هذا الأسبوع لا يسعني إلا أن أخرج عن موضوع مقالاتنا هنا عن سير علمائنا ÙˆØياتنا العلمية وأتكلم ÙÙŠ موضوع أثر ÙÙŠ شخصياً، إنه العراب … إنه من علم الشباب أن يقرأ … إنه من أثر ÙÙŠ مستقبل هذه الأمة تأثيرأ سيمتد لسنوات طويلة… إنه الدكتور Ø£Øمد خالد توÙيق.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=07042018&id=fd597ba5-53d2-4ac4-a3b7-a428477be789
قبل أن نسترسل ÙÙŠ Øديثنا دعنا نستعيد مشهدين من التاريخ.
المشهد الأول: يوم الثلاثاء 16 يناير 1950 ÙÙŠ الساعة الØادية عشرة صباØاً، نشهد يوم Øزين إتشØت Ùيه مصر بالسواد، إنها جنازة الدكتور علي مصطÙÙ‰ مشرÙØ© Øيث ØÙمل جسده الطاهر من مسجد عمر مكرم إلي جامع الكخيا بميدان الأوبرا Ù…Øمولاً على أعناق طلبته ويسير أساتذة الجامعة بالروب الجامعي الأسود ÙÙŠ مشهد مهيب كما يص٠الدكتور عطية مصطÙÙ‰ مشرÙØ© ÙÙŠ كتابه الجميل عن شقيقه “دكتور علي مصطÙÙ‰ مشرÙØ© ثروة خسرها العالم”ØŒ وقد علم شقيق الدكتور مشرÙØ© الآخر (الدكتور مصطÙÙ‰ مصطÙÙ‰ مشرÙØ© وكان مقيماً بأمريكا ÙÙŠ ذلك الوقت) بوÙاة شقيقة من وكالات الأنباء قبل أن يصله تلغرا٠الأسرة!
المشهد الثاني: اليوم الذي مات Ùيه عالم الÙيزياء الكبير ريتشارد Ùاينمان تسلق طلبة من جامعة كالتك مبنى المكتبة ووضعوا لاÙتة ضخمة مكتوب عليه “Ù†Øبك يا ديك” (وديك هو تدليل لإسم ريتشارد).
لنعد إلى واقعنا وقد Ùجعنا ÙÙŠ ÙˆÙاة الدكتور Ø£Øمد خالد توÙيق عن 56 عاماً وهي سن صغيرة نسبياً ونتذكر هنا أن الدكتور علي مصطÙÙ‰ مشرÙØ© توÙÙŠ ÙÙŠ سن 52 وسيد درويش ÙÙŠ سن 31 وعبقري الرياضيات سرينيÙاجا رامانوجن (Srinivasa Ramanujan) ÙÙŠ سن 32 وعالمة الكيمياء العبقرية روزالين Ùرانكلين (Rosalind Franklin) ÙÙŠ سن 37 وإذا تتبعنا سير العلماء والمÙكرين العظماء سنجد الكثيرين ممن توÙوا قي سن صغيرة … عندما ننظر إلي ذلك Ù†Øس أن هؤلاء العباقرة كانوا كومضة براقة ÙÙŠ تاريخ البشرية.
جنازة الدكتور Ø£Øمد خالد توÙيق هي مشهد ثالث يضا٠إلى المشهدين السابقين ÙÙŠ تقديم أمثلة من أشخاص Ø£Øبهم الناس لأنهم Ø£Øسوا منهم بعدم التعالي وأØسوا منهم بالعطاء الغير مشروط ÙØ£Øبوهم، مشهد جنازة الدكتور هو عهد من مستقبل هذه الأمة (وهو الشباب) على Øمل أمانة القراءة والعلم وتكملة المسيرة.
كاتب هذه السطور لم يسعده Øظه بمعرÙØ© الدكتور معرÙØ© شخصية Ùلم نتقابل من قبل، وقد ظهرت كتابات وإبداعات الدكتور عندما أصبØت كبيراً نسبياً ÙÙŠ السن Ùقد كنت ÙÙŠ المرØلة الجامعية ولكن ما أن بدأت القراءة له Øتى تابعته بشغ٠ليس Ùقط لنوعية أعماله ولكن لأني Ø£Øسست أنه رائد ÙÙŠ “أدب العلم” Øيث تجد رواية مسلية وكتابة راقية ÙˆÙÙŠ ثناياها معلومات علمية (طبية وتاريخية … إلخ) تلتهمها دون أن تدري، بل أن أسلوب الكتابة Ù†Ùسه سهل دون إسÙا٠وراق دون تعقيدات وساخر دون إساءة، هذه الصÙات إذا أضÙت لها شخصية الكاتب طيبة القلب عÙÙŠÙØ© اللسان متواضعة (وكل ذلك ÙˆØ§Ø¶Ø Ø³Ø§Ø·Ø¹ Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ ÙÙŠ Ø£Øاديثه التليÙزيونة القليلة) لأيقنت بوصول كلماته وأÙكاره إلى القلب والعقل معاً… ونجد هذا ÙÙŠ رواياته ومقالاته على Øد سواء.
العلم أوله القراءة وثانيه Øب المعرÙØ© وثالثه العمل بتجرد وأعتقد أن الدكتور Ø£Øمد خالد توÙيق قد أثر ÙÙŠ عدة أجيال وجعلهم يقرأون بل ويكتبون ولكي تكتب يجب أن تعرÙØŒ وإتخذته هذه الأجيال مثل أعلى ÙØاولوا تقليده ليس Ùقط ÙÙŠ طريقة كتابته بل ÙÙŠ طريقة عمله التي تجعله لا يعمل Ùقط من أجل “ما يطلبه المستمعون” كمان قال ÙÙŠ آخر Øديث له ÙÙŠ البرنامج الجميل “وصÙوا لي الصبر” للكاتب الجميل عمر طاهر … إنه العمل بتجرد … إذن أستطيع أن أدعي أن الدكتور وضع أساساً قوياً للشباب لكي يظهر منهم بعد ذلك الكتاب والعلماء والمÙكرون.
يقال أن لكل منا نصيب من إسمه وما عمله الدكتور Ø£Øمد “خالد” على مدار الأجيال ورزقه الله “التوÙيق” Ùيه ÙˆØب أجيال الشباب (أي مستقبل هذا البلد) له … رØÙ… الله العراب Ø£Øمد خالد توÙيق.
لا أدري لماذا أريد أن أختم هذا المقال بمطلع قصيدة قالها أمير الشعراء Ø£Øمد شوقي ÙÙŠ تأبين ØاÙظ إبراهيم شاعر النيل:
قــد كـنت٠أÙوثـر٠أَن تقـولَ رÙثـائي يـا Ù…ÙنْصÙÙ€ÙÙŽ المـوْتى مـن الأَØيـاءÙ
لكـنْ سـبَقْتَ, وكـلّ٠طـول٠سـلامة٠قـــدرٌ, وكــلٌ Ù…ÙŽÙ†Ùيَّــة٠بقضــاءÙ
الØـقّ٠نـادَى Ùاسْـتجَبْتَ, ولـم تَـزلْ بــالØقّ٠تØــÙÙل٠عنـدَ كـلّ٠نÙـداءÙ