ظهرت إذاعات الإنترنت أو المدونات الإذاعية عام 1993 ÙÙŠ الولايات المتØدة الأميركية، بعدما أطلق كارل مالامود أول Ù…Øطة إذاعية على الإنترنت، من خلال مؤسسة غير ربØية أطلق عليها “شركة واشنطن للإذاعات المتعددة على الإنترنت” (The Internet Multi-casting Company of Washington)ØŒ وكانت تبث إنتاجها لعدد Ù…Øدود من الساعات خلال اليوم، ثم نشرت صØÙŠÙØ© نيويورك تايمز مقالا لبيتر لويس يعلن Ùيه عن المضي ÙÙŠ بث إذاعة جديدة على الإنترنت تبث إنتاجها على مدار اليوم. ومع التطور التكنولوجي استمر انتشار تلك الإذاعات إلى أن ظهرت ÙÙŠ الوطن العربي مع إطلاق إذاعة “عمان نت راديو البلد”ØŒ بالأردن عام 2000.
http://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/2017/11/171119095512147.html
وقد نجØت تلك التكنولوجيا منخÙضة التكاليÙØŒ عابرة الØدود، مطلقة الØرية، ÙÙŠ اجتذاب جماهير من المستمعين على الشبكة العنكبوتية، لتنسجم كلياً مع طبيعة الوسيلة التي يتم البث عليها، وطبيعة جمهورها المتعجل، وتتØدى طبيعة عصر البث المباشر للØدث على الÙضائيات والإنترنت.
وما بين البث على الإذاعات التقليدية لبرامج متنوعة ومتعاقبة على مدار اليوم، وبث مدونات إذاعية ØªØªÙŠØ Øرية اختيار المضمون ووقت وأسلوب الاستماع إليه، كان Ù†Ø¬Ø§Ø Ù‡Ø°Ø§ اللون الإعلامي داÙعاً لمزيد من التطور والتنوع ÙÙŠ مضمون وطرق البث على المستويين العربي والعالمي، وهو ما أطلق العنان للابتكار الذي كان القائم الرئيسي الذي بنيت عليه تجربتَيْ “رÙواة” ÙÙŠ مصر Ùˆ”ذيس أميريكان لاي٠– This American Life” بالولايات المتØدة.
بين التقليدي واللامألوÙ:
بدأ مشروع “رÙواة” (1) كمنصة إذاعية على موقع ساوندكلاود عام 2016ØŒ قائماً على Ùكرة Ø¥Øياء الصØاÙØ© الأدبية ÙÙŠ صورة إذاعية بلغة عربية عالية وأصوات مميزة –وÙÙ‚ ما تعلنه على صÙØتها على موقع التواصل الاجتماعي Ùيسبوك– لتتØدى بذلك الشائع على الشبكة العنكبوتية Øيث النشر دون ضوابط وباستخدام لغة الشارع. كذلك اتخذت من التكاملية منهجا بديلاً عن التناÙسية العشوائية، Ùتعاونت مع جهات إعلامية عدة مثل أل٠باء اقتصاد وإضاءات، لإنتاج مضامين ثرية قيمة. ونجØت ÙÙŠ اجتذاب الجمهور إليها بشكل تدريجي Øتى تخطى عداد الاستماع لما تقدمه ÙÙŠ رمضان هذا العام مليوني ونص٠استماع، واقترب عدد متابعيها على موقع التواصل الاجتماعي Ùيسبوك من 160 أل٠متابع.
وقد Ùرض عليها هذا المسار المختل٠تØدياً كبيراً عملت على التغلب عليه عبر التزامها بعدة معايير ÙÙŠ الرسالة المقدمة، كان أهمها:
تØرّي اللغة السليمة والأداء المتقن: وهي الآلية التي انÙردت بها واستخدمتها لجذب الجمهور للمنصة، Øين وظّÙت الأداء الصوتي المتميز لخدمة مضمون يقدم بلغة عربية سليمة، Ùكان قطاع عريض من الجمهور يقبل على المنصة بهد٠معرÙØ© أسلوب التعامل مع اللغة، وما إذا كانت كوادرها الإعلامية Ø³ØªÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ تقديم اللغة بشكل متميز أم أنهم مجرد هواة يقرؤون دون تدقيق أو ضبط.
