سعد عبد العزيز مصلوح إمام الشعراء والعلماء، لعبد الحميد العمري

أَخْطُو عَلَى الأعْرافِ خَطْوَ مُعَذَّبٍ يَرْجُو النَّجاةَ ومَا عَلَيَّ ثِيَابُ
أَخْطُو وَئِيدًا حَوْلِيَ العُشَّاقُ وَالعُلَمَاءُ والشُّعَرَاءُ والكُتَّابُ

أَعَمىً هَوَاكِ أرُقْيَةٌ أَحِجَابُ حارَ السؤالُ فهلْ لَدَيْكِ جَوَابُ
أَعْمَيْتِ عَيْني عَنْ سِواكِ فَلاَ تَرَى إلاَّكِ لاَ أهْلٌ ولاَ أصْحَابُ
وَحَجَبْتِ عنْ قلبي المشاعرَ كُلَّها إلاَّ هواكِ فما لغيركِ بابُ
وَسَحَرْتِني فأَتى الرُّقَاةُ بعلمِهِمْ كَيْ يُبْطلوا سِحْرَ العُيُونِ فَخَابُوا
سِحْرٌ نَعَمْ قَالُوا ولَكِنْ مُعْجِزٌ لَمْ يَأْتِنَا في طِبِّ ذَاكَ كِتابُ
الحبُّ مِنْ فيضِ النُّبُوَّةِ سِحْرُهُ حَقٌّ كَبَتْ في فَهْمِهِ الألْبَابُ
مَا أَنْكَرَ الحقَّ المعَاجِزَ جَاحِدٌ إلَّا وأَيْقَنَ أَنَّهُ كَذَّابُ
مَا ارْتَدَّ عَنْ هَدْيِ الغَرَام مُغَالِبٌ إلَّا تَوَلَّى والهَوَى غَلَّابُ
ذُبْ في هَوَاكَ ولاَ تَسَلْ سِرًّا فما أَطْفَا حَريقًا أَنْ تُرَى الأَسْبَابُ
وَاصْبِرْ عَلَى نَارِ الغَرَامِ ولَفْحِهَا فَبِقَدْرِهِ تَتَفَاضَلُ الأَنْسَابُ
وَأَقِمْ عَلَى ثَغْرِ الجمالِ مُرَابِطًا أَوْ مُتْ شَهِيدًا فَالتَّوَلِّي عَابُ
وَالعَاشِقُونَ مُغَيَّبُونَ إذَا حَيُوا وَمُخَلَّدُونَ عَلَى الثَّرى إنْ غَابُوا
سُجَنَاءُ في قَبْرِ الحياةِ بِبَرْزَخٍ مُتَنَاقِضِينَ مُعَذَّبٌ وَمُثَابُ
وَأَنَا عَلَى جُرُفٍ أمَامِيَ جَنَّةٌ تُرْجَى وخَلْفِي شِقْوَةٌ وَعَذَابُ
أَخْطُو عَلَى الأعْرافِ خَطْوَ مُعَذَّبٍ يَرْجُو النَّجاةَ ومَا عَلَيَّ ثِيَابُ
أَخْطُو وَئِيدًا حَوْلِيَ العُشَّاقُ وَالعُلَمَاءُ والشُّعَرَاءُ والكُتَّابُ
مِنْ كُلِّ مُحْتَرِقِ الفُؤَادِ مُعَذَّبٍ جَافَاهُ غَيْرَ كِتَابِهِ الأَصْحَابُ
وَتَخَلَّفَتْ عَنْهُ الحياةُ فَهُمْ بِهَا غُرَبَاءُ أسْرَى حَيْرَةٍ أَعْرَابُ
صَفُّوا صُفُوفًا للصَّلاَةِ يَؤُمُّهُمْ سَعْدٌ وَشِيبٌ خَلْفَهُ وَشَبَابُ
قَدْ سَارَ في الأعْرَافِ سِيرَةَ مَاجِدٍ خَطَوَاتُهُ شِعْرٌ بِفِيهِ رُضَابُ
إنْ جِئْتَ أهْلَ الشِّعْرِ كانَ إمَامَهُمْ أَوْ جِئْتَ أهْلَ العِلْمِ فَهْوَ عُقَابُ
أوْ جِئْتَ أخْلَاقَ الرِّجالِ وَجَدْتَهُ عَلَمًا.. لَهُ في كُلِّ سِفْرٍ بَابُ
غمَرَ الثَّرَى عِلْمًا وفَضْلًا والوَرَى كَرَمًا كَبَتْ عَنْ وَصْفِهِ الأَلْقَابُ
بَحْرٌ جَوَاهِرُهُ اسْتَوَتْ مَدًّا وَجَزْرًا وَاسْتَوَى في نَيْلِهَا الطُّلَّابُ
وتَفَاضَلَ الغَوّاصُ والصَّيَّادُ والمَيَّارُ في الأرْزَاقِ والحطَّابُ
غَمَرَتْنِيَ الأفْضَالُ مِنْهُ فَرُمْتُ في نَأْيِي لِقَاهُ وما لَدَيَّ رِكابُ
مَا بَيْنَ شَوْقِي واللِّقَاءِ يَعُوقُنِي خَطْوٌ يُبَاعِدُ بَيْنَهُ الأَغْرَابُ
كَمْ هَدَّمَتْ سُوقُ السِّيَاسَةِ والهوى مَا قَدْ بَنَى الإسْلَامُ والأَنْسَابُ
بَلْ رُبَّ مُغْتَصِبٍ يُشَاطِرُنَا الحِمَى وَأَخٍ تُغَلَّقُ دُونَهُ الأَبْوَابُ
حَتَّى إذَا عَمِيَ الرَّجَاءُ عَنِ الصُّوَى جَاءَ البَشِيرُ تَحُفُّهُ الأَثْوَابُ
ألْقَى القَمِيصَ عَلَيَّ ثُمَّةَ صَاحَ بي رُؤْيَاكَ حَقٌّ والدُّعَاءُ مُجَابُ
وَحْدِي أَتَاني البَحْرُ حِينَ عَجَزْتُ أنْ أَسْعَى إلَيْهِ وَقُطِّعَتْ أَسْبَابُ
وَحْدِي لَقِيتُ الشَّمْسَ نَجْمِي لَمْ يَغِبْ والنَّاسُ حَيْرَى إذْ ظَهَرْتُ وغَابُوا
يَا شَاعِرَ الأعْرَافِ جِئْتُكَ مَادِحًا نَفْسِي بِمَدْحِكَ واللِّقَاءُ ثَوَابُ
وَحمِدْتُ أمْرِي حِينَ غِبْتُ وَجِئْتَني فَبَدَوْتُ في حَيْثُ اخْتَفَى الكُتَّابُ
يا سَعْدُ أسْعَدْتَ القُلُوبَ فَهَلَّلَتْ قَدْ جَلَّ عَنْ مَا تَنْطِقُ التّرْحَابُ
يا سَعْدُ أسْعَدْتَ الحِمَى حَتَّى بَكَى فَرَحًا بِوَصْلِكَ يَوْمَ جِئْتَ سَحَابُ
يا سعدُ أسعدتَ الحروف فأقبلت مِ الخدر عجلى ما لهن حجاب
فَاغْفِرْ دَلاَلي إنَّ كُلَّ أَخِي هَوًى طِفْلٌ غَرِيرٌ مَا عَلَيْهِ عِتَابُ
وَاعْذرْ عَيِيًّا كُلُّ مُشْتَاقٍ رَأَى مَنْ كَانَ يَهْوَى خَانَهُ الإِعْرَابُ

Related posts

Leave a Comment