مدخل: يشيع ÙÙŠ المجال الثقاÙÙŠ والعلمي العربي ÙÙŠ العصر الØاضر كثير من المÙاهيم التي تق٠Øاجزاً بين العرب والاستÙادة من التقدم العلمي المعاصر.
ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ù…Ø§ تكون هذه المÙاهيم ÙÙŠ مجال الدراسات الإنسانية. ومن هذه المÙاهيم الشائعة القول بأن العلوم الإنسانية ÙÙŠ العصر الØاضر نشأت ÙÙŠ ظرو٠غريبة عن الظرو٠العربية الإسلامية ÙˆÙÙŠ سياق Ùكري مختلÙØ› ولذلك Ùإن هذه العلوم لا يمكن تعميمها على الØضارات الأخرى ومنها الØضارة العربية الإسلامية. ومن أجل ذلك كثيراً ما نسمع عن بدائل مقترØØ© لهذه العلوم الغربية من Øيث النشأة، Ùنجد من ينادي بعلم اجتماع عربي أو إسلامي أو بعلم اقتصاد عربي أو إسلامي أو بلسانيات عربية إلى غير ذلك.
ولا شك أن الربط بين العلوم الإنسانية والظرو٠والسياقات الÙكرية ÙÙŠ المجتمعات الغربية التي تأسست Ùيها ليس قولاً باطلاً كله؛ Ùقد نشأت هذه العلوم أساساً استجابة لظواهر وجدت ÙÙŠ تلك المجتمعات. لكن الأمر الذي يجب أن ÙŠÙˆØ¶Ø Ù‡Ùˆ أنه على الرغم من هذه الØقيقة Ùإن هذه العلوم قابلة للتطبيق ÙÙŠ Øضارات أخرى غير الØضارة الغربية. وتأتي إمكانية التطبيق هذه من Øقيقة أخرى لا يكثر الجدال Øولها، تلك هي أن العلوم ÙÙŠ تطورها تنÙصل جزئياً عن المؤثرات الأساسية التي كانت نتيجة لها وتنØÙˆ Ù†ØÙˆ التعميم والشمول. Ùهي ÙÙŠ تطورها لا بد أن تتناول ظواهر لم تكن وجوه القرب بينها وبين الظواهر الأولى واضØØ©ØŒ كما أنه لا بد – إن أرادت أن تصل إلى مرتبة النظريات العلمية – أن تنطبق ÙÙŠ مجتمعات غير المجتمعات الأولى التي نشأت Ùيها وذلك نتيجة للتجريد الذي يصاØب كل نظرية قصدها عمق التÙسير والغوص وراء الظواهر الخادعة. ثم إن ما يدعى بعلوم إنسانية غـربية ليس نتاجاً للغربيين ÙˆØدهم الآن وليس مطبقاً على مجتمعات غربية Ùقط؛ Ùالمشاركون ÙÙŠ إنتاجه ينتمون إلى خلÙيات Øضارية متعددة، والمجتمعات المدروسة تنتمي إلى Øضارات متعددة أيضاً. بل إن ما يدعى نتاجاً علمياً غربياً مصوغاً على شكل نظريات دقيقة الآن يمكن مقارنته بما يوجد من ملاØظات وإسهامات ÙÙŠ Øضارات قديمة وغير غربية. وسنرى Ùيما بعد أن بعض تلك الØضارات القديمة تناولت الظواهر التي تدرسها العلوم الإنسانية ÙÙŠ الغرب الآن بأسلوب يقـرب من الأساليب العلمية التي تدعى غربية الآن.
وتمثل مثل هذه المÙاهيم أساساً لكثير من المÙاهيم الÙرعية التي ترى الشيء Ù†Ùسه ÙÙŠ مجالات معينة. ولأنني مهتم بالدراسات اللسانية Ùلا بأس من إيراد بعض تلك المÙاهيم. وأكثر المÙاهيم رواجاً ÙÙŠ هذا المجال أن دارس اللغة العربية وخصوصاً النØÙˆ العربي ليس ÙÙŠ Øاجة إلى معرÙØ© العلوم اللسانية المعاصرة. وذلك لأن النØÙˆ العربي Ù†ØÙˆ خاص بهذه اللغة التي لا يشبهها لغة من اللغات، وهو علم عربي خالص لم يترك العرب Ùيه مزيداً لمستزيد. وقد خلق هذا المÙهوم هوة سØيقة بين دارسي اللسانيات ÙÙŠ العالم العربي ودارسي النØÙˆ.
ومن المÙاهيم الرائجة المماثلة أنه كثيراً ما يتعجب من دراسة بعض المبتعثيـن العرب اللغة العربية Ù†Øواً وأدباً ÙÙŠ الغرب. بل يصل الأمر إلى القول بأن دارس النØÙˆ العربي ليس بØاجة إلى معرÙØ© أي لغة أجنبية إذ إن كل ما ÙŠØتاجه مكتوب باللغة العربية.
وهذه المÙاهيم ليست الوØيدة لكن أثرها وأمثالها كان كبيراً ÙÙŠ تأخر الدراسات اللسانية العربية. وقد سبق لبعض الباØثين الإشارة إلى الأثر السلبي المترتب على عدم الاهتمام بالاطلاع على الدراسات المعاصرة. ومن هؤلاء عبدالسلام المسدي([1]) وعبدالقادر الÙاسي الÙهري([2]) وكيس Ùريستيغ([3]) ÙˆØمزةة المزيني([4]) وغيرهم.
وسو٠أØاول ÙÙŠ هذا البØØ« أن أتناول جانباً مهماً من هذه القضية وهو جهل كثير من المتخصصين باللغة العربية ÙÙŠ الوطن العربي بالأبØاث التي تنجز ÙÙŠ الغرب عن اللغة العربية. ولست أريد لهذا البØØ« أن يكون وسيلة لدغدغة العواط٠القومية وإشاعة الرضا ÙÙŠ النÙوس والزهو بهذا الاهتمام. بل إن قصدي هو أن أبين أنه لا يسع المتخصص Ùي اللغة العربية اليوم إغÙال هذه الدراسات. وعلى الرغم من أن هذه الجهود العلمية التي يقام بها ÙÙŠ الغرب تستوجب منا الاعترا٠للقائمين بها بالÙضل إلا أنني لا أقصد هنا أن يكون هذا البØØ« لغرض الثناء عليهم – وهم مستØقون له – كما أنني لا أقصد به التقليل من الأبØاث الجادة التي يكتبها بعض الباØثين العرب باللغة العربية.
كما أن غرضي هنا ليس الإلمام الكامل بكل ما يكتب ÙÙŠ اللغات الغربية المتعددة. Ùهذا مالا يستطيع أن يقوم به Ùرد ÙÙŠ مثل هذا البØØ« المØدود. إن هدÙÙŠ هو رسم صورة عامة لمدى الاهتمام الذي تØوز عليه اللغة العربية والدراسات العربية ÙÙŠ الغرب؛ Ùقد أصبØت اللغة العربية تتصدر اللغات من Øيث أخذها نموذجاً للتØليل اللساني، ومن Øيث تقدير المتخصصين للدراسات العربية القديمة، كما أن النظرة المتØيزة ضدها التي كانت تشيع ÙÙŠ بعض الأوساط ØÙ„ Ù…Øلها النظرة الموضوعية التي تنظر إليها – كسائر اللغات – لغة طبيعية أدت دوراً كبيراً ÙÙŠ الØضارة الإنسانية.
مقدمة
ينبع الشك والتخو٠من الدراسات اللسانية المعاصرة ÙÙŠ الوسط الثقاÙي العربي من أسباب وجيهة تاريخياً. وأول هذه الأسباب أن الدراسات اللغوية ÙÙŠ القرن التاسع عشر كان يسيطر عليها التوجه العرقي. Ùقد كان هد٠كثير من الدراسات التي تقوم على لغات غير أوروبية أن يبين أنها أقل تطوراً من اللغات التي تعود إلى Ùصيلة اللغات الهندية الأوروبية. ومن أبرز المقولات ÙÙŠ هذا الشأن مقولات رينان([5]) وقد ولد هذا الموقÙ٠غير العلمي شعوراً لدى العرب بأن الدراسات الأوروبية كلها تصبب ÙÙŠ هذا الهدÙ. غير أن الÙاØص المتأني سيكتش٠أن هذا الموق٠لم يكن يمثل النشاط العلمي الØقيقي المهتم باللغة العربية. Ùقد نشر ÙÙŠ تلك الÙترة كثير من أمهات الكتب العربية ÙÙŠ التاريخ والجغراÙية والتÙسير والÙقه والشعر والأدب. وقد تواصل هذا التقليد ÙÙŠ القرن الØالي Ùأثمر دراسات على جانب كبير من الجودة والموضوعية.
على أن كثيراً من الباØثين العرب تلÙت أنظارهم بعض المقولات ÙÙŠ هذه الأعمال مما يمكن أن يصن٠بأنه نقد لبعض الظواهر ÙÙŠ الØضارة العربية الإسلامية. لكن القارئ المنص٠يجب أن ÙŠÙهم هذا النقد بأنه أمر طبيعي من باØثين من خارج هذه الØضارة. Ùليس ضرورياً أن تكون مواقÙهم متطابقة تماماً مع ما نشعر به Ù†ØÙ†. والموق٠العلمي السليم هو أن يكون هذا النقد موضوع Øوار بين الباØثين العرب والباØثين الغربيين. Ùإذا سلمت النيات وقصدت الموضوعية Ùإن نتائج هذا الØوار ستكون عنصراً مهماً ÙÙŠ تقدم معرÙØ© الÙريقين. ولا شك أن هذا الØوار سيكون مثمراً مع العلماء وليس مع الكتّاب الذين تدÙعهم Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªØ¹ØµØ¨ ورغبة التشÙÙŠ وعدم الممانعة ÙÙŠ لعب دور الممهد لسيطرة الغرب الاقتصادية والسياسية وغير ذلك وهؤلاء قلة ÙÙŠ كل الأØوال ÙÙŠ المجال الأكاديمي.
كما أن هناك سبباً للتخو٠آخر وهو ارتباط كثير من الدراسات اللسانية  الغربية للعربية بدراسة اللهجات([6]) ÙÙŠ Ùترة منن الÙترات. Ùقد كان هناك نشاط كبير ÙÙŠ مختل٠أنØاء العالمم العربي ÙÙŠ هذا المنØÙ‰. لكن هذا النشاط ÙÙŠ دراسة اللهجات العربية يجب أن ينظر إليه من خلال اهتمام الدراسات اللسانية ÙÙŠ الغرب Ù†Ùسه ÙÙŠ تلك الÙترة. والمتتبع للأمر يجد أن الدراسة اللسانية ÙÙŠ الغرب طوال القرن التاسع عشر كانت تاريخية الطابع. وكان من مميزات هذه الدراسة تتبع اللهجات المعاصرة ورصدها؛ باعتبارها طوراً من أطوار اللغة يمكن أن ينير لنا شيئاً من تاريخها الماضي. ولذلك قامت Øركة من يسمون بالنØويين الجدد ÙÙŠ ألمانيا وكان هدÙها تسجيل اللهجات الألمانية وتتبع تاريخها ثم انتقلت هذه التقاليد إلى Ùرنسا وبريطانيا([7]).
وقد استمر هذا التقليد إلى الÙترة المبكرة من هذا القرن. ولذلك لا نعجب إن ركز الدارسون الغربيون على دراسة اللهجات العربية ÙÙŠ تلك الÙترة. Ùلقد كان ذلك تطبيقاً لتقاليد – تعلموها ÙÙŠ أثناء الدراسة الجامعية – على لغات غير أوروبية. وكان الهد٠واضØاً Ø£Øياناً إذ استعملت هذه الدراسات أدلة ÙÙŠ البØØ« التاريخي المتعلق باللغة العربية.
كما كان من أسباب الاهتمام باللهجات ÙÙŠ هذا القرن أن الدراسة اللسانية بتأثير من دي سوسير أصبØت تجعل الأولوية ÙÙŠ الدرس لما يقوله الناس Ùعلاً بدل الاهتمـام بتاريخ اللغة أو الاهتمام باللغة الأدبية المكتوبة. Ùلذلك اهتمت هذه الدراسات ÙÙŠ تلـك الÙترة باللهجات العربية لأنها ما يقوله الناس Ùعلاً ÙˆÙÙŠ مواق٠طبيعية.