تقدم المدونة الشكل المسموع من القصة أو اقتباسات Ø®ÙÙŠÙØ© من الرواية لمØبي قراءة الروايات والقصص، وتÙقدّÙÙ… الشعر لمØبيه، كما تقدّÙÙ… المقال المسموع لبعض الكتاب المتميزين لجماهير أولئك الكتاب. وكانت الدراما التي تØمل بعض المقاطع والصور الأدبية هي المدخل الخÙي٠الذي استخدم ÙÙŠ البداية لتدشين Ùكرة المدونة واستمرارها، Øيث كان أول منشور لـ”رÙواة”ØŒ مقطع “الØب ÙÙŠ زمن الأندلس” وهو مقاطع شعرية مجتزأة من مسلسل درامي، يروي قصة Øب بين اثنين من شعراء الأندلس هما ابن زيدون وولادة بنت المستكÙÙŠØŒ نسجت المقاطع الشعرية ÙÙŠ المنشور على هيئة مقابلة بين شعر يقال والرد عليه، مع إضاÙØ© بعض المؤثرات. ومع توسع Ø§Ù„Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø¬Ù…Ø§Ù‡ÙŠØ±ÙŠØ© أخذت “رÙواة” الشكل الإذاعي الرسمي، Ùقدمت “نقص عليك” وهو برنامج ديني يتØدث ÙÙŠ تÙسير بعض القصص القرآنية، أطلق ÙÙŠ البداية تØت اسم “جذور قرآنية”ØŒ ثم ÙÙŠ رمضان لهذا العام قدمت “صØØ Ù„ØºØªÙƒ بالقرآن”ØŒ وقامت Ùكرته على Ø´Ø±Ø Ù‚ÙˆØ§Ø¹Ø¯ النØÙˆ بطريقة جذابة ÙÙŠ مدة قصيرة من 3-5 دقائق Ùقط. كذلك برنامج “معشر الكرويين”ØŒ وهو برنامج متخصص ÙÙŠ كرة القدم بلغة عربية ÙصيØØ© شديدة البلاغة، وكان هذا سر تميزه، ثم “تعارئ الذي تنتجه بالتعاون مع موقع “إضاءات” ويشمل شرØاً مبسطاً لبعض المصطلØات التاريخية أو الÙكرية.
اختلÙت مضامين البرامج على “رواة”Ø› ÙÙ‚ÙدّÙÙ… الشعر والقصة والمقال والمقاطع الدرامية.. إلخ، ثم كان الاهتمام بهندسة الصوت المعيار المميز للمدونة، Ùاهتم القائمون على المدونة باختيار المادة ولغتها والكادر الذي يقدمها، إضاÙØ© للملاءمة ÙÙŠ المعالجة الصوتية بين الأداء والمؤثرات المصاØبة له.
ويكÙÙŠ المستمع أن ÙŠØمل جهاز هات٠نقال لاستقبال ما تقدمه المنصة، لذا يظل المضمون الإذاعي خيارها الثابت ما لم يوجد مضمون لا تكÙÙŠ Ùيه المعالجة الصوتية ÙˆØدها، هنا قد يتم Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø¥Ù†ØªØ§Ø¬ المرئي ÙÙŠ “رÙواة” كمشروع جديد لها أو قد يقدمه Ùريق العمل Ù†Ùسه ولكن كمشروع منÙصل.
أما المدونة الإذاعية الأميركية “ذيس أميريكان لاي٠– This American Life” Ùقد بدأت عام 1995ØŒ بإنتاج برنامج إذاعي أسبوعي كانت توزعه على مجموعة من المØطات الإذاعية التقليدية، قبل أن تعترضها مجموعة من عقبات التمويل والإنتاج، ما أدى إلى توقÙها ودÙع القائمين عليها إلى الانتقال للبث عبر الشبكة العنكبوتية –الوسيلة زهيدة التكالي٠Øرة الÙضاء- التي ساعدتها على الاستمرار والثبات والتطور بإنتاج مضامين جديدة مبتكرة، Ùنوعت مدوناتها الÙرعية وعددتها عبر سنوات العمل، ووزعت إنتاجها على أكثر من 200 Ù…Øطة إذاعية على الإنترنت، لتصل إلى أكثر من 2.2 مليون مستمع. ÙˆÙÙŠ عام 2014 قررت تØدي السائد الذي تعايشت معه منذ انطلاقها، Øين Ø£Øيا Ùريق عملها – سارة كويننج (Sarah Koenig) وإيرا جلاس (Ira Glass) وجولي سنايدر (Julie Snyder)ØŒ الشكل القصصي الطويل للتدوين الإذاعي ÙÙŠ مدونتها الÙرعية سيريال (Serial) التي مثلت بداية إنتاج البرنامج القصصي الواقعي بالمدونة الأم، Ùكانت المدونة أسطورة ÙÙŠ Øد ذاتها – ÙˆÙقا لما أوردته صØÙŠÙØ© ذي إيكونوميست (2) – كأول مدونة إذاعية تÙوز بجائزة بيبودي، وأول مدونة إذاعية تÙØمَّل Øلقاتها لما يزيد عن 250 مليون مرة.
