انبهر مراÙقي Øينما شاهد ياÙطات “لاÙتات” كتب عليها “النصر لصناعة السيارات” موضوعة على مساØØ© كبيرة من الأرض “المسوَّرة” بØلوان وتساءل: وهل Ù†ØÙ† نصنع السيارات؟
http://mubasher.aljazeera.net/opinion/%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%B3%D8%A3%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1
Ùقلت له: مصر يا صديقي دولة متطورة للغاية، ربما هي نظريا أكثر دول العالم تطورا، Ùلقد Øباها الله بعباقرة يصنعون كل شيء من “الإبرة” إلى “الصاروخ”ØŒ ÙÙŠ كل مجال لكن لا شيء يخرج عن طور “الÙانتازيا” إما بسبب تدخل الأدعياء Ùيها Øيث يدخل الغث على السمين ÙÙŠÙسده، أو بسبب Ùساد السلطة وعدائها للعلم والنبوغ.
Ù†ØÙ† اخترعنا الطائرات ومركبات الÙضاء والآليات التي تمشي ÙÙŠ الأرض وتغوص ÙÙŠ الماء وتطير ÙÙŠ الجو، صنعنا الوØØ´ المصري الذي يمشي ÙˆÙŠØ³Ø¨Ø ÙˆÙŠØ·ÙŠØ±ØŒ واستخرجنا الكهرباء من الجاذبية الأرضية ومن الزبالة والماء والتراب والرمال والليمون ÙˆØتى البطاطس ومن داخل جسم الإنسان، صنعنا مادة تقوم بتمهيد الطرق وأخرى ترصÙها وثالثة تقوم بتكسيرها، ورابعة تمنع وقوع الØوادث عليها، وصنعنا “كبسولات التØرير” التي تضيء مصر بلا وقود، Ù†ØÙ† أيضا دولة متطورة طبيا وعالجنا داء الإيدز الذي أعجز أطباء العالم بأصابع “الكÙتة”ØŒ وهكذا كل معجزاتنا الصناعية.
مسألة الياÙطة
المهم لدينا هو”اللاÙتة”ØŒ Ùإذا أردنا أن نصنع شيئا ننجزه بمجرد الانتهاء من تلك اللاÙتة، وكلما كبرت “اللاÙتة” كبرت معها عظمة الاختراع، ÙÙ†ØÙ† لدينا مصنع للسيارات لم ينتج سيارة واØدة، ولدينا مصنع طائرات لم ينتج طائرة واØدة، وأنتجنا ÙÙŠ الستينيات صواريخ بالستية عابرة للقارات بالكاد تسقط على بعد بضعة كيلو مترات من موقع إطلاقها، ولدينا Ù…Ùاعل ذري ÙÙŠ أنشاص يوجد Ùيه الكثير من الناس والأشياء إلا الذرة، وبدلا من المÙاعلات الذرية الØقيقية Ù†ØÙ† اخترعنا “Ù…Ùاعلات الشمس”ØŒ ولدينا مركز لعلوم الÙضاء ليس Ùيه “تليسكوب” ولا Øتى طائرة ورقية، وقمنا بشراء قمر اصطناعي ولما ساهمنا بجزء من خبراتنا العميقة ÙÙŠ إطلاقه تاه ÙÙŠ الÙضاء الÙØ³ÙŠØ ÙˆØ°Ù‡Ø¨ من دون Øتى أمل ÙÙŠ الرجعة، وأيضا لدينا مصنع للهات٠المØمول أول ما ترى من إنتاجه Øين ÙتØÙ‡ عبارة “صنع ÙÙŠ الصين”ØŒ ولدينا مصنع للتلÙزيون والإلكترونيات ظهر Ùجأة واختÙÙ‰ ÙÙŠ ظرو٠غامضة، وصنعنا روبوتا معجزة عرض ÙÙŠ لقاء رسمي مع السيسي يغني على أنغام أغنية “جانجام ستايل ” ثم اكتش٠الناس أنه لا الروبوت ولا الأغنية من مصر.
