تلومÙني عيني بالألم، وهي لا تدري أنني بهذا الألم Ù†Ùسه ألومها على أنها لم تØاÙظ على بناتها.
ومثل Ùعلك Ùعلي، ويلي من الأØمقين!
Ø£Øمقان، لأننا كلينا نعر٠أننا كلينا بريئان، ولا ذنب لي أو لها ÙÙŠ انهمال هذا الدمع، لكننا لا نقوى على مواجهة المشاعر التي تدÙع به، ولا على أن نَذْكرها؛ لأن غريزة التعايش تØجب أصØابها إلا عن مواجهة ما يقدرون عليه، Ùإن بدا لهم عجزٌ عن المواجهة تراجعوا، ثم زادوا انهزامًا على انهزامهم Ùتراجعوا Øتى عن ذكر ما يخيÙهم، Ùإن كان ولا بد كنَّوْا عنه بلا استØياء! وربما أوغلوا ÙÙŠ الانهزام Ùعجزوا إلا عن التجاهل التام، وستروا عجزهم وتخاذلهم بمواجهات Ùرعية سخيÙØ© لا هد٠منها إلا دÙع المذمة عنهم، وما هي إلا تأكيد لاستØقاقهم إياها.
عر٠الناس منذ القدم أن العقل لا يعقل صاØبه Ùقط، ÙˆØديث النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي راÙع معروÙ: “لو لم تقل هذا لناولتني ما دمت٠أطلب منك”. ثم انتقل هذا إلى وعي الناس، أو ربما كان مستقرًّا ÙÙŠ وعي بعضهم من قبل ذلك؛ Ùتراهم يخشون Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØ Ø¨Ø§Ø³Ù… ما يخيÙهم؛ Ùالثعبان “مبروك” والسرطان “المرض الخبيث” والجن “ربنا يجعل كلامنا Ø®ÙÙŠÙًا عليهم” وهكذا دواليك؛ كأنه إن ØµØ±Ø Ø¨Ø§Ø³Ù… ما يخيÙÙ‡ ظهر له؛ Ùيكنّي وجسمه يرتعد .
Ùقد أدرك الإنسان منذ القدم قدرته على استØضار الغائب وإزهاق الØاضر بمجرد الذكر، Ùكان ÙÙŠ قرنهم العجز بالقدرة اعتراÙÙŒ بØقيقة النقص Ùيهم.
Ùإن كنتَ -أيها القارئ- تلومني الآن أنت أيضًا على استطرادي هذا، وتعتبره تهربًا Ùإنني لا ألومك؛ لأنه يمكن أن يكون كما ظننتَ؛ Ùإن عدنا Ù„Øديث المشاعر Ùلا بد أن نق٠أمام قول الشاعر:
وتØسب أنك جرم صغير، ÙˆÙيك انطوى العالم الأكبرÙ
Ùإن هذا القول إن صØÙ‘ÙŽ -وأØسبه صØÙŠØًا- Ùلن يكون ÙÙŠ هذا الجرم الصغير ما يشبه الجنّ ÙÙŠ العالم الأكبر إلا المشاعر، والجنّ مراتب؛ قالَ أبو عمر بن عبد الْبر: الْجÙنّ عÙنْد أهل الْكَلام٠وَالْعلم بÙاللّÙسان٠منزّلون على مَراتÙب؛ ÙÙŽØ¥Ùذا ذَكروا الْجÙنّ خالÙصًا قالÙوا (جني)ØŒ ÙÙŽØ¥ÙÙ† أَرادوا أَنه ممن يسكن مَعَ النَّاس قالÙوا (عامر) وَالْجمع عÙمّار، ÙÙŽØ¥ÙÙ† كانَ Ù…Ùمَّن يعرض للصبيان قالÙوا (أَرْواØ)ØŒ ÙÙŽØ¥ÙÙ† خبث وتعزم ÙÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ (شَيْطان)ØŒ ÙÙŽØ¥ÙÙ† زاد على Ø°ÙŽÙ„ÙÙƒ ÙÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ (مارد)ØŒ ÙÙŽØ¥ÙÙ† زاد على Ø°ÙŽÙ„ÙÙƒ وقويَ أمْرÙه٠قالÙوا (عÙريت) وَالْجمع عÙاريت وَالله تَعالَى أعلم بÙالصَّواب٠.
ومشاعر الإنسان أيضًا على مراتب تشبه مراتب شبيهها ÙÙŠ العالم الأكبر، وخبث المشاعر أن تكون ÙÙŠ غير موضعها؛ Ùتضطر صاØبها إلى ما يجب غيرÙÙ‡ عليه؛ وكلما زاد تأثيرها على صاØبها انتقلت من مرتبة إلى مرتبة، والغريب أن هذا العقل الذي قد أوتيَ من القوة ما يجعله قادرًا على التØكم Ùيما ÙŠØيط به بالملاØظة والتÙكير المجردين- يق٠أمام هذه المشاعر الخبيثة عاجزًا، ثم لا تكتÙÙŠ Øتى تقهره؛ Ùيقر بها، ويعمل لها Ùيأتي بالعجائب!