وقد تواÙقت معها “رÙواة” ÙÙŠ لجوئها لتنوع المضامين عبر تعدد المدونات الإذاعية التي أطلقتها، لاجتذاب Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø¬Ù…Ø§Ù‡ÙŠØ±ÙŠØ© مختلÙØ© – ÙˆÙقا لما تعلنه على موقعها الإلكتروني (3) – Ùهي تقدم برنامجها الأسبوعي على المدونة الذي تنطوي كل Øلقة منه على مقدمة، تØمل كل مقدمة قصة مختلÙØ©ØŒ وتكون معظم هذه القصص قصصاً صØÙية بصبغة Ø®ÙÙŠÙØ© أو منضبطة، وأطلقت ست قصص إذاعية تطورت بعد ذلك إلى Ø£Ùلام.
كذلك أطلقت مدونتها الإذاعية الاقتصادية “بلانيت موني” (Planet Money) بالتعاون مع “إن بي أر نيوز” (NPR News)ØŒ وهو مشابه لبرنامج “الاقتصاد ÙÙŠ دقيقتين” ÙÙŠ رواة الذي تنتجه بالتعاون مع موقع “أل٠باء اقتصاد”.
ثم أنتجت النسخة التلÙزيونية من برنامجها الرئيسي “ذيس أميريكان لائ خلال الÙترة من 2006- 2008 على شبكة “ذا شو تايم” (The Show Time network)ØŒ الذي شكل أبرز Ù…Øطات نجاØها Øيث Ùازت عنه بثلاث جوائز إيمي.
ثم أطلقت “ذيس أميريكان لائ نسختها من البرامج الواقعية عام 2014 ÙÙŠ مدونة “سيريال” (Serial)ØŒ ونجØت ÙÙŠ تقديم هذا اللون إلى Øد جعل الجماهير تستقبل بشغ٠مدونتها القصصية الواقعية الثانية “إس تاون” (S-Town)ØŒ Ùما إن تم إطلاقها ÙÙŠ 28 مارس/آذار من ذلك العام، Øتى تجاوز عدد مرات تØميل Øلقاتها الـ10 ملايين مرة خلال الأربعة أيام الأولى لها، ÙˆÙÙ‚ ما جاء ÙÙŠ ذي إيكونوميست.
بعث جديد للقَصَص والدراما:
وبينما كان تØدي المألو٠هو نقطة البداية لإثبات الوجود، ولأن الواقع الإعلامي المتغير كل يوم لا يقبل النمطية والركون إلى Ù†Ø¬Ø§Ø Ù‚Ø¯ تØقق أو جمهور قد اكتÙسب، كما أن الواقع الاÙتراضي – الإنترنت – واقع شديد الاتساع متطور باستمرار، ÙŠØتمل التجديد والتغير كل Ù„Øظة. كان على تلك الإذاعات أن تواصل المسيرة لتØاÙظ على مكتسباتها وتطورها عبر التجديد ÙÙŠ الرسالة المعروضة. Ùكي٠سبيل كلتا الإذاعتين ÙÙŠ تØقيق ذلك؟
كانت الدراما الشكل الجماهيري الذي مثّل Ù…ÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ù†Ùاذ لجماهير أكبر؛ لقربها من الطبيعة الإنسانية التي تميل لسماع القصة أو لمعرÙØ© Øكاية، وقد دخلت “رÙواة” مجال الإنتاج الدرامي بمسلسل “أمة الصØراء” ÙÙŠ رمضان هذا العام، الذي قام على رواية قصص العرب المختلÙØ© مع الاهتمام بالتنويع الزماني والمكاني بين Øلقات المسلسل، واستØضرت قصص بعض الشخصيات ذات القيمة التاريخية، مستÙيدة ÙÙŠ ذلك من Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø³Ù„Ø§Øª التاريخية – التي أنتجت ÙÙŠ الوطن العربي بعد توق٠إنتاج هذا اللون ÙÙŠ مصر – Øول الشخصيات المؤثرة ÙÙŠ التاريخ، مثل مسلسل “عمر”ØŒ الذي بني نجاØÙ‡ على روايته لقصة Øياة شخصية مؤثرة ÙÙŠ التاريخ الإسلامي منذ ظهورها منذ 14 قرن Øتى الآن.
