من النظم إلى النثر هل يختطّ٠الإيقاع المسار Ù†Ùسه؟
http://alantologia.com/blogs/9543/
نثر الشيء: رماه متÙرّقاً، والنثر خلا٠النظم من الكلام. والنثري والمنثور خلا٠المنظوم. وجاء ÙÙŠ «لسان العرب»، ÙˆÙÙŠ «القاموس المØيط»، ما يوØÙŠ بأنّ النثر سÙمّي نثراً لأنّ شكله يوØÙŠ بعدم التناسق، بخلا٠الشعر الذي يتØقّق له الانتظام بالوزن والقاÙية. وهو ما يشير إليه «المعجم الوسيط» ويØدده بدقّة، إذ ÙŠÙسمّى «المنثور الكلام المرسل غير الموزون ولا المقÙى، وهو خلا٠المنظوم، والناثر من يجيد الكتابة نثراً، والنثر الكلام الجيد يرسل بلا وزن ولا قاÙية، وهو خلا٠النظم، ويقال كلامه دÙرٌّ نَثير»، (المعجم الوسيط). كما ÙÙŠ (التعريÙات)ØŒ ÙÙŠ قول علي الجرجاني: «النَّظْم ÙÙŠ اللّÙغة٠جمع٠اللّÙؤلؤ ÙÙŠ السلك، ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„Ø§ØµØ·Ù„Ø§Ø ØªØ£Ù„ÙŠÙ Ø§Ù„ÙƒÙ„Ù…Ø§Øª والجمل مترتّبة المعاني متناسبة الدلالات، على Øسبما يقتضيه العقل، وقيل الألÙاظ المترتّبة المسوقة المعتبرة دلالاتها على ما يقتضيه العدد».
النّظْم، هنا، بمعنى التألي٠والاتّÙساق الدلالي ÙˆÙÙ‚ منطق العقل، كما قدّمته نظريّة النظم ÙÙŠ شقّيْها البلاغي والإعجازي؛ Ø«Ùمّ هو بمعنى ترتيب الكلمات ترتيباً عدديّاً ÙˆÙÙ‚ قياس العروض وأزمنته، وهو ما تÙرضه البنية الوزنية ÙÙŠ الشعر بوصÙÙ‡ كلاماً منظوماً. يعنينا Ù†ØÙ† المعنى الثاني، النظم ÙÙŠ مقابل النثر. يميّز النواجي ÙÙŠ كتابه «مقدمة ÙÙŠ صناعة النظم والنثر» بينهما: «النظم هو «الكلام الموزون ÙÙŠ الموازين العربية»، والنثر هو الكلام المرسل أو المسجع».
ÙˆÙقاً لهذا الاعتبار، كان النقد يتعاطى مع الشعر والنثر، والعلاقة بينهما، ومع علاقة Ø£Øدهما بالآخر، إلا أنَّ قواعد النقد، من منظور البلاغة المعمّمة، كانت مشتركة ÙÙŠ دراستهما معاً، كأنّ ما ينطبق على الشعر ينطبق على النثر أيضاً، Ùالمبرَّد، مثلاً، ÙŠÙوسّع٠مجال البلاغة الذي يجعله الكلام بإطلاق، ويÙعرّÙها بقوله: «إØاطة القول بالمعنى، واختيار الكلام، ÙˆØسن النظم»، ثمّ زاد: «Ùإن استوى هذا ÙÙŠ الكلام المنثور، والكلام المرصوÙØŒ المسمّى شعراً، Ùلم ÙŠÙضل Ø£Øد القسمين صاØبه، ÙصاØب الكلام المرصو٠أØمد؛ لأنّه أتى بمثل ما أتى به صاØبه، وزاد وزناً وقاÙية، والوزن ÙŠØمل على الضرورة، والقاÙية تضطرّ٠إلى الØيلة. وبقيت بينهما واØدة، ليست ممّا توجد عند استماع الكلام منهما، ولكن يرجع إليهما عند قولهما، Ùينظر أيهما أشدّ٠على الكلام اقتداراً، وأكثر تسمّÙØاً، وأقل معاناة وأبطأ معاسرة، Ùيعلم أنَّه المÙقدَّم». وبدا قطاعٌ واسع من النقد لا ÙŠÙسّر علاقة الشعر بالنثر الÙنّي ترسّÙلاً أو خطابةً، ولا يتساءل متى ينتهي الشعر ويبدأ النثر، Ùلم يكن الخلاÙ٠بينهما خلاÙاً عضويّاً وجوهريّاً تØدّده الÙروقات النوعيّة لغةً وصورةً وإيقاعاً، بل كميٌّ وشكليّ يتمّ اختزاله ÙÙŠ خطاطة العروض. بالتالي، بقي السؤال مطروØاً: كي٠تتØقق المÙاضلة بين النظم والنثر أمام الاختلا٠الذي يطال شكل النص، وجنسه الأدبي، وتقاليد الكتابة وأعرا٠تلقّيها، من عصر إلى عصر؟ بل Øتى لمّا اهتموا بالكتابة، ÙÙŠ أثناء صعودها، لم يهتمّوا بها لشرطها الأدبيّ ومبادئها الداخلية، بل لدورها ودور الكاتب ÙÙŠ المØيط السوسيوثقاÙÙŠ والسياسي، كما يظهر من تصنيÙات وصلتنا، مثل تصنيÙÙŠ «البرد الموشّى ÙÙŠ صناعة الإنشا» ÙˆÂ«ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø£Ø¹Ø´Ù‰Â»ØŒ الذين طبقت شهرتهما الآÙاق مغرباً ومشرقاً.
