تبديل لخلق الله! ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الآية الكريمة لا تجعل الإسلام Ùقط دين الÙطرة، ولكن Ù†Ùس الÙطرة التي Ùطر الله الناس عليها، وهذا أوجز تعبير وأوكده وأشمله، بتمام انطباق الإسلام على سنن الله التي خلق عليها الإنسان، سواء تعلقت بالبدن أو النÙس، وبالعقل أو القلب، ÙÙŠ الÙرد والأسرة والطائÙØ©ØŒ أو ÙÙŠ القبائل والأمم والشعوب.
** ويقول: هارون Ø£ÙØµØ Ù…Ù† موسى عليهما السلام، وأكبر منه بثلاث سنوات، وهما ميزتان تسوغان تقدمه ÙÙŠ Ø£Øد المواضع Øين يذكران.
ÙˆÙÙŠ التØدي بالإتيان بمثل القرآن يقول:.…….. ولعل هذا التØدي جعل العقل يق٠صامتا ومن ثم يتعطل الÙكر جامدا من خوض هذه المعركة الضارية الخاسرة ]أَمْ ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ اÙْتَرَاه٠قÙلْ ÙَأْتÙوا بÙعَشْر٠سÙوَر٠مÙثْلÙÙ‡Ù Ù…ÙÙْتَرَيَات٠وَادْعÙوا مَن٠اسْتَطَعْتÙمْ Ù…Ùنْ دÙون٠اللَّه٠إÙنْ ÙƒÙنْتÙمْ صَادÙÙ‚Ùينَ[ ويري دكتور الغمراوي كما تقول د. عائشة الغبشاوي أن التØدي ÙÙŠ السورة الثانية يونس Øسب ترتيب النزول نزل من عشر سور إلى واØدة Ùقط، وهذا نوع من الترقي ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ هذا التØدي؛ يقول الله تعالى: ]وَمَا كَانَ هَـذَا الْقÙرْآن٠أَن ÙŠÙÙْتَرَى Ù…ÙÙ† دÙون٠اللّه٠وَلَـكÙÙ† تَصْدÙيقَ الَّذÙÙŠ بَيْنَ يَدَيْه٠وَتَÙْصÙيلَ الْكÙتَاب٠لاَ رَيْبَ ÙÙيه٠مÙÙ† رَّبÙÙ‘ الْعَالَمÙينَ[ والØجة القاطعة ÙÙŠ ذلك إغلاق الكÙار لعقولهم، وبالتالي Øبسهم للÙكر من الانطلاق ÙÙŠ عالم الملكوت (عالم الشهادة) للوصول إلى عالم الملكوت الأعلى (عالم الغيب) Ùإن الØقيقة الكونية هي المسلم الذي من خلاله نتوصل إلى الØقيقة.
والمØور الØقيقي الذي تدور Øوله المواجهة الÙكرية والثقاÙية هو العلم الذي يغوص ÙÙŠ أغوار العقل الإنساني Ùكرا منقبا ومتمØصا ÙÙŠ الØقائق الكونية التي هي مرآة العقل للوصول إلى أعلى درجات العلم والمعرÙØ©. ومن هذا نتج اهتمام الإسلام بالعلم؛ المولود الشرعي للÙكر.
معرÙته بالإنجليزية:
كان الأستاذ الدكتور الغمراوي متقنًا للإنجليزية إلى Øد مراجعته لترجمتين شهيرتين لمعاني القرآن الكريم، Ø¥Øداهما بقلم عبد الله يوس٠علي، وهي بلغة إنجيلية أو توراتية كلاسيكية، وتعد واØدة من أهم الترجمات أو التÙاسير، وأكثرها تأثيرًا ÙÙŠ قلوب الغربيين، وبها اهتدى ألو٠من الناس..
والترجمة الثانية للمهتدي البريطاني Ù…Øمد مارمادوك بÙكتال الذي قام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية، مستعينًا بالدكتور Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي، ولغتها شاعرية إلى Øد ما، وهي أول ترجمة يقوم بها إنجليزي مسلم!
علاقاته بالمÙكرين:
مر Ùيما سبق أن الغمراوي كان واØدًا من نجوم الÙكر والثقاÙØ© والعلم، وكان ذا صلة بالأمير شكيب أرسلان ومØب الدين الخطيب وطه Øسين والعقاد وزكي مبارك وعلي مصطÙÙ‰ مشرÙØ© وشيوخ الأزهر وآخرين كثيرين ممن أثرت بهم الØياة الÙكرية المصرية وأخصبت.
كتب الأستاذ Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي:
ترك الغمراوي عددًا من الكتب والأبØاث ÙÙŠ غير الكيمياء منها:
- النقد التØليلي لكتاب ÙÙŠ الأدب الجاهلي، ودبج مقدمته أمير البيان شكيب أرسلان.