وأيّ٠عجيبة أعجب من Øنين إنسان إلى Ùترة من أسوأ Ùترات Øياته، ثم لا يكتÙÙŠ Øتى يقرر أن يعود من وقت لآخر إلى الأماكن التي كان يزورها ÙÙŠ تلك الÙترة، ويضع لعودته ترتيبًا ثابتًا!
هذا هو العجيب، لا كما تصور تميم البرغوثي ÙÙŠ مطلع بردته Øينما تساءل متعجبًا:
ما ليْ Ø£ÙŽØÙÙ†ÙÙ‘ Ù„Ùمَنْ لَمْ أَلْقَهÙمْ أَبَدَا وَيَمْلÙÙƒÙونَ عَلَيَّ الرÙّوØÙŽ والجَسَدَا
Ùما من عجب ÙÙŠ أن ÙŠØÙ† إنسان إلى من ÙŠØبه مثل هذا الØب الذي بولÙغ ÙÙŠ وصÙÙ‡ بملك الجسد، Ùلو أن تميمًا اكتÙÙ‰ ÙÙŠ تعجبه بالشطر الأول لقام له بعض العذر!
ولهذا Ø£Ùلام ÙÙŠ الØنين إلى تلك الÙترة ومَن Ùيها؛ ÙÙŠÙقال: تجلّد؛ Ùقد ضعÙتَ ÙÙŠ وقت كان يجب أن تكون Ùيه قويًّا.
وهل يكون قويًّا من اقتÙطع جزء من جسده! وهل يكون مرض هذا العضو المبتور أو ضعÙÙ‡ عذرًا كاÙيًا ليÙØ±Ø Ù…Ù† تخلص منه!
Ùإن كان من طبيعة الجسد البشري استقلاله؛ Ùلا يلتصق ولا يتداخل ÙÙŠ شيء مما ÙŠØيط به، Ùليس ذلك من طبيعة الروØØŒ ÙˆØتى لو كان Ùإنه لا يسهل على إنسان أن يتجاهل ما Øدث بنÙسه خلال Ùترة٠ارتبط Ùيها مصيره بمصير غيره؛ ÙاتØاد خطواتهما على طريق واØد لغاية واØدة يجعلهما كعضوَي جسد واØد، ومهما كان من ضع٠أØد العضوين Ùإنه لا يسهل على العضو الآخر مهما كان قويًّا أن ينÙصل عن زميله؛ Ùإن كان المÙقود أضع٠من أن يتØرك مع زميله بالقوة Ù†Ùسها Ùقد كان ÙŠÙعتمد عليه اعتمادًا Øقيقيًّا، أو متوهمًا Ùيكون اعتمادًا على وجوده لا عليه، كما يجد صاعد السلم ÙÙŠ ماسكه له قوة ربما لا تتعدى الوهم، لكنها تدÙعه للصعود، ولو Ø£Øجم الماسك عن التمثيل لأØجم الصاعد عن الÙعل، وعلى هذا يجب أن نقيس أقدار الناس؛ Ùليس قدرك Ùيما تنجزه من Ø£Ùعال Ùقط، واعلم بأن الوهم الذي ÙŠÙلقي ÙÙŠ روع الوØيد الخائ٠أنه يرى ويسمع هو Ù†Ùسه الوهم الذي ÙŠÙلقي ÙÙŠ قلب المÙÙرَد بعد شركة Øنينَه إلى من Ø§Ø±ØªØ§Ø Ù…Ù† ضعÙهم؛ ÙÙŠØ±ØªØ§Ø ÙˆÙ„ÙƒÙ† لا يجد راØØ©.
Ùأبشري يا عين بالÙرج؛ Ùإنني لن أَبْذÙÙ„ÙŽÙƒÙ Øزنًا على Ù…ÙŽÙ† بَذَلَكÙ!
إن النَّدَبَة التي يتركها Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø Ù„Ø§ تؤلم بنÙسها، ولكن بما تØمله من ذكريات مؤلمة، واستبشاع منظرها لن ÙŠÙذهبها، ولن يستبشعها إلا Ø£Øمق Ù…Ùرط الØمق؛ Ùإنها وسام لا ÙŠØمله إلا من ÙˆÙهب Ù†Ùسًا طيبةً، تضنّ بالذكرى، وتØتمل أذى الناس.
Ù…Øمود رÙعت
mrefaat87@gmail.com