استشكال العلاقة
Øاول بعض النقاد القدامى استشكال العلاقة بين الشعر والنثر، بمنأى عن الأØكام الانطباعية ÙÙŠ تÙضيل النظم على النثر، أو النثر على النظم، Ùسرعان ما قرّ ÙÙŠ ظنَّهم أنّ المعيار الوØيد الذي ينأى بالشعر عن النثر هو الوزن، Ùابتكروا Ù…ØµØ·Ù„Ø Â«ØÙ„ المنظوم ونظم المنثور»، Ù…Ùدّعين أنّ نقل الصيغ الشعرية إلى جنس النثر يختزل ÙÙŠ إجراء أدبي؛ لا يتطلب إلا مهارةً ÙˆØذقاً بتبديد الوزن وهدمه، كما أنّ نقل الصيغة النثرية إلى أسلوب شعري لا يزيد عن عقدها بالوزن، لأن Ù…Ùهوم الشعر كان ÙŠÙختزل ÙÙŠ عبارة مسكوكة ومÙركّزة، هي: «الشعر كلام موزون مقÙÙ‰ دال على معنى»، كما يقول قدامة.
لم يق٠الÙرق بين النظم والنثر إذن، عند المستوى العروضي- الشكلي، بل وجد النقّاد أنÙسهم ÙÙŠ صميم الناØية الÙنّية يناقشون «Øلّ الشعر ونظم النثر»، ÙÙŠ سياق توتّÙر العلاقة بين الشعر والنثر، منذ أن شرع عبد الØميد الكاتب ÙÙŠ Øلّ٠معقود الكلام، ومنذ أن ÙÙÙ‡ÙÙ… بأن «الكتابة نقض الشعر: وقيل للعتابي: بما قدرت على البلاغة؟ Ùقال: بØلّ٠معقود الكلام»؛ «Ùالشعر رسائل معقودة والرسائل شعر Ù…Øلول». ولهذا توالت المباØØ« التي تÙعنى بثنائيّة الØلّ/ العقد ودراستها، ابتداءً من العسكري الذي ناقش «Øلّ المنظوم» ÙÙŠ سياق (السرقات الشعرية) Ùقال: «وأØد أسباب إخÙاء السرق أن يأخذ معنىً من نظْم٠Ùيورده ÙÙŠ نَثْر، أو من نَثْر٠Ùيورده ÙÙŠ نَظْم». ويجعل العسكري «المØلول من الشعر» على أربعة أقسام؛ منها ما يكون بإدخال Ù„Ùظة بين ألÙاظه، أو ما ينØلّ٠بتأخير Ù„Ùظة٠منه وتقديم أخرى بوجْه٠Øسن، وقد ينØلّ٠على هذه الكيÙية بسوء، وقسم ثالث «تكسو ما تØلّه من المعاني ألÙاظاً من عندك وهذا أرÙع درجاتك». ومن الأمثلة التي أوردها، بقي نقاش العسكري Ù…Øصوراً ÙÙŠ قضيّة اللÙظ والمعنى، بدون أن يتعداه إلى تأمّÙÙ„ البناء المØلول وتأثّÙر خاصية النظم إيجاباً أم سلباً، وهو ÙŠÙدْرك أنّ «من النّظْم ما لا يمكن ØلّÙÙ‡ أصلاً بتأخير Ù„Ùظة وتقديم Ø£Ùخرى منه Øتى يلØÙ‚ به التغيير والزيادة والنقصان»، وربما يكون همّÙÙ‡ بتصيّÙد (السرقات) قد شغله عن استقصاء ذلك.
