إسØاق نيوتن معرو٠بقصة التÙاØØ© التي وقعت على رأسه Ùاكتش٠قوانين الØركة!! القصة طبعا غير صØÙŠØØ© Ùقد استغرق نيوتن Øوالي أربعة عشر عاما ليتم اكتشاÙÙ‡ لقوانين الØركة!
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=09042016&id=589b6d88-e66a-4317-8de8-982be9959cbc
وقصة سقوط التÙاØØ© التي ألهمته القوانين بغته تنسب Ù„Ùولتير، ولكن مع ذلك القصة الØقيقية أيضا يوجد بها تÙاØØ©! عندما كان نيوتن يسير ÙÙŠ الجامعة ÙÙŠ Ùترة راØØ© بين عدة اجتماعات رأى تÙاØØ© تسقط من شجرة ÙÙŠ Øديقة بجانب الجامعة، ويبدو أن نيوتن كان جائعا ÙÙ‚Ùز من Ùوق السور وأخد التÙاØØ©.. وأكلها! ÙÙŠ هذه الÙترة كان نيوتن Ùعلا مشغولا بالتÙكير ÙÙŠ موضوع قوانين الØركة وكان ÙŠØاول Ùهم Øركة الأجرام السماوية، Ùلما رأى التÙاØØ© Ùكر أنه ربما القوانين التي تتØكم ÙÙŠ Øركة الأجرام السماوية هي Ù†Ùسها التي تتØكم ÙÙŠ الأجسام الصغيرة مثل التÙاØØ©. أخذ هذه الÙكرة وطلب تمويلا لأبØاثه للتوصل لقوانين الØركة من Ø£Øد الأمراء (ÙÙŠ ذلك الوقت لم تكن الجامعات أو مراكز الأبØاث أو الشركات تمول المشورعات البØثية)ØŒ ÙˆØتى يجعل الÙكرة سهلة على هذا الأمير لم يذكر الأجرام السماوية، ولكن ذكر مثال التÙاØØ©. بعد عدة أسابيع جاءته المواÙقة على التمويل من هذا الأمير لمشروع: تØسين سلالات التÙØ§Ø ÙÙ‰ إنجلترا Øتى لا ÙŠÙسد من سقوطه على الأرض!
ولكن نيوتن لم يتذمر وواÙÙ‚ على المشروع، Ùكان يعمل على تØسين سلالات التÙØ§Ø ÙˆÙŠØ¹Ù‚Ø¯ اجتماعات مع الÙلاØين ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت يقتطع جزءا من مال التمويل والوقت للعمل على مشروعه الأساسي. وظهرت قوانين نيوتن للØركة الثلاث المشهورة. المغزى من هذه القصة (وهي Øقيقية ومذكورة ÙÙŠ كتاب شيق للغاية وقديم بعض الشئ اسمه A Random Walk in Science أو رØلة عشوائية ÙÙŠ العلم. للأس٠لم يترجم بعد للعربية على Øد علمي) هو أن العلم والاكتشاÙات العلمية تتقدم بالمثابرة، ليس Ùقط على Ùشل بعض التجارب والنظريات، ولكن أيضا على العمل ÙÙŠ ظرو٠غير مثالية مثل نيوتن وتØسين سلالات التÙØ§Ø ÙˆØ£ÙŠÙ†Ø´ØªØ§ÙŠÙ† واكتشاÙÙ‡ للنسبية الخاصة عندما كان يعمل موظÙا ÙÙŠ قسم براءات الاختراع.
ومثل شخصيتنا اليوم.
شخصيتنا اليوم مبهرة بكل المقاييس، طبيب هو، Øاصل على الدكتوراه ÙÙŠ الرمد الصديدي، المصري من جامعة باريس، عاد إلى مصر عام 1838 وعين مدرسا ÙÙŠ مدرسة الطب (كلية طب قصر العيني الآن) وكانت تعج بالأطباء الأوروبيين الذين Ùشلوا ÙÙŠ الوقو٠أمام عبقريته وهو مازال ÙÙŠ العقد الثالث من العمر، إنه الدكتور Ù…Øمد علي البقلي.
عندما شعر الأطباء الأوروبيون بالخطر من هذا الطبيب المصري أوغروا صدر عباس باشا الأول عليه، Ùأبعده من مدرسة الطب. وهنا نستطيع أن نتخيله ÙÙŠ موق٠نيوتن وسلالات التÙاØØŒ لم يغضب الدكتور Ù…Øمد علي البقلي ÙˆÙØªØ Ø¹ÙŠØ§Ø¯Ø© ÙÙŠ قلب القاهرة. المÙاجأة هنا أن هذه العيادة أصبØت أهم من قصر العيني كما ÙŠØكي عبدالمنعم شميس ÙÙŠ كتابه الجميل “عظماء من مصر”. لمدة خمس سنوات Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ يذهبون للعيادة وجلس الأطباء الأجانب ÙÙŠ قصر العينى ينتظرون أي مريض!