أما “ذيس أمريكان لائ، Ùقد ظهر إبداعها ÙÙŠ 2014 بداية بإنتاج سلسلة “سيريال” (Serial)ØŒ ثم “إس تاون” (S-Town) بعد ذلك، وكان إنتاجاً مختلÙا جداً لهذا الÙÙ† ومØور ارتكازه هو الخوض ÙÙŠ غمار الشخصية الإنسانية أكثر من عرض تÙاصيل الØدث.
كانت الدواÙع وراء إنتاج كل عمل من تلك الأعمال مختلÙØ© كلياً لكل إذاعة عن نظيرتها، ÙÙÙŠ “رÙواة” كان أكبر تØد٠ÙÙŠ “أمة الصØراء” هو تقديم شكل درامي يتماشى مع السياسة العامة للإذاعة بإنتاج Ù…Øتوى عربي راق، وعليه توجه العمل إلى “قصص العرب”ØŒ لتعلقها بالثقاÙØ© العربية وتعبيرها عن أخلاق العرب ومروءتهم ورقيهم ÙˆØوادثهم وملاØمهم منذ الجاهلية، Ùكانت القصص تعرض لأØداث عربية صرÙØ©.
اختل٠الأمر ÙÙŠ برنامج “إس تاون” (S-Town)ØŒ Øيث بدأ إنتاجه عندما أرسل “جون ماكليمور” (John Mclemore) بريداً إلكترونياً إلى “ذيس أميريكان لائ يدعوهم للتØقيق ÙÙŠ جريمة قتل ÙÙŠ مسقط رأسه “وود ستوك” ÙÙŠ ولاية ألاباما ارتكبها ابن مليونير Ùلم تهتم بها الشرطة المØلية، مما عزا “ببريان ريد” (Brian Reed)ØŒ مضي٠“إس تاون” لأن يعجل بالتوجه إلى ألاباما، غير أنه وجد أن الجريمة المزعومة لا تعدو أن تكون مجرد شائعات؛ ÙالضØية لم تزل على قيد الØياة. إلا أن الأØداث المأساوية بقيت قائمة، Ùقد Ø£Ùخبر المستمعون أن شخصاً ما سيموت ÙÙŠ النهاية. Ùإن لم تكن إس تاون مسرØاً لجريمة قتل، Ùقد كانت مسرØاً لعملية انتØار.. انتØار “ماكليمور”.
التØدي الثاني ÙÙŠ إنتاج برنامج “أمة الصØراء”ØŒ هو نوع القصة المختارة التي يجب أن تنطوي على الإثارة والتشويق، ويكون لها أثر كبير ÙÙŠ التاريخ العربي والإسلامي، مما اØتاج العمل عليه قبل رمضان بشهور عدة، واستمر العمل أثناء عرض المسلسل المكون من 30 Øلقة ÙˆØتى نهايته، بداية من الإعداد الجيد وانتقاء القصة وصياغتها ÙÙŠ صورة سيناريو، ثم كانت المراجعة الأدبية للسيناريو أصعب مراØÙ„ الإعداد، Øيث جزء كبير من الاهتمام ينصب على ملاءمة ما يقال ÙÙŠ الØوار مع اللغة الدارجة للعصر الذي تتØدث Ùيه القصة، Ùعلى سبيل المثال: جملة كـ”Øسناً يا سيدي..” تنتمي إلى أي عصر الجاهلية أو صدر الإسلام أو الأموي أو العباسي.. إلخ، ÙتÙقبل ÙÙŠ سيناريو القصة من العصر الذي قيلت Ùيه، وتÙرÙض ÙÙŠ الØقب الزمنية الأخرى. وتØقيق القصص بهذا الشكل جعل المسلسل يكسب ثقة الجمهور بشكل أكبر.
