تقتير

درجنا على أن نحرم الوسيم المتأنق من توطُّن مقام طلب العلم، توقعا أنه مشغول عنه حتما بوسامته وتأنقه، أو حسدا أن تجتمع له الحسنيان: “قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ Ûš وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا” -الإسراء: 100- صدق الله العظيم!
وهذا المجرى جريتُ -وهل أنا إلا من غَزيَّة إن غوت غويتُ- بحكمي على سعيد حسن، زميلي بعامنا الدراسي الأول في كلية دار العلوم من جامعة القاهرة، الوسيم المتأنق الذي صار فيما بعد صديقي العزيز، حتى اتصل بيننا كلام، فسألني عن قول الأمير المحروم الذي غنته أم كلثوم: “يقول الناس إنك خنت عهدي”Ø› ألا ترى أنه كان ينبغي له أن يقول: “يقول الناس إنك خنت عهدها”!
وعلى رغم أنه يجوز لناقل كلام الناس عن نفسه، أن يطابق بضمائر نقله الغائبَ من حيث هو حق مجرى كلام الناس عنه، والمتكلمَ من حيث هو حق مجرى كلامه عن نفسه- أعجبني استشكاله حتى لمت في التقليل منه نفسي، ثم لما وجدته يجذب من مكتبته أحد أجزاء “النحو الوافي” لعباس حسن، يتلمّس ما يحتج عليّ به، استقر في نفسي أنه وسيم متأنق طالب علم!

Related posts

Leave a Comment