لنتوق٠عند هذه النقطة ونرجع بالزمن إلى عام 1815 Øين ولد هذا الطبيب العظيم ÙÙŠ زاوية البقلي مركز منوÙØŒ بدأ رØلته من كتاب القرية ÙˆØتى مدرسة الطب ÙÙŠ مصر وكان ناظرها (أي عميد كلية الطب كما نسميه الآن) الطبيب الÙرنسي أنطوان كلوت أو كما يعر٠ÙÙŠ مصر بكلوت بك، هذا الطبيب الÙرنسي النزيه رأى معالم العبقرية ÙÙŠ Ù…Øمد علي البقلي وأرسله ÙÙŠ بعثة إلى Ùرنسا، وعاد طبيبنا الشاب عام 1838 وقد Ø£ØµØ¨Ø “الدكتور” Ù…Øمد علي البقلي، ثم Øدث ما Øدث من تركه مدرسة الطب إلى العيادة.
بعد خمس من العمل ÙÙŠ العيادة جاء Øاكم جديد لمصر هو سعيد باشا، وهنا تغير الØال مع الدكتور Ù…Øمد علي البقلي Øيث عينه سعيد باشا كبيرا لأطباء الجيش وكبير جراØÙŠ مستشÙÙ‰ قصر العيني ووكيلا لمدرسة الطب وأيضا طبيبه الخاص، وازداد نجمه لمعانا ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø£ÙˆÙ„ ناظر مصري لمدرسة الطب (أي أول عميد مصري لكلية الطب) خلÙا لأستاذه كلوت بك.
عند وصوله لكرسي النظارة شرع طبيبنا ÙÙŠ تعريب العلوم الطبية والتدريس باللغة العربية لمØاربة الاستعمار وإنهاء النÙوذ الأجنبي Øتى لا يعود الأوروبيون للسيطرة على مدرسة الطب، ÙÙŠ هذه الأثناء تولى Øكم مصر الخديوي إسماعيل والذي أنعم عليه برتبة الباشوية، Ø£ØµØ¨Ø Ù…Øمد علي البقلي باشا، وأقنع الخديوي بطبع الكتب الطبية العربية ÙÙŠ مطبعة بولاق. كتابة هذه الكتب بالعربية سواء تألي٠أو ترجمة كانت ملØمة وطنية عظيمة قادها Ù…Øمد علي البقلي ومعه عظماء كثيرون مثل الدكاترة: إبراهيم بك النبراوي وأØمد Øسن الرشيدي بك ومØمد الشاÙعي بك ومØمد الشباسي بك ÙˆØسين الرشيدي وعلي هيبة وغيرهم. هؤلاء من الرعيل الأول المصري ÙÙŠ مدرسة الطب الذي ØÙ„ Ù…ØÙ„ الأجانب وتÙوق عليهم.
كم مجلة طبية كانت تطبع ÙÙŠ العالم ÙÙŠ ذلك الوقت من القرن التاسع عشر؟ أعتقد لا يتعدوا أصابع اليد الواØدة، ولكن كانت منهم مجلة طبية أصدرها Ù…Øمد علي البقلي مع زميله إبراهيم دسوقي وتصدر باللغة العربية شهريا وتسمى اليعسوب (بدأت ÙÙŠ العام 1865 وتوقÙت عام 1876 وهي سنة ÙˆÙاته) واتخذت المجلة شعارا لها الآية القرآنية: “يَخْرÙج٠مÙنْ بÙØ·ÙونÙهَا شَرَابٌ Ù…ÙخْتَلÙÙÙŒ أَلْوَانÙÙ‡Ù ÙÙيه٠شÙÙَاءٌ Ù„Ùلنَّاس”. Ùكان هذا الطبيب العظيم سابقاً لعصره.
ساÙر الدكتور Ù…Øمد علي البقلي مع الجيش المصري الذي شارك ÙÙŠ Øرب الØبشة برÙقة الأمير Øسن باشا نجل الخديوي إسماعيل باشا وللأس٠عاجلته المنية ودÙÙÙ† هناك وتتضارب الأقوال عن مكان ضريØÙ‡.
أرجو منك أن تتذكر أعمال هذا الطبيب العبقري العظيم وأنت تسير ÙÙŠ منطقة النزهة بمصر الجديدة. ÙÙŠ شارع Ù…Øمد علي البقلي، رØمه الله.