المهاد التاريخي
إن الØديث عن (شعرالنثر) يقودنا الى علاقة (الشعر) بل (النثر) هذه العلاقة التي تنامت وتÙاعلت عبر الزمن، ÙÙŠ عدة تجليات ولدت -أثناء ذلك – أشكالا إبداعية عديدة، Øتى وصلت – ÙÙŠ النهاية – الى نقطة تقاطع المجريين الأدبيين: (الشعر) Ùˆ(النثر)ØŒ لنتØدث عن (قصيدة) (نثر)ØŒ من هذا المنظور، ÙÙ€(قصيدة النثر) ليست Ø·Ùرة مباغتة. ونØÙ† لا ننكر دور المثقاÙØ© ÙÙŠ وعي رواد هذا الشعر،كما أنه من العسير كذلك، تجاهل المراØÙ„ المتوالية لعلاقة (الشعر) بـ(النثر) منذ القرن الرابع الهجري ÙˆØتى أواخر القرن الرابع عشر، التي أثمرت، ÙÙŠ النهاية، ذلك النوع الشعري المثير: (قصيدة النثر).
http://www.nizwa.com
تعتبر (قصيدة النثر)ØŒ ÙÙŠ الوقت الØالي النوع الشعري الأكثر إثارة Øول طبيعته وهويته، وتكاد النظرة العامة لمنتج هذا الشكل الشعري تتÙÙ‚ ÙÙŠ مرجعيتها الغربية Ù†Øوه، وبالتالي تبدو هذه القصيدة، ÙÙŠ سياق الØركة الشعرية العربية، هكذا كمثل ورم شعري خبيث اعترى الجسد الشعري، ÙÙŠ نهاية المطاÙØŒ وقد واكب Øضور (قصيدة النثر) متابعات نقدية عديدة، لا ترقى، للآن، الى الدور النقدي، المنوط بهذه الØركة الأخيرة، Ùلا تشتبك مع هوية هذه القصيدة واجراءاتها الخاصة وطبيعتها المغايرة، وانما تأخذ طابع الØماسة للتجربة او ضدها ÙÙŠ Ø£Øيان كثيرة، وتتØدث عن ممارسات النص ولا تشتبك بلØميته وأنسجته الخاصة، بل لم تقدم دراسة جادة للجذور المؤسسة لـ(قصيدة النثر) ÙÙŠ التراث العربي، وهو عامر بأشكال عدة، نتجت عن العلاقة الديناميكية لـ(الشعر) بـ(النثر)ØŒ كما Ùعلت سوزان بيرنار، ÙÙŠ أطروØتها: (قصيدة النثر: من بودلير الى أيامنا) -باريس- 1958ØŒ ونØÙ† إذ ننظر الى هذا التجلي الشعري الزاخم، ÙÙŠ ارض جديدة سننظر للتجربة ÙÙŠ سياقها العربي مع إقرارنا بتÙاعل تجربتنا مع المتجليات الشعرية الغربية ÙÙŠ هذا الشكل خاصة لدى الرواد العرب، ولذا نشير الى مراØÙ„ مؤسسة لها، ÙÙŠ المشهد الأدبي العربي، عبر القرون العشرة الهجرية الماضية، لنجتلي مراØÙ„ العلاقة التاريخية بين (الشعر) Ùˆ(النثر) ÙÙŠ أطوارها العربية المتعددة، سنرى أمثلة تاريخية بادهة ترتكز على المشاهد الجمالية المتعددة لمتجليات هذه العلاقة، تشي ببروز الخاصية الشعرية لنصوص تقع ÙÙŠ مناطق بين (الشعر) Ùˆ(النثر)ØŒ بدرجات متعددة وأشكال مختلÙØ© عبر مجموعة Øلقات قربت العلاقة والØدود بين (الشعر) Ùˆ(النثر)ØŒ ولن نضي٠منا المزيد من المصطØات ولكننا سنختار من بينها الأكثر دقة ودلالة وتعبيرا عن Øقيقة النوع الشعري، وندÙع به ÙÙŠ سياقه الØقيقي، لنؤكد أن (قصيدة النثر)ØŒ لم تكن نزوة شعرية طارئة للÙعل الشعري العربي، رغم كونها بهذا التجلي الأخير، منقطعة عن مجرى الشعر العربي المعرو٠منذ القدم، وسننطق هنا من أهمية الوعي التاريخي بالعلاقة الجدلية القديمة، بتجلياتها المختلÙØ© بين (الشعر) Ùˆ(النثر) والتي اقتربت كثيرا من شكل (قصيدة النثر)ØŒ واذا كان الانطلاق الأخير لـ(قصيدة النثر) استجابة Ù„Ø±ÙŠØ§Ø ØºØ±Ø¨ÙŠØ©ØŒ ÙÙŠ المنظور الشعري الريادي أو تØت تأثير شكل القصيدة المترجمة للعربية وانطوائها على (الشعر) رغم تØللها من (العروض)ØŒ Ùإن علينا عدم تجاهل الجذور المؤسسة لها، ÙÙŠ الكتابة العربية، وهو ما يعنينا هنا، يقول أدونيسى: (ولعلنا نعر٠جميعا أن (قصيدة النشر) – وهو Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø£Ø·Ù„Ù‚Ù†Ø§Ù‡ ÙÙŠ مجلة «شعر» – إنما هي كنوع أدبي شعري، نتيجة لتطور تعبيري ÙÙŠ الكتابة الأدبية الأمريكية، ولهذا Ùإن كتابة قصيدة نثر عربية اصيلة ÙŠÙترض، بل ÙŠØتم الانطلاق من Ùهم التراث العربي الكتابي، واستيعابا بشكل عميق وشامل، ويØتم من ثم تجديد النظرة اليه وتأصيله ÙÙŠ أعماق
خبرتنا الكتابية اللغوية، ÙˆÙÙŠ ثقاÙتنا الØاضرة) (1). وبالتالي ÙالبØØ« عن جذور لـ(قصيدة النثر) ÙÙŠ الأرض العربية هو بØØ« عن هوية خاصة لهذا النوع الشعري الجديد، ÙÙŠ شعرنا العربي تؤصله، وتØدد مساراته، وتكش٠عن Øركات المخاض الثوري المتوالية وعن إمكانات لغتنا الشعرية، يقول أدونيس: (إن Øداثة الشعر العربي لا ÙŠØµØ Ø£Ù† تبØØ« إلا استنادا الى اللغة العربية ذاتها والى شعريتها وخصائصها الايقاعية التشكيلية، والى العالم الشعري الذي نتج عنها وعبقريتها الخاصة هذا كله) (2)ØŒ وبجانب الكش٠عن مسار تآل٠(الشعر) Ùˆ(النثر) وتعقب العلاقة بينهما، وتطور مراØلها – يهد٠البØØ« الى تصني٠المنجز الشعري ÙÙŠ شعر النثر، وتصØÙŠØ Ù…ØºØ§Ù„Ø·Ø§Øª أزلية Ø£Øاطت بالظاهرة منذ بروز ظاهرة (شعر النثر) بجانب ظاهرة (شعر التÙعيلة) منذ نص٠قرن، ولابد من الاشارة الى النماذج المؤسسة لها عبر العصور، ÙÙŠ مراØÙ„ منÙصلة، ولكنها مترتبة ومتواصلة داخليا، كما ذكرنا، للوصول الى أن (قصيدة النثر) ليست نتوءا شعريا طارئا، ولا هي نزوة شعرية عابرة، أو ورما شعريا عارضا، وبهذا سنضع Øدا لخلط الأجناس الذي يضم مجموعة أجناس تØت مسمى (قصيدة النثر)ØŒ ومنها شعر منثور / نثيرة / نثر شعري / نثر Ùني / نثر مشعر/ بيت منثور….. وسنضع كل Ù…ØµØ·Ù„Ø ÙÙŠ مكانه الصØÙŠØØŒ دون أن نضي٠الى الزØام الاصطلاØÙŠ المزيد مع التأكيد على أهمية وضع Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø³Ø¨ ÙÙŠ مكانه، وأهمية تØديد المÙهوم، كأول الطرق للوصول الى الهوية الابداعية الØقة، ولن نضي٠مزيدا من الاصطلاØات. ونشير ÙÙŠ البداية الى ظاهرة (النثر الÙني) ÙÙŠ القرن الرابع الهجري، التي نرى أنها المØطة الأول الØقيقية لالتقاء (الشعر) بـ(النثر) وايجاد نوع ابداعي معادل لقصيدة الشعر، ÙÙŠ ظاهرة الكتابة الابداعية العربية، نوع ثالث ÙŠÙ…ØªØ Ù…Ù† (الشعر) ومن (النثر) معا ويستقل بذاته، ÙÙŠ المشهد الابداعي نسيجا يجسد شعريته اللغوية الخاصة، ظهر هذا ÙÙŠ القرن الرابع لدى ابن العميد والصاØب بن عباد وبديع الزمان الهمذاني مبتكر ÙÙ† (المقامة) وأبي إسØاق الصابي وأبي العباس Ø£Øمد بن ابراهيم الضبي، وأبي عامر بن شهيد وأبي بكر الخوارزمي وقابـوس بن وكشير (3) ومن بعد هؤلاء الØريري وآخرون، ولا يتبدى من قبل هؤلاء، وغيرهم من شغلته (شعرية نثرية) مثل الجاØظ، ÙÙŠ القرن الثاني الهجري، Øيث أولى الايقاع دورا أساسيا ÙÙŠ كتاباته الخصيبة وقد عاش (النثر الÙني) كشكل أدبي خاص – ÙÙŠ الرسائل الديوانية والرسائل الاخوانية ثم دخل ÙÙŠ بناء جديد، هو (المقامة) واستمر Øتى مطلع هذا القرن لدى المويلØÙŠØŒ ÙÙŠ (Øديث عيسى بن هشام) ولدى Ø£Øمد شوقي ÙÙŠ (أسواق الذهب) وبالتالي Ùقد عاش هذا الشكل عمرا مديدا، واتسم بما يلي: الØرص على تأنق العبارة، والنزوع الى الاطناب، والاكثار من الجمل المترادÙØ©ØŒ التزام السجع بØيث لا يخلو نص منه، والØÙاظ على التوازن الصوتي عن طريق المزاوجة. الزخم البديعي والاØتشاد اللغوي والوشي البياني الباذخ.
نشير كذلك الى Øركة مجاورة لـ(النثر الÙني)ØŒ ولكنها عاشت مهمشة ومنعزلة على أهميتها الابداعية، وهي Øركة (النثر الشعري الصوÙÙŠ) Øينئذ، التي ظهرت ÙƒØالات Ùردية منشقة ومتوهجة ÙÙŠ عزلتها والتي تشكل الوجه الآخر، الباطني، Ù„Øركة (النثر الÙني)ØŒ وهو الانبثاق الØداثي الØقيقي لعلاقة (الشعر) بـ(النثر) ÙÙŠ شكل أكثر تعقيدا، ÙÙŠ طواسين الخلاج، ومواق٠النÙري، ومخاطباته والاشارات الالهية للتوØيدي، Øيث نشهد ثورة باللغة على اللغة لتأسيس مشهد جديد، يكش٠عن تجارب روØية هادرة تنزع للتØرر.
