مناجاة لشمسة الرواحية (ابتهال المتنسكات) تلميذتي العمانية النجيبة

ألم أحدّثك أن تجعلني أكثر زُرقة ؟ وتجعل قلبيَ غيرَ سماء ؟

أفي صفحة الماء أم على أَقراصِ الفَلَك ؟
أفِي مَرايا الرُوح أم على أكتافِ من هَلك ؟
نَرقُص خَفيفي الأرواح ، بلا جَسَد ، سقَطَ مني وهلك ، فَناء في فناء .
أوّاه أوّاه !
كُلما قلتُ كُن ، قال لي كَان كَان ، والآن ؟ ، لا ، لا مكان
لا نُجوم ولا مياه ولا زَمان ، كُلها أَفَلَت .
كُلما حاولتُ تلطيف المكان ، جاءني الشيطانُ على عرشٍ نتن ، كُلما قلتُ بسّ ! ، زاد في لهوهِ وغشى الصحو بالدُخان ، واختنقْت .
يا إلهي ، كيف ذلك أن يكُون ؟
ألم أحدّثك أن تجعلني أكثر زُرقة ؟ وتجعل قلبيَ غيرَ سماء ؟
ألم أُحدثك بأَن تَجعَل قلبي صلاة ؟
يا إلهي ، يا إله الأنقياء !
كيف يغدو من خلقتَ مثل الدُخان ، بل أشد !
كيف استحالَ طينُ الورد وترابُ الأنبياء ، هكذا محضَ طين من أراضي عادٍ وثمود ، بل أذلّ !
(الله أكبرُ) من ثغر أبي ، كيف اضمحلّت قبل أن تصل إلى المُستقرّ !
مَرارةُ (آآه) أمّي حين سقطتُ للدنيا ، كيف ماتت ؟ كيف لم تُحرّك كل شِبرٍ في جَسَد ؟ والحليب ؟ والغِناء ؟
كيف يغدو ذلك الصلصالُ قبرا مظلما ؟
أيُّ قدمٍ هذه التي وطئت عليّ ؟
يا شَظاياي ! هل تشعرين ؟ لماذا لا تتكلمين ؟
ولكن من ينُوح، من يتكلم ؟
_________________
أنا نائحٌ من هناك بين الدُخان ، نورٌ يكادُ ينطفئ ، إنّه يريد النجدة ، ومن يغيثه سوى الله !
إلهي !
لا تتركه هكذا يخمُد ، اعتبرهُ قربانًا أو شيئًا ما تريدُه ، أعلم أنّك غنيٌّ عني ولكن ، اعتبره ذلك الأمر الذي يَربطني بيني وبينك ، مُد حبلكَ أو يديك ، أو أنزِل سُلمًا ليصعد إليك
أو أخمد الدُّخان بمائك ، ويبقى هو وماؤك يزهران الأرض ، ويُسمِعُان الكونَ أذانَ الأرواح .
يا إلهي لا تتركه ، استجِب لندائه !

Related posts

Leave a Comment