على أن هذه الدراسات العلمية ابتليت بأناس ليسوا علماء لغة أساساً، أو أن لهم أغراضاً ضيقة: استعمارية أو قطرية أو غير ذلك، استغلوا هذه التقاليد ليزعموا أن هذه اللهجات لا رابط بينها وأن الشقة واسعة بينها وبين اللغة العربية الÙصØÙ‰ وأن كل قطر من أقطار العالم العربي يجب أن يستعمل لهجته، بل ويكتب هذه اللهجة بالأبجديات الغربية([8]). ومن هذا الصن٠مØاولات التخطيط اللغوي ÙÙŠ مصر التي قام بها بعض المديرين الإنجليز لإØلال اللهجة المصرية Ù…ØÙ„ اللغة العربية الÙصØى، ومØاولات سلامة موسى ومØاولات سعيد عقل وآخرين. والواقع أن هذه المØاولات أعطيت من الاهتمام أكبر مما تستØÙ‚. ويكÙÙŠ أن يشار إلى أن الÙروق التي وجدها العلماء بين اللهجات ÙÙŠ أي Ù‚Ùطر أوروبي لم يأخذها العلماء الأوروبيون أنÙسهم Øجة لإثارة ما أثير عن الÙروق بين اللهجات العربية ÙÙŠ العالم العربي. والدليل الآخر على سذاجة تلك المØاولات وعدم إمكانها علمياً أن الÙروق اللهجية بين مختل٠الأصقاع ÙÙŠ العالم العربي لم تمنع شيوع الثقاÙØ© وشيوع التقارب بين مستويي الÙصØÙ‰ والعاميات. Ùيجب إذن أن نعي أن التخو٠من الدراسات اللسانية Ùيما يخص اللغة العربية هو تخو٠لا يقوم على أساس صØÙŠØ.
وسيتناول البØØ« ÙÙŠ جزئه الأول الاهتمام باللغة العربية نموذجاً للتØليل مبيناً Ùيه مدى اتخاذ المدارس اللسانية المختلÙØ© للغة العربية مجالاً للدراسة، ÙˆÙÙŠ الجزء الثاني سأبين الدراسات الغربية الØديثة لمنجزات النØÙˆ العربي، ÙˆÙÙŠ الجزء الأخير سيهتم البØØ« بالأعمال التي ترد على من يزعمون أن اللغة العربية تعاني من أوجه نقص كثيرة مما يجعلها لغة غير متØضرة. وسيختتم البØØ« بخاتمة تجمل النتائج التي توصل إليها البØØ« بالإضاÙØ© إلى بعض الدروس التي يمكن أن نستÙيد منها.
الاهتمام باللغة العربية نموذجاً للتØليل
يجد المطلع على الدراسات اللسانية المعاصرة أن اللغة العربية كانت موضع اهتمام أكثر علماء اللسانيات تميزاً خلال هذا العصر. وتهتم دراسات هؤلاء باللغة من Øيث إنها تمثل لغة طبيعية يمكن أن تسهم ÙÙŠ تقدم البØØ« اللساني النظري. Ùمن أعلام الدراسة اللسانية ÙÙŠ هذا العصر الذين اهتموا باللغة العربية رومان ياكوبسون ÙÙŠ مقال له عن الأصوات المÙخمة ÙÙŠ اللغة العربية([9]) واستعمالها دليلاً على نظريته عن Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„ØªÙ…ÙŠÙŠØ²ÙŠØ© Ùيي التØليل الصوتي للغة الإنسانية. كما كتب جوز٠جرينبرج مقالاً عن نمط المورÙيمات الأصول ÙÙŠ السامية([10])ØŒ اتخذ Ùيه العربية ممثلاً للغات السامية بسبب ÙˆÙرة المعلومات المعجمية ومØاÙظتها النسبية ÙÙŠ نظامها الصواتي([11]). كما كتب زيلك هاريس – أستاذ تشومسكي – مقالاً عن الÙونيمات ÙÙŠ اللهجة المغربية([12]) قصد منه Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø Ù…Ø§ كان يسمى “إجراءاتت الاكتشأ ÙÙŠ الدراسة اللسانية البنيوية ÙÙŠ أمريكا([13]). ومن هؤلاء أيضاً Ùيرث الذي كتب تØليلاً صوتياً للغة العربية يبين Ùيه تطبيقه لمنهجه ÙÙŠ التØليل المسمى بالتØليل التطريزي Prosodic analysis ([14]).
وكما يقول عالم اللسانيات الأمريكي المعاصر البارز Ùرد هوس هولدر ÙÙŠ تقديمه لمجموعة المقالات التي جمعها سلمان العاني وصدرت عن نادي اللسانيات ÙÙŠ جامعة أنديانا بأمريكا: “… عندما قرأت هذه المجموعة المختارة من المقالات ظهر لي أنه من الصعب أن تجد أي مجموعة من المقالات أكثر تمثيلاً منها لمختل٠Ùروع اللسانيات والمدارس اللسانية المتعددة. وذلك أنه يبدو من هذه المجموعة أن اللغة العربية تØتوي على مسائل Ù„Ùتت انتباه أكثر العقول المهتمـة باللسانيات تميزاً، ÙˆØªÙˆØ¶Ø Ø£ÙƒØ«Ø± المÙاهيم النظرية الأساسية. ولو سÙئل أي لسانـي (اليوم) أن يسمي عشرة من أكثر المبدعين ÙÙŠ اللسانيات وأكثرهم أثراً Ùيما بين 1940Ù… Ùˆ1970Ù… Ùإنه من غير المØتمل أبداً أن لا يسمي رومان ياكوبسون وزيلك هاريس وجوز٠جرينبرج وجورج تريجر. وكل هذه الأسماء تظهر ÙÙŠ هذه المجموعة. وعلى الرغم من غياب Ùيرث وكينيث بايك وأندريه مارتينيه من هذه المجموعة إلا أنها تشمل تلاميذهم. وإنك لتجد ÙÙŠ هذه المجموعة كل أقسام اللسانيات الكبرى تقريباً ممثلة، وقد يكون تمثيلها مكرراً عدة مرات”([15]). ولقد استمرت اللغة العربية ÙÙŠ استقطابها لأكثر العقول تميزاً ÙÙŠ اللسانيات Ùيما تلا التاريخ الذي ذكره هوس هولدر. ومن أبرز المهتمين بها كان مايكل بريم؛ إذ كتب رسالته للدكتوراه ÙÙŠ معهد ماساتشوستس ÙÙŠ سنة 1970Ù…([16]). وقد اعتبرها الباØثون عملاً بارزاً استعمل Ùيه مايكل بريم دراسة التركيب الصواتي للغة العربية Øجة لتطبيق النظرية الصواتية التي جاء بها تشومسكي وهاله ÙÙŠ كتابهما “نمط الأصوات ÙÙŠ اللغة الإنجليزية”([17]). وقد انتشرت هذه الرسالة ÙÙŠ أقسام اللسانيات ÙÙŠ أمريكا وغيرها واعتمدت مرجعاً للدراسة الصواتية، وظهرت الإشارة إليها ÙÙŠ عدد كبير من الكتب والمقالات ÙÙŠ تلك الÙترة. وما زالت الإشارة إليها تتكرر بوصÙها عملاً كلاسيكياً ÙÙŠ النظرية الصواتية ÙˆÙÙŠ الدراسات العربية.
ويبين مايكل بريم ÙÙŠ مقدمة رسالته أن لعمله ذاك هدÙين: (1) الإسهام ÙÙŠ المعرÙØ© التي تتزايد بشكل سريع عن النظرية الصواتية، Ùˆ(2) الإسهام ÙÙŠ مجال اللسانيات السامية بمعالجة واØدة من اللغات السامية معالجة أعمق مما سبقها. ويبين أن الهد٠الأول لا يتØقق إلا بمعالجة لغة واØدة تختبر بÙØصها المقولات النظرية ÙÙŠ مجال الدراسة الصوتية. ولذلك Ùقد ÙØص عدداً كبيراً من القواعد الصواتية ÙÙŠ اللغة العربية لكي يختبر ÙƒÙاية النظرية الصواتية التوليدية ولتØديد الجوانب التي ينبغي مراجعتها ÙÙŠ هذه النظرية. ثم يبين عدداً من المقولات النظرية ÙÙŠ هذه النظرية، مما يمكن للغة العربية أن تعد معياراً ÙÙŠ إمكانها أو عدم إمكانها. أما Ùيما يخص الهد٠الثاني Ùيقول: “إنه يبدو أن اللسانيات السامية ÙÙŠ وضعها الراهن Ù…Ùلسة. Ùليس هناك إلى الآن أي وص٠صواتي معاصر لأي لغة سامية يتجاوز تØليل النØويين العـرب القدماء. إنني أعتقد أن النØÙˆ العربي خاصة قد بلغ أدنى درجات الانØطاط على أيدي العلماء الغربيين. Ùلقد تجاهلت اللسانيات الغربية تجاهلاً يكاد يكون تاماً كثيراً من العمق والأصالة اللذين أورثناهما النØويون العرب. إنني سأعالج هذا الموضوع Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªÙŠ عالجه بها النØويون العرب. وهذا صØÙŠØ ÙÙŠ الأقل Ùيما يخص المسألة التي استرعت انتباههم، وهي مسألة تØديد الأصل أو التمثيل العميق للغة….”([18]).
ÙˆÙÙŠ خلال 467 صÙØØ© يعالج بعض المقولات النظرية مثل: الترتيب بين القواعد الصواتية ترتيباً خطياً linearØŒ وكذلك تطبيق القواعد الصواتية تطبيقاً دورياً CyclicØŒ وهما مقولتان شغلتا المشتغلين بالتنظير الصواتي منذ النموذج النظري الذي أتى به تشومسكي وهاله ÙÙŠ سنة 1968Ù…ØŒ وما زال الانشغال بهما مستمراً إلى الآن. وقد وجد أن هناك ما يقرب من 38 قاعدة صواتية وشرطاً تØكم التركيب الصواتي للغة العربية النموذجية العصرية وتكوّÙÙ† نتيجة للتشابك Ùيما بينها بنية صوتية متضامنة تÙسر الاطراد الموجود ÙÙŠ اللغة. كما تعرض Ùيها إلى بعض البØØ« التاريخي ÙÙŠ اللغات السامية. وقد عالج بريم بعض المقولات النظرية هذه أو غيرها مستعملاً مادة لغوية من اللهجات العربية أو اللهجات التي تÙرعت عنها مثل اللغة المالطية. ولم يكن بريم الوØيد الذي عالج اللغة العربية بقصد الإسهام ÙÙŠ النظرية اللسانية Ùقد وجد عدد كبير من الدراسات من هذا النوع لا يمكن Øصرها هنا.
ÙˆÙÙŠ سنة 1979Ù… أنهى جون مكارثي رسالته للدكتوراه ÙÙŠ معهد ماساتشوستس وكانت بعنوان “مسائل شكلية ÙÙŠ الصواتة والصر٠الساميين”([19])ØŒ وقد اعتمد تØليل العبرية والعربية الÙصØÙ‰ ولهجتي دمشق والقاهرة ÙÙŠ التدليل على بعض المقولات النظرية التي اقترØها. ÙˆÙÙŠ هذه الرسالة أسس مكارثي نظرية جديدة ÙÙŠ التØليل الصواتي. Ùقد كان المتبع ÙÙŠ التØليل أن ينظر إلى الكلمة كأنها مركبة من أجزاء متتابعة وهو ما يدعى بالتركيب السلسلي concatenative. وهذا التركيب هو الذي يوجد ÙÙŠ كثير من اللغات خاصة اللغات الهندية الأوروبية التي أسست عليها النظرية اللسانية الØديثة بمختل٠Ùروعها. وبدلاً من ذلك رأى مكارثي – مستÙيداً من النظرية الصواتية ذات المستويات المستقلة Autosegmental Phonology  – أن النظرية الصواتية المعيار التي يمثلها كتاب تشومسكي وهاله لا يمكن تطبيقها على اللغات السامية؛ وذلك بسبب أن المورÙيمات ÙÙŠ هذه اللغات ليست متوالية بل متداخلة nonconcatenative. ÙÙÙŠ العربية مثلاً نجد أن الجذور الثلاثة للكلمة هي التي تØمل المعنى الأساسي Ùهي لذلك تعتبر مورÙيماً مستقلاً، ويضا٠إلى هذا المورÙيم Øركات تدخل بين أجزائه ومكونات أخرى تضا٠قبله وبعده. Ùكلمة مثل (كَتَبْ) إنما هي عبارة عن مورÙيمين مستقلين هما Ùƒ ت ب وØركة الÙتØØ© التي تشغل موضعين Ø£Øدهما بين الكا٠والتاء، والآخر بين التاء والباء، ولا تتكون هذه الكلمة من هذين المورÙيمين Ùقط، بل إن الوزن (Ùَعَلْ) يكوّÙÙ† مورÙيماً ثالثاً معناه أن هذه الكلمة: Ùعل ماض مبني للمعلوم. ولما كانت هذه المورÙيمات الثلاثة مستقلة الواØد منها عن المورÙيمات الأخرى Ùلابد أن تشغل مستويات مختلÙØ© ÙÙŠ التØليل ولذلك Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ù…ÙƒØ§Ø±Ø«ÙŠ التمثيل الآتي لمثل هذه الكلمة:
ك ت ب
ص Ø Øµ Ø Øµ = (Øيث يعني (ص) صوت صامت، Ùˆ (Ø) Øركة)
Ùالأصوات الصØÙŠØØ© الثلاثة تكون مورÙيماً واØداً معناه شيء خاص بالكتابة، أما التتابع من الأصوات الصØÙŠØØ© والØركات Ùهو وزن الكلمة ومعناه “Ùعل ماض”ØŒ أما الÙتØØ© Ùمعناها: “أن الÙعل ماض٠مبني للمعلوم”. وبذلك تكون المورÙيمات متوالية على هذا المستوى المجرد من التمثيل. أما التداخل Ùيما بين هذه المورÙيمات الثلاثة المكونة للÙعل (كَتَبْ) Ùيتم عن طريق بعض قواعـــــد الوصلassociation  بين أي مورÙيم والوزن. وقواعد الوصل هذه Ù…Øكومة بالشروط التي تراها النظرية الصواتية ذات المستويات المستقلة.