على خلا٠ذلك، ووÙقا لما جاء ÙÙŠ “ذي إيكونوميست” أدخلت السلسلة القصصية “إس تاون” مستمعيها إلى عالمها، Ùالسلسلة تدور Øول شخص واØد هو ماكليمور، وإس تاون هو اللقب الذي يطلقه على مدينته وودستوك، وتَظهر لنا القصة، التي دارت Ø£Øداثها ÙÙŠ ثلاث سنوات. يبدو ماكليمور رجلا Øاد الذكاء ذا اهتمامات غريبة تغلب عليه رؤية سيئة للعالم. وبينما يكتش٠“ريد” عند مقابلة أصدقاء ماكليمور أن بعضهم لم يعر٠بمصرعه بعد، يجد أن Ø£Øدهم لم يبد استغراباً عند معرÙته، Øيث أقر بأن ماكليمور جعل من الØياة تØدياً لا يمكن التغلب عليه، وكش٠آخر أن ماكليمور كاÙØ Ù„Ù„Ø¹ÙŠØ´ كشاذ ÙÙŠ مدينة صغيرة، وكان يقول “Ùقط تتعلم أن تعيش بدون..”ØŒ وأطلق على Øياته تلك “جبل بروكباك” (Brokeback Mountain)ØŒ وهي قصة قصيرة عن مثلي جنسي، كانت بالنسبة له “دليل Ø£Øزان”ØŒ وتستمر التÙاصيل ÙÙŠ التداخل لترسم صورة لذلك القلب المكسور.
ÙÙŠ “أمة الصØراء” مثّل تØقيق القصص والأØداث المعروضة تØدياً آخر أمام Ùريق العمل، مما استدعى الرجوع لمصادر وكتب عدة، تتØدث عن قصص العرب وتاريخهم مثل موسوعة “الأغاني” الضخمة وبعض الكتب الأخرى. Ùبسبب قدم قصص وأØداث العرب التي لم يكن التدوين والتسجيل Øولها كثيراً، تعددت الروايات Øول بعض القصص؛ ما أثار بعض الانتقادات والتساؤلات Øول القصص المعروضة من جمهور المسلسل، إلا تعدد المصادر التي كان يرجع إليها Ùريق العمل؛ مكنتهم من الوصول للرواية الأكثر ثقة لكل قصة، وكان ذلك هو المعيار الØاكم ÙÙŠ تÙضيل عرض رواية على الأخرى.
وعلى Ù†Ùس الشاكلة كان التØدي المزعج ÙÙŠ “إس تاون” متمثلاً ÙÙŠ إصرار السيد “ريد” وتطلعه للعمل داخل الأطر الأخلاقية ÙÙŠ سلسلة قصصية مثيرة، Ùالتقى كل الأشخاص الذين كان لهم اتصال بماكليمور تقريباً، من أجل الإجابة على التساؤلات الكثيرة Øول Øياته وانتØاره، ولكي ÙŠØصل المستمع على عمل جلي الØقيقة ومتعدد الجوانب وغير خيالي. Ùلو دارت السلسلة Øول شهادة ماكليمور، لم تكن عقدة قصة Øياته لتÙكْتَشÙ.
ولأن “أمة الصØراء” كان يعرض قصصاً من البيئة العربية، التي كان الشعر Ùنها الأول، كان الشعر Ø£Øد القوائم الرئيسية للبناء الدرامي للمسلسل، خاصة وأن معظم الشخصيات أبطال القصص كانت شخصيات شاعرة، Ùكان توظي٠الشعر داخل السياق الدرامي تØدياً جديداً، وملاءمة الأبيات للسياق الدرامي للØلقة أو الشخصية بطلة القصة هي المعيار الØاكم Ùيه، Ùعلى سبيل المثال ÙÙŠ الØلقة التي تناولت قصة “عنترة ابن شداد” – الشاعر والÙارس العربي– كانت تضا٠أبيات من أشعاره ÙÙŠ الØماسة أو الØب أو الØرب. ÙˆÙ„Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø±Ù†Ø§Ù…Ø¬ØŒ عمل معدّÙوه على التنسيق بين Ù…Øاور الكتابة الدرامية من كتابة السيناريو والمراجعة الأدبية والتØقيق التاريخي، للوقو٠على مدى ملائمة الأبيات المدرجة ÙÙŠ الØلقة للسياقين الزماني والمكاني والموق٠الذي تدور Øوله Ø£Øداث القصة.
