نسيت أن أخبركم أنني كنت أعمل،بالÙعل نسيت مهنتي،
آن لي أن أدون بعض سيرتي التى بØÙ‚ تستØÙ‚ أن يعلمها الآخرون،كل ما Ùيها -من وجهة نظري- يستØÙ‚ القراءة،ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø£Ø¬Ø¯ سعادتي ÙÙŠ ارتشا٠كوب من الشاي،أطالع Ù†Ùس الصØÙŠÙØ© التي ورثت معرÙتها عن أبي،ثم ÙŠØلو لي أن أق٠بشرÙØ© البيت المطلة على الشارع،بائع الÙول،ماسØÙˆ الأØذية،الصغار يذهبون إلى مدارسهم،السيارات تخرج عادمها الذي ازداد سوادا عن ذي قبل،البيوت تØول لونها إلى صÙرة مقيتة،العادات التى نشأت عليها لا تتغير،الساعة تقترب من الساعة العاشرة صباØا موعد النشرة اليومية المÙضلة،ها هو صوت “ماجد سرØان” ÙÙŠ بي بي سي،يأتي قويا Ø£Øسبه يبث مع صوته أنشودة الإنسان،على كل غادرت زوجتي البيت منذ ساعة،تعرÙون أنني لا Ø£Øسن شراء الخضروات،النسوة ÙÙŠ السوق يستغللن سذاجتي،لست بطبيعة الØال من ذوي الياقات البيضاء،نعتاش على المعاش ساÙر ولدنا بعيدا،كم أشتاق إليه ÙÙŠ هذه الساعة من ذلك الصباØ،إنه مولع بالمعلومات،يعمل مهندس إتصالات،أخبرني ÙÙŠ الصي٠الماضي أنه تزوج Ùتاة شقراء،يومها وزعت الØلوى على كل المارين ،أنا أسكن ÙÙŠ تلك البناية العتيقة،بناها جدي منذ مائة عام،Ùيما مضى كنت مولعا بتتبع الأخبار القادمة من القدس،كنت أسعد كثيرا Øينما أستمع لأصوات الشباب الهادرة مثل شلال،الآن تلك الوجوه المدعشنة تطÙÙˆ على الساØة،أنا لا Ø£Øبها تتوارى خلÙها أسرار وأسرار،ربما بعدما أكمل مائة عام ستظهر Øقيقتها،القطة البيضاء تقترب من الناÙذة،هي ماهرة تستطيع أن تتسلق الجدار Øتى تصل إلى شقتي التي تØتل الدور الثالث، هذه المرة أمسكت بعصÙور صغير بين أسنانها، تضعه سليما على سÙرة الطعام،أدركته قبل أن ÙŠÙترسه الغراب،لكم اÙترس من صغار!
لا دخل لي بالسياسة Ùأنا رجل يعيش على هامش الأØداث،Ùقط Ø£Øتسي الشاي وأستمع إلى نشرة الأخبار،نسيت أن أخبركم أنني كنت أعمل،بالÙعل نسيت مهنتي ،لأنني لم أجد عملا أقوم به غير تقصي الØكايات،أدون Øضوري كل يوم ÙÙŠ سجلات الموظÙين،كثيرا ما كنت أنسى التوقيع ÙÙŠ نهاية اليوم،تذكرت الآن إنهم Ø£Ùردوا لي مكتبا لأتلقى شكايات المواطنين،السلة تمتليء ،ثم يأتي الساعي ويذهب بها بعيدا ،لم أكن أراه،تعبت كثيرا ÙÙŠ تدوين ملاØظاتي على بقية الأوراق البيضاء،الكلمات المتقاطعة كنت Ø£Øلها منعزلا ØŒÙÙŠ مرة اشترت زوجتي بعض الÙاكهة وجدتها ملÙÙˆÙØ© ÙÙŠ سجل كبير كنت كتبت بعض قصصي القصيرة به،كانت تلك القصة معنونة ب:Øلم على قارعة الطريق!
الساعة تقترب من الثانية عشر ظهرا،علي أن أستعد لمغادرة Øجرتي،الظهر اقترب،سأنزل للصلاة ،لي موعد مع أصدقائي،سنمضغ بعض الØكايات،ربما يكون ÙÙŠ الليل Øدث شيء لم نسمع به،على الباب دقات متوالية ،لم أعتد ذلك منذ ما يقارب عشر سنوات،لقد كانت لولدي،هل عاد بالÙعل؟
ربما،وهل له أن يترك الشقراء ويأتي إلى هنا،سيكون بØÙ‚ موهوما،الناس مرغمة تتمنى ركوب البØار،هل يعود إلى هنا ليكون مثلي يرتش٠الشاي ويتسكع عند قهوة الغلال؟
أسرعت ÙˆÙتØت الباب،إنها هي وقد جاءت وعلى يديها Ø·ÙÙ„ صغير تØمله،الشقراء عادت ومعها بعض ولدي.