ونشهد، ÙÙŠ بداية هذا القرن تداخل (الشعر) Ùˆ(النثر) مرة اخرى، ÙÙŠ علاقة جديدة، وذلك ÙÙŠ تجارب (النثر الشعري الرومانسي) خاصة لدى: جبران خليل جبران وأمين الريØاني والراÙعي، وأØيانا كثيرة لدى المنÙلوطي والزيات وطه Øسين، وقد وشت هذه التجارب بالرغبة ÙÙŠ الخروج الى شكل شعري أكثر Øرية من Øدود (البيت) وسلطانه ويقدم ما ينوى البيت دونه من تجارب متدÙقة Øرة. وقد Ù†ØªØ Ø¹Ù† مرØلة (النثر الشعري الرومانسي) ÙÙŠ نهاياتها انبثاق شكل أقرب الى شكل القصيدة الØرة، وهو شكل شديد الأوامر بـ(النثر الشعري…)ØŒ ذلك هو (الشعر المنثور) الذي ينزع الى خاصية (الشعر) لا ÙÙŠ شكلا الظاهري Ùقط، وانما ÙÙŠ نظامه الايقاعي الداخلي والخارجي وما ÙŠÙرضه هذا النظام من هيمنة على البناء النØوي الخاص بشعرية نصه، وقد وجدنا بداية ذلك مرثية خليل مطران التي أنشدها ÙÙŠ ØÙلة تأبين الشيخ ابراهيم اليازجي، بعنوان (شعر منثور) 1906ØŒ وما كتبه أمين الريØاني اعتبارا من سنة 1907ØŒ ثم ما كتبه جبران، ويأتي راهب لهذا الشكل دأب على الابداع Ùيه والتنظير له، هذا هو Øسين عÙي٠الشاعر الوØيد ÙÙŠ جماعة (أبوللو)ØŒ الذي لم (يكتب) سوى (الشعر المنشور)ØŒ وأصدر Ùيه Ø£Øد عشر ديوانا منها: (Ù…Ùاجأة) 1934- (ÙˆØيد) 1938- (الزنبقة) 1938- (البلبل) 1939… ولم يقتصر دوره على ابداعه Ùقط، بل امتد كذلك ليشمل التنظير له، ووضع المÙاهيم الجمالية الممهدة لاستقباله استقبالا طبيعيا وخاصا. إثر هذا، ستتبدى لنا الØلقة المÙقودة ÙÙŠ مسيرة قصيدة النثر ÙÙŠ الشعر العربي وهي الØلقة التي تضم أعضاء جماعة (الÙÙ† والØرية) بمصر ÙÙŠ أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات، وهم أول من كتب (قصيدة نثر) Prose Pem†” وهي (القصيدة) المكتوبة نثرا ÙÙŠ تدÙÙ‚ متواصل وغير مقطع، وهم كذلك أول من كتب قصيدة (الشعر الØر)Free Verse†” بالمعنى (الدولي) لهذا الشعر، ÙÙŠ نماذج دادائية وسيريالية مبكرة تتوازى وتتآمر مع المنتج الشعري الÙرنسي ÙÙŠ شعر النثر، ÙÙŠ شكليه البارزين: (الشعر الØر) Ùˆ(قصيدة النثر) وكان قائد هذه الØلقة جورج Øنين 1914 – 1972 معروÙا من لدن السيرياليين العالميين،وكان بريتون قائد التوجه السيريالي ومØركه الدولي، يرى ÙÙŠ جورج معتمده ÙÙŠ مصر، والمؤكد ان السبب ÙÙŠ تهميش دور جورج Øنين يرجع الى طليعيته الØادة المباغتة للمرØلة وانه كتب جل شعره بالÙرنسية ولابد من الاشارة الى Øجم وقيمة الطÙرة التي قدمها جورج Øنين وكامل زهيري ÙÙŠ القصيدة الØرة السيريالية العربية، ومن خارج هذه الجماعة كان لويس عوض، يكتب (الشعر الØر) برؤاه الغربية، ونØÙ† نرى ÙÙŠ ذلك المنتج، من الجدة ما يتجاوز معظم ما ينجز الآن طلبية وتØديثا، وبعد سنوات قليلة تبدى الشعر الØر مرة أخرى ولكن ÙÙŠ بيروت ÙÙŠ عمل توÙيق صايغ ثم بعد عدة سنوات ÙÙŠ تجمع مجلة (شعر)ØŒ وهو ما ظل يتوالى، ويكتسب مواقع كل يوم، Øتى صار ÙÙŠ النهاية جنسا شعريا ثالثا مجاورا للقصيدة البيتية المقÙاة ولقصيدة التÙعيلة، ثم جاءت (قصيدة النثر) الجنس الشعري الرابع والشكل الشعري الأØدث، وهكذا يمكننا رؤية المسار الشعري لـ(شعر النثر) ÙÙŠ Øلقاته المختلÙØ© – ÙÙŠ هذا الشكل:
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
ويكش٠لنا هذا الشكل عن تواصل هذه الØلقات، ÙالØلقة الأول تتماس مع الØلقة الثانية، ولا تتقاطع معها، ولا تتصل بها، بينما متقاطع وتتكامل وتتداخل الØلقات (الثانية والثالثة والرابعة) Ùتؤدي الثانية الى الثالثة وتختلط بها كذلك الثالثة مع الرابعة، وتكون الØلقة الخامسة بداية جديدة Ù„Øركا النص تتماس مع ما قبلها وتكون بداية جديدة Ù„Øركة النص وتأسيسا يكمل المجرى ويشق أرضا جديدة.
هي مراØÙ„ أساسية ÙÙŠ طريق التقاء (الشعر) بـ(النثر) أثمرت كل مرØلة عن تأسيس شكل خاص، وتنامت الأشكال، مع استقلال كل شكل Øتى وصلت ÙÙŠ النهاية، الى تشكيل (قصيدة) من مادة النثر الخام. Ùهل يكون هذا التصور دعوة لنا لاستثمار تاريخية هذه العلاقة الديناميكية بين قطبي عملية الأدب: (الشعر)Ùˆ (النثر) ÙÙŠ تجلياتها العديدة ومراØلها المبدعة المتميزة ØŸ وهل يكون Ù…ØÙزا للوعي بعروبة شعر النثر العربي؟ ولا يزيد هكذا أن نصل الى أن (الشعر)عاش ÙÙŠ قلق طويل، يتنقل ويتنقل Øتى وصل الى منطقة (شعر النثر) الواهنة ÙÙŠ (قصيدة الشعر الØر) Ùˆ(قصيدة النثر)ØŒ وانما نعني أن تنامي العلاقة بين (الشعر) Ùˆ(النثر) قد وصل ÙÙŠ النهاية الى تشكل جنسين شعريين جديدين. إن (شعر النثر) إذن هو شعر مقابل، ومواز لشعر الوزن، وليس امتدادا طبيعيا له، أو نتاجا لتطوره المتوالي، ÙˆØينما نصل الى الاقرار بوجود منطقة أصبØت معلومة لدينا، للدلالة على (قصائد) عادتها الخام (نثر) كامل، سنكون قد وصلنا الى المرØلة التي يتناوب Ùيها (الشعر) ÙÙŠ (النثر) Ùˆ(النثر) ÙÙŠ الشعر، وسيكون العصب الشعري قائما ÙÙŠ الكيان النثري، ÙˆÙاعلا Ùيه، وستواجهنا مقولة مالارميه: (مسعيان اثنان يخصان عصرنا، وعزيزان عليه: الشعر الØر، وقصيدة النثر) (4).
الشعر الØر: Free Verse
لم تجيء الدعوة لـ(لشعر الØر) مع مجلة (شعر) اللبنانية، ÙÙŠ أواخر الخمسينات وبداية الستينات، كما يردد الكثيرون، ÙÙ†ØÙ† نقرأ ÙÙŠ مجلة أبوللو، عدد نوÙمبر 1932 ص 231 للمØرر: (إنما يرجو تقديرنا للشعر الØر (Free Verse) الى سنوات مضت.. ÙˆÙÙŠ اعتقادنا أن الشعر العربي Ø£Øوج ما يكون الآن الى الشعر الØر والى الشعر المرسل: (blank Verse) إذا أردنا أن ننهض به نهضة Øقيقية)ØŒ هذا يدل على أن الدعوة الى الشعر الØر، قد سبقت عقد الثلاثينات، وربما يكون التØقق الممثل لطبيعة هذا الشعر أمامنا واضØا ÙÙŠ جماعة الÙÙ† والØرية بمصر، ÙÙŠ أواÙÙŠ الثلاثينات وبداية الأربعينات لدى جورج Øنين وبعض رÙاقا، كان هذا المنجز هو أول مسعى يتØقق للوصول الى (قصيدة) خارج الوزن، ÙÙŠ الشعر العربي، Ùˆ(الشر الØر) هو الانبجاس الأول لشعر النثر، ÙÙŠ الشعر العربي وأغلب ما يدرج تØت مسمى (قصيدة نثر) هو ÙÙŠ الأساس (شعر Øر)ØŒ إذ أن الشعر الØر (Free Verse) بالمÙهوم الانجلوسكسوني هو الشعر الغالي من الوزن والقاÙية، أو Ùلنقل هو شعر ما بعد الوزن، وهو ما كتبه الشاعر الأمريكي والت وايتمان (1819- 1892) ÙÙŠ الانجليزية، (5) وتبعه آخرون، ÙÙŠ أمم عديدة، Ùهو نوع شعري تعرÙÙ‡ اللغات الأخرى، كتبه ÙÙŠ الشعر العربي، جورج منين، ذلك الشاعر المصري السيريالي الذي كتب له اندريه بريتون ÙÙŠ رسالة بتاريخ 18 من ابريل 1936: لم يبدو لي أن الشيطان له Ø¬Ù†Ø§Ø Ù‡Ù†Ø§ØŒ والآخر ÙÙŠ مصر) (6)ØŒ Øيث نجد له ÙÙŠ مجلة (التطوع) قصيدتين ÙÙŠ عام 1940 هما: انتØار مؤقت – واقبال، ويرجع السبب الى تهميش دوره الى هامشية Øركة (الÙÙ† والØرية) ÙÙŠ المشهد الابداعي بسبب ارتÙاعها بعيدا عن الذائقة الرجعية أو الذاكرة الرومانسية السطØية الهشة Ùظلت هذه الجماعة ÙÙŠ دائرة مغلقة تمارس إنجازها المÙارق، متكئة على ثقاÙØ© ثورية رÙيعة ووعي نخبوي مارق، Ùظلت تطلق Øممها ÙÙŠ Ùضاء مغلق وتبدت بجلاء: طلقات عارمة
ÙÙŠ Ùضاء شاغر. وبعد عدة سنوات جاء توÙيق صايغ (7) وأخلص لهذا الشعر، وانضم اليه بعد سنوات Ù…Øمد الماغوط وشعراء مجلة (شعر) وأصبØت قصيدة (الشعر الØر) كيانا شعريا مع ذلك الجيل الذي تجمعت تجاربه ÙÙŠ الستينات تØت عظة مجلة (شعر) التي أدارها يوس٠الخال وكان من معالمها: أدونيس وأنسي الØاج وشوقي أبي شقرا وابراهيم شكر الله ÙˆÙؤاد رÙقه وجبرا ابراهيم جبرا، وقد تبدى السند النظري لقصيدة الشعر الØر Øينئذ بازغا من أطروØØ© سوزان بيرنار، وظل يعاد بصيغ جديدة بينهم، والمشكلة أن الوعي بالشعر ظل ذاتيا ومتغايرا بينما ظل الوعي النظري بهذا الشعر واÙدا وثابتا، ومن هذا التجمع انطلقت رؤى وآÙاق ما سمي بـ(قصيدة النثر). بالرغم من أن ما كتب يدرج بإطمئنان داخل Ù…Ùهوم (الشعر الØر) ومصطل (قصيدة النثر)ØŒ كما هو معلوم، شاع من Ùضاء مجلة (شعر)ØŒ بواسطة أدونيس، Øينما (عرض) أطروØØ© سوزان بيرنار عن (قصيدة النثر) الÙرنسية ÙÙŠ مجلة شعر (8) أما أنسي الØاج Ùقد جعل أطروØØ© سوزان بيرنار مصدره الأساسي لصياغة بيانه الساخن ÙÙŠ مقدمة ديوانه الأول (لن) (9)ØŒ وكانت Øماسة أدونيس شديدة، وكانت Øماسة أنسي، ÙÙŠ بيان (لن)ØŒ أشد، كان أنسي Øينئذ لا يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره، ويعد كتاب سوزان بيرنار بØÙ‚ هو المصدر الأساسي لأدونيس ولأنسي الØاج معا، ÙÙŠ الدعوة الى (قصيدة النثر)ØŒ Ùإذا كانت سوزان بيرنار –مثلا- تؤكد أن (قصيدة النشر تتميز، ÙÙŠ المقام الأول بقوة دÙع مزدوجة (قوة Ùوضوية، هدامة تجني الى إنكار الأشكال القائمة وقوة بناءة تهد٠الى تأسيس شعرية كلية، ÙˆÙ…ØµØ·Ù„Ø (قصيدة النثر) Ù†Ùسه يؤكد هذه الازدواجية لأنها تصاغ ÙÙŠ نثر يتمرد على كل التقاليد العروضية والأسلوبية، وتنظم شعرا يستشر٠شكلا منظما، ومنغلقا على ذاته، ومنبتا من الزمن) Ùإننا نجد الشاعرين العربيين لم ÙŠÙعلا -ÙÙŠ الØÙ‚- أكثر من أن يعيد صياغة الÙقرة السابقة لسوزان بيرنار:
* أنسي الØاج: (ÙÙŠ كل قصيدة نثر تلتقي معا دÙعة Ùوضوية هدامة وقوة تنظيم هندسية لقد نشأت قصيدة النثر انتÙاضا على الصرامة والقيد… ومن الجمع بين الÙوضوية لجهة والتنظيم الÙني لجهة أخرى، من الوØدة بين النقيضين تنÙجر قصيدة النثر الخاصة).