- من أسرار الÙطرة: يذلل المعاني العلمية الØديثة المتصلة بالمادة والإشعاع/ تألي٠ا. Ù†. داس أندريد؛ ترجمة Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي، وأØمد عبد السلام الكرداني .
- من سوء تأويل الآي، مجلة المسلمون.
- الإÙسلام ÙÙŠ عصر العلم
- نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن، إعداد Ø£Øمد عبد السلام الكرداني، عن كتابات
الغمراوي.
صورة تجمع أعضاء الوÙود التي Øضرت مؤتمر جمعيات الشبان المسلمين ÙÙŠ مصر وغيرها من البلدان وذلك ÙÙŠ المقر العام للجمعية ÙÙŠ القاهرة يوم ١٠يوليو ١٩٣٠.
الجالسون ÙÙŠ الص٠الأول من اليمين إلى اليسار: Ø£Øمد زكي الطاهر – عثمان عبد الله – هاني أبو Ù…ØµÙ„Ø â€“ الدكتور عبد الØميد بك سعيد رئيس الجمعية – سامي السراج – أبو الØسن – الشيخ علي عبد الكريم
الص٠الثاني من اليمين إلى اليسار: الشيخ ÙŠØÙŠ Ø£Øمد البطة – الدكتور Øسني الطاهر – قطب زهران – الدكتور منصور القاضي – الدكتور ÙŠØÙŠ Ø£Øمد الدرديري – Ù…Øمد رÙيق اللبابيدي.
الص٠الثالث من اليمين إلى اليسار: Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي – Ù…Øمود علي Ùضلي – Ù…Øب الدين الخطيب – Ù…Øمد الناغي
الجالسان: العلامة الغمراوي، والعلامة Ø£Øمد عبد السلام الكرداني، والواقÙان: العلامة علي مصطÙÙ‰ مشرÙØ©ØŒ والعلامة إسماعيل القباني
الغمراوي ÙÙŠ سطور
- ولد رØمه الله تعالى ÙÙŠ 9/ 6/ 1893 وتوÙÙŠ ÙÙŠ 5/ 3/ 1971.
- لم يدرس ÙÙ‰ مدرسة كشك أول مدرسة أنشئت ÙÙŠ زÙتى سنة 1905Ø› إذ أنشئت بعد التØاقه بالدراسة ÙÙŠ مدرسة طنطا الابتدائية، وأنهى دراسته بها 1907ØŒ ثم التØÙ‚ بمدرسة الخديوية الثانوية وأنهى دراسته بها 1911ØŒ ثم التØÙ‚ بمدرسة المعلمين العليا وانتهى منها عام 1914.
- ابتعث لانجلترا وإن أخرته الØرب العالمية الأولى بعد قليلاً – لكنه ذهب إلى هناك وزامل العباقرة الثلاثة مشرÙØ© والكرداني وأØمد زكي، رØمهم الله أجمعين. وكان رØمه الله قد أتم ØÙظ القرآن الكريم ÙÙ‰ الثالثة عشر من عمره..
- جميع إخوته الذكور درسوا بالأزهر، وأخوه الأكبر الشيخ Ù…Øمود كان عضوًا ÙÙŠ هيئة كبار العلماء بالأزهر. وقد Ùهمت من السيدة ابنته أن إخوته جميعًا كان اسمهم Ù…Øمدًا، وقد جمعت بعض أشعار Ø£Øدهم Øين كان نائبًا ÙÙŠ مجلس بلدي زÙتى.
- لا تزال مكتبته الزاخرة Ù…ØÙوظة ÙÙŠ منزله بØÙŠ العباسية، وإن كانت تنقصها بعض كتبه التي أعيرت ولم ترد..
- له ثلاث بنات وثلاثة أبناء، هم على الترتيب: ثريا وأØمد وكوثر وزينب وعلي ومØمد.
- ليس له بيت ÙÙŠ زÙتى الآن، كما Ùهمت من ØÙيده، وموقع بيته القديم كان قريبًا من النيل، ÙÙŠ المنطقة بين شبكة مياه زÙتى والجامع الكبير..
رØÙ… الله العالم الكبير الأستاذ الدكتور Ù…Øمد Ø£Øمد الغمراوي، وأكرم مثواه.
مقال رائع تصاد٠مع عثوري علي نسخة قديمة من كتاب الأستاذ الكبير الغمراوي ( سنن الله الكونية ) الذي اسرني مذ بدأت ÙÙŠ اطلاعي عليه
جزاكم الله خيرالجزاء عن اطلاعنا علي هذا العالم الكنز رØمه الله ووÙقكم
آمين وإياكم! وإذا أرسلت إلي “سنن الله الكونية”ØŒ على هذا البريد:
mogasaqr@gmail.com
نشرته منوها بÙضلك، بارك الله Ùيك!