لا نستطيع أن ننكر أن السÙر للخارج للدراسة أو للعمل تجربة ثرية، الدراسة ÙÙŠ الدول المتقدمة ÙÙŠ مجالك تساعدك على بناء قاعدة علمية قوية تكون سنداً لك ÙÙŠ مشوارك البØثى أو العملى Ùيما بعد، ولكن الدراسة ÙˆØدها ليست المكسب الوØيد هناك مكاسب أخرى كثيرة وهناك ضريبة قاسية! Ùلنبدأ بالمكاسب.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=28082016&id=c1a9f839-373d-4de3-b45f-518305783aa7
أولاً أنت عندما تذهب إلى جامعة أجنبية ÙÙŠ الخارج تتعامل مع أساتذة وطلاب من مختل٠بلدان العالم أتوا لهذه الجامعة من أجل البØØ« والدراسة، التعامل مع ثقاÙات مختلÙØ© تساعدك على بناء طريقة ÙÙŠ التÙكير أكثر شمولية وعمقا لأن كل ثقاÙØ© لها طريقة مختلÙØ© ÙÙŠ النظر إلى مشكلة ما والتÙكير ÙÙŠ ØÙ„ لها، Ùعندما ترى طرق التÙكير المختلÙØ© هذه يتسع Ø£Ùقك وتتعلم كي٠تنظر إلى أي أمر بشمولية أكثر، لتجنى هذه الثمرة يجب عليك أولاً اختيار جامعة مشهورة بتعدد جنسيات من يدرسون بها ويجب عليك الانخراط معهم ÙÙŠ مناقشات ÙÙŠ مختل٠المواضيع Øتى وإن لم يكونوا ÙÙŠ Ù†Ùس Ùريقك البØثى أو مع Ù†Ùس المشرÙØŒ وأخيرا يجب عليك أن تلاØظ طرق التÙكير المختلÙØ© وتØاول تقليدها عندما تجلس مع Ù†Ùسك لتØÙ„ مشكلة ما وبذلك تكون قد تمرنت على طرق تÙكير متعددة ستكون كنزاً لك ÙÙŠ المستقبل.
ثانيا عندما تساÙر للدراسة يكون تركيزك الأساسي ÙÙŠ الدراسة والبØØ« العلمى وهذا يساعد على التعمق ÙÙŠ ما تريد دراسته وهذا يختل٠عندما تكون ÙÙŠ وطنك الأم ووسط مسؤوليات عدة، ومن أهم المكاسب ÙÙŠ هذه النقطة أنك تستطيع أن تدرس مواد مختلÙØ© بالإضاÙØ© إلى مواد تخصصك وهذه Ùائدة كبيرة جدا.
ثالثا وأنت بعيد عن أرض الوطن وصعوبات الØياة اليومية والمسئوليات تستطيع أن ترى الصورة الكاملة للوطن وتØلل كي٠تستطيع مساعدة وطنك، وعندك الوقت لتقرأ بعمق أكثر ÙˆÙÙŠ موضوعات كثيرة تساعدك على التØليل.
لن نستÙيض أكثر ÙÙŠ ذكر الÙوائد Ùقد قيل الكثير ÙÙŠ Ùوائد السÙر عامة وناقشنا هنا Ùوائد السÙر للدراسة، ولكن هناك ضريبة كبيرة جدا يجب أن تدÙعها: الغربة!
أقابل الكثير من الأصدقاء والطلاب الذين يرغبون ÙÙŠ السÙر بشدة ويØلمون بالأبØاث العلمية اللامعة والجوائز المرموقة (وإن كنت أعترض على Ùكرة العمل من أجل الجوائز ولكن هذا موضوع آخر) والØياة السهلة ولكنهم يغÙلون أهم مشكلة: الغربة.
عندما ساÙرت إلى أمريكا من أجل دراسة الدكتوراه ÙˆÙÙ‰ الأيام الأولى ÙÙŠ الجامعة هناك كان لزاما علينا أن Ù†Øضر عدة Ù…Øاضرات تعريÙية بالجامعة ونظام الدراسة.. إلخ، ÙˆÙÙŠ هذه المØاضرات أخبرونا أن الشعور بالغربة عن الوطن يقل كثيرا أو ينتهى ÙÙŠ غضون ستة أشهر، وأستطيع أن أقول وبكل ثقة أن هذا غير صØÙŠØ Ùأنا وبعد كل هذه السنوات مازلت أشعر بالغربة عن الوطن كلما ساÙرت من مصر!
قد يقول قائل أن هذه رومانسية زائدة لأن الكثيرين ينهمكون ÙÙŠ دراساتهم أو عملهم ÙÙŠ الخارج ولا يساÙرون إلى أرض الوطن إلا كل عام أو عامين أو ربما أكثر، لمن يتشكك ÙÙŠ هذه الرومانسية الوطنية الزائدة أقول: هناك من لا يستطيع ماديا زيارة الوطن عدة مرات ÙÙŠ كل عام، Ùˆ هناك من لا ØªØ³Ù…Ø Ø¸Ø±ÙˆÙ Ø¹Ù…Ù„Ù‡ بالذهاب إلى الوطن عدة مرات ÙÙŠ العام أو Øتى مرة كل عام نظراً لقلة أيام العطلات (خاصة ÙÙŠ الشركات) أو عدم Ø³Ù…Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ø³ØªØ§Ø° المشر٠بكم كبير من العطلات، لكن هذا لا يمنع أن كل هؤلاء لا يشعرون بالغربة بل هي ضريبة قاسية لا يعلمها من لم يساÙر للخارج لمدة طويلة.
يوجد من الناس من تأخذه أبØاثه أو عمله ويغوص Ùيها بØيث لا يرغب ÙÙŠ قطعها للسÙر ويوجد أيضا من ليست له Øياة اجتماعية ÙÙŠ بلده Ùلا ÙŠØس بغربة شديدة ÙÙŠ الخارج، لهؤلاء أقول لهم يجب أن تÙكروا ÙÙŠ طريقة لمساعدة الوطن (مثل إلقاء Ù…Øاضرات، عقد ندوات، مساعدة طلاب… إلخ) وبذلك سترون أن لكم تأثير كبير ÙÙŠ وطنكم مثل تأثير أبØاثكم ÙÙŠ الخارج وهذه ستكون Øياتكو الاجتماعية ÙÙŠ أرض الوطن.
هذا المقال موجه لمن ساÙر للخارج من أجل الدراسة أو الأبØاث العلمية سواء ÙÙŠ الجامعات أو الشركات أو معامل الأبØاث.
أقول لمن يتمنى السÙر للخارج يجب أن تÙكر ÙÙŠ ضريبة الغربة مثلما تÙكر ÙÙŠ مكاسب السÙر.