* أدونيس: (تتضمن قصيدة النثر مبدأ مزدوجا: الهدم لأنها وليدة التمرد، والبناء لأن كل تمرد ضد القرائين القائمة، مجبر ببداهة، إذا اراد ان يبدع أثرا يبقى أن يعوض عن تلك القوانين بقوانين أخرى كيلا تصل الى اللاعضوية واللاشكل Ùمن خصائص الشعر ان يعرض ذاته ÙÙŠ شكل ما، أن ينظم العالم، أن يعبر عنه) (10)…
لقد كان ما كتبه أنسي ÙÙŠ (لن) (قصيدة نثر) أما ما كتبه Ù…Øمد الماغوط ÙÙŠ (Øزن ÙÙŠ ضوء القمر) Ùقصائد(شعر Øر)ØŒ ولكن Ù…ØµØ·Ù„Ø (قصيدة نثر) بدا كأنه مظلة القصيدتين معا، ولم تتبد المشكلة إلا بعد الاطلاع على تمييز بيرنار بين (قصيدة النثر والشعر الØر) Ùأثير الجدل ÙÙŠ الاجتماعات الأسبوعية لخميس مجلة (شعر) ÙÙŠ ربيع 1960(11) وان ظلت مقالة أدونيس المذكورة (ÙÙŠ قصيدة النثر) التي يعرض Ùيها لآراء سوزان بيرنار، هي اللØÙ† الذي يعز٠باشكال ودرجات مختلÙØ© من Øين الى Øين، بلا تجاوز Øقيقي لآÙاق بيرنار النظرية، وبدا الأمر كما لو أنهم وجدوا ضآلتهم ÙÙŠ Øميا ثورتهم المشبوبة الطامØØ© لتجدد الشعر بتجدد الØياة (12) -Øينما كتÙت أيديهم أطروØØ© سوزان بيرنار، التي ستصير منبعهم الرئيسي، الذي ينهلون منه وينهل غيرهم منهم، وبÙضله طمØوا لأن تكون ثورتهم التبشيرية مذهبا شعريا Ù…Øدد Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ø ÙŠÙ†Ø¸Ù… ثوراتهم جميعا، ويكش٠عن Ùقه قصيدة (الشعر الØر) التي دأبوا على دعوتها بـ (قصيدة النثر)… إن قصيدة (الشعر الØر) أقرب ÙÙŠ شكلها الخارجي الى شكل (قصيدة التÙعيلة) –لدينا- مع التØرر من الوزن، Ùهي تكتب ÙÙŠ سطور شعرية Øرة ÙŠØددها إيقاع التجربة الداخلي، بهذا يكون شعراؤنا المعروÙون بشعراء (قصيدة النثر) شعراء (شعر Øر) بالمعنى الذي تعرÙÙ‡ الأمم الأخرى، ربما باستثناء أنسي الØاج ÙÙŠ ديوانيه: (لن) Ùˆ (الرأس المقطوع) اللذين يمثلان (قصيدة النثر) كما سيتضØ…
ولم تظلم ØرØكة (الشعر الØر) من شعرائها الذين غيبوا اسمها Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ø³Ù… (قصيدة النثر) Ùقط بل تم السطو على اسمها من أصØاب (الشعر التÙعيلي) بواسطة نازك الملائكة التي تشبثت Ø¨Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø ÙˆØاولت أن تبدي (تنظيرها) لمÙهومه كما ترده هي، وقد هاجمت نازك هذا (الشكل) (المØر) الخالي من الوزن، الذي تبدى ÙÙŠ ديوان (Øزن ÙÙŠ ضوء القمر) الصادر للماغوط عام 1959 عن دار مجلة (شعر) بمؤازرة نقدية من خالدة سعيد ÙÙŠ العدد 11 من (شعر) صي٠1959ØŒ أوضØت Ùيها أن هذه المجموعة (لم تعتمد الوزن والقاÙية التقليديين، وغالبية القراء ÙÙŠ البلاد العربية لا تسمي ما جاء ÙÙŠ هذه المجموعة شعرا باللÙظ الصريØØŒ ولكنها تدور Øول الاسم Ùتقول إنه (شعر منثور) أو (نثر شعري) أو (نثر Ùني)ØŒ وهي مع ذلك تعجب به وتقبل على قراءاته، ليس على أساس أنه نثر يعالج موضوعات أو يروي قصة أو Øديثا، بل على أساس أنه مادة شعرية، لكنها ترÙض أن تمنØÙ‡ اسم الشعر، وهذا طبيعي من وجهة نظر تاريخية بالنسبة للقراء العاديين، أما النقد Ùيجب أن يكون أكثر جرأة، أن يسمي الأشياء بأسمائها الØقيقية، وأنا اعتبر هذا (النثر الشعري) شعرا) (13)ØŒ وكان هجوم نازك يتركز ÙÙŠ البداية ÙÙŠ رÙض أن يكون هذا الشعر (شعرا):(… ÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ù‚Ø§Ø±ÙŠØ¡ تلك الكتب متوهما أنه سيجد Ùيها قصائد مثل القصائد، Ùيها الوزن والايقاع والقاÙية، غير أنه لا يجد من ذلك شيئا وانما يطالعه ÙÙŠ الكتاب نثر اعتيادي مما يقرأ ÙÙŠ كتب النثر، Ùماذا كتبوا على الغلا٠إنه شعر؟ أتراهم يجهلون Øدود الشعر؟ أم أنهم ÙŠØدثون بدعة لا مسوغ لها؟)(14) ثم تطور موقÙها الى التشبث Ø¨Ù…ØµØ·Ù„Ø (الشعر الØر) وشرعت تردد على جبرا ابراهيم جبرا Ùتقول: (انه أخذ، دون مبالاة اصطلاØÙ€(نا): (الشعر الØر) الذي هو عنوان Øركة عروضية (!!!) تستند الى بØور الشعر العربي وتÙعيلاتها، أخذ اصطلاØنا هذا وألصقه بنثر اعتيادي له كل صÙات النثر المتÙÙ‚ عليه) (15)ØŒ وتضي٠نازك (إنما سمينا شعر(نا) الجديد بـ(الشعر الØر) لأننا نقصد كل كلمة ÙÙŠ هذا الاصطلاØØŒ Ùهو «شعر» لأنه موزون يخضع لعروض الخليل ويجري على ثمانية من أوزانه، وهو (Øر) لأنه ينوع عدد تÙعيلات الØشو ÙÙŠ الشطر خالصا من قيود العدد الثابت ÙÙŠ شطر الخليل) (16)ØŒ هكذا نرى الÙوضى والتناØر ÙÙŠ التعامل مع Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø ÙˆØ¬Ø°Ø¨Ù‡ من جهتين لشعريتين مختلÙتين، ولكن الوعي بطبيعة هذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø ÙˆØ¯Ù„Ø§Ù„ØªÙ‡ على شعر Øر من القاÙية والوزن ÙÙŠ سطور متراوØØ© ومتباينة يتبدى ÙÙŠ التمسك بهذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø ÙˆØ¯Ùع Ù…ØµØ·Ù„Ø (قصيدة النثر) عنه، كما يبدو ÙÙŠ كلام سركون بولص الذي ينظر اليه نتيجة Ù„Ùوضى Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø â€“ كأØد أجناد (قصيدة النثر) Øينما يقول إننا (Øين نقول قصيدة النثر Ùهذا تعبير خاطيء لأن قصيدة النثر ÙÙŠ الشعر الأوروبي هي شيء آخر، ÙˆÙÙŠ الشعر العربي عندما نقول قصيدة نثر نتØدث عن قصيدة مقطعة وهي مجرد تسمية خاطئة، وأنا أسمي هذا الشعر الذي أكتبه بالشعر الØر كما كان يكتبه إيليوت وأردن وكما يكتبه شعراء كثيرون ÙÙŠ العالم الآن، واذا كنت تسميها قصيدة نثر Ùأنت تبدي جهلك لأن قصيدة النثر هي التي كان يكتبها بودلير ورامبو ومالارميه وتعر٠بـ (Prose Poem) أي (قصيدة غير مقطعة) (17)ØŒ ويرد مثل هذا التØديد الواعي لدى جبرا ابراهيم جبرا، من قبل سركون: (الشعر الØر، ترجمة ØرÙية Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø ØºØ±Ø¨ÙŠ هو (Free Verse) بالانجليزية، (Voys Libyel) بالÙرنسية، وقد أطلقوه على شعر خال من الوزن والقاÙية كليهما، إنه الشعر الذي كتبه والت وايتمان، وتلاه Ùيه شعراء كثيرون ÙÙŠ أدب أمم كثيرة، Ùكتاب الشعر الØر بين شعراء العرب اليوم هم أمثال Ù…Øمد الماغوط وتوÙيق صايغ وكاتب هذه الكلمات، ÙÙŠ Øين أن قصيدة النثر هي القصيدة التي يكون قوامها نثرا متواصلا ÙÙŠ Ùقرات ÙƒÙقرات أي نثر عادي) (18). ÙˆÙ†ÙˆØ¶Ø Ù‡Ù†Ø§ أن هذا الخليط الاصطلاØÙŠ قد تسبب ÙÙŠ تشويش الرؤى أمام البعض إزاء شعر النثر، ومن ذلك، هذا الرأي المنÙعل: (ولكن هذا الشعر لم مازال من غير جنسية وهوية، Ùبعضه يكتب على هيئة شعر التÙعيلة وبعضه يكتب على هيئة المقال النثري، وبعضه يخلط بين الشكلين، وهذا دليل على كونه من غير شكل، قد يكون الشكل عبودية، ومع ذلك Ùالهوية لا يمكن لها أن تتمظهر من غير شكل) (19)ØŒ ولهذا Ù†ÙˆØ¶Ø Ø£Ù† أجلى ما يضر الدرس الأدبي الراهن هو Ùوضى Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ³Ø±Ø¹ ÙÙŠ إطلاقه والمØاولات المستمرة للتغلب على قلق التلقي بصنع المÙاهيم المصكوكة لنعت الأنواع الشعرية، ولنا أن نتأمل ما يلي: قصيدة (البيت الشعري الموزون المقÙÙ‰) لها أسماء عديدة تواجهنا منها: (القصيدة الاتباعية /القصيدة البيتية / القصيدة العمودية / القصيدة التناظرية / القصيدة التراثية / القصيدة الموزونة المقÙاة) (20) وهي تسميات يسيطر عليه هاجس الوزن والقاÙية والموروث، وهو ما Øدث مع Øركة (الشعر التÙعيلي) الذي صوØب بأسماء عديدة أيضا كان يسيطر عليها هاجس التØرر من الوزن منها: (الشعر المرسل /الشعر المنطلق / الشعر التÙعيلي / الشعر الØر / الشعر الØديث / الشعر المغصن / الشعر المستØدث / الشعر غير العمودي) (21)ØŒ كذلك نجد ÙÙŠ (شعر النثر) أسماء ومصطلØات عديدة تخلط أجناسا: (قصيدة نثر/ شعر منثور / نثيرة / نثر Ùني/ نثر شعري / بيت منثور / نثر مشعر) (22) وخطورة هذه المصطلØات الأخيرة الخاصة بشعر النثر أنها تدخل ÙÙŠ خلط أجناس، وهي تشي، كما نلاØظ – بتÙجير التصني٠(الوزني)ØŒ وتمزج بين (النثر) Ùˆ(الشعر) سواء باسمه أم بدواله: قصيدة – بيت، ويÙترض ÙÙŠ المرØلة الأخيرة -أن يصل الشعر – من الخارج – الى الداخل (23)ØŒ وأن تخÙت نبرته ليÙØ³Ø Ø§Ù„Ø§ÙŠÙ‚Ø§Ø¹ الداخلي لأصوات النص وكائناته أن تتØرك وتتبدى، ÙÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø§ÙŠÙ‚Ø§Ø¹ ثمة المنظم Ù„Øركة القصيدة الداخلية التي تتدÙÙ‚ على Øيز النص لتشكل بعده المكاني، ونØÙ† نرى أن تØديد Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ø¦Ù… هو أول الطرق الØقيقية للوصول الى الهوية الابداعية الØقة للنوع الابداعي ولا يتأتى ذلك سوى بمساءلة هذا الخليط الابداعي وهذا الخليط الاصطلاØÙŠ والخليط الاجناس، ثم تصني٠ما يمور به مشهد الشعر النثري قبل الولوج الى رواق كل نوع شعري Ùيه لدراسة سجاياه الشعرية وملامØÙ‡ الجمالية أو استجلاء التØققات الابداعية لتجاربه التي تشكل -مجتمعة – خصائص شكلية عامة لنوع شعري تØتاج الى التعامل معها من منطلق طبيعتها الخاصة لا من موقع طبيعة أخرى أو من الÙضاء الشعري المضاد له أو من الÙضاء التقني الشعري الغربي المناظر لها والمؤازر لها والمتوازي معها، والمتصل أساسا ÙÙŠ أطروØØ© سوزان بيرنار التي لا تتواÙÙ‚ تماما مع منتجنا الشعري النثري، وشروطها الأساسية التي استنبتطها من مسيرة الشعر الÙرنسي والتي وضعتها شروطا لابداع (قصيدة نثر) وهي الايجاز –التوهج- الوØدة العضوية -المجانية، قد توجد ÙÙŠ شعرنا وقد لا توجد، وقد توجد كذلك خارج الشعر، ولكيلا يكون بØثنا مجرد Ø·Ø±Ø Ø±Ø¤ÙŠÙˆÙŠ لنظرية الأنواع الشعر نثرية ÙŠØ·Ù…Ø Ø§Ù„Ù‰ اجلاء هوية النوع، سنلØÙ‚ بالبØØ« نماذج ابداعية تكش٠المناطق التي نريد اضاءتها لتØديد معالم من المشهد الشعر نثري ÙÙŠ تجلياته الناجزة..