ويتم وصل المورÙيمات على النØÙˆ التالي:
ك    ت     ب
 |
|
 |
 |
Â
ص Ø Øµ Ø Øµ
ÙˆÙÙŠ هذه الخطوة يوصل بين كل واØد من أجزاء المورÙيم (Ùƒ ت ب) وموضع Ù…Øدد ÙÙŠ الوزن (ص Ø Øµ Ø Øµ).
ÙˆÙÙŠ الخطوة الثانية يوصل بين الÙتØØ© والموضع الأول للØركة (Ø) وكذلك الموضع الثاني:
ك      ت  ب
ص Ø Øµ Ø Øµ =      كَ -ﹶ تَ – ب
 |
|
 |
 |
وبهذه الكيÙية يمكن أن تØلل اللغات التي لا تخضع للترتيب السلسلي المعرو٠ÙÙŠ النظرية المعيار.
وكانت هذه النظرية بداية لما سمي Ùيما بعد (الصواتة الوزنية) metricalphonology بل زوجت هذه النظرية بنظرية الصواتة ذات المستويات المستقلة) ÙØ£ØµØ¨Ø Ø§Ø³Ù…Ù‡Ø§ “الصواتة الوزنية ذات المستويات المستقلة” Autosegmental Metrical Phonology.
ولم تكن دراسة مكارثي هذه إلا بداية لنظرية ما زالت مستمرة يتم تعميقها باستمرار. وكانت اللغة العربية دائماً هي المثال البارز الذي يستعمل ÙÙŠ التدليل عليها. وقد كتب مكارثي Ù†Ùسه عدداً كبيراً من المقالات ÙÙŠ هذه النظرية وذلك مثل: (1980ØŒ 1981ØŒ 1983ØŒ 1986)([20]) وغير ذلك. كما أن هذه النظريةة استقطبت أبرز الباØثين المنظرين ÙÙŠ الصواتة مثل: آلان برنسس الذي كتب بالاشتراك مع مكارثي عدداً من المقالات كان موضوعها تطوير هذه النظرية مستعملين اللغة العربية مثالاً (مكارثي وبرنس 1990 وغير ذلك). كما كتب برنس Ù†Ùسه عدداً من المقالات مثل: (1987ØŒ1990)([21]). وكذلك كتب Ø£Øد رواد البØØ« اللساني الصواتي وهو موريس هاله أستاذ مايكل بريم وجون مكارثي عدداً من المقالات كان يخصص بعضها للتركيب الوزني للغة العربية، أو يشير ÙÙŠ ثنايا أبØاثه للغة العربية.
وقد انتشر الاهتمام باللغة العربية نتيجة لهذه النظرية وغيرها من النظريات اللسانية المعاصرة مما نتج عنه إنشاء بعض المجلات المتخصصة ÙÙŠ الدراسات اللسانية عن اللغة العربية مثل: Journal of Arabic Linguistics ÙÙŠ سنة 1978Ù…ØŒ وإنشاء جمعية اللسانيات العربية Arabic Linguistic Society سنة 1988Ù… ÙÙŠ مدينة سولت ليك بولاية يوتاه ÙÙŠ أمريكا. كما نشر عدد من الكتب عن بعض القضايا ÙÙŠ اللغة العربية، وكذلك كثيراً ما نجد مقالات ÙÙŠ أشهر الدوريات المتخصصة تعالج قضايا ÙÙŠ اللغة العربية بقصد الإسهام ÙÙŠ النظرية اللسانية. كما خصصت بعض الدوريات أعداداً خاصة عن الدراسات اللسانية العربية مثل: Arabica ÙÙŠ سنتها 28 عددي 2 (1981Ù…)ØŒ ÙˆHistoriographia linguistica  ÙÙŠ سنتها الثامنة عددي 2 Ùˆ 3 (1981Ù…)ØŒ ÙˆAnthropological linguistics ÙÙŠ سنتها الثامنة والعشرين العدد 1 (1986Ù…)ØŒ وكذلك International Journal of the Sociology of Language 61 (1986Ù…)ØŒ وغير ذلك.
أما Ùيما يخص الجمعية اللسانية العربية ÙÙŠ أمريكا Ùقد قامت منذ 1988Ù… بعقد ندوات سنوية تجمع٠الأبØاث التي تلقى Ùيها ÙÙŠ مجموعات نشر منها إلى الآن أربع وذلك عن دار نشر جون بنجامين للنشر الشهيرة. وقد اÙتتØت مشيرة عيد وهي من مؤسسي هذه الجمعية ومن أبرز الباØثين ÙÙŠ اللسانيات العربية ÙÙŠ أمريكا المجموعة الأولى بمقال طويل بعنوان “اللسانيات العربية: الوضع الØاضر”([22]) تØدثت Ùيه عن التوسع الذي طرأ ÙÙŠ السنوات الأخيرة على الدراسة اللسانية المهتمة باللغة العربية، Ùذكرت كثرة الأبØاث والاهتمام بهذه اللغة ÙÙŠ المؤتمرات والندوات اللسانية العالمية الشهيرة مثل اجتماعات جمعية اللسانيات الأمريكية وجمعية شيكاغو اللسانية وغير ذلك، كما ذكرت عدداً من المؤتمرات التي اختصت باللغة العربية، كما ذكرت أن الاهتمام باللغة العربية كان ذا شقين Ø£Øدهما: البØØ« ÙÙŠ اللغة العربية لذاتها، وثانيهما: البØØ« Ùيها لغرض اختبار المقولات النظرية اللسانية وتطويرها. كما تناولت كثيراً من المواضيع التي استØوذت على اهتمام الدارسين. ويمكن عد هذا المقال أوÙÙ‰ تغطية للنشاط الذي تركز Øول اللغة العربية ÙÙŠ السنوات الأخيرة. وهو يشير Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¥Ù„Ù‰ أن اللغة العربية تØتل موقعاً متميزاً بين اللغات ÙÙŠ هذا النشاط.
ÙˆÙÙŠ هذه المجموعة يكتب اللساني الأمريكي المهتم باللغة العربية تشارلز Ùرجسون مقالاً بعنوان: “(Ùأتوا بسورة من مثله): اللغة العربية مقياساً للمجتمع العربي”([23]). يقارن Ùيه بين وضع الدراسة عن اللغة العربية قبل أربعين سنة والوضع ÙÙŠ سنة 1988Ù…ØŒ Ùيبين العدد الكبير من المقالات والكتب التي نشرت عنها، كما يتØدث عن وضع الدراسات اللسانية العربية ÙÙŠ الÙترة المبكرة التي يمكن وصÙها بالقلة، كما أنها كانت تهتم بالجانب التاريخي من الدراسة، ثم يشير إلى بعض الخصائص العربية التي Ù„Ùتت أنظار الدارسين اللسانيين. كما أشار إلى التغير اللغوي ÙÙŠ العالم العربي الذي ينØÙˆ Ù†ØÙˆ خلق لغة نموذجية جديدة خلاÙاً للوضع الذي كان قد وصÙÙ‡ ÙÙŠ مقالة له سنة 1959Ù… بعنوان “الازدواجية”([24]) كان قد تنبأ Ùيه باØتمالل انÙصال العالم العربي لغوياً إلى ثلاث مجموعات وهي: بلادد الشام والعراق، ومصر والسودان، والمغرب العربي. لكنه ÙÙŠ هذا المقال يؤكد أن هذا الاØتمال لا يزيد على كونه اØتمالاً واØداً بين اØتمالات أخرى ممكنة.
وقد اØتوت هذه المجموعة على تسعة مقالات تناقش ثلاثة مواضيع هي: المنظور النØوي: ويØوي خمسة مقالات تناقش بعض المسائل النØوية ÙÙŠ العربية من خلال النظرية اللسانية التركيبية، والموضوع الآخر هو منظور تØليل النص ويØتوي على مقالين تناقش Ùيهما مسائل مثل ظاهرة الشÙوية وتØليل اختÙاء Øركات الإعراب تاريخياً ÙÙŠ نص يعود إلى نصوص مسيØية من جنوب Ùلسطين. والموضوع الثالث هو المنظور اللغوي النÙسي ويناقش Ùيه ذاكرة ثنائي اللغة وكذلك ظاهرة سبق اللسان. وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ùإن هذه المجموعة تغطي نواØÙŠ مهمة من Øيث وص٠اللغة العربية لذاتها واتخاذها سبيلاً لمناقشة بعض المسائل النظرية العامة.
أما المجموعة الثانية Ùقد Øررت أبØاثها مشيرة عيد بالاشتراك مع جون مكارثي وتØوي ثلاثة Ù…Øاور هي: المنظور الصرÙÙŠ والصواتي ويØتوي على ستة أبØاث، والمØور الثاني المنظور الدلالي ويØوي بØثين، والمØور الثالث المنظور اللساني الاجتماعي. ويقدم جون مكارثي ومشيرة عيد لهذه المجموعة مبينين أنه “ÙŠØدث Ø£Øياناً أن بعض الØقائق ÙÙŠ لغة معينة أو عائلة لغوية ما تتعدى الاهتمامات الضيقة (عن هذه اللغة أو العائلة اللغوية) وتدخل ÙÙŠ الضمير الجمعي للمنظرين اللسانيين بعامة. ÙˆØªØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ù‡ الØقائق عندئذ٠جزءاً مما يسمى (بالØالات الكلاسيكية) التي يجب على التنظير اللاØÙ‚ أن يأخذها ÙÙŠ الØسبان منذ البدء. وهذه الØالات قليلة، ولذلك Ùإنه من اللاÙت للنظر أن تسهم لغة واØدة بØالتين كلاسيكيتين ÙÙŠ مجال نظري واØد. وعلى الرغم من ذلك Ùإن ذلك ما Øدث Ùيما يخص الصر٠العربي”([25]). والØالتان الكلاسيكيتان اللتان أسهم الصر٠العربي بهما ÙÙŠ التنظير الصرÙÙŠ اللساني ما أسهم به مايكل بريم من تدليل على ما يسمى “الدورة التØويلية” Transfor mational cycle والØالة الأخرى أن الصر٠العربي قدم دليلاً على ما Ø£ØµØ¨Ø ÙŠØ³Ù…Ù‰ بالنظرية الصواتية غير الخطية.
وقـد اØتـوى المØـور الأول علـى مقـال طويل كتبه جون مكارثي وعالم اللسانيات الشهير آلان برنس بعنوان “الصر٠التطريزي والصر٠النمطي” ([26]). وهذا المقال تطوير للنظرية الصواتية غير الخطية يذهب بعيداً ÙÙŠ مستوى التجريد إذ ÙŠÙ‚ØªØ±Ø Ù…Ø¨Ø§Ø¯Ø¦ عامة قليلة تØكم ظواهر كثيرة ÙÙŠ الجانب الصواتي. وقد Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ المقال واØداً من المراجع التي لا يكاد يخلو من الإشارة إليه أي بØØ« ÙÙŠ الصواتة. ويØلل جون مور الأÙعال المضعÙØ© ÙÙŠ اللغة العربية المعاصرة معتمداً أساساً على نظرية مكارثي وبرنس مدخلاً عليها بعض التعديلات الطÙÙŠÙØ©([27]). كما يكتب روبرت راتكلي٠مقالاً عن جموع التكسير ÙÙŠ العربية([28]). كما تكتب سميرة Ùروانة مقالاً عن وصل المستويات المختلÙØ© للمورÙيمات المكونة للكلمة([29]). وتØلل س. دوجلاس جونسون نظرية الدورة ÙÙŠ اللهجات الشامية([30]) ÙˆØªÙ‚ØªØ±Ø Ø¨Ø¯ÙŠÙ„Ø§Ù‹ لتØليلل مايكل بريم Ù„Øذ٠الØركات ÙÙŠ هذه اللهجات. وتكتب Ù…Øاسن أبوو منصور عن الØركات المزيدة والتضعي٠وتركيب المقطع ÙÙŠ اللهجة المكية([31]) ÙˆØªÙ‚ØªØ±Ø ØªØليلاً يعتمد على تركيب المقاطعع لتÙسير بعض الظواهر الصوتية ÙÙŠ هذه اللهجة. ويكتب جونن إيسل عن التنظيم الجهوي للأÙعال ÙÙŠ اللهجة القاهرية([32]). ويكتب Ù…Øمود البطل عن عناصر الربط ÙÙŠ النصوص النثرية العربية([33]). ويكتب ديلوورث باركنسون عن الاختلاÙات الإملائية ÙÙŠ اللغة العربية المعاصرة متخذاً من رسم الهمزة مثالاً([34]). كما يكتب أخيراً عادل الطويسي عن نطق غير العرب للعربية واتخاذ ذلك دليلاً على أن تبسيط اللغة وقواعدها هو مسلك عام ينطبق على تبسيط العربية وغيرها من اللغات وإن كان هناك ما تختل٠Ùيه هذه الظاهرة ÙÙŠ العربية عن غيرها([35]).
