أكتب هذا المقال من المطار وأنا ÙÙŠ طريقي إلى لوس أنجلوس بولاية كاليÙورنيا Ù„Øضور مؤتمر سنوي هو الأكبر ÙÙŠ تخصصي وهو تصميم الØاسبات (computer architecture)ØŒ يترجم على أنه “معمار الØاسبات” ولكني لا أستسيغ هذه الترجمة لأنها ليست سهلة على الأسماع أو الأÙهام ومن يسمعها يسأل: “يعني بتعمل إيه بالظبط صيانة ولا تجميع؟”.. على العموم ليس ترجمة إسم تخصصي هو موضوع مقال اليوم بل الموضوع هو السÙر للمؤتمر، لقد تكلمنا ÙÙŠ مقال سابق عن المؤتمرات وأهميتها وما يجب علينا عمله (من وجهة نظري Ùقط) كي Ù†Øسن من مؤتمراتنا العلمية ÙÙŠ مصر، مقال اليوم هو استكمال للمقال السابق وهو بمثابة جدول أعمال شخصي لما أريد عمله وما Ø£Øاوله ÙÙŠ كل مؤتمر أساÙر إليه… طبعاً عندما يقرأ البعض أول جملة من هذا المقال Ùسيقولون “يا بختك ياعم” أو “إللى إداك يدينا” أو “ما تاخدنا معاك” وهذا وإن بدا طريÙاً إلا أنه يعكس وجهة نظر معينة عند الكثيرين بخصوص السÙر للمؤتمرات وهي أنها نزهة للتخلص من ضغوط الØياة اليومية وهي وإن كانت كذلك ÙÙŠ بعض الأØيان إلا أنها أعمق من ذلك بكثير، لماذا؟ وما الذي نستÙيده أكثر من النزهة والتخلص من ضغوط الØياة اليومية؟
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=02062018&id=33d3888e-698a-4b16-b1a5-68e5d91d2070
أول وأهم هد٠من Øضور مؤتمر علمي هو التعاون (ولا أقصد إسم Ù…Øطة البنزين الشهيرة!)ØŒ عندما كنت مازلت طالب دكتوراه منذ ما يزيد عن الخمسة عشر عاماً تعلمت أن أهم Ø£Øداث المؤتمر هي ما تØدث خارج قاعات الندوات، أنت تستطيع بسهولة الØصول على الأبØاث التي ستقدَم ÙÙŠ المؤتمر قبل Øتى القدوم إلى المؤتمر ويمكنك التواصل مع مؤلÙيها بدون Øتى الذهاب للمؤتمر، إذا ليس Øضور الندوات هو الأساس اللهم إلا إذا كانت Ù…Øاضرة من عالم كبير ÙŠØكي تجربته أو Ø£Ùكاره أو ÙلسÙته أو Øضور ندوة يلقيها طلبتك أو أصدقائك من باب المجاملة أو التشجيع أو إعطاء رأيك، الأساس هو مقابلة الباØثين الآخرين خارج القاعات وأثناء استراØات القهوة لتبادل الأÙكار والخبرات وقد ينتهي الأمر بالبدء ÙÙŠ التعاون ÙÙŠ مشروع بØثي، أسمع من بعض الأصدقاء ÙÙŠ مجالات بØثية أخرى (بضم الأل٠وليس ÙتØها!) أن الباØثين يخشون من تبادل الأÙكار Øتى لا تسرق من الباØثين الآخرين، هذا وإن كان ÙŠØدث ÙÙŠ بعض المجالات إلا أني لا أعتقد أنه الأساس على الأقل لم أره ÙÙŠ مجالي خاصة لو كان الباØثون يعملون ÙÙŠ نقاط مختلÙØ© Ùتعاونهم قد ينتج نقطة جديدة تØتاجهم معا لاستكمالها ولايستطيع Ø£Øدهم العمل بها ÙˆØده والعلم وصل من التعقيد أنه ÙŠØتاج إلى تعاون كبير ÙÙŠ المشاكل العلمية الكبيرة.