(الشعر الØر) إذن هو الشعر الخالي من الوزن والقاÙية، المكتوب ÙÙŠ سطور Øرة قد تطول أو تقصر Øسب تدÙÙ‚ إيقاع التجربة، Ùتقترب (شكلا) من (قصيدة التÙعيلة)ØŒ وهي أقدم Ùˆ(أكثر) الأشكال الشعر نثرية الجديدة التي شكلت (قصيدة) من مادة النثر المتاØØ©ØŒ واذا كان (الوزن) Ùاصلا مميزا بين (قصيدة التÙعيلة) Ùˆ(قصيدة الشعر الØر) Ùما الÙاصل المØدد بين (الشعر الØر) Ùˆ(الشعر المنثور) وهما يتخذان شكلا Øرا Ùيتقاربان ظاهريا، وعلى المستوى الايقاعي يتØرران من سطوة (الوزن) ويتماثلان لايقاع التجربة الداخلي ويتØرران ÙÙŠ سبل تشكيل الدلالة النصية للنص، ويطمØان الى جعل اللغة أكثر طواعية لتشكيل جديد تقول به ما لم تقله وتصير به ما لم تكن من قبل ØŸ … الذي ÙŠÙصل بينهما: صلابة الشعر ÙˆØضوره المدرك ÙÙŠ (الشعر الØر) ودرجة الشعرية الأعلى، ÙÙ€(الشعر الØر) يتأسس بوعي كامل، على أنا شعر تام وكامل، Øر لا ينظما سواه، شعر أولا وأخيرا، يؤسس (قصيدة) كاملة، ومن أجلى شروط (القصيدة) – ÙÙŠ أي شكل – أن تكون بناء مشØونا ومغلقا ولا ÙŠÙنى. أما (الشعر المنثور) – Øسبما نراه لدى رواده – Ùهو (شعر) منعوت بـ(النثر) وليس شعرا من النثر. وكما يشي المصطلØ: هو شعر غير منكور ولكنه شعر غير تام، لأنه شعر ÙÙŠ وضع نثر، ÙˆÙرق جلي بينه وبين شعر لبناته الأساسية، وأدوات تØقيق شعريته المØكمة خارج الوزن نثر، بالاضاÙØ© الى أن (الشعر المنثور) ÙÙŠ Øالاته المنجزة لدى الريØاني ÙˆØسين عÙي٠لم يسلم من قيود بديلة وقوا٠متراوØØ© وتوزانات صوتية متوازية وزخار٠بلاغية اصطنعها لذاته وتجسدت بها،ونØÙ† هنا لا Ù†Ùاضل بين النوعين بل نميز. بهذا سنعتبر جميع رواد (شعر النثر) رواد (الشعر الØر) ومنهم: توÙيق صايغ ÙÙŠ أواخر الأربعينات. ÙˆÙÙŠ أواخر الخمسينات Ù…Øمد الماغوط وجبرا ابراهيم جبرا وأدونيس وابراهيم شكر الله وأنسي الØاج (باستثناء بواكيره ÙÙŠ: “لن” Ùˆ “الرأس المقطوع”) وشوقي ابو شقرا، وينضم الى القاÙلة بعد قليل Ù…Øمد العبدالله وسركون بولص ÙˆØµÙ„Ø§Ø Ùائق ثم Ùاصلة أخرى أكبر ÙŠØªØ¶Ø Ùيها: عباس بيضون وأمجد ناصر وسي٠الرØبي وقاسم Øداد (خصوصا ÙÙŠ: عزلة الملكات) وبول شاوول (اوراق الغائب) وعقل العويط (لم ادع Ø£Øدا) وعقيل على (جنائن آدم) ووديع سعادة وزاهر الغاÙري ÙˆØلمي سالم ورÙعت سلام وأمجد ريان ومØمد عيد ابراهيم، ويلØÙ‚ بهذه الÙاصلة Ùاصلة أخرى ÙŠØªØ¶Ø Ùيها علي منصور ومØمود قرني وشري٠رزق وايمان مرسال (ÙÙŠ مصر) ويوس٠بزي واسكندر Øبش ÙˆÙادي أبو خليل ويØيى جابر وبلال خبيز (ÙÙŠ لبنان) وآخرون ينتشرون منذ منتص٠الثمانينات ÙÙŠ كل البقاع العربية، بالاضاÙØ© الى شعر المهجرية الجديدة ÙÙŠ لندن وأمريكا وألمانيا والدانمارك وباريس، وبعطاءات هؤلاء وأقرانهم Øققت قصيدة (الشعر الØر) Øضورها المكث٠ÙÙŠ شتى بقاع الخارطة العربية وتØدد بها سمت الÙعل الشعري لهذه المرØلة وان كان ذلك يقربه تØت مظلة Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø¢Ø®Ø± هو: (قصيدة النثر).
قصيدة النثر: Prose Poem
التجلي الثاني لـ(شعر النثر) العربي يتبدى ÙÙŠ (قصيدة النثر) التي يطلق اسمها – خطأ – على عموم (شعر النثر).(24)ØŒ واذا كان (الشعر الØر) Øرا ÙÙŠ شكلا ÙˆÙÙŠ مساØØ© أسطره طولا وقصرا بما يشبه ظاهريا – قصيدة التÙعيلة، Ùإن Ù…Ùهوم (قصيدة النثر) يشير- كما تشي دلالته الغربية (Prose Peom) الى القصيدة النثرية غير المقطعة، قصيدة الايقاع المتدÙÙ‚ الموصول ÙÙŠ خطاب يتدÙÙ‚ ÙÙŠØتل مساØات البياض، ÙÙŠ هيئة كهيئة النثر الموصول على الصÙØØ©ØŒ كأي نثر، مستثمرة طاقات السرد ÙÙŠ اصطياد (الشعر) ÙÙŠ خارطة (النثر)ØŒ Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ù† النثر العادي الكيان الÙني المØكم الذي هو (القصيدة) كاملة ÙÙŠ هيئة النثر وسيولته وتدÙقا، ولكن الوعي بانشاء (قصيدة) شعر ÙÙŠ ركام النثر هو وعي بانجاز جنس شعري مقصود ÙÙŠ الأساس منذ أول Ù…Ùردة ÙÙŠ إبداع هذه (القصيدة) استجابة لايقاع التجربة المنظم للتركيب النØوي للنص ولمعمار النص كله، وهذا ما يشكل منها (قصيدة) Ùهي (قصيدة) تستخدم وتستثمر Øيل واجراءات النثر العادي كالسرد والوص٠والاسترسال والتدÙÙ‚ الØر لأغراض شعرية أكر تØررا وبكارة، وبالتالي Ùهذه الطرق ÙÙŠ (قصيدة النثر) هي مادة خام لا الشعر) تÙقد هويتها وغايتها السابقة ÙÙŠ (النثر) النÙعي Øين تØÙ„ ÙÙŠ جسد شعري، ÙˆÙÙŠ الشعر دائما وعي خاص بطبيعة الشعر وعي ÙŠØرك اللغة ويكنÙها ويشØنها، يختل٠عن الوعي الابداعي ÙÙŠ ابداع (النثر) الوعي الابداعي بطبيعة النوع ÙÙŠ الشعر – ايقاعي دائما، ينتظم البناء اللغوي Ùيه، سواء ÙÙŠ قصيدة (الوزن) أو ÙÙŠ قصائد (الشعر الØر) أو ÙÙŠ (قصيدة النثر)ØŒ هذا الوعي نابع أساسا من Ù…Ùهوم كلمة (قصيدة) التي تؤشر على قصدية الابداع وان الشاعر قصد الى تشكيلها شكلا شعريا، ÙÙŠ الأساس، عن قصد وتعمد ÙÙŠ انجاز (الشعر) لا (النثر) وبالتالي تأتي من مادة (النثر) الØÙŠ الكامل (قصيدة)ØŒ ÙÙŠ (قصيدة النثر) قبل كل شيء (قصيدة) بالمعنى الدلالي لا بالدلالة العروضية الشائعة، ÙÙÙŠ لسان العرب نقرأ: (وقيل سمي قصيدا لأن صاØبه اØتÙÙ„ به ÙنقØÙ‡ باللÙظ الجيد والمعنى المختار، واصله من القصيد وهو “المخ السمين” الذي يتÙصد او يتكسر لسمنه، والعرب تستعير السمن ÙÙŠ الكلام الÙصيØØŒ Ùتقول: هذا كلام سمين، أي جيد، وقالوا شعر قصيد إذا Ù†Ù‚Ø ÙˆØ¬ÙˆØ¯ وهذب، وقيل سمي الشعر التام (قصيدا) لأن قائله جعله من باله Ùقصد له قصدا ولم ÙŠØتسه Øسيا على ما خطر بباله وجرى على لسانه، بل روى Ùيه خاطره واجتهد ÙÙŠ تجويده ولم يقتضبه اقتضابا Ùهو Ùعيل من القصد) (25)ØŒ ويضي٠صاØب لسان العرب: (اصل (Ù‚ ص د) الاعتزام والتوجه والنهود والنهوض Ù†ØÙˆ الشيء) (26)ØŒ Ùالقصد ÙÙŠ إبداع (قصيدة) إذن هو ما يميز هذه (القصيدة) عن النثر الشعري الموقع، أما (النثرية) ÙÙŠ المصطلØØŒ Ùقد Ùرضتها الطريقة الطباعية لهذه القصيدة التي تكتب كما يكتب أي نثر عادي) (27)ØŒ إذن ÙÙ…ØµØ·Ù„Ø (قصيدة النثر) يراد به الدلالة على تلك القصيدة التي تكتب كما يكتب النثر العادي، المكونة من عناصر النثر التامة، القصيدة الصاعدة ÙÙŠ مجال النثر، (قصيدة) هنا مضاÙØ© الى النثر، لأن النثر هو الأصل والأساس Ùˆ(القصيدة) هي الخلاصة الطالقة ÙÙŠ Ùضائه والثمرة الناتجة ÙÙŠ Øقله، هي (الشكل) الطالع ÙÙŠ (اللاشكل) Ùˆ(النظام) المنبثق من (اللانظام) Ùˆ(الصيغة)الصاعدة من الانÙراط، وهذا ما يجعلها نوعا (شعريا) صاعدا ÙÙŠ خارطة (النثر) التي هي تÙرق ولا نظام وتبعثر وانÙراط، Øيث ÙŠÙˆØ¶Ø ØµØ§Øب لسان العرب أن (نثر) من: (نثرت الشيء بيدك ترمي به متÙرقا مثل نثر الجوز واللوز والسكر، كذلك نثر الØب إذا بذر وهو النثار، وقد نثره ينثره نثرا أو نثارا، ونثره Ùانتثر وتناثر، والنثارة ما تناثر منه، وخص اللØياني بما ينثر ÙÙŠ المائدة Ùيؤكل والنثار Ùتات ما يتناثر Øوالي الخوان من الخبز وغير ذلك من كل شيء) (28) هكذا ÙŠÙƒØ´Ù Ù…ØµØ·Ù„Ø (قصيدة النثر) هوية هذا النص: صعود النظام) من (التÙرق)ØŒ بروز (الصيغة) ÙÙŠ (الانÙراط)ØŒ انبجاس (الشعر) ÙÙŠ كيان (نثري) خالص تجري ÙÙŠ عروقه شعرية مختلÙØ© السمات، ويكتش٠تركيب الاسم عن اشكالية هذا الكائن الشعري المسمى (قصيدة نثر) واذا كانت (قصيدة النثر) هي الشكل الشعري الأكثر تدÙقا واسترسالا بما يكش٠عن تأسيس شعرية مختلÙØ© وموازية ومغايرة شكلا وجوهرا – Ùإنها تختل٠عن (النثر الشعري) الذي يشبهها ظاهريا والذي هو نثر منعوت بالشعر لاØتوائه على خواص إيقاعية ووجدانية، ولكنه يبقى (نثرا) ÙÙŠ الأساس وتبقى (قصيدة النثر) “قصيدة”. كما أنها تختل٠عن قصيدة (الشعر الØر) ÙÙŠ طبيعة الايقاع الØر، والاختلا٠ÙÙŠ طبيعة الايقاع لا ÙŠØدد الشكل الظاهري للقصيدة ÙˆÙقا لأمواج التجربة Ùقط، بل يهيمن على نظامها الداخلي بالكامل، بما يجعله بناء مختلÙا ومتميزا، Ùالإيقاع هو العنصر المهيمن ÙÙŠ بنية النص، وهو المØدد للتركيب اللغوي (النØوي) للنص من تقديم وتأخير، ÙˆØذ٠وتكرار، ÙˆÙصل ووصل – Øسب ساØته الزمنية التي هي Øركة التجربة – وبالتالي يتØكم الايقاع ÙÙŠ البناء النØوي الذي يتØكم بدوره ÙÙŠ أوجه التعبير البلاغي ووسائل انتاج الدلالة، ومن ثم Ùالاختلا٠ÙÙŠ شكل تجسد الايقاع ليس بالشيء الهين، بل هو نسق داخلي متكامل، واذن ÙالاتÙاق ÙÙŠ الخروج على النظام العروقي لا يعني أن (قصيدة الشعر الØر) Ùˆ(قصيدة النثر) قصيدة واØدة وأن الشكل الطباعي الظاهري هو الÙيصل بينهما، Ùلكل منهما ايقاعية مختلÙØ© تتول