وهكذا نرى أن هد٠هذه الأبØاث كلها هو دراسة بعض الظواهر ÙÙŠ العربية للإسهام ÙÙŠ تطوير الدراسة اللسانية النظرية. ومن الأدلة على أثر مثل هذه الدراسات أن البØØ« الصواتي الآن يأخذ النظرية التي أسست على اللغات السامية وخاصة العربية ذات التركيب الصرÙÙŠ المتميز عن غيره نموذجاً يعمم على لغات تختل٠عن اللغات السامية ÙÙŠ أن المورÙيمات Ùيها متتابعة بدل أن تكون مستقلة بعضها عن بعض. ومن ذلك ما نجده ÙÙŠ مكارثي 1989Ù…([36]) وبرنس 1987Ù…([37]).
وتØتوي المجموعة الثالثة من هذه السلسلة على ثلاثة Ù…Øاور: الأول عن اللغة العربية وصلتها باللغات الأخرى، والمØور الثاني عن النØو، والثالث عن اللسانيات النÙسية واللسانيات الاجتماعية. وتÙتتØ مشيرة عيد التي Øررت هذه المجموعة بالاشتراك مع عالم اللسانيات الشهير برنارد كومبري هذه المجموعة بمقدمة ØªÙˆØ¶Ø Ùيها الخطوط العامة للأبØاث المتضمنة Ùيها. ويكتب كومبري المقال الأول بعنوان (أهمية اللغة العربية للنظرية اللسانية العامة)([38]). ويبين Ùيها بأدلة جديدة أهمية العربية للتنظير اللساني. Ùيقول ÙÙŠ مقدمة مقاله “… يجب ألا تكون اللسانيات العربية موضوعاً مستقلاً، سواء أكان ذلك بعدم أخذها من النظرية اللسانية العامة أم بعدم إسهامها ÙÙŠ النظرية العامة، وهو أمر أكثر أهمية هنا، وأريد أن أؤكد بعضاً من أوجه الأهمية للإسهام الذي أعتقد أن دراسة العربية يمكن أن تقدمه للنظرية اللسانية العامة. وبالمقابل Ùإنه يمكن أن يظن أنه من غير المÙيد أن يبرهن الإنسان على أهمية العربية لكي يشجع دراسة العربية، إذا أخذنا ÙÙŠ الØسبان أن هذه اللغة قد درست دراسة مستÙيضة بوصÙها لغة Øضارة مهمة ودين مهم…. ولذلك Ùإنني أود أن أبين Øتى لأولئك اللسانيين الذين لايهمهم هذا المنظور الØضاري الواسع أن اللغة العربية لديها الكثير مما تقدمه لهم”([39]).
ويناقش ÙÙŠ هذا المقال عدداً من المواضيع ومن أخصها الطريقة التي تعبر بها اللغة العربية ولهجاتها عن الزمن والجهة. وينطلق من وص٠هذه الظواهر إلى مواضيع أكثر عمقاً ÙÙŠ النظرية اللسانية العامة.
وتكتب مشيرة عيد مقالاً عن الجملة الاسمية ÙÙŠ العربية والعبرية([40]) ØªÙ‚ØªØ±Ø Ùيه أن ÙÙŠ الجملة الاسمية ÙÙŠ اللغتينن رابطاً قد ÙŠÙعبر عنه Ø£Øياناً بالضمير يؤدي وظيÙØ© Ùعل الكون. ويكتبب جون مكارثي مقالاً عن الأصوات الØلقية ÙÙŠ العربية([41]) يرىى Ùيه أن Ù†Ø¸Ø±ÙŠØ©Â Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„ØªÙ…ÙŠÙŠØ²ÙŠØ© ÙÙŠ النظرية اللسانية الصواتيةة ليس Ùيها Ù…Ù„Ù…Ø ÙŠÙ…ÙƒÙ† أن يعبر عن هذه الأصوات. ولذلك ÙŠÙ‚ØªØ±Ø Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© Ù…Ù„Ù…Ø Ù‡Ùˆ “الØنجرية” إلى قائمة هذه Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ù…Ø ÙÙŠ النظرية. ويكتب عواد الØربي مقالاً عن الكلمات العربية ÙÙŠ Ø¥Øدى اللغات الأندنوسية([42]) ÙŠØلل Ùيه النظريات المقترØØ© لتÙسير دخولل الكلمات الأجنبية ÙÙŠ لغات أخرى. ويكتب عبد الجواد Ù…Øمود مقالاًً عن التØليل التقابلي ÙÙŠ بعض أنواع الجمل ÙÙŠ اللغتين الإنجليزية والعربية يتطرق Ùيه إلى اختبار بعض النظريات اللسانية المقترØØ© لتØليل أنواع تلك الجمل([43]). وتكتب Ù…Øاسن أبو منصور عن الØركات المزيدة ÙÙŠ اللهجة المكية منطلقة من ذلك الوص٠إلى مناقشة بعض النظريات الصواتية لتØليل هذه الØركات المزيدة([44]) ويكتب كينيث بيزلي عنن التØليل الØاسوبي للصر٠العربي([45]). ويØلل العباس بن مأمون Ø£Ùعال التعدية ÙÙŠ العربية المغربية([46]) وذلك ÙÙŠ إطارر نظرية الربط العاملي Government and Binding theory التيي اقترØها تشومسكي. وهناك ثلاثة مقالات عن اللسانيات الاجتماعية واللسانيات النÙسية هي “الرجال والنساء والتنوع اللغوي ÙÙŠ العالم العربي” كتبه كيث وولترز([47])ØŒ Ùˆ”تغيير الرمز والانسجام اللغوي ÙÙŠ العالم العربي” كتبه عبد الرØيم أبو ملØÙ…([48])ØŒ ÙˆÙيه يتعرض للمستويات اللغوية التي يستعملها العرب ÙÙŠ Ø£Øاديثهم اليومية. والمقال الأخير يعالج ظاهرة تØصل عند بعض من يصابون بإصابة ÙÙŠ أدمغتهم عندما يتكلمون العربية([49]).
أما المجموعة الرابعة Ùهي من تØرير إلين بروسلو ومشيرة عيد وجون مكارثي. وتØوي ثلاثة Ù…Øاور: الأول عن اللهجات العربية ومقتضياتها للسانيات العامة، والثاني عن اللسانيات الاجتماعية، والثالث عن الدراسات التاريخية. ويقدم جون مكارثي وإلين بروسلو لهذه المجموعة ثم تكتب بروسلو مقالاً عن مقاييس الاختلاÙات الصواتية ÙÙŠ اللهجات العربية([50]). وتبين Ùيه أنه على الرغم من الاختلاÙات الظاهرية بين هذه اللهجات إلا أنه تØكمها مبادئ عامة قليلة، وأن ما يلاØظ من هذه الاختلاÙات سببه تغيير ضئيل يعود إلى مبدأ خاص بتركيب المقطع. وتكتب Ù…Øاسن أبو منصور عن “تقصير المقطع المغلق وعلاقته بالمستويات الصرÙية” ([51]) تقارن Ùيه بين اللهجة المكية واللهجة المصرية ÙÙŠ ظاهرة قصر المقطع المغلق ÙˆØªÙ‚ØªØ±Ø Ùيه وجود مستوى آخر ÙÙŠ الصر٠يمكن أن ÙŠÙسر الاختلا٠بين اللهجات واللغات. ويكتب ديÙد تيستن عن الكا٠التي تستخدم ضميراً للمتكلم ÙÙŠ بعض اللهجات اليمنية([52]) ويشير إلى أن هذه الظاهرة ربما كانت بسبب أثر اللغات العربية الجنوبية القديمة. كما تكتب Ùريدة أبو Øيدر عن أثر اللغة العربية المعاصرة على انسجام اللهجات البغدادية التي تتكلمها طوائ٠متعددة([53]). وتكتب مشيرة عيد عن الضمائر وأدوات الاستÙهام والمطابقة ÙÙŠ اللهجات العربية([54]). ويكتب جون إيزل عن الأÙعال المساعدة ÙÙŠ اللهجة المصرية من خلال المقولة النØوية المسماة “Aux” وهي Ø¥Øدى المقولات Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªØ±Ø ÙˆØ¬ÙˆØ¯Ù‡Ø§ ÙÙŠ التØليل التركيبي للجمل([55])ØŒ ÙˆÙŠÙ‚ØªØ±Ø Ùيه تØليلاً للظواهر التركيبية لا يلجأ إلى Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø Ù‡Ø°Ù‡ المقولة. وتكتب نيلو Ùار هايري عن التنوعات الآنية ÙÙŠ اللهجة المصرية مركزة على ظاهرة صوتية هي تقديم بعض الأصوات الخلÙية بØيث تنطق من مقدم الÙÙ…([56]). ويكتب كيث وولترز عن نطق الضمة الطويلة ÙÙŠ Ø¥Øدى اللهجات التونسية متخذاً هذه الظاهرة وسيلة لتØديد الاختلاÙات اللغوية ÙÙŠ الأوضاع اللغوية التي توجد ÙÙŠ مناطق لقاء لغوي بين الÙرنسية والعربية([57]). ويكتب Ø£Øمد عطاونة عن مزج الرموز ÙÙŠ كلام الذين يتكلمون الإنجليزية والعربية لغتين أصليتين([58])ØŒ يناقش هذه الظاهرة مقارناً إياها بأوضاع مشابهة ÙÙŠ أماكن أخرى من العالم. ويكتب ر. كيرك بيلناب وأسامة شبانة عن جموع الأشياء غير العاقلة ÙÙŠ اللغة العربية الÙصØÙ‰ واللغة العربية المعاصرة والمطابقة بين الأسماء الجمع والصÙات([59])ØŒ ويقترØان Ùيها بعض النتائج عن تاريخ اللغة العربية. وأخيراً تكتب كارين ريدنج عن التØليل التركيبي الصرÙÙŠ ÙÙŠ كتاب الجمل ÙÙŠ النØÙˆ Ù…Øللة Ùيه اللغة الوصÙية والمنهج ÙÙŠ هذا الكتاب المنسوب للخليل بن Ø£Øمد([60]).
وتختتم كل واØدة من المقالات ÙÙŠ المجموعات الأربع بقائمة للمراجع تشهد على مدى العمل العلمي المتشعب والمتعمق الذي Øظيت به اللغة العربية.
مكانة الدراسات النØوية العربية
ظلت الإشارات إلى إسهام العرب المسلمين ÙÙŠ دراسة اللغة نادرة، Ùكثير من كتب تاريخ البØØ« اللغوي إما أن تتجاهل ذلك الإسهام أو أن تقلل منه إذا ذكرته، ومن ذلك ما يقوله ج.س. جرين: “من اللاÙت للنظر أنه يبدو أن العرب لم يسهموا بشيء ÙÙŠ دراسة اللغة يمكن أن يقارن بدراساتهم التي أدت إلى توسيع الرياضيات، والÙلك والطبيعة والطب والتاريخ الطبيعي وتطويرها” ([61]).
وإذا ما ذكر تاريخ النØÙˆ العربي Ùكثيراً ما يقرن بأثر أجنبي أسهم ÙÙŠ نشوئه. ومن ذلك أن النØÙˆ العربي متأثر بالدراسات اليونانية. أو متأثر بالدراسات الهندية. لكن هذا الØال تغير خصوصاً مع ازدهار الدراسات اللسانية المتأثرة بÙكر تشومسكي. وذلك أن تشومسكي ينظر إلى اللغات عموماً على أنها تمثلات لشيء واØد عام ÙÙŠ بني الإنسان مخصوصين به. ولذلك لا نستغرب التشابهات الكثيرة العميقة بين اللغات كما لا نستغرب أن يصل بنو الإنسان ÙÙŠ دراسة لغاتهم إلى نتائج متشابهة. ونتيجة لهذا الأثر بدأ توجه جديد Ùيما يخص الدراسات العربية ÙÙŠ الغرب ذلك هو البØØ« ÙÙŠ تاريخ النØÙˆ العربي.
