مترو المرج، لمحمد منصور الكلحي المصري الدرعمي الواعد

ولا يقيمُ على ضيمٍ يُرادُ به إلا الأذلَّانِ عَيْرُ الحيِّ والوتدُ

مُكدَّسون بمترو المرج نضَّغِطُ الأبوابُ تُفتحُ لكن ضُوعِفَ العددُ
كُلٌّ يميلُ على من خلفَهُ ويدي في أن ترى مُمسكًا تسعى فلا تجدُ
كُلٌّ يميلُ على كُلٍّ هنا وأنا كي لا يذُمَّ جواري الشيخُ أجتهدُ
العفوَ يا جَدُّ لا يشغلْكَ يا ولدي مَن عاش سبعين حزنًا لم تَضِرْهُ يدُ
الواقفون بمترو المرجِ مُذ ركبوا أقصى أمانيِّهم لو أنهم قعدوا
يشَّاجرُ اثنانِ نحَّى الناس بينهما يملُّ طفلٌ فيبكي صيحَ يا ولدُ
ويقطعُ الضجَّةَ استعطافُ سائلةٍ بحيثُ لا أحدٌ يرثى له أحدُ
يا أمةَ الخيرِ أرجو بعضَ رحمتِكم بِنْتي تموتُ ولا ظهرٌ ولا سندُ
وصائحٌ ضاقَ ذرعًا بالزحامِ إلى أين المضيُّ بنا بالناسِ يا بلدُ
ووافدٌ قَرَويٌّ حين دُلَّ على مقامِ سيدِّهِ ذي الغوثِ يا مددُ
لما رأى الناس في شكوى ومغضبةٍ يقول لا قنِعوا يومًا ولا حمِدوا
والناس ما بين إطراقٍ وضِحْكِ أسًى وكلُّ وجهٍ عليهِ البؤسُ والكمدُ
ويزفرُ الشيخُ ها لم يخلُ من وجعٍ قلبٌ ولا سلِمت من فيرسٍ كبِدُ
فاتَ الحصادُ أناسًا طالما زرعوا وآخرونَ وإن لم يزرعوا حصدوا
وقائلٌ يتعاطى بعضَ فلسفةٍ حلوانُ غايةُ ذا المترو أم الأبدُ
وطالبٌ أزهريٌّ ما بجُبَّتِهِ كأنهُ عبَقُ التاريخِ لا جسدُ
قبلَ امتحانٍ بصوتٍ خافتٍ قلِقٍ مُردِّدٌ بيتَ شعرٍ ظنَّهُ يرِدُ
ولا يقيمُ على ضيمٍ يُرادُ به إلا الأذلَّانِ عَيْرُ الحيِّ والوتدُ
يكادُ ينفجرُ المترو بضجَّتِهِ وليسَ يشعرُ مَن غابوا بمن شهِدوا
يمضي وتختلط الأصواتُ داخلَه يمضي وتدنو محطّاتٌ وتبتعدُ
بالرأسِ من كلِّ قولٍ قيلَ فيهِ صدًى منهُ توالدُ أفكارٌ وتحتشدُ
ما كنتُ من غَيبةٍ طالت بمنتبِهٍ لو أنَّ كِتْفِيَ لم تهبِطْ عليه يدُ
أنازلٌ أنتَ يا أستاذَنا الشُّهَدا أجل سأنزلُ حبًّا لاسمِ مَن صعدوا

Related posts

Leave a Comment