انبناء لغويا خاصا لموجاتها، وبهذا Ùإذا كانت (قصيدة النثر) تØتوي على شيء من (قصيدة الشعر الØر) Ùإنها قصيدة مختلÙØ© عنها، لا تشاركها سوى ÙÙŠ هاجس الانبناء بمعزل عن الأصول الثابتة، وبالتالي علينا أن نميز بين هذين الجنسين الشعريين Øتى وان وجدنا (قصائد نثر) مكتوبة ÙÙŠ شكل قصائد الشعر الØر) Ùالتمييز هنا بين هذين الجنسين الشعريين كالتمييز بين (قصيدة تÙعيلة) Ùˆ(قصيدة بيتية مقÙاة) مكتوبة ÙÙŠ شكل قصيدة تÙعيلة والالتقاء ÙÙŠ مجال ايقاعي واØد يضمهما لا يعني كونهما جنسا شعريا واØدا، واذا كنا نستشر٠ذلك من طبيعة المنجز الشعري العربي، Ùإن موسوعة برنستون للشعر والشعرية تؤازرنا ÙÙŠ هذا المسعى، إذ (تعر٠قصيدة النثر (Poetic Prose) على النØÙˆ التالي: هي قصيدة تتميز بإØدى أو بكل خصائص الشعر الغنائي، غير أنها تعرض على الصÙØØ© على هيئة النثر، وان كانت لا تعد كذلك، وتختل٠قصيدة النثر عن النثر الشعري (Poetic prose) بأنها قصيرة ومركزة، وعن الشر الØر (Free Verse) بأنها لا تلتزم نظام الأبيات وعن Ùقرة النثر القصيرة بأنها عادة ذات إيقاع أعلى، ومؤثرات صوتية اوضØØŒ Ùضلا عن أنها أغنى بالصورة وكثاÙØ© العبارة) (29)ØŒ ويهمنا هنا أن نتأمل بعض المقولات التي راÙقت (قصيدة النثر) ÙˆØاولت أن تجتلي الخاصية الشعرية المميزة لها، وسنلاØظ أن من يتØدث عنها يتØدث عن نوعي شعر النثر معا: (الشعر الØر – قصيدة النثر) دون تمييز، Ùيقول انسي الØاج أنها: خذلت كل ما لا يعني الشاعر، واستغنت عن المظاهر والانهماكات الثانوية والسطØية والمضيعة لقوة القصيدة، رÙضت كل ما ÙŠØول الشاعر عن شعره لتضع الشاعر أمام تجربته، مسؤولا ÙˆØده كل المسؤولية عن عطائه، Ùلم يبق ÙÙŠ وسعا التذرع بقساوة النظم وتØكم القاÙية واستبدادها، ولا بأي Øجة برانية Ù…Ùروضة عليه) (30)ØŒ واذا كانت (قصيدة النثر) على هذه الدرجة من الØرية Ùإن علينا أن ننظر اليها كنوع شعري جديد ومستقل لا كمرØلة ÙÙŠ سياق تطور (قصيدة الوزن) Øتى لا نقول مع غالي شكري أنها (تتسق مع التقاليد الأدبية الÙرنسية خصوصا رامبو الى سان جون بيرس ولا تتÙÙ‚ مع تطور الشعر العربي الØديث) (31)ØŒ يجب النظر اليها كنوع شعري مختل٠ويØاول عباس بيضون الاقتراب أكثر من طبيعة (قصيدة النثر) واستقلاليتها عن الشعريات المجاورة قائلا: (قصيدة النثر، تقاس على Ù†Ùسها، وتجد Øجتها ÙÙŠ Ù†Ùسها، Ùليست بديلا ولا استعاضة، هي ببساطة نوع مختلÙØŒ وعليها أن تجد مكانها وتؤسسه… باختصار قصيدة النثر نوع من أنواع.. إنها تتخلص من أدبية اللغة أو قل من أدبية لغة – هي لأسباب شتى موغلة ÙÙŠ أدبيتها – Ùقصيدة النثر ÙÙŠ قاموسها وعباراتها وايقاعاتها ورؤيتها أقل استقبالا لأدبية اللغة، اي لتقنين بلاغي وايقاعي صارم ÙÙŠ لغة متØÙية كاللغة العربية تؤخذ كلها ولا تقبل تشظيا أو بعثرة.. وشعراء النثر الجدد هم أمام مهمة إيجاد ايقاعات أخرى لعبارة هاربة من ايقاعها ÙˆØ§Ù„Ø£Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† هذه الايقاعات الجديدة لابد أن تØتكم الى قابليات النثر، أي أن الايقاع المنشود هو ايقاع النثر Ù†Ùسه، إن القصيدة النثرية مطالبة بأن تتخلص من الخطابة، لا بالمعنى البسيط الذي نعرÙه، لكن بمعنى التخلص من تناول أدبي قائم على الهياج اللغوي على الØماسة كما كان يسميها العرب، وعلى الغناء، وقصيدة النثر ÙÙŠ تخلصها من الØماسة والتغني ما أمكنها ذلك ØªØªÙŠØ Ù„Ù„ÙƒÙ„Ø§Ù… الشعري الا يكون تنميقا وتزيينا لمعان سابقة عليه، بل أن يولد معانيه من Ù†Ùسه ومن ايقاعه.. هي قصيدة مثقÙØ© بمعنى ما، قصيدة تصطدم الوعي أكثر مما تداعب بداهاته ومسلماته.. هي قصيدة تتخلص ما أمكن من نرجسية الشاعر Ùهي قصيدة ليس الشاعر Ùيها أكثر من مستمع وملاØظ والعالم والشاعر ÙÙŠ ذاته Ùهو يستقبلها وهو وسيط لهما، لذلك نرى العالم والخارج من هذه القصيدة ينبثقان وينتشران بدون أن يكونا من تورم ذات الشاعر وتضخمها) (32)ØŒ وهكذا لا يمكن لقصيدة النثر أن تقاس إلا عن Ù†Ùسها والا ترى إلا ÙÙŠ Ø£Ùقها على أنه يجب التأكيد من جديد على ان الØرية الطاهرة ÙÙŠ نسق (قصيدة النثر) ليست مطلقة Ùثمة وعي منظم بها يجعلها تتØرك ÙÙŠ مجال خاص مقصود، ونعتقد أن (قصيدة النثر) بهذا الوعي، ستظل (كيانا) شعريا مستقلا، ولن تتذاوب ÙÙŠ غيرها، كما لن ينØÙ„ غيرها Ùيها، رغم تواصل الأجناس الابداعية وتعالقها، ولذا ÙÙ†ØÙ† ضد نبوءة سوزان برنار التي تهجس بأن (نوع «قصيدة النثر» سيذوي أو ÙŠÙقد شخصيته.. الى ان تذوب ÙÙŠ (النثر الشعري) للاجناس المجاورة، وأن تختلط مع الأشكال الجديدة خاصة) (33)ØŒ ونعتقد ان هذه الرؤيا تتغاÙÙ„ كون قصيدة النثر) شعرا ÙÙŠ الأساس وقصيدة Ù…Øكمة، لها خاصيتها الشعرية الخالصة قبل كل شيء، وهذه رؤيا تقود -ÙÙŠ النهاية- الى مصير الÙعل الأدبي كله – وليست قصيدة النثر Ùقط – وتوجهه الى نوع ÙˆØيد كما بدا.
ولكن (قصيدة النثر) لم تسلم من استهجان منذ بدأت تجلياته (المغايرة ÙˆØتى الآن، بداية من استقبال مصطلØها الذي يشير الى Øقيقتها والى إشكاليتها كذلك، والذي يعد مدخلا ملائما لكش٠Øقيقة هذا النوع الشعري، والموق٠منه لم يزل عصبيا، وهناك رÙض كبير للتعامل مع Ù…ØµØ·Ù„Ø (قصيدة النثر) – الذي Ø£ØµØ¨Ø ÙˆØ§Ù‚Ø¹Ø§ يستخدما Øتى المعارض – كذلك هناك عجز عن تقديم بديل عنه، يكون دالا على هذا النوع الشعري الخاص، يقول البياتي (أعترض على تعبير (قصيدة النثر)ØŒ Ùالقصيدة تعبير كلاسيكي معناه أنها -أي القصيدة- مكونة من ثمانية أبيات، وما كان أقل يسمى مقطوعة. وربط كلمة قصيدة بالنثر يبدو متناقضا) (34)ØŒ كذلك يقول نزار قباني: (قصيدة النثر أنا ضد تسميتها بالأساس، سمها كلاما جميلا وكلاما ابداعيا، نصا Ùريدا، هذا مقبول، أما قصيدة، Ùهذا غير صØÙŠØØŒ القصيدة لها شروط (!!) يعني أي ÙÙ† مثل الرسم والنØت والموسيقى لها عناصر أساسية ÙÙŠ تشكيلها هل يستطيع الرسام أن يشتغل من دون ألوان ØŸ Ùالشاعر أيضا لا يستطيع أن يشتغل أو ينظم قصيدة من دون (أوزان) (35) وهكذا يبدو أن الخلا٠ليس على Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø ÙˆØده وانما على اعتبار هذا الكيان الابداعي شعرا ولكن السخط على Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ يصل الى Øد النÙÙŠ والالغاء لم يقدر على تقديم بديل مقبول، وقد Ø£ÙˆØ¶Ø ØºØ§Ù„ÙŠ شكري، ÙÙŠ وقت مبكر، أن (قصيدة النثر): (أصبØت تعبيرا خاطئا يجسد عجز الناقد بقدر ما يجسد الرواسب المختلÙØ© ÙÙŠ وعي الشاعر الذي يرتضي هذه التسمية) (36)ØŒ أما ابراهيم Øمادة Ùيرى أن (التسمية خاطئة من الناØية الاصطلاØية والدلالية، إذ اÙترضت بداءة. أن القطعة من هذا الشكل «قصيدة» بينما اقتصر إطلاق هذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ù…Ù†Ø° Ø±Ø¯Ø Ù…Ø¬Ø°Ø± ÙÙŠ الماضي البعيد على صيغة قولية معينة ÙŠÙترض ÙÙŠ بنائها الشكلي. قبل أي شيء آخر.أن يكون موزونا طبقا لمعايير تÙعيلية معلومة سلÙا، أو –على الأقل- مبتكرة، ومستخدمة على Ù†ØÙˆ تكراري معين، ومن هنا يبرز التناقض ÙÙŠ التسمية، بينما ينبغي له أن يكون كلاما موزونا وبين ما هو نثر Ù…Øرر تماما من النمط الوزني الملزم Øتى لو تزاØمت Ùيه الكنايات والاستعارات ÙˆØ±ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø± بالمعنى المألوÙ) (37) ويضي٠ابراهيم Øمادة: (“قصيدة النثر” يمكن أن نطلق عليها: “المنثورة الشعرية” لأنها ÙÙŠ المØÙ„ الأول نثر، ÙˆÙÙŠ المØÙ„ الثاني مزودة بتزاويق شعرية، أو Ùليتسم هذا النثر المشعور بـ “جواهر القول” أو بأي اسم آخر رنان Ùخم، ولكن عليه الا يتسمى باسم «قصيدة » Øتى ولو على سبيل المجاز، ولو أن بعضه يتÙوق على بعض القصائد الموزونة (!!) Ùلا يزال النثر نثرا والشعر شعرا) (38)ØŒ ولكن أليس Ù…ØµØ·Ù„Ø (قصيدة) ذاته Ø£ØµØ¨Ø ÙÙŠ Øاجة الى إعادة نظر؟ أليس مثيرا للجدل إذ يأخذ تØت مظلته كل شعر ØŸ (Ùكي٠ندرج باطمئنان ÙÙŠ دائرة واØدة (قصيدة) للمتنبي مع (قصيدة) لعÙÙŠÙÙŠ مطر، مع (قصيدة) لسليم بركات، مع (قصيدة) لبسام Øجار؟ وكل هذا شعر، وكل هذه (قصائد) غير منكورة، ولكن ما Ù…Ùهوم (القصيدة) الذي ÙŠØتوي على كل هذه (القصائد)ØŒ أليس ثمة اتساع Øاليا ÙÙŠ Ù…Ùهوم (القصيدة) ØŸ) (39)ØŒ وليس Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªØ±Ø Ù…Ù† ابراهيم Øمادة (جواهر القول) بأغرب من مضطلع (قصيدة) الذي اقترØا Ø£Øمد درويش (40) بديلا عن Ù…ØµØ·Ù„Ø (قصيدة النثر) أو عن Ù…ØµØ·Ù„Ø (مديدة النثر) الذي اقترØÙ‡ أبوالÙضل بدران (41).