ومن أوائل الأبØاث التي تنØÙˆ هذا النØÙˆ مقال كتبه ديÙد بترسون بعنوان “بعض الوسائل التÙسيرية عند النØويين العرب”([62]). ويناقش Ùيه لجوء النØويين العرب إلى التأويل والتجريد، ويختمه بقوله: “…. يجب أن يكون واضØاً من النقاش الذي تقدم أن النØويين العرب لم يكونوا وصÙيين لا يهتمون إلا بالظاهر بأي Øال. بل إنهم بنيويون بالمعنى Ù†Ùسه الذي يصن٠به أكثر الدرس اللساني ÙÙŠ القرن العشرين ومن ضمنه النØÙˆ التوليدي التØويلي بأنه بنيوي – إن النØويين العرب كانوا مهتمين بالتØليل البنيوي الذي يصل الأشكال بعضها ببعض وذلك ما يؤدي إلى تÙسيرها. إن من اللاÙت للنظر أن تكون بعض تØليلاتهم مجردة ومصوغة بمصطلØات تشبه ما يستعمله اللسانيون اليوم…. إن دليل نجاØهم يبينه أن عملهم لم يتجاوز إلا ÙÙŠ Øالات قليلة”([63]) ولنتذكر هنا ما قاله مايكل بريم ÙÙŠ مقدمة رسالته للدكتوراه وهو ما أشير إليه من قبل ÙÙŠ هذا البØØ«. وهناك أعمال كثيرة اهتمت بهذا الجانب، لكنني سو٠أهتم هنا بعدد من الأبØاث التي صدرت أخيراً.
ومن أشهر العاملين ÙÙŠ هذا الاتجاه مايكل كارتر Ùقد كتب عدداً كبيراً من المقالات والكتب عن موضوع تاريخ النØÙˆ العربي خصوصاً ما يتعلق بكتاب سيبويه([64]). ومن ذلك المقالات والكتب التالية: “عشرون درهماً ÙÙŠ كتاب سيبويه”([65]). وهو يتØدث عن استعمال سيبويه لهذا التعبير للتمثيل ÙÙŠ كثير من الأØيان. Ùˆ”أصول النØÙˆ العربي”([66])ØŒ Ùˆ”Ù†Øوي عربي من القرن الثامن الميلادي”([67])ØŒ Ùˆ”الصر٠والخلاÙ: مساهمة النØÙˆ العربي”([68])ØŒ Ùˆ”اللسانيات العربية”([69]) وهو كتاب Øقق Ùيهه وترجم مخطوطاً عربياً Ù†Øوياً هو “نور السجية ÙÙŠ ØÙ„ المسائلل الأجرومية” لمؤلÙÙ‡ سيدي Ù…Øمد الشربيني الذي عاش ÙÙŠ القرن السادس عشر الميلادي ÙÙŠ مصر. وتØتوي هذه الترجمة على النص العربي ثم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية مضاÙاً إلى ذلك تعليقات Ù…Ùصلة عن مسائل النØÙˆ العربي والخلا٠Ùيها ومناقشة بعض الأعمال الØديثة التي ناقشت بعض القضايا التي Ø°Ùكرت ÙÙŠ الكتاب. ويختم بÙهارس للآيات القرآنية والأبيات الشعرية المستشهد بها والأسماء والمؤلÙين وعناوين الكتب. وزيادة على ذلك Ùهناك اثـنتا عشرة صÙØØ© تØتوي على المصطلØات العربية المستعملة وترجمتها إلى مصطلØات إنجليزية. “واستعمال أسماء العلم ÙÙŠ كتاب سيبويه أداة للاختبار”([70])ØŒ Ùˆ”متى صارت كلمة النØÙˆ اسماً على النØÙˆ”([71])ØŒ Ùˆ”Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø “سبب” ÙÙŠ النØÙˆ العربي”([72])ØŒ وغير ذلك كثير. كما أسهم مع كيس Ùريستيغ ÙÙŠ تØرير كتاب بعنوان “دراسات تاريخ النØÙˆ العربي2”([73]). ويØتوي هذا الكتاب على اثنين وعشرين مقالاً تهتم كلها بتاريخ النØÙˆ العربي وهي Øصيلة مؤتمر عÙقد ÙÙŠ جامعة نيمنجن ÙÙŠ ألمانيا ÙÙŠ سنة 1987Ù….
ويقول المØرران ÙÙŠ مقدمة هذا الكتاب: “يمكن أن يشار هنا إلى نقطتين مهمتين يعنى بهما مؤرخ اللسانيات: Ùالنقطة الأولى أن الاهتمام العميق الظاهر الآن باللسانيات العربية هو من غير شك نتيجة لتطور اللسانيات العامة وصقلها إذ وضع هذا لتطور العلماء الغربيين ÙÙŠ مستوى يمكنهم Ùيه أن يقدروا عمق التÙكير اللساني العربي ودقته؛ وبغض النظر عن النواØÙŠ التي يمكن أن تكون اللسانيات النظرية قد Ùشلت ÙÙŠ إنجازها ÙÙŠ الدوائر العلمية الغربية إلا أنها أسهمت من غير شك إسهاماً موجباً ÙÙŠ Ùهمنا للسانيات غير الغربية. والنقطة الثانية هي أنه من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‡ على المستوى النظري الكلي أو على المستوى التطبيقي كليهما Ùإن هناك بعض الدروس التي يمكن للسانيات الØديثة أن تتعلمها من النØويين العرب القدماء. إن Ù…Ùهوم الكليات اللسانية ÙÙŠ الأقل ربما لايمكن نقاشه الآن من غير النظر ÙÙŠ التنظيرات المشابهة ÙÙŠ اللغة العربية، Øيث يجب ألا يؤكد تطبيق كثير من معطيات اللسانيات المعاصرة من غير الإشارة إلى التقاليد اللسانية التي تعد اللغة العربية أشهرها من Øيث النضج الذي لا يقل عن نضج الأنظمة اللسانية المألوÙØ© مثل الهندية أو الصينية. إن المهتم باللسانيات العامة الذي يعر٠العربية أو هو على استعداد لأن يتعلم من العربية ما يمكنه من Ùهم Ù…Øتوى المقالات الموجودة ÙÙŠ هذه المجموعة قد يجد بعض المعلومات التي يمكن أن تقود إلى تعديل بعض آرائه التي تأسست كلها على التقاليد الغربية”
أما عن ما تتص٠به المقالات التي تؤرخ للنشاط النØوي العربي ÙÙŠ هذه المجموعة Ùيقول المØرران: “إن الملاØظ ÙÙŠ (المقالات التي تهتم بتاريخ بعض النØويين) أنها تتعدى Øدود المناهج التقليدية ÙÙŠ البØØ«ØŒ تلك التي تركز أساساً على التÙصيلات الخاصة بسيرة Øياة النØويين، وتنØÙˆ Ù†ØÙˆ ÙØص إنتاجهم العلمي بوصÙÙ‡ منظومة من الأÙكار الثابتة التي لابد أنهم Øصلوا عليها من سابقيهم، وبهذه الطريقة لم ÙŠÙعتر٠إلا بوجود عدد قليل من العباقرة”. أما البديل Ùهو: “كما يتبين من عدد من المقالات ÙÙŠ هذه المجموعة، Ùإن النØوي المسلم كان Øراً ÙÙŠ تطوير أي رأي يراه معقولاً ومتماشياً مع دينه، ولذلك Ùإن القارئ المعاصر يجب أن يتوق٠عن النظر إلى الإسلام على أنه عنصر كبت، وأن ينظر بدلاً عن ذلك إلى الخصوصية والمبادرة التي كان المثقÙون المسلمون Ø£Øراراً ÙÙŠ اتخاذها”.
والمقال الأول ÙÙŠ هذه المجموعة كتبته جورجينا أيوب بعنوان “وهذا ما لا يقال ÙÙŠ كتاب سيبويه: Ù…Ùهوم التمثيل”([74]). وقد تØدثت Ùيه عن Ù…Ùهوم التمثيل الذي يتكرر إيراده ÙÙŠ كتاب سيبويه أداة من أدوات التØليل.
ويكتب رمزي بعلبكي عن “الإعراب والبناء: من المادة اللسانية إلى النظرية النØوية”([75]). ويناقش بعلبكي ÙÙŠ هذا المقال هذين المصطلØين ويرى أن سيبويه ضØÙ‰ بالاختلاÙات اللهجية ÙÙŠ سبيل تكوين نظرية لسانية منضبطة. ويكتب مونيك برناردز عن “النØوي البصري أبي عمرو الجرمي: موقعه بين سيبويه والمبرد”([76]) ويØاول Ùيه أن يؤرخ لآراء الجرمي. ومنها ما يخصص الاعتراض على بعض آراء سيبويه. ويكتب هانز هنريش بيسترر Ùيلت عن “الÙصل الذي كتبه ابن Ùرغون عن النØÙˆ العربي ÙÙŠ كتابه جوامع العلوم”([77]). ويكتب هارتموت بويزن عن “غوليوم بوستال (1510 – 1581Ù…) وكتابه عن مصطلØات النØÙˆ العربي”([78]). ويكتب مايكل كارتر عن “(قاضي، قاضÙï¹¾ÙØŒ قاضْ) ما العنصر الغريب بينها”([79]). ويرى أن الشكل غير الممكن منها هو (قاضْ) وذلك اعتماداً على ÙØصه لكتاب سيبويه. ويرى أن وجود (قاض) ÙÙŠ كتاب سيبويه كان نتيجة خطأ من النساخ والمØققين. ويكتب جانيوس دانيكي عن “النظرية الصوتية للمبرد”([80]). ويرى أنها لم تأت بشيء جديد يتجاوز نظرية سيبويه. ويكتب كنجا ديÙيني عن “مناهج الÙراء اللسانية ÙÙŠ كتابه معاني القرآن”([81]). ويقارن بين مناهج الÙراء ومناهج سيبويه، Ùيرى أن الÙراء ليس مهتماً بالتنظير أساساً بل إن تنظيره يأتي انطلاقاً من تÙسيره لبعض الآيات. أما سيبويه Ùإن هدÙÙ‡ هو صوغ نظرية متماسكة للغة العربية ويأتي بالنصوص لتدعيم ذلك التنظير. ويكتب جوزي٠ديشي عن “معالجة النØويين العرب Ù„Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø (ØرÙ)”([82]). ويكتب إيÙرهارد ديترز عن “جمع المادة اللغوية عند العرب قديماً ÙˆØديثاً”([83]). ويتØدث Ùيه عن التقنيات التي استعملها العرب القدماء ÙÙŠ جمع المادة اللغوية. ويرى أن النØويين العرب أخذوا اللغة من ثلاثة مصادر: القرآن الكريم، والشعر الجاهلي، وكلام البدو. وتختل٠هذه المستويات بعضها عن بعض، وذلك ما أثر ÙÙŠ وص٠اللغة العربية، إذ Ù†Øت النظرية إلى معالجة هذه المصادر الثلاثة وكأنها متماثلة. ويكتب بو جمعة الأخضر عن الÙرق الذي يراه بين النØÙˆ العربي الذي يعطي الأهمية للكلمة والمدارس اللسانية الØديثة التي تعطي الأولوية للجملة. ويرى أن التÙكير اللساني العربي يجب أن نقرأه قراءة جديدة تقوم على الأخذ والعطاء بينه وبين المدارس اللسانية الØديثة([84]). ويكتب عبد العالي العمراني جمال عن الربط بين المسند والمسند إليه([85]). وتكتب روزالين جواين عن “الاØتجاج بالأقوى ÙÙŠ الÙقه والنØÙˆ والكلام“([86]). ويعني الاØتجاج بالأقوى أنه إذا ØµØ Ø£Ù…Ø± ÙÙŠ شيء أقل Ùإنه ÙŠØµØ Ø£ÙŠØ¶Ø§Ù‹ ÙÙŠ شيء أقوى منه. ومثل ذلك يقول القائد اليوناني