“ذيس أمريكان لائ تلاقت مع “رÙواة” ÙÙŠ ذلك، Ùكان أهم ما ميز “إس تاون” عن كل المدونات الإذاعية الطويلة المشابهة لها، بما Ùيها “سيريال” أنها تدين إلى الأدب، Øيث تنتهي معظم الØلقات بمنعطÙات شعرية تعود بالمستمع إلى نقطة البداية، وعادة ما تكون من شريط Øياة “ماكليمور” أو مشاهد Øية منها؛ لذا لم يكن من الخطأ أن يشار إلى Øلقات المسلسل السبع التي امتدت كل منها إلى ساعة باعتبارها Ùصول رواية. Øيث تقول المنتجة المنÙذة، “سيندر” إن Ùريق العمل المبدع قرر إذاعة القصة كرواية أكثر من كونها برنامجاً إذاعياً.
صورة خلÙية “أمة الصØراء” دعمت الرؤية التي تبناها، بالتركيز على استخدام ألوان داÙئة ذات دلالة على البيئة التي يدور Ùيها المسلسل، كاللون البرتقالي الذي أعطى دلالة الأرض الصØراوية والØركة والجÙاÙØŒ مع اللون الأصÙر الذي أعطى دلالة النشاط والØركة وشمس الصØراء، ولتكتمل دلالة البيئة الصØراوية اشتملت الصورة على بعض الأشجار الجاÙØ© الÙروع والنباتات وسع٠النخيل، والجمال والخيل التي يمتطيها Ùرسان يرتدون الزي العربي. كذلك ÙÙŠ “إس- تاون” كانت صورة الساعة ÙÙŠ الخلÙية لاتصالها بمهنة ماكليمور الذي كان يعمل “ساعاتيا” لإØياء الشعور بالجمال والنظام.
صورة خلÙية “أمة الصØراء” دعمت الرؤية التي تبناها البرنامج.
وربما تÙØªØ ØªÙ„Ùƒ التجربتين الدراميتين الباب أمام الإذاعتين لتطوير Ùنونهم الإذاعية، Øيث يرى Ùريق عمل “أمة الصØراء” أن إنتاج مسلسل متصل الØلقات على مدار شهر كامل لن يكون مطروØاً، إلا إذا وجدت القصة الضخمة التي تÙرض معالجتها ÙÙŠ هذه المدة الزمنية الكبيرة. كما Ùرضت ضخامة بعض القصص ÙÙŠ “أمة الصØراء” معالجتها على أكثر من Øلقة؛ مراعاة لطبيعة تÙاصيل وأØداث القصة مقارنة بØجم الØلقة التي كان طولها ÙŠØªØ±Ø§ÙˆØ Ù…Ù† 10Ø¥-15 دقيقة، Ùقط لتجنب الإخلال بالقصة المعروضة.
أما “إس- تاون” Ùكان نذيراً بعصر جديد من التدوين القصصي الإذاعي الطويل، من ذلك النوع الذي يتخطى سر القتل ويتخطى الجريمة إلى عمق تعقيد الشخصية الإنسانية. Ùقد أخذ الجوانب المØطمة من Øياة ماكليمور، وأضÙÙ‰ عليها طابعه الخاص بالجمال والنظام، Ùكان Ùناً ÙÙŠ Øد ذاته بالإضاÙØ© إلى كونه أداءً صØÙياً، Øين قال ريد إن “Ù…Øاولة Ùهم شخص ما أمر يستØÙ‚ عناء الجهد”ØŒ كما أن المستمع أيضاً يقتنع بأهمية تلك المساعي.
المصادر:
(1) https://soundcloud.com/rowaah
(2)https://www.economist.com/blogs/prospero/2017/04/sonic-novel?fsrc=scn%252Ftw%252Fte%252Fbl%252Fed%252Fasonicnovelstownisamovingportraitofanordinarylife
(3) https://www.thisamericanlife.org/about