وقد أصبØت (قصيدة النثر) لونا شعريا مميزا بإسهامات أنسي الØاج ÙÙŠ ديوانيه (لن) Ùˆ(الرأس المقطوع) وسليم بركات ÙÙŠ معظم أعماله ومنها: (الجمهرات) Ùˆ(الكراكي) Ùˆ(بالشباك، ذاتها بالثعالب التي تقود الريØ) Ùˆ(البازيار) ووديع سعادة ÙÙŠ (Ù„Øظات ميتة) بديوانه (لسبب غيمة على Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¬Ø ÙˆØ¨Ø³Ø§Ù… Øجار ÙÙŠ (Øكاية الرجل الذي Ø£Øب الكناري) وبول شاوول ÙÙŠ (موت نرسيس) ورÙعت سلام ÙÙŠ (هكذا قلت للهاوية) Ùˆ(اشراقات) وقاسم Øداد ÙÙŠ: (قبر قاسم) وشري٠رزق ÙÙŠ: (لا تطÙيء العتمة) وميسون صقر ÙÙŠ (تشكيل الأذى)..
النثيرة: نثر شعر النثر
سبق أن أشرنا الى أن (القصيدة) – دائما – نظام مقصود ذو علائق داخلية تØددها طبيعة الايقاع المنظمة لتشكلها، ولهذا Ùالقصيدة بناء ينتشر ÙÙŠ الوقت ولا ينتهي، Ùهي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد، والا لتØÙر بأصدائها اللانهائية، واذا كانت (الشعرية) خاصية إبداعية عامة قد توجد ÙÙŠ أي نص أدبي بدرجة ما بين عناصر أخرى عديدة ومؤسسة للنص، Ùإنها ÙÙŠ (الشعر) تكون أبرز الخواص الموجودة ÙÙŠ النص والمهيمنة على الÙعل الشعري برمته، لتأسيس (قصيدة) خاصة ومقصودة وعلى هذا Ùلابد من استشعار الÙارق بين الشعر وبين الكلام المكتوب ÙÙŠ شكل شعر، ونØÙ† نرى بين قصيدة الشعر الØر وقصيدة النثر نوعا ثالثا يختلط بهما ÙÙŠ المشهد، Ù†Ù‚ØªØ±Ø Ù„ØªØديده مصطلØا مطروØا – خطا على كل شعر النثر – هو: (النثيرة)ØŒ Øتى لا نضي٠الى الزØام الاصطلاØÙŠ جديدا، كما أننا نرى هذا الاسم دالا على Øقيقة هذا النوع الأدبي الذي نعنيه، بدلالة النثر المعجمية، التي يتركز Øولها هذا المصطلØØŒ Ùنثر نثرا ونثارا رماه متÙرقا كنشرة وتنثر وتناثر، والدلالة – تعني إذن: رمى الشيء متÙرقا (42) ويعنينا هنا التركيز على غياب دلالة (القصدية) ÙÙŠ هذا الانجاز، والتي رأيناها ÙÙŠ دلالة (قصيدة) تؤسس لوعي مقصود شعرا ويبدأ ذلك بوعي إيقاعي يتØكم ÙÙŠ Ù†Øوية النص ويستبطن جوهر التجربة والأشياء بهدوء وعمق، ولكننا هنا بإزاء شيء آخر، Ùهو ينثر(Ù‡) نثرا ÙÙŠ خطاب يتخل عن طبيعة خطاب (القصيدة) – كل قصيدة – هذا الخطاب الذي يشي بوجود وعي داخلي منظم يدير جموع الكلام ÙÙŠ أتون التجربة، ويعطر التجربة بإيقاعاتها الخاصة ÙÙŠ ربوع الكلام، وبالتالي يقل ÙÙŠ (النثيرة) الوعي بطبيعة بنية الخطاب الشعري الذي يتأسس على وعي بـ(المظهر الصوتي أو المظهر التلÙظي أو Øتى المظهر الدلالي) (43)ØŒ وتنهض (النثيرة) – كشكل –على صلات ظاهرية بـ(الشعر الØر) Ùتعتمد على وسائله وآلياته وذرائعه… كالتÙاصيل اليومية، أو الشخصانية أو السوريالية أو المناجيات العاطÙية.. ولكن (النص) يأتي ÙÙŠ النهاية – خاليا من الوعي (الشعري) كبناء شعري خاص يتأسس بين (قوتين متناقضتين: قوة Ùوضوية مدمرة وقوة تنظيمية Ùنية) (44)ØŒ Ùˆ(النثيرة) هكذا تقع ÙÙŠ منطقة بين (القصيدة) – التي لا يكتبها سوى شاعر – Ùˆ(الخاطرة الشاعرية).التي يكتبها الشباب ÙÙŠ بدايات الشباب بنزوع عاطÙÙŠ رومانتيكي هائم، هذا برغم طموØات (النثيرة) ÙÙŠ أجواء الشعر، Ùهي قابلة للاستهلاك السريع وللتبديل، ولكن (القصيدة) – وقد ذكرنا – كيان ØÙŠ متماسك الأعضاء Ù…Øكم ومشع وعابر للزمنية، وبالتالي لا تستهلك (القصيدة) – الØقيقية – ولا تزول، وتتبدى (النثيرة) خالية من وهج التجربة الØقيقية، خالية من الدÙØ¡ الانساني، بØيث تبدو مبتورة عن مرجعيتها البشرية المØلية، وبهذا Ùإذا كانت (النثيرة) تختلط شكليا بقصيدة الشعر الØر أو قصيدة النثر Ùإنها سرعان ما تتكش٠لنا بهشاشة خطابها المصنوع الملØوظة وميوعتها البادهة، هذا ما ÙŠÙرق (النثيرة) عن (القصيدة): قصيدة الشعر الØر، أو: قصيدة النثر، رغم اشتراكها مع هذين النوعين الشعريين ÙÙŠ الوسائل التعبيرية الدالة، ÙˆÙÙŠ الاعتماد على التشكيل من مادة أساسية واØدة هي الجملة النثرية، والاعتماد – كذلك -على ايقاع داخلي عابر للتقاليد العروضية، وتبقى (القصيدة) – دائما -: تنظيما داخليا Ù…Øكما Ù„Øركة الذات ÙˆØركة النثر، يقود الى تخلق دائب لعالم منبن بقوانين خاصة ونظام داخلي Ù…Øكم خاص، وتبقى (النثيرة): شكلا ناتجا عن اندÙاق الرؤيا أو الÙكرة أو الØالة (كلام) غير متأن، يدار كما يدار ÙÙŠ غير خطاب القصيدة، خطاب ما بعد القصيدة – وهناك أسماء عديدة تكتب (النثيرة) – تØت هاجس (القصيدة) – ÙˆØªØ±Ø§ÙˆØ Ø£Øيانا بينها وبين (قصيدة) الشعر الØر، ومنها: ظبية خميس، Ø£Øمد طه، ÙŠØيى جابر، منذر عامر، Øمدة خميس، لينا الطيبي، تيري بباوي، رشيد الضعيÙØŒ غادة السمان، وآخرون… وان كان لبعض هذه الأسماء بعض (القصائد) الناجزة، أو مقاطع -على الأقل – ÙÙŠ (الشعر الØر).
ليس لدي – ÙÙŠ الوقت الØالي من وسيلة للتمييز بين قصيدة الشر الØر وقصيدة النثر من ناØية، والنثيرة من ناØية أخرى سوى الاØتكام الى الذوق المدرب الخبير والاصغاء الى الايقاعية الداخلية للصوت السري ÙÙŠ النصوص، Øيث اسلبت النثيرة والظواهر السطØية التي يمكن الاستناد اليها – مما جعل البعض يتØدث عنها كقصائد نثر- وجرتها الى Øيز الانتاجية والاستهلاك بمعزل عن (أتون التجربة) ويمكننا استشعار هذه الÙروق من الامتثال الى أصوات النماذج المطروØØ© لهذه الأنواع ÙÙŠ ملØÙ‚ الدراسة.
الهوامش
1- ادونيس – بيان الØداثة (ضمن كتاب البيانات): تقديم Ù…Øمد لطÙÙŠ اليوسÙÙŠ – دÙاتر كلمات – اسرة الأدباء والكتاب بالبØرين – Ø· 1993ص 24.
2- المرجع السابق.
3- يمكن معاينة اعمال لهؤلاء الناثرين المترسلين ولغيرهم ÙÙŠ كتاب يتيمة الدهر ÙÙŠ اØوال العصر للثعالبي، ÙˆØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø§Ø¹Ø´ÙŠ للقلقشندي، والذخيرة لابن بسام – ومعجم الادباء لياقوت، وزهر الآداب للØصري، بجانب الكتب التي تØتوي على رسائلهم الخاصة.
4- سوزان بيرنار – قصيدة النثر من بودلير الى ايامنا – ترجمة د. زهير مجيد مغامس – الهيئة العامة لقصورالثقاÙØ© – القاهرة – ديسمبر 1996- ص 99.
5- تجدر الاشارة الى ان Ù…Ùهوم (الشعر المنثور) لدى الريØاني ينزع من المÙهوم العام لـ(الشعر الØر) عند وايتمان الذي اطلق الشعر الأمريكي من قيود الأبØر العروضية (انظر الريØاني جـ 2 ص 182) وان كان الريØاني يستعيض عن الوزن بالتنميق والتشكل اللغوي وانشاء قوا٠متراوØØ© تؤازر آلات الايقاع الداخلي الØر، Ùهر ليس Øرا تماما، والواقع ان اي شعر لا يكون Øرا تماما مهما كانت مساØات الØرية امامه، وكان لريمي عوض ايضا على وعي بØرية الشعر الØر عند وايتمان، ولكن عوض دعاه (الشعر المنثور) ÙÙŠ مقدمة ديوانه بلوتولاند الصادر 1947ØŒ Øين قال: (الشعر المنثور) Øر من الموسيقى وخال من القاÙية معا… و… والت هويتمان مبدع الشعر المنثور)ØŒ وبهذا Ø§ØµØ¨Ø (الشعر الØر) ÙÙŠ المصدر الغربي (شعرا منثورا) ÙÙŠ لغتنا، وما تØقق Ùعلا ÙÙŠ البداية لدى أمين الريØاني ثم منير الØسامي ثم Øسين عÙي٠شىء آخر غير (الشعر الØر) الذي انجز Ùيما بعد،هذا الشيء الآخر (الجنس الشعري الآخر) هو: (الشعر المنثور).
6- انظر: سمير غريب ØŸ السيريالية ÙÙŠ مصر –الهيئة العامة للأب- 1986- ص 15.
