بدأت علاقتي بعادة قراءة الصØ٠اليومية عندما كنت ÙÙŠ الص٠الرابع الابتدائي، وقتها كنت مواظبا على مطالعة صØÙŠÙتي الجزيرة والرياض يوميا، ومن الشخصيات التي مرت صورته بي عدة مرات مدير Ø¥Øدى الجامعات، وكعادة الصغار عندما يهتمون بالقراءة التصقت بذهني بعض الأخبار والصور، ونسيتها لكنها لم تنسني، مضت الأيام مسرعة، وتغيرت الأØوال، واستوى عودي، وانتظمت ÙÙŠ دراستي الجامعية ÙÙŠ جامعة الملك سعود، كنت وقتها أدرس متطلبات جامعية ÙÙŠ Ø¥Øدى الكليات، وأثناء دخولي لها قابلت وجها لوجه معالي الدكتور عبدالعزيز الÙدا خارجا من Ø¥Øدى القاعات ØŒ وكان معاليه قد غادر منصب مدير الجامعة عندما كنت ÙÙŠ مرØلة السادس ابتدائي بعد أن قضى عدة سنوات مديرا لجامعة الرياض (الملك سعود)ØŒ وكان قبلها وكيلا للجامعة ذاتها.
كانت دهشتي كبيرة كي٠لشخص بلغ أن يكون مديرا لأكبر جامعة سعودية ÙˆØظي بسلطة عليا ومسؤوليات عظمى، يومها كان يقابل الأمراء والوزراء، ويعمل تØت سلطته الآلا٠من الموظÙين، يقبل أن يعود Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ø¯Ø±Ø³Ø§ كأي مدرس ØŸ!
ذهب يومي كله ÙÙŠ التÙكير ÙÙŠ ذلك، ÙˆØينها وصلت إلى قناعة أن منصب الأستاذ الجامعي أروع منصب ÙÙŠ العالم، ولو لم يكن كذلك ما رجع الأساتذة لمهنتهم وقد شغلوا مناصب إدارية كبرى Ùيها كل أشكال السلطة والأبهة والنÙوذ.
ÙÙŠ تلك الأيام وأنا طالب جامعي صغير نبتت ÙÙŠ Ù†Ùسي أمنية أن أكون أستاذا جامعيا، أعود للتعليم مهما توليت من مناصب Ùˆ مراكز قيادية، من Ù„Øظتها أكبرت هذا المنصب وأØببته كأشد ما يكون الØب، Ùالجنرالات لا يعودون جنودا، والمدراء لا يعودون موظÙين، ÙˆØدهم أساتذة الجامعة ÙŠÙخرون بمهنتهم مهما ارتقت بهم الرتب والدرجات الوظيÙية.
âšœ وبمضي الأيام ومرور السنوات شاهدت معالي الدكتور علي النملة وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق وهو يمشي ÙÙŠ أروقة الجامعة ممشوق القامة مبتسما ÙŠØاور ويناقش مع زملائه وطلابه سعيدا بمهنة الأستاذ الجامعي، وهو الذي كان وقتها قبل سنوات ليست بالطوال وزيرا متميزا يملأ السمع والبصر، وكذا الرئيس الأمريكي كلينتون بعد أن غادر منصب رئيس الولايات المتØدة الأمريكية، وهو أقوى منصب سياسي ÙÙŠ العالم؛ عاد ليلقي المØاضرات ÙÙŠ الجامعات، وعدد من كبار المسؤولين العالميين ممن كانوا أساتذة ÙÙŠ الجامعات وتولوا مناصب عليا وقيادات عظمى ما إن تنتهي مدة ولايتهم إلا ويعودون لجامعاتهم وقاعات الدرس ومناقشة الأطروØات والمشاركة ÙÙŠ الندوات والمؤتمرات وكتابة البØوث وتØكيمها .
ومن اللاÙت للنظر أن بعض الزعماء والملوك قديما ممن كانت تØت أيديهم أكبر السلطات وأقواها تمنوا منصب الأستاذية وما يتصل به ÙÙŠ معناه.
Ùقد قال السمعاني ÙÙŠ أدب الإملاء والاستملاء :
“ومن الخلÙاء من اشتهى أن يعقد مجلس الإملاء لنÙسه ورغب ÙÙŠ ذلك.”
وأسند عدة قصص منها :
أن أبا جعÙر المنصور، سئل: هل بقي من لذات الدنيا شئ لم تنله ØŸ
قال: بقيت خصلة أن أقعد ÙÙŠ مصطبة ÙˆØولي أصØاب الØديث Ùيقول المستملي من ذكرت رØمك الله؟
قال: Ùغدا عليه الندماء وأبناء الوزراء بالمØابر والدÙاتر.
Ùقال: لستم بهم إنما هم الدنسة ثيابهم المتشققة أرجلهم الطويلة شعورهم برد الآÙاق ونقلة الØديث.
℠وقال الخليÙØ© العباسي المأمون: ما أشتهى من لذات الدنيا إلا أن يجتمع أصØاب الØديث عندي ويجئ المستملي Ùيقول من ذكرت أصلØÙƒ الله؟!
℠وعن القاضي ÙŠØيى بن أكثم قال قال لي هارون الرشيد:
ما أنبل المراتب ؟
قلت: ما أنت Ùيه يا أمير المؤمنين
قال: Ùتعر٠أجل مني ØŸ
قلت: لا
قال: لكني أعرÙه، رجل يقول ÙÙŠ Øلقة: Øدثنا Ùلان عن Ùلان !
قال:خير منك وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي عهد المسلمين؟!
قال: نعم ! ويلك هذا خير مني لأن اسمه مقترن باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا يموت أبدا،
Ù†ØÙ† نموت ونÙنى، والعلماء باقون ما بقي الدهر !
Ùأي منصب أرÙع وأروع من منصب الأستاذ، ويكÙÙŠ المؤمن أن التعليم هو وظيÙØ© الأنبياء ومهمتهم، قال عليه الصلاة والسلام: (إنما بعثت معلما) .. Ùلا غرو أن يتمنى الخلÙاء تØصيل ذلك المنصب الرÙيع، ولا غرابة أن يعود الأستاذ الجامعي لمهنته بعد أن يغادر كرسي الوزارة أو الإدارة ..
Ùلا عطر بعد عروس !
â„â„â„â„â„â„â€