قبيلة

1 إذَا اللهُ عَادَى أهْلَ لُؤْمٍ وَرِقَّةٍ فَعَادَى بَنِي العَجْلاَنِ رَهْطَ ابْنِ مُقْبِلِ
2 قُبِيِّلَةٌ لَا يَغْدِرُونَ بِذِمَّةٍ وَلاَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ
3 وَلَا يَرِدُونَ الْمَاءَ إِلَّا عَشِيَّةً إِذَا صَدَرَ الْوُرَّادُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلِ
4 تَعَافُ الْكِلَابُ الضَّارِيَاتُ لُحُومَهُمْ وَتَأْكُلُ مِنْ كَعْبٍ وَعَوْفٍ وَنَهْشَلِ
5 وَمَا سُمِّيَ الْعَجْلاَنَ إِلَّا لِقَوْلِهِ خُذِ الْقَعْبَ وَاحْلُبْ أَيُّهَا الْعَبْدُ وَاعْجَلِ
6 أُولَئِكَ إخْوَانُ اللَّعِينِ وَأُسْرَةُ الْهَجِينِ وَرَهْطُ الْوَاهِنِ المُتَذَلِّلِ
النَّجَاشِيُّ الْحَارِثِيُّ (49=669).

“بنو العجلان، كانوا يفخرون بهذا الاسم لقصة كانت لصاحبه في تعجيل قرى الأضياف، إلى أن هجاهم به النجاشي فضجروا منه، وسبوا به، واستعدَوا عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقالوا: يا أمير المؤمنين هجانا، فقال: وما قال؟ فأنشدوه:
إذا الله عادى أهل لؤم ورقة فعادى بني عجلان رهط ابن مقبل
فقال عمر بن الخطاب: إنما دعا عليكم ولعله لا يجاب، فقالوا: إنه قال:
قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل
فقال عمر رضي الله عنه: ليتني من هؤلاء، أو قال: ليت آل الخطاب كذلك، أو كلاماً يشبه هذا، قالوا: فإنه قال:
ولا يردون الماء إلا عشية إذا صدر الوراد عن كل منهل
فقال عمر: ذلك أقل للسكاك -في غيره وهو الصواب: للحكاك- يعني الزحام، قالوا: فإنه قال:
تعاف الكلاب الضاريات لحومهم وتأكل من كعب بن عوف ونهشل
فقال عمر: كفى ضياعا من تأكل الكلاب لحمه، قالوا: فإنه قال:
وما سمي العجلان إلا لقولهم خذ القعب واحلب أيها العبد واعجل
فقال عمر: كلنا عبد، وخير القوم خادمهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين هجانا، فقال: ما أسمع ذلك، فقالوا: فاسأل حسان بن ثابت، فسأله فقال: ما هجاهم ولكن سلح عليهم، وكان عمر رضي الله عنه أبصر الناس بما قال النجاشي، ولكن أراد أن يدرأ الحد بالشبهات، فلما قال حسان ما قال سجن النجاشي، وقيل: إنه حده”.
“العمدة” لابن رشيق (608=1212).
“أما تَمِيم صَاحب الشَّاهِد فَهُوَ ابْن أبي بن مقبل وَأبي بِالتَّصْغِيرِ وَتَشْديد الْيَاء ابْن عَوْف بن حنيف بن قُتَيْبَة بن العجلان بن كَعْب بن ربيعَة بن عَامر بن صعصعة شَاعِر مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَكَانَ يبكي أهل الْجَاهِلِيَّة وَبلغ مائَة وَعشْرين سنة وَكَانَ يهاجي النَّجَاشِيّ الشَّاعِر فهجاه النَّجَاشِيّ فاستعدى عَلَيْهِ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هجاني فَقَالَ عمر يَا نجاشي مَا قلت قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قلت مَا لَا أرى فِيهِ عَلَيْهِ بَأْسا وأنشده:
إِذا الله جازى أهل لؤم بذلة فجازى بني العجلان رَهْط ابْن مقبل
فَقَالَ عمر إِن كَانَ مَظْلُوما اسْتُجِيبَ لَهُ وَإِن لم يكن مَظْلُوما لم يستجب لَهُ. قَالُوا وَقد قَالَ أَيْضا:
(قبيلته لَا يغدرون بِذِمَّة … وَلَا يظْلمُونَ النَّاس حَبَّة خَرْدَل)
فَقَالَ عمر لَيْت آل الْخطاب كَذَلِك قَالُوا فَإِنَّهُ قَالَ
(وَلَا يردون المَاء إِلَّا عَشِيَّة … إِذا صدر الوراد عَن كل منهل)
فَقَالَ عمر ذَلِك أقل للزحام قَالُوا فَإِنَّهُ قَالَ
(تعاف الْكلاب الضاريات لحومهم … وتأكل من كَعْب بن عَوْف ونهشل)
فَقَالَ عمر يَكْفِي ضيَاعًا من تَأْكُل الْكلاب لَحْمه قَالُوا فَإِنَّهُ قَالَ
(وَمَا سمي العجلان إِلَّا لقَولهم … خُذ الْقَعْب وأحلب أَيهَا العَبْد واعجل)فَقَالَ عمر كلتا عبد وَخير الْقَوْم خادمهم قَالَ تَمِيم فسله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن قَوْله
(أُولَئِكَ إخْوَان اللعين وأسرة الهجين … ورهط الواهن المتذلل)
فَقَالَ عمر أما هَذَا فَلَا أعذرك عَلَيْهِ فحبسه وَقيل جلده قَالَ صَاحب زهر الْآدَاب كَانَ بَنو العجلان يفخرون بِهَذَا الِاسْم إِذْ كَانَ عبد الله بن كَعْب جدهم إِنَّمَا سمي العجلان لتعجيله الْقرى للضيفان وَذَلِكَ أَن حَيا من طَيئ نزلُوا بِهِ فَبعث إِلَيْهِم بقراهم عبدأ لَهُ وَقَالَ لَهُ أعجل عَلَيْهِم فَفعل العَبْد فَأعْتقهُ لعجلته فَقَالَ الْقَوْم مَا يَنْبَغِي أَن يُسمى إِلَّا العجلان فَسُمي بذلك فَكَانَ شرفا لَهُم حَتَّى قَالَ النَّجَاشِيّ هَذَا الشّعْر فَصَارَ الرجل إِذا سُئِلَ عَن نسبه قَالَ كعبي ويرغب عَن العجلان
قَالَ وَزَعَمت الروَاة Ø£ÙŽÙ† بني العجلان اسْتَعدوا على النَّجَاشِيّ وَذكر هَذِه الْحِكَايَة”ØŒ
“خزانة الأدب للبغدادي (1093=1682).

Related posts

Leave a Comment