كما خصّ ابن المظÙر الØاتمي ÙÙŠ «Øلية المØاضرة ÙÙŠ صناعة الشعر» باباً ÙÙŠ نظم المنثور للغرض Ù†Ùسه، ذاكراً طائÙØ© من الشعراء التي تÙØ®ÙÙŠ السرق، وتلبسه اعتماداً على منثور الكلام دون منظومه، Ùنجده يتتبّع صنيع هؤلاء ÙÙŠ استراق الألÙاظ الموجزة، والÙÙقر الشريÙØ©ØŒ والمواعظ الواقعة، والخطب البارعة، ولا يزيد على ذلك بÙهم طبيعة المعنى وهو ينقل من Øيّز النثر إلى Øيّز الشعر. وبمثل ذلك صنع الثعالبي لمّا ألّ٠«نثر النظم ÙˆØلّ العقد»، إلّا تØامÙله على الشعر ÙˆØطّه من رتبة الشعراء أمام طبقة الكÙتّاب.
قلب Ù…Ùهوم الصنعة
ÙÙŠ كتاب «الوشي المرقوم ÙÙŠ Øلّ٠المنظوم»، وصلت صنعة Øلّ٠الشعر منتهاها مع ابن الأثير، ويتعدّاها ليشمل Øلَّ الآيات القرآنيّة ÙˆØلّ الأخبار النبويّة معاً. والناظر ÙÙŠ الكتاب يلمس رغبة ابن الأثير ÙÙŠ تعليم النثر والكتابة، Ùيعمد إلى الشعر ويأخذه معانيه ويÙصيّÙرها نَثْراً، كأنّه ÙŠÙرينا ÙÙŠ ما ÙŠØسن أن ÙŠÙØلَّ من الشعر، ويÙØدّثنا عن الطريقة المثلى ÙÙŠ ØلّÙه، وعن أيّ٠الألÙاظ التي ÙŠØقّ٠أن تبقى، وأيّÙها ÙŠØقّ٠أن تÙستبدل بغيرها أثناء الØلّ، Ù…ÙبيّÙناً السبب ÙÙŠ هذا أو ذاك. لم يقتصر ابن الأثير ÙÙŠ Øلّ المنظوم إلّا على شعر أبي تمام والبØتري والمتنبّي، ويÙعلّل ذلك بقوله: «إنّي قلّبت٠الأشعار تقليب السماسرة للمتاع، ووزنتÙها بالقيراط وكلْتÙها بالمÙدّ والصّاع، وما عدلْت٠إلى الطائيين إلّا عن نظر، وذلك: أنّ الغرض إنّما هو معرÙØ© المعاني والألÙاظ، ولم يشتمل شعر Ø£Øد من الشعراء المÙÙلقين، قديماً ÙˆØديثاً، على المعاني التي يشتمل عليها شعر أبي تمام، وأبي الطيب؛ Ùإنهما غوّاصا المعاني، وأما الألÙاظ ÙÙŠ سبكها وديباجتها Ùلم أجد Ø£Øداً ÙŠÙسامي أبا عبادة البØتري Ùيها». يرى ابن الأثير أنّ Øلَّ الشعر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
Ù€ Øلّ الشعر بلÙظه، وهو أدنى مرتبة ولا Ùضيلة Ùيه كما يعتقد، ويÙمثّÙله بـ«من هدم بÙناءً، Ø«Ùمّ أخذ تلك الآلات المهدومة، Ùأنشأ بها بÙناءً آخر، Ùإنّه يجيء٠Øينئذ٠مÙخلولق البناء لا Ù…Øالة». وهذا ما لا ÙŠØسبه من صناعة Øلّ٠الشعر ÙÙŠ شيء، لأنّه ينبغي عدم «Øلّ المعاني الشعرية بلÙظها بعينه». ومن الأشعار ما لا يجوز تغيير Ù„Ùظه وَجَده٠ابن الأثير ÙÙŠ عشرة أنواع. من تلك الأشعار كلّ٠بيْت٠تضمّن مثلاً، أو Ø°Ùكْرَ قصّة مشهورة، أو ذكْرَ ألÙاظ٠تختصّ٠بعلم من العلوم، أو ذكْرَ قبيلة٠أو بيت٠من البيوت، أو Ø°Ùكْرَ معنى من معاني التشبيه يكون بلÙظ مخصوص دالّ على معنى مخصوص؛ وكلّ٠بيْت٠بلغ الغاية القصوى ÙÙŠ البلاغة، أو استÙعمل Ùيه التجنيس، أو ألÙاظ المطابقة؛ وكلّ٠بيْت٠ينØصر معناه ÙÙŠ مقصد٠من المقاصد، أو «تضمّن ألÙاظاً Ùرائد ÙÙŠ Ù…ØلّÙها، لا يسدّ٠غيرها مسدَّها بØيث إذا بÙدّلت بما يرادÙها تداعى بناء البيت، وانهدم معناه».