إذا Øضرت بعض الندوات وإن كانت ÙÙŠ غير نقاط إهتمامك الØالي ÙÙŠ التخصص Ùإنها Ùرصة للتعر٠على Ø£Ùكار جديدة، إذا نظرت ÙÙŠ عناوين الأبØاث ÙÙŠ هذا المؤتمر الذي أساÙر Ù„Øضوره على مر السنين (هذا المؤتمر يعقد منذ أكثر من أربعون عاماً) ستجد أن موضوعات الأبØاث تواكب التوجه التكنولوجي المهم ÙÙŠ وقته، مجرد قراءة هذه العناوين على مر السنين هو قراءة للتاريخ العلمي لهذا التخصص وتأثيره على التكنولوجيا، أنت قد تعمل ÙÙŠ تخصص معين ولكنك Øالياً منكب على بØØ« ÙÙŠ نقطة صغيرة ÙÙŠ هذا التخصص، لذلك من المÙيد أن ترى ما ÙŠÙعله الآخرون ÙÙŠ Ù†Ùس تخصصك ÙÙŠ النقاط الأخرى Ùلعلك تجد نقطة إلتقاء تكون نواة Ù„Ùكرة جديدة.
ÙÙŠ المؤتمرات العلمية الكبرى تجد تواجداً كبيراً للشركات التكنولوجية، Ùمثلاً ÙÙŠ تخصصي تجد تواجدا كبيرة لشركات مثل جوجل وإنتل ÙˆÙيسبوك ومايكروسوÙت والكثير من الشركات الأخرى، الØديث مع الشركات قد يقود إلى تعاون معهم يكون Ù…Ùيداً للجانبين، هم ÙŠØتاجون إلى طلبتك وإلى تÙرغك للبØØ« Øتى يبØثوا Ø£Ùكاراً جديدة (وقد تكون مجنونة ÙÙŠ بعض الأØيان) لأنهم Ù…Øكومون ÙÙŠ شركاتهم بالسوق وليس عندهم التÙرغ الكامل والØرية التي لديك، وأنت تØتاج إلى الإمكانيات التكنولوجية الكبرى عندهم التي هي Øتماً أكثر بكثير من الجامعة مهما علا شأن الجامعة أو تصنيÙها، إذا قالتØدث مع الشركات مهم أثناء هذه المؤتمرات.
من الأمور المثيرة لي شخصيا هي أن أرى كي٠يعمل الجيل الجديد (بإعتبار أني قاربت أن Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù† الجيل القديم!) Ùطريقة كلام الجيل الجديد وطريقة تقديمهم للأبØاث تعطي Ùكرة عن طريقة تÙكيرهم وشخصياتهم وهذا يساعدني ÙÙŠ التدريس ÙˆÙÙŠ البØØ« العلمي مع هذا الجيل الذي Ø£ØµØ¨Ø Ø£ÙƒØ«Ø± Øدة (ÙÙŠ نقده للأبØاث الأخرى) وأكثر ثقة بالنÙس من جيلي، أو هذا ما أراه.
أخيراً وآخراً يعتبر السÙر للمؤتمرات ÙÙŠ جزء منه نزهة وترÙيه، يجب أن أعتر٠أنني Ø£Øب النزول ÙÙŠ الÙنادق وإن كنت لا Ø£Øب عملية السÙر Ù†Ùسها من ذهاب للمطارات والطوابير الطويلة.. إلخ
ÙÙŠ مصر أجد تعاونا صØيا بين جامعة وشركة مثلا وهذا جميل ولكن ما أتمناه أن أجد التعاون بين الجامعات وليس Ùقط بين جامعة واØدة وشركة، كم أتمنى أن أري بØثاً عليه أسماء من جامعة القاهرة مثلاً وعين شمس وإسكندرية أو جامعة النيل وزويل والجامعة الأمريكية، لن أستطيع أن أص٠كم الÙائدة التي ستعم على الØياة العلمية عندنا إذا Øدث ذلك.
والآن على أن أذهب لألØÙ‚ بالطائرة.