نظرية النحو العربي

كيف انتبه العرب لنظام لغتهم ومنهج كلامهم، ثم كيف سلكوا سبيلهم إلى بيان هذا المنهج وضبط ذلك النظام، ثم كيف بنوا على ذلك نقدهم ما تقدمهم وما عاصرهم من طبائع لغوية وظواهر كلامية؟
لقد فُرِق لهم ببحث ذلك كله، عن بناء علمي شامخ، لا يقدره قدره إلا من أخلص له قصده وتأمله وتفهمه، لا يجوز أن يمر بعلوم العربية وآدابها باحث ولا دارس إلا أن يعالج من استيعاب بنائهم ما يعينه على تقديره والبناء عليه أو الاستفادة منه؛ فلا غنى بالمعاصرين عما خلفه الماضون، إلا أن يصرفهم كِبرهم عما ينير بصيرتهم ويقوّم سلوكهم فيزيد إنسانيتهم.
ولعل بالمعاصرين حاجة إلى عرض ذلك البناء العربي القديم، عرضا معاصرا يضعه مثل وضع أبنية الأمم الأخرى؛ فيتيسر تلقيه وتفهمه، وهو ما اجتهد في سبيله بعض حَمَلَتِه المخلصين من مثل تمام حسان (الأصول)، وعبد الرحمن الحاج صالح (النظرية الخليلية).
ينبغي لدارس هذا المقرر أن يستوعب أعمالهما، وألا يكف في أثناء ذلك عن مراجعة كتاب سيبويه وخصائص ابن جني وأشباههما، حتى يربط الحاضر بالماضي سعيا إلى بناء مستقبل واضح نامٍ ألِق.

Related posts

Leave a Comment