Ù€ Øلّ الشعر ببعض Ù„Ùظه، ويعدّÙÙ‡ ابن الأثير «أصعب منالاً»، لأنّ Øلَّ شعر شاعر٠مÙجيد٠يتطلّب٠مؤاخاة Ù„Ùظه بمثله ÙÙŠ الØسن والجودة.
Ù€ Øلّ الشعر بغير Ù„Ùظه، ويَضعÙÙ‡ ÙÙŠ «الطبقة العليا»، ويرتبط بنقل المعنى من Ù„Ùْظ٠إلى Ù„Ùظ ثان٠تتبث الÙضيلة Ùيه لمن Ø£Øسن سبكه وأبرزه ÙÙŠ «Øلية٠رائقة». واشتقَّ ابن الأثير من هذا القسم ضَرْباً ÙŠÙسمّى «توليد المعاني»، ونعته هو بـ«الكيمياء»، لأنَّه «يÙبدّÙÙ„ صور الأعيان ويÙبْرزها ÙÙŠ عدّة٠من الألوان؛ Ùتارةً ÙŠÙخرج منها لؤلؤاً، وتارةً ياقوتاً، وتارةً ذهباً، وتارةً Ùضّةً. وهذا هو أشرÙ٠الدرجات ÙÙŠ Øلّ٠المنظوم».
يظهر مما يسوقه ابن الأثير بشأن العلاقة بين الشعر والنثر عامة، ÙˆØلّ المنظوم تØديداً، أنَّه قلب Ù…Ùهوم الصنعة – كما تجسّدت Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¹Ù†Ø¯ ابن طباطبا- رأساً على عقب؛ Ùبدلاً من أن يكون النثر مادّةً للشعر، جعل الشعر مادّةً للنثر والكتابة. كان ابن طباطبا، ÙÙŠ Øديثه عن «صناعة الشعر»، ÙŠÙشير إلى أنّه «إذا أراد الشاعر بناء قصيدة٠مخّض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه ÙÙŠ Ùكره نثراً، وأعدّ له ما يلبسه إيّاه من الألÙاظ التي تطابقه، والقواÙÙŠ التي تÙواÙقه، والوزن الذي يسلس له القول عليه. Ùإذا اتّÙÙ‚ له بيت يشاكل المعنى الذي يرومه أثبته، وأعمل Ùكره ÙÙŠ شغل القواÙÙŠ بما تقتضيه من المعاني على غير تنسيق٠للشعر وترتيب٠لÙنون القول Ùيه؛ بل يعلق كلّ٠بيْت٠يتّÙÙ‚ له نظْمÙÙ‡ÙØŒ على تÙاوت٠ما بينه وبين ما قبله». Ùابن طباطبا، هنا، مع ما يمكن أن نأخذ عليه من أنّه ÙŠÙعطي للمعنى أسبقيّةً ÙÙŠ البناء، ويجعله مستقلّاً عن شكله الإيقاعي، إلا أنَّه استØضر العناصر جÙلّها، Ù…ÙتÙاعلةً ÙÙŠ ما بينها، بما ÙÙŠ ذلك عنصري النظم: الوزن والقاÙية كشرطين ÙÙŠ البناء الشعري.