7- يشيع التاريخ لهذه الØركة بعد Øوالي عشر سنوات من بدايات توÙيق صايغ، واذا ذكر توÙيق صايغ يذكر بعيدا عن موقعه التاريخي الØقيقي، والأمثلة على ذلك عديدة منها: – (قصيدة النثر التي يتØدث عنها (أي أدونيس). لم تجد ÙÙŠ الشعر العربي وقتها إلا من خلال نماذج قليلة ابرزها ما كتب Ù…Øمد الماغوط، وما بدا يكتبه أنسي الØاج أو توÙيق صايغ (!)..) – Ù…Øمد قوبعة جماعة مجلة شعر وقصيدة النثر الÙرنسية –مجلة علامات- ج 12- Ù…3 – يونيو 1994- النادي الثقاÙÙŠ بجدة -ص 104.
– (سنلاØظ ان الجيل الأول من كتاب قصيدة النثر الذي الت٠Øول مجلة (شعر) باتجاهات متباينة يمثلها أدرونيس وأنسي الØاج وشوقي ابو شقرا): Øاتم الصكر – قصيدة النثر- مجلة Ùصول – خري٠1996- ص 80.
– (يتمثل المنجز الرئيسي لشعراء هذه المرØلة بقصائد النثر التي كتبها Ù…Øمد الماغوط. وأدونيس): Ùخري ØµØ§Ù„Ø -القصيدة العربية الجديدة – مجلة نزوى – ابريل 1997- ص 45
– (شعراء أصبØوا الآن روادا كلاسيكيين لهذا الشكل الذي تبلور على يديهم جماليا وتقنيا أمثال: أنسي الØاج ومØمد الماغوط وشوقي أبي شقرا ويوس٠الخال) ولم يذكر كذلك قبل هؤلاء أو بينهم توÙيق صايغ: عبدالله السمطي – بين بلاغة الصورة وسردها – مجلة نزوى- يوليو 1997 – ص 53.
8- كان ذلك ÙÙŠ مقالة بعنوان: (ÙÙŠ قصيدة النثر) بمجلة «شعر»IV العدد 14ØŒ (ربيع 1960) ص 75-82ØŒ وأعاد نشرها ÙÙŠ كتابه (زمن الشعر)ØŒ ÙˆÙيها عرض تبشيري دعائي.
9- نشر أنسي ديوانه الأول (لن) عام 1960ØŒ مصدرا بمقدمته الانÙعالية، التي يستند Ùيها على مقولات سوزان بيرنار وشروطها الأساسية لقصيدة النثر، وهي الايجاز والكثاÙØ© والوØدة العضوية والتوهج، وان كان أنسي ذاته سيتجاوز هذه الشروط، بعد ذلك ÙÙŠ:(الرسولة بشعرها الطويل Øتى الينابيع) Ùˆ(ماذا صنعت بالذهب Ùعلت بالوردة).
10- Ù…Øمد ديب – الجنس الأدبي بين الموهبة الÙردية والراÙد الغربي -مجلة علامات – النادي الأدبي الثقاÙÙŠ بجدة – يرنيو 1994- ص 153-154.
11- انظر Ù…Øمد جمال باروت -الØداثه الاولى- اتØاد كتاب وادباء الامارات –الشارقة- 1991- ص 202-207.
12-انظر: ما كتبه أدونيس ÙÙŠ (شعر) العدد 14ØŒ وما كتبه يوس٠الخال ÙÙŠ العدد 2ØŒ ص 114.
13- ص 294 عن: Ù…Øمد قوبعة: جماعة مجلة شعر وقصيدة النثر الÙرنسية -مجلة علامات -النادي الادبي بجدة – يونيو 1994- ص 97.
14- السابق، ص 97.
15- عن Ù…Øسن جاسم الموسوي -مرجعيات نقد الشعر- مجلة Ùصول – خري٠96- ص 37- 38 والعبارة منسوبة الى كتاب: (قضايا الشعر المعاصر) لنازك الملائكة ÙÙŠ سياق الرد على جبرا ابراهيم جبرا، الذي كتب عن قصائد توÙيق صايغ..
16 – السابق، ص 27.
17- من Øوار معه، بمجلة نزوى، ع 6 ابريل 1996- ص 188.
18- عن: Ù…Øمد الصالØÙŠ: (قصيدة النثر: تأملات ÙÙŠ المصطلØ)ØŒ مجلة نزوى، ع 10- ابريل 1997- ص 85-86ØŒ ومصدره كتاب Ù…Øمد جمال باروت – الØداثه الأولى.
19- رشيد ÙŠØياوي – ÙÙŠ المتاهة الشعرية – مجلة نزوى – ع 2 مارس 1995 ص 39.
20- علوي الهاشمي – جدلية السكون المتØرك – مدخل الى ÙلسÙØ© بنية الايقاع ÙÙŠ الشعر العربي – (ضمن بØوث مهرجان القاهرة للشعر العربي (من 20-24 اكتوبر 1992) – ص 50.
21- ابراهيم Øمادة – قصيدة النثر- مجلة القاهرة ع 73- 15 يوليو 1987 اÙتتاØية العدد.
22- Ù…Øمد الصالØÙŠ – قصيدة النثر… مجلة نزوى- ع 10 ص 80.
23- علوي الهاشمي.سابق ص 52.
24- من نتائج إطلاق Ù…ØµØ·Ù„Ø (قصيدة النثر) على عموم (شعرالنثر) هذا الكلام الذي يعلنه صاØبه كأنه اكتشاÙ: (كنت أقلب صÙØات معجم كادون للمصطØات الادبية Ùوقع نظري على Ù…ØµØ·Ù„Ø ÙŠØ´ØºÙ„Ù†Ø§ كثيرا هو (Prose Poem) (قصيدة النثر) Ùرأيت ان انظر ÙÙŠ هذه المادة لعلها تعين على Ùهم هذا النمط من الكتابة التي تختل٠Ùيه الآراء: قصيدة النثر تألي٠يطبع على صورة النثر، ولكنا يتميز بعناصر معروÙØ© ÙÙŠ (الشعر، مثل الايقاعات المبتكرة المØكمة، صور الكلام، الموسيقى، الموسيقى الداخلية، السجع، الجناس، الصورة المنشأة”.. هل تلاØظ معي ان كثيرا مما ينشر ÙÙŠ بلادنا لا يطبع على صورة النثر؟) – مجدي اØمد توÙيق – بصر وبصيرة: دراسة علت بديوان Ù…Øمد الØمامصي: لا Ø£Øد يدخل معهم – إصدار جماعة نصوص 9 يناير 1996 ص 63.
25- ابن منظور – لسان العرب – دار المعار٠– مصر – ص 3643.
26- المصدر السابق ص 3643.
27- Ù…Øمد الصالØÙŠ – قصيدة النثر – مجلة نزوى – ع 10 ص 9.
28- لسان العرب – ص 3643.
29- عن: Ù…Øمد ديب – الجنس الأدبي بين الموهبة الÙردية والراÙد الغربي – مجلة علامات – يونيو 1994 – ص 147.
30- أنسي الØاج – لن – المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع – بيروت Ø· 2 ص 18.
31 – د. غالي شكري – ثقاÙتنا بين (نعم) Ùˆ(لا) – الهيئة العامة لقصور الثقاÙØ©. القاهرة – يوليو 1991 – ص 143.
32- ÙÙŠ Øوار معه، بمجلة (نص٠الدنيا) – عدد 17 اكتوبر 1993 – ص 67- 68.
33- سوزان بيرنار – (قصيدة النثر من بودلير الى ايامنا) – ص 136.
34- ÙÙŠ Øوار معه بمجلة (الشعر) عدد 87 – صي٠1997 – ص 53
35- ÙÙŠ Øوار معه بمجلة (الكويت) – عدد 165 – يوليو 1997 – ص 35.
36- د. غالي شكري – ثقاÙتنا بين (نعم) Ùˆ(لا) ص 75 – والمقال: مؤرخ بأكتوبر 1970.
37- د. ابراهيم Øمادة – قصيدة النثر – مجلة القاهرة – العدد 73- 15 يوليو 1987 -الاÙتتاØية.
38- المرجع السابق.
39- شري٠رزق – قصيدة من خارج الرØÙ… – القدس العربي – 20 يناير 1997 + الØرس الوطني – السعودية – مارس 1997 ص 94.
40- انظر: Ø£Øمد درويش: عصيدة النثر Ù…ØµØ·Ù„Ø Ù…Ù‚ØªØ±Ø… جريدة الاهرام 9/8/1996- ملØÙ‚ الجمعة – صÙØØ© (ثقاÙØ©)..
41- انظر: د. أبوالÙضل بدران – مديدة النثر… جريدة الاهرام – 9/6/1996/ ملØÙ‚ الجمعة – صÙØØ© (ثقاÙØ©)..
42- انظر مادة (النثر) ÙÙŠ لسان العرب لابن منظور، ÙˆÙÙŠ القاموس المØيط للÙيروزابادي.
43- Ùاطمة الطبال بركة – الألسنية عند رومان جاكبسون – دراسة ونصوص – المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر بيروت – 1993 – ص 58.
44- سوزان بيرنار – قصيدة النثر – ص 241.
ملØÙ‚ النصوص
الشعر الØر
أمجد ناصر
أثر العابر: (مختارات شعرية) دار شرقيات – القاهرة 1995
انطباعات خاطئة
من أعطى هذا الانطباع
عن بيوتنا الجديدة.
Ù†ØÙ† الذين تركنا مصاطب الريØان
ورائØØ© القرÙØ© ومضينا الى
Øوا٠المياه؟
من قال لهم: إن Øياتنا
ÙÙŠ الجزر غير Øياتنا
على البر الآخر؟
أصدقائي الذين ظلوا
يتطوØون بين ذوائب النساء
والمروءة المÙتعلة،
تØدثوا كثيرا الى من صادÙوهم ÙÙŠ الشوارع
عن بيت الجديد.
أصدقائي، الذين ظلوا ÙŠØتÙظون
بوصايا أمهاتهم،
Øتى بعد أن جاوزوا الثلاثين
أمسكوا أناسا من الشوارع
وراØوا ÙŠØدثونهم عن بيتي الجديد.
من أعطى هذا الانطباع عن ثيابنا الجديدة،
Ù†ØÙ† الذين خلعنا الصداري المزركشة
وأØزمة الخصر المجدولة من جلد الأÙاعي
وارتدينا الØراشÙØŸ
من قال لهم إن قمصاننا
ÙÙŠ الجزر لم ØªÙƒÙ„Ø Ø¹Ù† الابطين
كما على البر الآخر؟
أصدقائي الذين ظلوا يتلصصون
تØت الشرÙات الواطئة
Øتى بعد أن جاوزوا الثلاثين،
جلسوا ÙÙŠ المقاهي
وراØوا يتØدثون الى المارة
عن ثيابنا الجديدة.
أصدقائي الذين أقلعوا عن الكتاب إلي،
ذهبوا الى جيراننا
وراØوا ÙŠØدثونهم عن قميصي الجديد
أصدقائي الذين ظلوا يكشÙون
عن صدورهم ويشمرون عن زنودهم
رغم أنهم جاوزوا الثلاثين
ذهبوا الى أمي
وراØوا ÙŠØدثونها عن Øياتي الجديدة.
نيقوسيا 5/1985
سي٠الرØبي
رجل من الربع الخالي دار الجديد – بيروت – 1993
ليل امريء القيس
ليل لا يمكنك أن تقطعه بمنشار
أو تعتقله ÙÙŠ كأس
ليل ثعلبي المزاج
Ø£Øيانا يشبه مهرجا ÙÙŠ ساØØ© عامة
وينزلق أملس ÙƒÙراء العروس
ليل العراÙات وسائق الشاØنات
لم يرخ سدوله بعد
لكنه أوعز الى مخلوقاته بالنميمة
الغرباء يطلون من شرÙاتهم أمام البØر
والسÙÙ† غارت ÙÙŠ ذاكرة البØارة
ليل غير قابل للاندØار
على شواطئه تلملم الصرخة
أشلاءها من ÙÙ… الغريق
ليل وعر
وقد أرخى سدوله على عنق العالم
عقيل علي
جنائن آدم دار توبقال للنشر – المغرب 1990
امرأة
امرأة تنقرض ÙÙŠ Ø£Ùكاري
امرأة تترك Ù…ÙاتيØها ÙÙŠ صيØتي
امرأة أسØبها Ù†ØÙˆ الموجة،
ÙتسØب خلÙها ذئبا يتكيء الأن على عويلي
امرأة لا تØصى
امرأة لا تك٠عن قضم الواØات
شلو أنا .. يأكل شهرته الخالية
امرأة
تترك صيØتي مبعثرة ÙÙŠ قصائدي
قصيدة النثر
بول شاوول
موت نرسيس – دار الØداثة بيروت – 1990
من : (موت نرسيس)
كل هذا الزمن السادر منك يا نرسيس، زمنك المسترخي ÙÙŠ Øاضر لا ينتهي، ÙÙŠ Øاضر لا يتزØØ²Ø ÙˆÙ„Ø§ يصل باركا ÙÙŠ Ùجوته الباردة . كل هذا التألق منك يا نرسيس، ماؤك منك شمسك منك. هواؤك منك. لا يملك عصÙور أن يسقط ريشه على Øصارك الجميل، لا تملك امرأة أن تخدش Øضورك الشاسع . اÙØªØ Øواسك على Øواسك، عينيك على عينيك، ÙƒÙيك على ÙƒÙيك، ذاكرتك على ذاكرتك، Ùهناك الكنوز الأبدية، كنوزك، أنت الأب والابن والزوج والزوجة والبرعم. والوردة والثمرة والØديقة الذكر والأنثى، الأول والأخير، البتول، الأبدي، مصونا ÙÙŠ برجك العاجي كعذارى الملاØÙ…ØŒ لا يدرك صوت، لا تستبيك إشارة ولا يغري Ùمك الخالد ÙÙ… Ùان، Ùاستو على عرشك الأوØد يا نرسيس، اغسل بجمالك مراياك التي تملأ العالم، من أقصاه الى أقصاه، وانثر الزهر والعطور على وجهك المطمئن وجهك الثابت خل٠قسماتك المطمئنة المتوهج ÙÙŠ انتصاراته الخالدة .
