تصلني استÙسارات متقطعة من شباب يرغبون ÙÙŠ العمل ÙÙŠ مؤسسات مثل بي بي سي وياهو اللتين ترأست القسم العربي Ùيهما وبالتتابع على مدى سنوات. Ø£Øيانا ÙŠÙ„Ù…Ø Ø¨Ø¹Ø¶ من التقي معهم إلى أن مثل هذه الأماكن، بداهة، لا يصل إليها إلا من “كان له ظهر” أو من يتمتع بعلاقات خاصة مع جهات وقانا الله وإياكم تبعات الØديث عنها. يقولون بتورية أو بصراØØ© إن العمل هناك وربما ÙÙŠ كل مكان لا علاقة له ÙÙŠ النهاية بالكÙاءة أو الاجتهاد.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=19052018&id=7081f32f-d824-4d92-a363-29580abd185e
بداية لابد من الإقرار بأن المØسوبية والرشوة والارتباط بعلاقات قبلية، أو عشائرية، أو أسرية، أو عاطÙية، أو Øتى “التمتع” بعلاقة مع أصØاب النÙوذ قد تكون سبيلا للترقي والوصول. هذا واقع Øال يصعب إنكاره. لكن الØقيقة الأكبر هي أن الÙرص المتاØØ© ÙÙŠ سوق العمل ÙˆÙÙŠ مجالات الريادة أكبر بمراØÙ„ من تلك التي تتآكل بÙعل المØسوبية والرشوة. والأهم من ذلك أن أكثر ما يعوق الشباب عن تØقيق Ø£Øلامهم هو تلك الØواجز الذهنية والنÙسية التي تجعلهم ÙŠØجمون عن تبني الطرق المستقيمة والسهلة للوصول إلى أهداÙهم بØجة وجود طرق أخرى ملتوية، وباÙتراض عدم جدوى المØاولة طالما أننا نعيش ÙÙŠ عالم يموج بالÙساد. أصØاب هذا الرأي يسقطون ÙÙŠ بئر اليأس ويعرضون عن Ù…Øاولة Ùهم ما ينقصهم، ويستسهلون الشعور بالتعالي الأخلاقي على واقع يرونه دنيئا، Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ سبيلهم ÙÙŠ تعويض الشعور بالعجز. ÙيتخلÙون أكثر وأكثر عن اللØاق بالركب، أو استغلال ما هو موجود من Ùرص.
على مدى سنوات من العمل ÙÙŠ مؤسستين كبيرتين هما بي بي سي وياهو التقيت مع آلا٠الشباب وعملت مع من Ù†Ø¬Ø Ù…Ù†Ù‡Ù… ÙÙŠ المرور باختبارات التوظي٠ولقاءاتها، وأدركت أن أكثر من ينقص العملية التعليمية ÙÙŠ بلادنا هو تأهيل الطلاب لمقتضيات الØياة العملية أغلبها لا علاقة له بما Øصلوه من علم.
أغلب من كانت لديهم عوائق Ù„Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ù„Ù… تكن مشكلتهم المعرÙØ© المهنية بقدر ما ما هي عجزهم عن الاندماج مع Ùريق العمل، أو Ùهم سبل التواصل مع أقرانهم أو رؤسائهم، أو إدراك ما ينقصهم من خبرات ومهارات لاستكماله.
ÙÙŠ Ø¥Øدى المرات ألقيت Ù…Øاضرة على مجموعة من شباب الصØÙيين Ù„Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø·Ø±ÙŠÙ‚Ø© التي تقوم بها مؤسسات مثل بي بي سي أو ياهو بتوظي٠العاملين Ùيها، وشرØت كاÙØ© خطوات التعامل مع طلبات التقديم، ÙˆØتى اللقاء النهائي مع لجان الاختيار. وكان من بين ما ركزت عليه ضرورة معرÙØ© باللغة الإنجليزية بما يكÙÙŠ Ù„Ùهمها والترجمة منها إلى العربية، واستخدامها ÙÙŠ التخاطب داخل المؤسستين. بعد المØاضرة انتØÙ‰ بي Ø£Øدهم جانبا وأسر لي بأن لديه مشكلة “بسيطة” يرجوني أن أساعده ÙÙŠ Øلها. كانت مشكلته أنه لا يعر٠الإنجليزية، وكان لديه من السذاجة أو سوء التقدير ما يجعله يعتقد بأن لدي من النÙوذ ما يمكنني من استثنائه من هذا الشرط “البسيط”.
اقترØت عليه بدوري Øلا “بسيطا” من بين Øلين اثنين: أولهما أن يجتهد ÙÙŠ دراسة الإنجليزية بما يؤهله للتقدم، وثانيهما أن ÙŠØدد ما يمتلكه من مزايا مؤهلات ثم يبØØ« عن مكان يلائم مهاراته. Ùالعمل ÙÙŠ بي بي سي أو ياهو أو مثيلهما ليس نهاية المطاÙØŒ وسعادة الإنسان، من واقع خبرتي، هي ÙÙŠ انخراطه ÙÙŠ عمل ÙŠØبه، وليس بالضرورة الارتباط بمكان مشهور ومعروÙ.
ÙÙŠ الأسابيع المقبلة سأكتب ÙÙŠ هذه الزاوية بعض التوجيهات التي ربما لا تجدها ÙÙŠ كورس أو ورشة عمل تخصصت ÙÙŠ مثل هذه النصائØ. يقيني أنها ستوÙر كثيرا من الجهد على كثيرين وستقدم لهم إجابة على تساؤلات ربما شغلتهم Ù„Ùترة طويلة عن كيÙية الالتØاق بالمؤسسات الدولية.
ختاما وقبل أن أنسى، لا يوجد لدي الكثير مما أضيÙÙ‡ لمن يرغبون ÙÙŠ الترقي بالارتباط بأصØاب الØظوة والنÙوذ أو بالجهات “اللي بالي بالك”. كثيرون يسلكون هذا الطريق، لكنني أجزم بأنهم أقل سعادة من غيرهم. بل وربما يبذلون من أنÙسهم أكثر بكثير مما كسبوه ÙÙŠ Ù…Øاولة للاØتÙاظ بدÙØ¡ القرب من أولياء النعم. هذه السلسلة أكتبها لمن يرغبون ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¨Ù…Ø¬Ù‡ÙˆØ¯Ù‡Ù… والذين أعتقد أن لهم ÙÙŠ سوق العمل العالمي باتساعه، مكانا ومكانة.