خارج الخطاب
ÙÙŠ المÙقابل، لم ÙŠØصر ابن الأثير صنعة Øلّ الشعر إلّا داخل ثنائيّة اللÙظ والمعنى، ولم يتطرّق إلى مشكلة البناء بذكْر٠ذي اعتبار، إلّا من عبارات انطباعية Ùرضها ذوقه الÙنّي كناثÙر٠من الطراز الرÙيع. وبالتالي، Ùإذا كان ابن الأثير يكش٠تمرّÙسه على أساليب الكتابة الÙنّية، وقدرته على الانتقال بين تنويعاتها الجمالية ÙÙŠ ما كان ÙŠÙنْشئه ويضربه من أمثلة، إلا أن آليّة تØليله النظري لها لم تكن بالدرجة Ù†Ùسها، ولا بالوعي Ù†Ùسه. كانت المساÙØ© التي يسلكها من الشعر إلى النثر مضبوطة ومØكومة بهاجس٠تعليميّÙØŒ إذ لم يكن المهمّ هو الشكل، بقدر المادّة المØمولة؛ Ùالشعر، كما القرآن والأخبار النبويّة، لا يأخذه إلّا باعتبار ما ÙŠØمله٠من مَعْرÙØ©Ù (مثل، Øكمة، وجه بلاغي..) لزعمه أن «الكلام المنظوم» استغرق «جميع المعاني، Ùكان الأخذ منه أولى». ولهذا Ù†Ùهم لماذا أنّ ابن الأثير كان يهتمّ٠بـ«نقل المعنى» من وَجْه٠إلى وَجْه٠آخَر، ولم ÙŠÙعÙرْ للموازنات الصوتية – الإيقاعيّة التي ضمّنها أنثاره اهتماماً ÙÙŠ النظر، ورÙبّما شغلَه٠عن ذلك أنّ الكتاب «كتاب تعليم». لقد Ø§ØªÙ‘Ø¶Ø Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¨Ø¹ السكولائي للكتاب، وخÙتَ الطابع الإشكاليّ للقضايا التي من المÙترض أنْ تطرØها صنعة Øلّ الشعر أمبريقيّاً، وذلك على صÙعÙد البناء والدلالة والإيقاع؛ ÙالÙرق بين النظم والنثر ليس Ùَرْقاً ÙÙŠ استخدام المعاني والسبق إليها، لكنّه Ùَرْقٌ ÙÙŠ طريقة التعبير وتوقيعه. وأين هذه الصنعة ممّا أثبته الجاØظ، بقوله إنّ الشعر «لا يستطيع أن ÙŠÙترج ولا يجوز عليه النقل، ومتى ØÙوّل تقطّع نظمه وبطل وزنه، وذهب Øسنه وسقط موضع التعجّÙب».
إن خاصية الوزن لا تتجلّى قيمتها ÙÙŠ أنها تطبع الشعر بـ«النّظْمية»، بل ÙÙŠ ما تÙجريه من تَØْويل٠Øقيقي يعبر بالكلام ÙÙŠ الشعر من مستوى إلى آخر أكثر تأثيراً وإيØاءً، ÙˆÙÙ‚ النسيج الÙنّي الذي تتعيّش منه، ووÙÙ‚ قوانينه اللغوية التي تتأثّر بها. ولذلك Ùكلّما كان الوزن يعتمد نسقاً Ù…ÙØدّداً ÙÙŠ توزيع أعاريضه ÙˆØركاته وسكناته ÙÙŠ كَمّ٠إيقاعيّ٠ما، كلما أثّر ذلك رأساً ÙÙŠ «صورة الكلام»، وجعل اللغة تنتظم انتظاماً يختل٠عن الصور العادية للكلام، بقدرما يجعل الإيقاع ÙÙŠ عبور اللغة الشعريّة أكثر ملموسيّةً وماديّة ÙÙŠ مستوى بنية الكلمة والتركيب والÙضاء برÙمّته. ÙÙŠ المقابل، إنّ البقاء ÙÙŠ Øدود النّظْم واعتباره قيمة ÙÙŠ Øد ذاته، وبدون ميزة التØويل، يترك الشعر خارجه وليس له إلا Ùضل الوزن والقاÙية. وبسبب٠من هذا، Ùكثيرٌ Ù…Ùمّا Ù†Ùسمّيه شعراً هو نَظْمٌ لا شعريّة Ùيه، وبالمثل هناك نزْرٌ غير قليل٠من النثر هو Ø´Ùعْرٌ وإن لم يأْت٠كلاماً مَنْظوماً وجاء Ù…Ùعدماً من الوزن والقاÙية، ولكن ليس معدوماً من الإيقاع بأي Øال من الأØوال.