زينوÙون لجنوده: “إنه ما دام أن جيشاً أقل من الجنود اليونان استطاع هزيمة الÙرس ÙˆÙØªØ Ù…Ø¯Ù†Ù‡Ù… Ùإن الجنود اليونانيين لا بد أنهم يستطيعون مثل ذلك” وقد تتبعت الكاتبة استعمال هذه الØجة عند الشاÙعي ÙÙŠ الÙقه وعند سيبويه ÙÙŠ النØÙˆ وعند المتكلمين مثل الجاØظ والنظام. وتنتهي من ذلك إلى أن هذه الØجة ÙÙŠ النØÙˆ والÙقه والكلام كانت نتيجة للبيئة العلمية العربية المØلية ولم تكن نتيجة لتأثير أجنبي. وقد بدأ استعمال هذه العلة ÙÙŠ الÙقه؛ ولما كان سيبويه ÙÙŠ أول أمره مشتغلاً بالØديث الذي لم يكن متميزاً عن الÙقه Ùقد اكتسب هذه الØجة واستعملها ÙÙŠ كتابه. ويكتب جنÙي٠همبرت عن “تØقيقات كتاب سيبويه وعن المخطوطات التي كانت أساساً لهذه التØقيقات”([87]) ويبين Ùيها عدداً منن الملاØظات على هذه التØقيقات. ويكتب بيير لارشير عن “عناصرر المقامية ÙÙŠ النظرية العربية النØوية Ùيما بعد الÙترة الكلاسيكية”([88]) ويناقش ما ورد ÙÙŠ كتاب Ø´Ø±Ø Ø§Ù„ÙƒØ§Ùيةة للاستراباذي من عناصر ليست جزءاً من النØÙˆ بل هي تمثيلل مجرد للمعنى وللظرو٠التي يقع Ùيها الكلام. ومن ذلك التÙريق ÙÙŠ الجملة الإنشائية بين الجملة الطلبية والجملة الإيقاعية. “Ùأنت ÙÙŠ الطلبية لست على يقين من Øصول مضمونها… وأما الإيقاعية Ù†ØÙˆ بعت وطلقت Ùإن المتكلم بها لا ينظر أيضاً إلى وقت ÙŠØصل Ùيه مضمونها بل مقصوده مجرد إيقاع مضمونها وهو مناÙ٠لقصد وقت الوقوع بل يعر٠بالعقل لا من دلالة اللÙظ أن وقت التلÙظ بلÙظ الإيقاع وقت وقوع مضمونه”. ويشير إلى أن وجود مثل هذه العناصر ÙÙŠ الوص٠النØوي العربي يدل على معاصرتها لما يناقش اليوم Øول الموضوع. وتكتب ÙÙŠÙيان لو عن “هل هناك تأثير هندي على دراسة العرب للأصوات أم أن التشابه بين الدراستين كان نتيجة تشابه عارض؟”([89]). وتبين Ùيه أن القول بأن العرب أسسوا وصÙهم الصوتي للغتهم على استعارتهم هذا الوص٠من الهنود أمر غير ممكن. وذلك أنه ÙÙŠ الØالات المعروÙØ© تاريخياً عن اقتباس نظام وصÙÙŠ من لغة إلى لغة أخرى مثل اقتباس الرومان من اليونان، واليهود من العرب، واللغات الأوروبية الØديثة من الرومان واليابانيين والصينيين من الغرب Ùإن هذا الاقتباس تميز ÙÙŠ هذه الØالات جميعاً بوجود عدد كبير من الأÙكار المرتبطة بالوص٠المقتبس، وعدد كبير من الكلمات المقترضة من الأصل، وترجمات لبعض تلك الكلمات. لكن هذا ليس هو الواقع ÙÙŠ العربية. Ùلغة الوص٠الصوتي ومصطلØاته خالية تماماً من هذه المظاهر. وكان مصدر الزعم بأن العرب استعاروا من الوص٠الصوتي من الهنود – كما تبين – مساواة بعض الباØثين بين كلمة “مخرج” عند النØاة العرب وكلمــــــــة  Sthana عند الهنود. وقد بينت أن هذا الزعم ليس صØÙŠØاً بل هو وليد عدم Ùهم للمصطلØات الهندية. لما كان العرب قد أسسوا وصÙهم الصوتي على أسس نطقية Ùإنه ليس هناك Øاجة للاستعارة من الآخرين. ويكتب Ø£Øمد المتوكل عن تØليل السكاكي لمÙهوم “الغرض” وهو ما يبين أن هذه المناقشة ذات صلة بالنقاش الØديث ÙÙŠ التØليلات الÙلسÙية واللسانية عن الصلة بين الÙكر واللغة([90]). ويؤرخ Ø£Øمد مختار عمر للدراسات النØوية ÙÙŠ مصر ÙÙŠ العصور الأولى([91]). ويكتب جوناثان أوين عن “بعض المÙاهيم التي كانت وراء تطور النظرية العربية النØوية”([92]).
ويناقش ÙÙŠ هذا البØØ« بعض التØليلات المتعاقبة لبعض القضايا النØوية ويشير إلى أن تغير التØليلات يدل على تطور ÙÙŠ النظرية النØوية. ومثل ذلك التØليلات المختلÙØ© عند سيبويه والمبرد وابن الزجاج والجرجاني للإضاÙØ©Ø› وتØليلات سيبويه والأخÙØ´ والمبرد للمنصوبات. ويرى أن المدارس النØوية العربية لا تختل٠بين بصريين وكوÙيين وبغداديين… إلخ مكانياً بل تختل٠زمانياً، ونظرياً بين المتعاصرين. ويكتب رÙائيل تالمون عن “الÙراء المتÙلسÙ: تÙسير قول غامض منسوب لثعلب”([93]). ويناقش Ùيه المقولة التي ترى أن النØÙˆ العربي أقيم على أسس يونانية ويؤيد هذه المقولة برد بعض المصطلØات التي استعملها الÙراء إلى أصولها اليونانية التي كانت معروÙØ© للعرب ÙÙŠ تلك الÙترة.
ويكتب كيس Ùريستيغ عن “Ù…ØµØ·Ù„Ø “الاتساع” والمÙاهيم المتعلقة به ÙÙŠ النØÙˆ العربي وهل تدل على Øرية المتكلم؟”([94]). ويقصد به استعمال هذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø ÙÙŠ الوص٠ÙÙŠ النØÙˆ العربي. ويدل هذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ Øرية المتكلم ÙÙŠ التصر٠بالكلام مجازاً وتوسعاً ÙÙŠ القواعد. ويكتب رونالد وول٠عن “تØقيق كتاب الرد على النØاة لابن مضاء”([95]). ويرى أن هذا ليس كتاباً واØداً إنما هو مزيج من كتب أخرى لابن مضاء. وينتهي الكتاب بÙهرسين Ø£Øدهما للأسماء التي ذكرت ÙÙŠ الكتاب والآخر ÙÙŠ 9 صÙØات ÙŠØتوي على المصطلØات التي ذكرت. ويØتوي كل مقال على قائمة بالمراجع التي اعتمدها المؤل٠وهي تعطي صورة واضØØ© للنشاط الواسع ÙÙŠ هذا الميدان الØيوي.
ومن المبرزين ÙÙŠ الإسهام بدراسة النØÙˆ العربي كذلك جوناثان أوين. Ùله عدد كبير من المقالات التي تناقش قضايا معينة ÙÙŠ النظرية النØوية العربية. وسو٠أقتصر هنا على عرض كتابين Øديثين له ÙÙŠ هذا الموضوع. والكتاب الأول هو “مقدمة للنظرية العربية النØوية ÙÙŠ القرون الوسطى”. ويقع ÙÙŠ 361 صÙØØ©([96]). ويتكون من مقدمة وثمانية Ùصول وثلاثة ملاØÙ‚ وقائمة بالمراجع وثلاثة Ùهارس. ÙˆÙÙŠ المدخل الذي صدر به الكتاب يشير إلى أن الÙكرة التي Ù…Øتواها أن الممارسة اللسانية العربية يمكن أن تÙهم ØÙ‚ الÙهم من خلال المبادئ اللسانية العامة لم تبدأ إلا ÙÙŠ أوائل السبعينات من القرن العشرين. كما يشير ÙÙŠ المقدمة إلى أن كلمة “القرون الوسطى” التي تظهر ÙÙŠ عنوان الكتاب يجب ألاّ ÙŠÙهم منها الÙهم المتعود عليه ÙÙŠ الدراسات الغربية التي يمكن Ùيها أن تشير هذه العبارة إلى غموض المنهج وتعقيده. وذلك أن النظرية العربية النØوية ÙÙŠ تلك الÙترة تتشابه مع النظرية اللسانية المعاصرة ÙÙŠ عدد من الأمور الأساسية، وهو ما يجعل مناقشتها أسهل بالنسبة للقارئ الغربي. ويشير كذلك إلى أنه يمكن البرهنة على أن Ø£Øد الأسباب التي أدت إلى عدم تقدير النظرية العربية Øين اكتشÙها الغربيون ÙÙŠ القرن التاسع عشر عندما تكونت التقاليد الاستشراقية هو أنه لم يكن ÙÙŠ الØضارة الأوروبية ÙÙŠ تلك الÙترة مثيل لها. ولم توضع هذه النظرية ÙÙŠ منظور Ø£Øسن إلاّ مع التقاليد البنيوية التي أتى بها دي سوسير وبلوم Ùيلد وتشومسكي([97]).
ويتعرض ÙÙŠ المقدمة([98]) إلى المعالم البارزة ÙÙŠ تاريخ النØÙˆ العربي بدءاً من سيبويه ويشير إلى مصادر هذا النØÙˆ التي تتكونن من كتب النØÙˆ الوصÙية مثل كتاب سيبويه والكتب المتخصصة ÙÙŠ مواضيع معينة مثل كتاب المنص٠لابن جني الذي يعالج الصر٠وكتاب الزجاج “ما ينصر٠وما لا ينصرٔ الذي يعالج الممنوع من الصرÙØŒ وكتب أصول النØÙˆ مثل Ø§Ù„Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø ÙÙŠ علل النØÙˆ للزجاج والخصائص لابن جني، وكتب البلاغة مثل دلائل الإعجاز للجرجاني، وكتب اللغة والمعاجم، وكتب التÙسير، وكتب أخرى ثانوية. ويبين هنا أنه سو٠يقصر دراسته على الÙترة الممتدة من المبرد إلى ابن عقيل وذلك بسبب تطور النظرية تطوراً Ù…Øكماً من ناØية الأدوات الوصÙية.
ويقول: إنه على العكس من النظرية اللسانية المعاصرة التي تكون Ùيها مبادئ الوص٠والتÙسير معلنة واضØØ© Ùإن هذه المبادئ ÙÙŠ النØÙˆ العربي لم تكن تذكر علناً ÙÙŠ كل Øال. لكن هذا لا يمنع الباØØ« المدقق من العثور عليها لأنها وإن لم تكن معلنة Ùإنها منÙذة Ùعلاً، وهي ليست أقل من Øيث الدقة([99]).
ÙˆÙÙŠ الÙصل الثاني الذي عنونه بـ “البنية، والوظيÙØ©ØŒ والÙصيلة، والتعلق”([100]) يشير إلى الإطار الذي ÙŠØدد النØÙˆ العربي، Ùقدد وعى النØويون أن الكلام له بنى Ù…Øددة ولهذه البنى وظائÙ.. وأظهر ما يكون ذلك ÙÙŠ الدراسات الصرÙية إذ نظر إلى كلمات اللغة كلها كأمثلة لموازين معينة.
وكذلك بØثهم عن الأصل لبعض الكلمات التي يخال٠ظاهرها باطنها مثل الأÙعال المعتلة ونظرتهم إليها على أنها مثل الكلمات غير المعتلة ÙÙŠ خضوعها للموازين Ù†Ùسها، كما أن نظرتهم إلى أن الجملة هي الوØدة الأساسية للتØليل النØوي قادتهم إلى دراسة المواضع التي تـقع Ùيها الكلمات التي تنتمي إلى Ùصائل معينة.
