نظرية الاعتقاد (2) للدكتور طارق سليمان النعناعي

فالتسليمُ بالعجزِ عن فهمِ هذا الأمرِ قياسٌ عقليٌّ منطقيٌّ.

مَنْ خلقَ الخالقَ نفسَهُ؟
فالسؤال بهذه الصيغةِ خلطٌ شديدٌ وخطأٌ عقليٌّ، للأسبابِ الآتيةِ:
أولًا: المثالُ الواحدُ لا يُقاسُ عليه. ثانيًا: السؤال يديرُه المخلوقُ في دائرتهِ، وبقوانينِ الخلقِ، وليسَ في دائرةِ الخالقِ. ثالثا: الإجابة قائمةٌ في دائرة الخالقِ، والخروجُ منْ دائرةِ الخلقِ إلى دائرةِ الخالقِ خروجٌ مستحيلٌ على الخلقِ. رابعًا: استحالةُ المساواةِ بينَ قدرةِ الخالقِ وقدرةِ المخلوقِ، أو أنْ يتحولَ المخلوقُ إلى خالقٍ. خامسًا: لابُدَّ للأشياءِ مِنْ المصدرِ الأولِ أي المحرك الأول الذي يصدر عنه كلُّ شيءٍ. سادسًا: تفاوتُ القدرةِ بينَ الخالقِ والخلقِ تفاوتٌ هائلٌ ينتجُ عنهُ تفاوتٌ هائلٌ في إدراكِ الخلقِ، يخلقُ مساحاتٍ شاغرةٍ مِنَ الْعَجْزِ عنْ إدراكِ إجابةِ هذا السؤالِ، كأنك تريدُ أنْ تنقلَ مياهَ المحيطاتِ إلى حُفرةٍ صغيرةٍ، أو كأنك تضعُ جهازًا يعملُ بقدرةِ فولت ونصف في كهرباء بقدرةِ مائتين وأربعينَ فولتا، أو في كهرباء الضغطِ العالِي. سابعًا: التسليمُ بعجزِ الخلقِ عنْ أشياء دون ذلك، مُجربةٌ وثابتةٌ على كلِّ المستوياتِ؛ فالتسليمُ بالعجزِ عن فهمِ هذا الأمرِ قياسٌ عقليٌّ منطقيٌّ.

Related posts

Leave a Comment