ÙÙŠ خمسينيات القرن العشرين أعطى البارون تشارلز بيرسي سنو سلسلة من المØاضرات وكتب الكثير من المقالات بعنوان “الثقاÙتان”ØŒ كان لهم أكبر الأثر ÙÙŠ الأوساط الثقاÙية الإنجليزية، بل ولن نكون مبالغين لو قلنا أن تأثير “الثقاÙتان” ممتد Øتى الآن. Ùما هي Øكاية “الثقاÙتان”ØŸ كان البارون متخصصاً ÙÙŠ الكيمياء الطبيعية وكان أديبا، Ùكان يقضي نص٠وقته مع العلماء والنص٠الآخر مع الأدباء، وكانت نتيجة ذلك أنه درس الاختلاÙات والمتشابهات بين هاتين الثقاÙتين. قلة نادرة جدا من يجمعون كلتا الثقاÙتين ÙÙŠ تناغم وتكامل، منهم عالمنا العبقري الدكتور Ù…Øمد كامل Øسين.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=13022016&id=01efae9c-087b-4373-a721-f8d8d1833387
طبيب هو، مع أنه Øاصل على جائزة الدولة ÙÙŠ الأدب سنة ١٩٥٧، أمضى تسع سنوات أستاذا لكرسي جراØØ© العظام، لكنه عضو ÙÙŠ مجمع اللغة العربية! على الجانب العلمي يعتبره الكثيرون الأب الشرعي لطب العظام ÙÙŠ مصر، Ùمثلا كان أول من أجرى عمليات الانزلاق الغضروÙÙŠ بالعمود الÙقري، كان رئيسا للمجمع العلمي المصري وعضوا ÙÙŠ المجلس الأعلى للعلوم وجمعية جراØØ© العظام البريطانية وأكاديمية الجراØØ© بÙرنسا وجمعية جراØØ© العظام الدولية Ùˆ.. Ùˆ.. القائمة تطول!
روايته “قرية ظالمة” Øاصلة على جائزة الدولة وعلى الجانب العلمي استمتعت بكتابه العلمي الرائع “ÙˆØدة المعرÙØ©” والذي كان سببا ÙÙŠ معركة علمية مع عباس Ù…Øمود العقاد، كانت الغلبة Ùيها للدكتور Øسين (إذا أردت أن تعر٠المزيد عن هذه المعركة Ùاقرأ ÙÙŠ Øديث الدكتور مع Ù…Øمود عوض ÙÙŠ كتاب هذا الأخير “شخصيات” أو كتاب “يوميات” للعقاد)ØŒ له مجموعة قصصية بعنوان “قوم لا يتطهرون” وله كتاب علمي Ùريد بعنوان “التØليل البيولوجي للتاريخ”ØŒ بالإضاÙØ© إلى مؤلÙات أخرى كثيرة. ÙˆØصل الدكتور Ù…Øمد كامل Øسين على جائزة الدولة التقديرية ÙÙŠ العلوم سنة ١٩٦٦ بالاشتراك مع الدكتور Ù…Øمد نجيب Øشاد. كم شخصا تعرÙÙ‡ Øصل على جوائز الدولة ÙÙŠ العلوم والآداب؟.
ÙÙŠ Øديث له مع Ù…Øمد عبدالØليم عبدالله ÙÙŠ كتابه الممتع “لقاء بين جيلين”ØŒ يقول الدكتور Ù…Øمد كامل Øسين إنه نادم على Ùرص Øنان كان من الممكن أن يمنØها للناس! هذه الجملة تعطينا لمØØ© عن شخص يمتاز برهاÙØ© الØس وإن كان يخÙيها بقناع الجدية، مما لاشك Ùيه أنه Ù…Ù†Ø Ù…Ø±Ø¶Ø§Ù‡ آلا٠من Ùرص الØنان سواء ÙÙŠ عيادته أو بإنشاء مستشÙÙ‰ الهلال الأØمر بالقاهرة سنة ١٩٣٧ برعاية على باشا إبراهيم.
كان مبشرا بمستقبل باهر منذ صباه، Øيث ولد الدكتور Ù…Øمد كامل على Øسين سنة ١٩٠١ بالمنوÙية وكان أول البكالوريا سنة ١٩١٧ ثم التØÙ‚ بمدرسة الطب وكان الأول على دÙعته ÙÙŠ كل سنوات الدراسة، ساÙر ÙÙŠ بعثة علمية إلى لندن سنة ١٩٢٥ وعاد سنة ١٩٢٩ زميلا لكلية الجراØين الملكية ثم عاد مرة أخرى إلى الخارج، ليÙربول هذه المرة، ليØصل على الماجستير ÙÙŠ جراØØ© العظام عام ١٩٣٠.
ما نلاØظه ÙÙŠ Øياة هذا العالم الأديب العبقري أنه كان معلما من الطراز الأول، ليس لطلبته Ùقط ولكن لكل من Øوله! يقول معاصروه إنه كان ينتهز أي Ùرصة ليعلمك شيئا وبأسلوب سلس رشيق بدون تكل٠أو كبر، كان شخصا يكره الأضواء وهذه دلالة على بغضه للمظاهر وأمور العلاقات العامة. لم يستخدم لقب البكوية قط، والذي أنعم عليه به الملك Ùاروق Øين عالجه، Ùهو عالم وكÙÙ‰! كم شخص منا يستطيع أن يقاوم إغراء الأضواء ويكون عالماً وكÙى؟
هو عالم Øتى وهو أديب، Ùكل شئ عنده يخضع للتÙكير العلمي، Ùلا غرابة إذا أن الأمم المتØدة عندما أعلنت عام ١٩٦٥ عاما للتعاون الدولي ودعت سبع شخصيات يمثلون الاتجاهات الÙكرية الكبرى لإلقاء Ù…Øاضرة ÙÙŠ نيويورك، كان الدكتور Ù…Øمد كامل Øسين واØدا منهم!
لقد نسيت أن أذكر شيئا عن الدكتور Ù…Øمد كامل Øسين: كان رئيسا لجامعة عين شمس من سنة ١٩٥٠إلى سنة ١٩٥٤، ثم استقال!