وقد قادهم البØØ« إلى Ùكرة “العامل” التي تظهر أنهم لم يكونوا ينظرون إلى الكلمات ÙÙŠ الجملة على أنها نتيجة لتتابع عشوائي. Ùهذه الكلمات ÙŠØكم بعضها بعضاً. Ùوجود كلمات معينة يستدعي وجود كلمات أخرى. ووجود كلمات معينة يوجب إعراباً معيناً ÙÙŠ كلمات تتبعها. وهذا مما ÙŠÙˆØ¶Ø Ù†Ø¸Ø±ØªÙ‡Ù… إلى أن اللغة نتيجة لتركيب Ù…Øكم. وعندما يقارن أوين هذه الأÙكار بإØدى المدارس اللسانية لتØليل الجمل وهي مدرسة “Ù†ØÙˆ التعلق” dependency grammar يجد أن النظريتين تقولان الشيء Ù†Ùسه. ويستمر ÙÙŠ عقد مقارنات أخرى كلها تشير إلى هذه المتشابهات.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الثالث الذي خصصه للصرÙ([101]) يناقش النظريات الصرÙية العربية. وقد أشار إلى الاهتمام الواسع الذي أولتهه الدراسات العربية للصر٠والأصوات. وأول ما يلاØظه أن النØÙˆ العربي Ùرق بين الصيغة ومعناها. كما يشير إلى تÙريقهم بين الصوت والØرÙ. ويشير إلى انتباه النØويين إلى أن الكلمات العربية تعود إلى جذور ثلاثة ÙÙŠ الغالب واختراعهم للميزان الصرÙÙŠ الذي يعين الجذور الأصول ÙÙŠ الكلمة والØرو٠المزيدة عليها التي تستعمل ÙÙŠ تعيين معان٠Ùرعية. ويبين أن بعض الدراسات الØديثة أشارت إلى مماثلة هذه النظرية لنظرية اللساني البريطاني Ùيرث. ويتوسع ÙÙŠ عرض الدراسات الصرÙية والمبادئ التي تØكمها ويعرض كثيراً من أوجه التØليل الذي جاءت به.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الرابع “صيغ الكلمات” ([102]) يتكلم عن تصني٠العلماء العرب الكلمات إلى أسماء وأÙعال ÙˆØرو٠والمبادئ التيي قادت إلى هذا التصنيÙ. كما عرض لكثير من المسائل المتعلقة بهذا التصني٠ومØاولة النØويين ØÙ„ المشكلات التي تعترض عليه والخلاÙات بين المدارس النØوية ÙÙŠ ذلك. ويعقب على بعض هذه المشاكل بقوله: “ليس المهم هنا أن نعين من انتصر على الآخر، بل المهم هو أن نبين أن النØويين العرب وعوا وجود هذه المشكلات والØالات غير الواضØØ©ØŒ وأنهم استعملوا مبادئ لسانية عامة Ù„Øلها” ([103]).
ÙˆÙÙŠ الÙصل الخامس “العبارة الاسمية”([104]) يتكلم عن تØليل النØويين العرب لتراكيب يدخل Ùيها الاسم مثل الصÙØ© والموصوÙ٠والØال والمضا٠والتوابع الأخرى. وعلى الرغم من عدم تطوير النØÙˆ العربي لمقولة تماثل “المركب الاسمى” ÙÙŠ الدرس اللساني الØديث إلا أنه يمكن القول إن النØويين العرب كانوا واعين لها بصورة ضمنية.
ÙˆÙÙŠ الÙصل السادس “التعدية”([105]) يبين تØليل النØويين العرب للمÙاعيل والوسائل التي يتعدى بها الÙعل إليها. ويرى أنهه على الرغم من عدم وجود طريقة كاملة لمعالجة هذه القضية ÙÙŠ النØÙˆ العربي إلاّ أن النØويين العرب قدموا مادة ضخمة تتعلق بهذه القضية وتناولوها بشكل مضطرد.
ÙˆÙي الÙصل السابع “الØØ°Ù”([106]) يعرض تقدير العلماء العرب تراكيب Ù…ØذوÙØ© ÙÙŠ تØليلهم لبعض الجمل. وقد عرض للأدلةة التي اتخذها العرب للتدليل على وجود المØذوÙات على مستوى أعلى من التجريد. ومن هذه الوسائل: السياق، والتراكيب، والاتساع، والمجاز. كما عرض لبعض المبادئ التي تØكم تقدير هذه التراكيب المØذوÙØ© بØيث لا يكون تقديرها عشوائياً، كما تكلم عن بعض الخلاÙات Øولها. ويقارن أوين بين سمات الØØ°Ù ÙÙŠ النØÙˆ العربي والØØ°Ù ÙÙŠ النØÙˆ التØويلي ويرى أن النØوين يتÙقان ÙÙŠ أن مسببات الØذ٠تركيبية أساساً. وذلك لوجود Ùكرة العامل ÙÙŠ النØÙˆ العربي. ÙÙÙŠ الجملة التالية:
زيداً ضربته.
يقدر أن (زيداً) منصوب بÙعل Ù…Øذو٠يدل عليه الÙعل المذكور. كما أن النØÙˆ التØويلي يرى أن جملة مثل:
Shave yourself
لابد أن يكون Ùيها Ùاعل الÙعل المØذو٠You وذلك لتÙسير وجود الضمير على شكل Yourself بدلاً من أي شكل آخر. وعلى الرغم من هذا التشابه إلا أنه يبين أن هناك أربعة Ùروق بين النØÙˆ العربي والنØÙˆ التØويلي ÙÙŠ مسألة الØØ°Ù. وأول هذه الÙروق أن الØØ°Ù ÙÙŠ النØÙˆ التØويلي هو نتيجة لكون الØذ٠لا يقع إلا إذا كان للمØذو٠مثيل ÙÙŠ النص. أما ÙÙŠ النØÙˆ العربي Ùإن الØذ٠له سببان: السبب الأول تركيبي كما ÙÙŠ الجملة المذكورة آنÙاً، والسبب الثاني “مقامي” Pragmatic وذلك أن المØذو٠يÙهم من السياق. والÙارق الثاني بين النØوين هو Ùرق ÙÙŠ الاهتمام ÙÙÙŠ الوقت الذي ينظر Ùيه النØÙˆ العربي إلى الØذ٠على أنه Ù…Øاولة للوصول إلى معرÙØ© المØذو٠Ùإن النØÙˆ التØويلي يبدأ من الجمل الكاملة ويطبق عليها قواعد الØذ٠ليصل إلى الشكل الظاهري لها. والÙرق الثالث هو ÙÙŠ النØÙˆ التØويلي قواعد معينة للØذ٠أما ÙÙŠ النØÙˆ العربي Ùإنه لم تØدد تلك القواعد بل لقد استندت تلك القواعد إلى المتكلم Ù†Ùسه. والÙرق الرابع هو أن النØÙˆ العربي كان ينظر إلى المعنى عندما ÙŠÙ‚ØªØ±Ø Ø§Ù„Øذ٠وهذا ما لا نجده ÙÙŠ النØÙˆ التØويلي.
ويعرض ÙÙŠ الÙصل الثامن لـ “الأصل ÙÙŠ النظرية العربية”([107]) ويعني بالأصل أنه ÙÙŠ Øال وجود أشكال مختلÙØ© للمورÙيمم الواØد Ùإن واØداً منها يعد هو الأصل والأشكال الباقية Ùروع له. ويتبين عمل النØويين ÙÙŠ هذه المسألة من اقتراØهم المقولات التالية:
أصل                    Ùرع
أخÙ                    أثقل
أقوى                    أضعÙ
أول                     بَعْد
الاسم                    الÙعل
المÙرد                   الجمع
المذكر          المؤنث
إلى آخر ذلك.
ويقارن ÙÙŠ هذا الÙصل أيضاً بين النØÙˆ العربي والنØÙˆ التØويلي من Øيث أوجه التشابه والاختلا٠ÙÙŠ هذه المسألة وهو يرى عدم التشابه بين النØوين لأن النØÙˆ التØويلي يسعى لتØويل جمل إلى جمل أخرى وذلك ما لم ÙŠØصل ÙÙŠ النØÙˆ العربي. وينتهي إلى أنه من المضلل أن نساوي بين النØوين على الرغم من وجود بعض التشابه.
ÙˆÙÙŠ الÙصل التاسع “التركيب، والدلالة، والمقامية”([108]) يدرس ما عمله النØويون والبلاغيون العرب من ربط للمعنى بالشكلل والعلاقة بينهما. ومن هؤلاء الذين اهتموا بهذه المسألة سيبويه والÙارسي من النØويين والجرجاني من البلاغيين. ويعود مرة أخرى ÙÙŠ هذا الÙصل للمقارنة بين النØÙˆ التØويلي والنØÙˆ العربي ÙÙŠ مسألة دراسة المعنى. ويرى أنه لا تشابه بين النØوين وذلك لاختلا٠الاهتمام واختلا٠التØليل.
ويختتم الكتاب بسبع وأربعين صÙØØ© تØتوي على 321 تعليقاً ضمنها مناقشات على جانب كبير من الأهمية. وتأتي بعد هذه القائمة قائمة تØوي أسماء النØويين والأماكن التي عاشوا Ùيها وتواريخ ÙˆÙياتهم. ويتبع هذه القائمة تلخيص لقواعد النØÙˆ العربي ومبادئه. ويتبعها قائمة بالأقوال النØوية التي استشهد بها وبعدها قائمة بالمراجع. وبعدها ملØÙ‚ بأسماء العلماء القدماء التي وردت ÙÙŠ الكتاب. وتبعت بقائمة بأسماء العلماء المعاصرين. وبعدها ملØÙ‚ بالمواضيع التي نوقشت. واختتمت الملاØÙ‚ بملØÙ‚ للمصطلØات النØوية العربية التي ذكرت.
ومن هذا العرض السريع للكتاب نرى مدى عمق المعالجة وسعة التناول. ومثل هذه الدراسات التي تنØÙˆ Ù†ØÙˆ التأطير المنهجي هي التي تنقص الدراسات العربية الØديثة إذ يتبين Ùيها المعنى الكلي والصورة الشاملة للنØÙˆ ومبادئه العاملة Ùيه. وهو يرتÙع عن التÙصيلات الدقيقة التي تمنع القارئ من رؤية المعالم البارزة المهمة لهذا الÙكر العميق.
والكتاب الآخر لجوناثان أوين الذي سأعرضه هنا هو “النظرية العربية النØوية المبكرة: التنوع والتوØد”([109]) ويقع الكتاب Ùيي 295 صÙØØ© ويتكون من مقدمة وعشرة Ùصول متبوعة بملØقينن وقائمة للمراجع وثلاثة ملاØÙ‚.
ويكاد يكون هذا الكتاب مكملاً للكتاب السابق وإن لم يكن ذلك الكتاب مهتماً بتاريخ الدراسات النØوية العربية غرضاً رئيسياً. Ùيهتم هذا الكتاب بمرØلة التأسيس التي يمثلها سيبويه والÙراء خاصة بالإضاÙØ© إلى بعض النØويين الآخرين الذين لم يكن لهم الدور Ù†Ùسه ÙÙŠ التأسيس مثل الجرمي والمازني والسجستاني وقطرب. وعلى خلا٠كثير من الكتب التي تؤرخ للنØÙˆ Ùلم يهتم أوين هنا بتÙصيلات Øياة النØويين بل كان جل الاهتمام منصباً على آرائهم ودراساتهم النØوية وإذا ذكر بعض تلك التÙصيلات Ùإنما لعلاقتها بتلك الآراء.
وقد درس ÙÙŠ المقدمة([110]) الآراء التي تصن٠النØويين القدماء إلى مدرستي البصرة والكوÙØ© وكذلك بغداد، وقد Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø£Ù† هذاا التصني٠لم يكن موجوداً ÙÙŠ الÙترة المبكرة وأكثر الاØتمال أنه يعود إلى مرØلة لاØقة عندما استقر النØÙˆ. ودرس كذلك البدايات الأولى للنØÙˆ وصلته بالقراءات ثم عرض تعريÙاً بأبرز النØويين وأعمالهم التي عرÙت عنهم مثل الخليل والكسائي وسيبويه والÙراء والأخÙØ´ والمبرد وثعلب والزجاج وابن السراج.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الثاني([111]) استكمل الصورة العامة للنØÙˆ Ùذكر ملاØظتين مهمتين هما: أن هناك كثيراً من القضايا المهمة التيي تشترك Ùيها المدارس النØوية المبكرة، والملاØظة الثانية أن النØÙˆ لم يتوق٠تطوره عند ابن السراج. وقد مثل لذلك ببعض القضايا مثل Ùكرة العامل ودراسة الإضاÙØ©.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الثالث “الÙراء لسانياً”([112]) يتØدث عن منهج الÙراء كما يتمثل ÙÙŠ كتابه “معاني القرآن”. ويرى أن اهتمام الÙراء كانن بالتطبيق وذلك على عكس سيبويه الذي كان التنظير همه٠الأول. لكن دراسة الÙراء ÙÙŠ كتابه معاني القرآن تعطي صورة مجملة عن آرائه النظرية. ومن تلك الآراء آراؤÙÙ‡ عن “الأصل” Ùˆ “الموضع” Ùˆ “القواعد الكلية للغة” Ùˆ”التتابع” Ùˆ”القياس”. وكذلك دراسته للمذكر والمؤنث. ويقارن بين عمل الÙراء ÙÙŠ “معاني القرآن” وعمل الزجاج الذي كتب كتاباً بالعنوان Ù†Ùسه. وبدراسته لبعض آرائهما عن بعض الآيات، يرى أنه على الرغم من اختلا٠المنهج والهد٠وطريقة العرض Ùإن الÙراء والزجاج يتبعان المبادئ Ù†Ùسها وهذا ما يشير إلى أن منهج الÙراء عموماً ليس مختلÙاً عن منهج النØويين المعاصرين له. كما يشير ذلك إلى أن الخلا٠بين البصريين والكوÙيين لا يمكن أن يكون منهما مدرستين مختلÙتين.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الرابع “منهج سيبويه”([113]) يعرض المؤل٠منهج سيبويه ويقارنه بمنهج المدرسة البنيوية الأمريكية ÙÙŠ الثلاثيناتت والأربعينات من هذا القرن. ولم يكن هذا المنهج معلناً ÙÙŠ سيبويه لكن كتابه كان نتيجة لمنهج Ù…Øدد يمكن اكتشاÙÙ‡. ومن وجوه هذا المنهج استعمال سيبويه Ù„Ùكرة “التبادل” وهي التي استعملها لتØديد الوظيÙØ© النØوية وتوزيع الكلمات ÙˆØ§ÙƒØªØ´Ø§Ù Ø£ØµØ Ø§Ù„Ø£Ø´ÙƒØ§Ù„ للكلمة وتØديد المعنى. ثم ذهب يعطي أمثلة لذاك. كما استعمل سيبويه بعض الطرق المنهجية الأخرى مثل استعمال الدليل السلبي والتصني٠والتبادل القياسي واستعمال الأمثلة الممثلة لغيرها وكذلك الكلمات واستعمال الأصل وغير ذلك. ويقارن بين سيبويه وابن السراج من Øيث المنهج، Øيث يرى أن النØÙˆ بلغ عند ابن السراج مرØلة من النضج المنهجي كبيرة.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الخامس “التوابع”([114]) يدرس هذه التركيبات ويطبق عليها مناهج النØويين الأوائل مثل سيبويه وابن السراج والÙراء والأخÙØ´ والمبرد وثعلب وآخرين مما يدل على تطور ÙÙŠ تØليل هذه التوابع وإن كان اللاØقون لم يزيدوا من Øيث المادة اللغوية شيئاً على ما ذكره سيبويه.