مسألة اللاÙتة لم تتوق٠ÙÙŠ مصر عند Øدود الصناعة والاختراعات، ولكنها امتدت أيضا إلي إنÙاق مئات المليارات من الدولارات ÙÙŠ مشروعات عادة ما يتم إضÙاء صÙØ© القومية عليها، ومنها مثلا مشروع “توشكى” الذي هللت له السلطة ثم انتهي به الØال إلى العدم، وهكذا مشروع الظهير الصØراوي والأل٠قرية والØزام الأخضر ومزارع النوبارية والصالØية والÙراÙرة ومشروع تنمية الساØÙ„ الشمال الغربي وظهيره الصØراوي والقرى التكنولوجية ومØطات الطاقة الهوائية والشمسية ومنخÙض القطارة لتوليد الكهرباء، وإعادة تقسيم المØاÙظات ومشروع شبكة الطرق والمليون ونص٠المليون Ùدان والمليون ÙˆØدة سكنية وتÙريعة قناة السويس التي تØولت إعلاميا إلى قناة جديدة ولا جدوى منها سوى رÙع Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ù†ÙˆÙŠØ© للشعب، وهناك العاصمة الإدارية الجديدة التي هي ÙÙŠ الواقع Ù†Ùذت بالÙعل ولكن كمدينة Øصينة لخدمة رجال ومؤسسات الØكم ولتكون بعيدة عن متناول الشعب المصري.
وامتدت المسألة إلى الشعارات Ùطالما أنت هتÙت “تØيا مصر” أو رددت نشيد الصاعقة أو النشيد الوطني Ùأنت إنسان وطني ولا يهم بعد ذلك مسلكك، يمكنك أن تسرق وأن تختلس وتنصب وتنهب وتقتل، ولا يمكن لأØد أن يدينك.
سلوك شعبي
ولأن الناس على دين ملوكهم امتدت مسألة “اللاÙتة” Øتى الشعوب، Øيث صار الكثير من أصØاب المØال التجارية يعددون ÙÙŠ اللاÙتات التي يضعونها ÙÙŠ Øوانيتهم مهاراتهم أو البضائع والخدمات والØر٠التي يقدمونها، ولكن سرعان ما تكتش٠أن ثلاثة أرباع ما كتبوه ÙÙŠ تلك اللاÙتات مجرد “تÙخيم” ويأتي على سبيل المثل الشعبي “أبو بلاش كتر منه”.
ويجب هنا أن نذكر أن Ø£Øد Ù…ØاÙظي القاهرة Ùيما قبل ثورة يناير – أعتقد أنه عبد الرØيم Ø´Øاتة – اهتم بمكاÙØØ© هذه الظاهرة ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØµØ¯Ø± قرارا بسØب ترخيص أية منشأة أو Ù…ØÙ„ تجاري يكتب ÙÙŠ اللاÙتة المدونة على Øانوته خدمة أو بضاعة لا يقدمها.
كما نجد هناك Ø£Øيانا الصØÙÙŠ الذي لم يكتب ØرÙا، والمهندس الذي لم “يهندس” أبدا، والمØامى الذي لا يعر٠القانون ولم يق٠ÙÙŠ Ù…Øكمة، بل وجدنا وزيرا راسبا ÙÙŠ الإملاء، وقاضيا كانت ÙÙŠ الØقيقة راسبا عندما كان ÙÙŠ مرØلة الثانوية العامة وهكذا، ومع ذلك كل هؤلاء لا يكتÙون بكتابة توصيÙاتهم المزورة بل يضيÙون إليها المشوقات التي تعزز نبوغهم، كالصØÙÙŠ الذي هو Ù…Øلل سياسي وأديب، والمهندس صاØب الشهادات العالمية، والمØامي الدولي وغير ذلك.
وبصورة هزلية، قد تجد أيضا أصØاب عربات الÙول والكشري والØمص والترمس والكبدة وغيرها مع تواضع شأنها يكتبون عليها عبارات تضخم منها.
Ùكما أهملت نظم خير أجناد الأرض كل نبوغ يظهر ÙÙŠ بر مصر بل ÙˆØاربته وراØت تغتصب العبقرية لنÙسها، Ùصنعت وابتكرت وكشÙت أشياء لا Øصر لها ولكنها كلها “اÙتراضية” تغلب عليها صÙات “الهزلية”ØŒ لا تتخطى Øقيقتها Øبر اللاÙتات أو مانشيتات الصØ٠التي كتبت عنها، مع كثير من الرقص والاØتÙالات.
انتقل الداء إلى الشعب المصري ÙتØولت السياسة والأØزاب والØركات والجماعات والشركات والنقابات والمØال ÙÙŠ مصر إلى مجرد لاÙتات.
لقد تØولت مصر الى لاÙتة كاذبة.
19تموز2018