أثناء Øضوري المنتدى العالمي للدراسات العليا والبØØ« العلمي الذي أقيم ÙÙŠ العاصمة الإدارية الجديدة ÙÙŠ مصر الشهر الماضي لاØظت شيئاً مبهجاً وسيكون Ù…Ùيداً إذا Ø£Øسنا استخدامه، على هامش المنتدى أقيم معرض للجامعات المصرية Øيث يوجد Ø¬Ù†Ø§Ø ØµØºÙŠØ± لكل جامعة تعرض تخصصاتها وخبراتها وإنجازاتها إلخ، الشئ المبهج هو كثرة عدد الجامعات Ùلم أكن أتصور أنه Ø£ØµØ¨Ø Ø¹Ù†Ø¯Ù†Ø§ هذا الكم من الجامعات ÙÙŠ مصر ولا أتØدث عن الجامعات الخاصة بل الØكومية، أقول أن هذا شيء مبهج ولكن هل هو Ù…Ùيد أم لا Ùهذا ما سنناقشه ÙÙŠ هذا المقال، هو شيء مبهج لأنه يعكس إهتماماً بالتعليم العالي ÙÙŠ المØاÙظات Ùهذه الجامعات تغطي خريطة مصر، على الأقل سيجد الكثير من الطلاب جامعات قريبة منهم بدلاً من السÙر والتغرب، لنعر٠إن كانت هذه الكثرة Ù…Ùيدة أم لا وكي٠نجعلها Ù…Ùيدة Ùيجب أن نجيب على عدة أسئلة.
https://www3.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=23042019&id=acb75a02-c3ab-4f77-a1e5-5f0df4c1534d
ما هو الغرض من إنشاء جامعة ما؟ هل الغرض هو التباهي بإنشاء جامعة؟ أم غرض إقتصادي بØت؟ أم غرض وطني؟ أم غرض تربوي؟ Ùمثلاً جامعة ستانÙورد وهي من أقوى جامعات العالم أنشاءها مليونير ليخلد بها إسم ولده الذي توÙÙ‰ صغيراً ÙÙŠ Øادثة ولكن لا Ø£Øد يتذكر ذلك الآن ولا نعر٠غير أنها جامعة عظيمة، لذلك لا يعيب أن يكون هناك غرضاً ما لإنشاء الجامعة لكن الأهم هو هل يعرقل هذا الغرض تقدم الجامعة أم لا؟ تقدم أي جامعة يعتمد على شيئين: تÙاني الأساتذة وإنعدام البيروقرطية المعطلة Ùيجب التغاضي عن الغرض من إنشاء الجامعة والتركيز Ùقط على هاتين النقطتين.
نأتي الآن للتخصصات العلمية، لا توجد جامعة ÙÙŠ العالم قوية ÙÙŠ جميع التخصصات ونØÙ† نقع دائماً ÙÙŠ هذا الخلط Ùمثلاً نقول أن جامعة هارÙارد من أقوى جامعات العالم وهي كذلك قطعاً ÙÙŠ مجالات ريادة الأعمال وإدارة الأعمال والقانون ومستواها ليس بنÙس القوة ÙÙŠ تخصصات أخرى، لذلك يجب أن تهتم كل جامعة من جامعاتنا بعدة تخصصات بØثية تكون قوية Ùيها وتتعهدها بالرعاية، والجدير بالذكر أن نقطة قوة جامعة ما قد تكون ÙÙŠ التدريس وليس ÙÙŠ البØØ« العلمي، وأيضاً إذا كانت جامعة ما قوية ÙÙŠ تخصص معين Ùهذا لا يعني أنه لا يوجد باØثون أقوياء ÙÙŠ التخصصات الأخرى ÙÙŠ تلك الجامعة Ùكم وجدنا من Øاصلين على جوائز نوبل يعملون ÙÙŠ جامعة ضعيÙØ© ÙÙŠ هذا التخصص ولكنهم يعملون ÙÙŠ تلك الجامعات إما لأسباب شخصية أو لإØساسهم بواجب Ù†ØÙˆ العمل على تقدم الجامعات الضعيÙØ©ØŒ أعر٠أستاذاً ÙÙŠ أمريكا كان يعمل ÙÙŠ الجامعات الضعيÙØ© (أو على الأقل ليست من Ø£Ùضل الجامعات) ÙÙŠ تخصصه ويبني Ùيها مجموعة بØثية قوية ثم بعد عدة سنوات ينتقل من تلك الجامعة لجامعة أخرى ضعيÙØ© ويبدأ من جديد، هذه رسالته.
Øيث أن لكل جامعة نقطة أو نقاط قوة Ùلكي نبني مجتمعاً علمياً قوياً لابد من تعاون الباØثين من مختل٠الجامعات معاً.
سو٠أشعر بالÙخر وبشعور أننا نسير على طريق التقدم العلمي الصØÙŠØ Øينما أرى أبØاثاً علمية كثيرة عليها أسماء من جامعات مصرية مختلÙØ©ØŒ هذه الأبØاث ستدل على شيئين: أولاً أن هناك تعاون لأن العلم ÙÙŠ عصرنا هذا Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù† التعقيد بØيث أن باØثاً ÙˆØيداً لن يستطيع المساهمة بالشئ الكثير ÙÙŠ التقدم العلمي بل يجب أن تتكون مجموعات بØثية كبيرة، ولنا ÙÙŠ تصوير الثقب الأسود وهو الØدث الذي هز العالم (Øتى من لا يعر٠ما هو الثقب الأسود أساساً) مثالاً عى التعاون ÙالÙريق البØثي صاØب الإنجاز يتكون من أكثر من مائتي باØØ«ØŒ الشئ الثاني هو أن الجامعات عندنا أصبØت تتعاون مع بعضها البعض.
Ø£Øب أن أنتهز هذه الÙرصة وأهمس بكلمة للجان الترقيات ÙÙŠ جامعاتنا المصرية: عندما تكون أغلب الأبØاث المقدمة من باØØ« هي أبØاث الشخص الواØد Ùيجب أن تأخذوا هذا على أنه علامة سيئة وليست شيئاً عظيماً لأنه يدل على أن هذا الباØØ« لا ÙŠØب التعاون أو يخا٠منه وأنه لا يدرب طلاباً على البØØ« العلمي.
وجود جامعات كثيرة علامة أولية صØية ولكنها خطوة أولى Ùهل نأمل أن نرى تعاوناً مثمراً بين هذه الجامعات لتبادل الخبرات Øتى ÙÙŠ مجال التدريس؟ العبرة ليست بالكثرة ولكن بالتعاون المثمر وإزالة عراقيل البيروقراطية وعراقيل الخو٠من التعاون النابع من عدم الثقة.