19/ 10/1982
هذا الضوء البعيد يا نرسيس ليس ضوءك لكن عينيك Ù…ÙتوØتان كشهوات الغابة، هذا Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙŠ ليس صباØÙƒ يا نرسيس، لكنك تملأ نواÙذه بجسدك. هذا المساء يأتي وليس مساءك لكنك تنتÙض بكل رمالك ونباتك تØت أجنØته الشاسعة، هذا الهواء تعرÙÙ‡ الشجرة التي لا تعرÙها والطيور التي لم ترها والصدور العالية التي لم تضمها، لكنك كم تتبع خجله الأخضر، لكنك كم تتنÙس ÙÙŠ عريه الواسع ÙÙŠ عريه القريب، ÙÙŠ عريه المجهول وترسل دمعك معه الى Øيث لا تعر٠يا نرسيس الى Øيث لن تصل .
بسام Øجار
Øكاية الرجل الذي Ø£Øب الكناري
دار الجديد – بيروت – 1996
من: (Øكاية موتى)
كلما أرخيت جسمي وأسلمته الى الوهن الغامض الذي يساكنه منذ بعض الوقت، Ø£Øسست بأنه يتلاشى كأن ÙÙŠ الÙراش الصلب من تØتي ثقبا يتسرب منه الجسم الذي Ø£ØµØ¨Ø ÙˆÙ‡Ù†Ø§ خالصا، الى غور أجهله. لذلك اعتدت أن أبقى صاØيا ما استطعت، Ùلا أغÙÙˆ إلا إذا نامت زوجتي على السرير بجانبي ÙˆØين أسمع أنÙاسها المنتظمة أدرك جيدا أنني ما زلت على قيد الØياة. ولذلك أيضا لا أتوق٠عن التجوال بين الغر٠والرواق والمطبخ جيئة وذهابا، ولا يستوقÙني ÙÙŠ رØلتي بين الجدران إلا الناÙذة لهنيهات، Ø£Ø³Ø±Ø Ù†Ø¸Ø±ÙŠ المتعب الى أقصى ما يصل اليه قبل أن تغشاه دوائر سوداء متداخلة وينتابني دوار Ø®ÙÙŠÙØŒ Ùأستأن٠السير بين الغرÙØŒ ويظن من يراني أن الضجر وقعدتي ÙÙŠ البيت قد انهكا برود أعصابي ثم لا يلبث واØدهم أن ينصر٠الى شأنه لأنني بلغت من الØياة ما ينبغي أن يقنعني أن الضجر ترÙØŒ لا بل خر٠ÙÙŠ مثل هذه السن.
ولكنني لم أضجر يوما.
بلغت سبعيني بعد أن صرÙت أيامها، اليوم تلو اليوم.
ولم أضجر
كانت الأيام جميلة ÙÙŠ معظمها وما كنت أطلب من الدنيا أكثر من ذلك، Øتى أبي ÙÙŠ ثمانينه كان يدخن أربعين سيجارة ÙÙŠ اليوم، ويمكن جالسا على اÙريز Øجري قبالة الباب ساعات لا تنتهي إلا Øين يخلد الى النوم، ويضع تØت وسادة سريره نص٠رغي٠من الخبز الأسمر، وبجانبه كوب ماء، هو أيضا لم يضجر، غÙا ذات يوم ولم ينهض ÙÙŠ الصباØ. وقبل أن نستدعي طبيب المستشÙÙ‰ الØكومي القريب تÙقدنا نص٠الرغيÙØŒ وجدناه كما هو وكوب الماء، لم ينتقص قطرة، وقلنا ÙÙŠ سرنا، قبل أن يخبرنا الطبيب، إنه Ùارق الØياة. قبل منتص٠الليل، قبل أن يأكل الخبز ويشرب الماء.
أصبØت لا أنام
أغمض جÙني بقوة على صورة واØدة، Ø£ØÙظ تÙاصيلها جيدا خلال النهار، أثناء سيري بين الغرÙØŒ وأضي٠تÙاصيل أخرى، وتكون الصور التي لا ØªØ¨Ø§Ø±Ø Ø±Ø£Ø³ÙŠ الى أن ÙŠØين موعد رقادي. أغمض جÙني بقوة ÙˆØ£Ø±ÙˆØ Ø£ØªÙ†Ùس عمدا بنخير مسموع يؤلم رئتي Ø£Øيانا، ÙˆÙÙŠ اعتقادي أنني لن Ø£Ùارق الØياة مادمت أسمع أنغامي.
وديع سعادة
بسبب غيمة على الأرجØ
دار الجديدة –بيروت – 1992
من (Ù„Øظات ميتة)
بين غرÙØ© النوم وغرÙØ© الجلوس ترتÙع يدي لترتب شعري. مساÙØ© قصيرة مع ذلك يخيل الي أن شاØنات سريعة وأصواتا غريبة تقطعها، ويجب Ùعل أي شيء للوصول الى مقعد، أمرر يدي على شعري وهي التي لا تØمل شيئا يمكنها بسهولة أن ترتÙع اليه، شعري طويل وككل الذين ينامون يتشعث ÙÙŠ الليل، غير أني أمرر يدي عليه دائما، ليبقى صديقي، ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù„Ù… أجمل هكذا، Øين يكون الشعر صديقا، العالم قريب من القلب مع الأعضاء الصديقة، Øين تØبك أعضاؤك ينقص عدد الأعداء، Øتى أظاÙرك التي تجمع الغبار، تكون تجمع شيئا Ù…Øببا.
أتقدم خطوتين وأصل الى الناÙذة، لا يزال العمال أنÙسهم والاسÙلت والسيارات، والقطة تنام ÙÙŠ الزاوية، أصوات تصل الى من وراء الزجاج وأشعر أنها أصوات جميلة، Øتى الناس يبدون رÙيقين من بعيد.
ماذا سأÙعل اليوم؟ ليس ÙÙŠ نيتي Ùعل شيء ولست مضطرا لعل شيء، يمكنني على Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† أعقد صداقة، من هنا من وراء الزجاج، مع هؤلاء الناس ÙÙŠ الشارع لايزال النهار ÙÙŠ أوله ويضع دقائق من الصداقة تكÙÙŠ اليوم، بعد ذلك يجب أن أخرج الى الشرÙØ© وأسقي الزهور، ويجب ربما، أن أتمشى قليلا ÙÙŠ المدينة، وأجلب قنينة عرق.
الناÙذة مقÙلة وأنا رجل قصير وراءها طوله 165 سنتيمترا، ويعقد صداقة مع شارع طويل يمرر يده بين وقت وآخر على شعره، وما يسقط منه ÙŠØمله ببطء ويرميه ÙÙŠ القمامة، رجل هاديء Øتى أنه بين غرÙØ© النوم والمطبخ يتوق٠مرارا ليسهو أو ليستريØØŒ يل٠سيجارته على مهل، يشيل التبغ الزائد من طرÙيها، ينظر الى الولاعة Ù„Øظة ثم يخÙض رأسه ويشعلها.
أشعلت سيجارة ولهوت بدخانها، كل شيء هاديء Øتى الهرة الصغيرة ÙÙŠ زاوية الشارع لا تنظر إلي، كل شيء ÙÙŠ هذه الغرÙØ© منذ سنوات وبت أعتقد Ù†Ùسي جدارا وإذا خرجت ستهبط. Ø£Øيانا Ø£Ùكر أن Øديد الغرÙØ© من عظامي. لكن عظامي رقيقة وهشة ولا ريب أن هذا الجسد Ù…Øمول بدعائم أخرى. كي٠مشت معي هذه العظام سنوات دون أن أسمع أزيزها أو أرى انهيارها المÙاجيء على الطرقات؟ غير أني ÙˆØيد تماما، ولذلك يخ٠وزني.
لماذا أتذكر أبي الآن؟ كنت Ø·Ùلا Øين أوصلته الى القبر، لكنهم كانوا ينظرون إلي وكان من اللياقة أن أشيخ أمامهم، هؤلاء الذين أعتقدت أنهم ÙŠØبونني لم ÙŠÙعلوا شيئا من أجلي. لم يقولوا لي أن أذهب وألعب مع الأولاد. ظلوا ÙŠØدقون بي Øتى طالت قامتي ÙˆØملت معهم الجثمان الى القبر، كان مقÙلا بمسامير، أليس أكثر لطÙا أن يردوا الغطاء على الموتى بهدوء كلØا٠ناعم اعتادوه ÙÙŠ بيوتهم؟ علبة التبغ على الطاولة أمامي ويكÙÙŠ أن Ø£Øرك يدي قليلا، لكن يخيل إلي أنها يد Ùرغت من الدم، وإذ تتØرك Ø£Øيانا Ùبزخم Øركة قديمة. العمال أمامي لا يكÙون عن الØركة بخÙØ© من تأكد له أنه يستأثر بدم الØياة، Øاولت أن أقنع Ù†Ùسي بأن الأعضاء المتØركة شيء جميل وأن للرجل عادة عروقا صغيرة يجري Ùيها دم نقي، لكنه شيء مقيت أن تكون مثل آلة ضخ، هكذا مع سائل رتيب كل العمر، كم ليس عنده شيء ليÙعله.
النثيرة
ظبية خميس
القرمزي – مطبوعات الظبية –القاهرة 1995
تورية
أملأ مخيلة الÙراغ بك
أسكبك ذهبا ÙÙŠ الوقت
تخرج من دوائر الدخان
أنظرك ÙÙŠ المرآة
لا شيء يلتمع اللØظة
Øتى عيناك
مطÙØ£ ÙÙŠ منتص٠الÙراغ
بينك وبين الØÙ‚ صØراء من التØديق
ÙÙŠ غرÙØ© الظلام أزج بك
أتوهم أنك لن تكبر من جديد
Ø´Ø¨Ø ØªÙƒÙˆÙ† لذكرى قديمة
تتوارى كي لا تسØبها تيجان الملكات
الى العرض المتكيء على جدران القلب
7 نوÙمبر 1993
لينا الطيبي
شمس ÙÙŠ خزانة
منشورات (ل.ن) لندن
يوم قوس قزØ
ÙˆØدي ÙÙŠ منزل
كطي٠لم يخط صداه
ÙˆØيدة كالشمس
كالعنكبوت سكان الزاوية
كالمطلقة
ÙˆØدي ÙÙŠ منزل
بيني وبين الليل خيط
قرأت Ù†Ùسي
ارتجلت كلمة عزاء
غيرت Øذائي
ثيابي
Ùرشاة أسناني
ÙˆØيدة كيوم قوس قزØ
رشيد الضعيÙ
أنسي يهو مع ريتا
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع
ولادة
خرج أنسي من قعر الماء ومضى Ù†ØÙˆ المدينة Ùالتقى امرأة Ùقال لها: لازلت خارجا من الماء ولا والدة لي Ùأنت والدتي، Ùقالت له: ولكني لم الدك Ùقال : لديني، Ùقبلت لكنها أوضØت له أنها لا تستطيع ذلك إلا إذا عانقها رجل، وأشارت عليه برجل تØبا Ùتابع أنسي طريقه وقال لأول رجل التقي به لم يبق علي ليتم كل شيء إلا أن أجد والدا Ù„ØŒ Ùأنت والدي ثم أنØÙ„ Ùيه واختÙى، عانق الرجل المرأة ÙØبلت ثم وضعت Ø·Ùلا ذكرا أسمياه أنسي … (ص 9)
شري٠رزق (شاعر من مصر)