ÙˆÙÙŠ الÙصل السادس “بين سيبويه والÙراء من جهة والنØويين المتأخرين”([115]) يقارن بين النØويين السابقين واللاØقين وبينن الخطوط العامة التي تساعد على Ùهم تطور التنظير النØويي العربي.
ÙˆÙÙŠ الÙصل السابع “الÙراء Øلقة وصل”([116]) يدرس الÙراء ممثلاً Ù„Øلقة تقع بين سيبويه وبين النØويين المتأخرين ويعدهه ممثلاً لتطور الدراسة النØوية مقارناً إياه ببعض النØويين الآخرين.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الثامن “الÙراء ÙˆÙترة التنوع”([117]) يبين أن الÙراء كان ذا Ùكر Ù†Øوي متميز ومن أهم ما يتميز به تÙكيره استعمالهه مبادئ دلالية ÙÙŠ مقابل المبادئ الشكلية التي يستعملها سيبويه.
ÙˆÙÙŠ الÙصل التاسع “Ù†Øويون غير بارزين”([118]) يدرس عدداً من النØويين غير البارزين مثل لغدة وابن كيسان وخل٠الأØمر وثعلبب وابن الأنباري ويبين إسهاماتهم ومدى مواÙقتهم للنØويين الكبار واختلاÙهم عنهم.
ÙˆÙÙŠ الÙصل العاشر “تطور مدرستي البصرة والكوÙØ©”([119]) يتØدث عن المبادئ التي اختلÙت Ùيها المدرستان. والتطوراتت التي مرتا بها.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الØادي عشر “التطور البنيوي للنظرية التركيبية العربية المبكرة”([120]) يعرض المبادئ التي كانت تؤطر النØوو العربي منذ أطواره المبكرة. ويمكن أن يعد هذا الÙصل خلاصةة البØØ« كله إذ يعرض Ùيه المصطلØات التي استعملها النØويون المختلÙون ويبين الأطوار التاريخية التي سلكتها هذه المصطلØات. وقد علل تسمية الÙترة التي تسبق نهاية القرن الثالث الهجري بأنها Ùترة التنوع بثلاثة أسباب هي: (1) أن هذه الÙترة شهدت مبادئ مستقلة واضØØ© مختلÙØ© عن الÙترات اللاØقة، (2) أن النØويين القدماء كانوا معروÙين بكثرة الاختلا٠Ùيما بينهم، (3) أن التÙكير النØوي كان موجهاً إما لاتباع سيبويه أو الÙراء.
ÙˆÙÙŠ الملØÙ‚ الأول يبين المواضع المتعلقة بالمسائل الصرÙية الصوتية ÙÙŠ كتابي الÙراء والزجاج، ويبين المعاني المختلÙØ© للكلمة “Øرٔ ÙÙŠ كتب النØÙˆ وكذلك معاني المصطلØين المسند والمسند إليه عند الÙراء، ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø “الاشتغال”. ويبين مواضع التوابع الاسمية عند الأخÙØ´ØŒ وبعض المصطلØات الأخرى التي استعملها الÙراء، والمواضع التي ظهر Ùيها Ù…ØµØ·Ù„Ø “الإيقاع” ÙÙŠ الجزء الأول من معاني القرآن للÙراء، والمواضع التي أشار Ùيها ثعلب ÙÙŠ مجالسه إلى البصريين والكوÙيين، والمواضع التي أشار Ùيها الزجاج ÙÙŠ الجزء الأول من كتابه معاني القرآن للبصريين والكوÙيين وغيرهم. وهناك ملØÙ‚ آخر ÙŠØوي الأقوال التي استشهد بها من كتب النØويين. وملØÙ‚ أخير ÙŠØوي أسماء النØويين وأماكن Øياتهم وتواريخ ÙˆÙياتهم. وهناك قائمة بأسماء المراجع والمصادر ÙˆÙهرس للصÙØات التي Ø°Ùكر Ùيها النØويون ÙÙŠ الكتاب، ÙˆÙهرس للمصطلØات النØوية العربية، ÙˆÙهرس للمواضيع التي نوقشت ÙÙŠ الكتاب.
ويتبين من هذا العرض الموجز للكتاب أنه يضع بين أيدينا تاريخاً للنØÙˆ العربي يختل٠عن ما تعودنا عليه من كتب تاريخ النØÙˆ التي لا تعطي اهتماماً كاÙياً لدراسة تطور النØÙˆ Ù†Ùسه وتاريخه، بل تهتم بدلاً من ذلك بØياة النØويين وسرد القصص التي تروى عنهم. وتاريخ النØÙˆ ÙÙŠ هذا الكتاب يعطي معنى للاختلاÙات التي نجدها بين النØويين ويرصد التطورات التي مر بها هذا النØÙˆ Øتى استقر.
ولم تكن دراسة النØÙˆ العربي هي التي Ù„Ùتت الانتباه Ùقط بل إن العروض كان موضوعاً للدراسة. ومن بين من درسوا العروض العربي اللساني الشهير موريس هاله([121]) وكذلك ألانن برنس([122]). لكن أكثر الدراسات الØديثة تÙصيلاً هي دراسة جون مالنج التي ناقش Ùيها كثيراً من النقد الذي وجه إلى العروض العربي ÙÙŠ الغرب، وبين أن نظرية الخليل Ù…Øكمة جداً إذا نظر إليها على أنها تجريد يمكن أن يشتق منه البØور الستة عشر، كما يمكن أن تصاغ العلل والزØاÙات صياغة مشابهة لصياغة القواعد الصوتية والصرÙية التي جاءت بها المدرسة التوليدية التØويلية([123]).
وليس بالإمكان – كما قدمت – عرض كل ما كتب ÙÙŠ الÙترة الأخيرة عن النØÙˆ العربي لكن المطلع على الكتابين اللذين عرضتهما سيÙاجأ بعدد البØوث التي كتبت وسيÙاجأ بتنوعها وعمقها Øتى ليكاد يقول المرء إنه لم يترك جانب واØد ÙÙŠ هذا النØÙˆ لم يدرس.
Â
الموق٠من اللغة العربية بصÙتها لغة
سبق أن قدمت أن الدراسات الغربية عن اللغة العربية كانت قد اكتسبت سمعة سيئة عند العرب المØدثين نتيجة لكتابات بعض المÙكرين الغربيين والمستشرقين، ذلك أن بعض المÙكرين الغربيين ÙÙŠ القرن التاسع عشر كانوا عنصريين ÙÙŠ توجهاتهم الÙكرية مما نتج عنه الاعتزاز بكل ما هو أوروبي والغض عن كل ما ليس أوروبياً. وقد عÙوملت اللغات على أيدي هؤلاء معاملة تتسم بالزعم بأن اللغات غير الأوروبية قديمها ÙˆØديثها متخل٠ولا يمكن أن تقارن باللغات الأوروبية ÙÙŠ الجمال والإØكام والمنطقية. ومن الكتب التي تلخص تلك التوجهات وترصد تلك المقولات وتبين مدى إغراقها ÙÙŠ العنصرية كتاب “لغات الجنة” الذي سبقت الإشارة إليه. ÙˆÙيه عرض لآراء المÙكرين الغربيين الذين عÙرÙت عنهم تلك المواق٠غير العلمية من أمثال المستشرق الÙرنسي رينان وغيره. ويتتبع تاريخ تلك التوجهات ÙÙŠ أوروبة منذ٠القديم Øتى بزوغ Ùجر الدراسات اللسانية العلمية على يدي دي سوسير. وبذلك اندثرت تلك المقولات بØيث لا يعتقد Ø£Øد الآن بأÙضلية لغة على لغة([124]). كما عرض إدوارد سعيد لتلك المقولات والقائلين بها مثل رينان وسلÙستر دي ساسي وغيرهم وبيّن مدى الشطط الذي ارتكبه هؤلاء([125]).
ومن الكتب التي صدرت Øديثاً وتتصدى للمقولات الأوروبية القديمة عن اللغة العربية كتاب ديÙد جستس “دلالات الشكل ÙÙŠ اللغة العربية ÙÙŠ مرآة اللغات الأوروبية”([126]). ويقع الكتاب ÙÙŠ 432 صÙØØ© ويتكون من مقدمة واثني عشر Ùصلاً ÙÙŠ أربعة أبواب ويختتم بقائمة للمراجع وعدد من الÙهارس. ÙˆÙÙŠ المقدمة يقول: إن اللغة العربية عانت من الوص٠بالغرابة والرمي بالصÙات الجاهزة بالدرجة التي عانت منها اللغة الصينية وزاد الأمر سوءاً بÙعل العوامل السياسية. ومن التوجهات التي تسهم ÙÙŠ زيادة الأمر سوءاً ما نقله عن Ø£Øد الكتاب ÙÙŠ مراجعة لكتاب جوناثان رابان “الجزيرة العربية: رØلة ÙÙŠ خلال المنعرجات”ØŒ ونشرته جريدة النيويورك تايمز: “إن طبيعة لغة الجزيرة العربية، كما يقول المؤلÙØŒ منعرجات من الغموض Øيث من الصعب أن تجد أي معنى ØرÙÙŠ (لأي كلمة)ØŒ وإنما كل ما هنالك إشارات رمزية. تلك هي اللغة التي تعبر Ùيها كلمة واØدة باختلا٠ضئيل عن “الجماع” Ùˆ”الاشتراكية” Ùهل من الغريب إذن، كما يتساءل المؤل٠– أن يكون من الصعب Ùهم العرب”. ويبين أن غرضه من الكتاب هو أن يكون مرآة متعاطÙØ© مع اللغة العربية. Ùهو سيØاول أن يتÙØص الاستراتيجيات والبنى التي تبدو مميزة للعربية وأن يزيل ما علق بها من غموض Ø¨ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø£Ù† هذه المميزات تشبه ما يوجد ÙÙŠ اللغات الأوروبية المعروÙØ©.
ÙˆÙÙŠ الÙصل التمهيدي “تعري٠اللغة المدروسة”([127]) يتكلم عن تاريخ اللغة العربية ويشير إلى أنها ليست شيئاً واØداً بلل هي مستويات مختلÙØ© تمتد من الÙصØÙ‰ القديمة إلى اللهجات المعاصرة. وهي بذلك تشبه اللغات الكبرى.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الأول “صعوبة العربية”([128]) يشير إلى وص٠اللغة العربية بأنها من أصعب اللغات إذ تقارن بالصينية واليابانيةة والكورية وغير ذلك من اللغات. ويقول: إنه وجد العربية أصعب عند تعلمه لها من اللغات التي تعلمها من Ùصيلة اللغات الهندية الأوروبية، لكن هذه الصعوبة لا تعود إلى اللغة العربية بوصÙها نظاماً لغوياً. Ùالعربية – ÙÙŠ رأيه – لغة مطردة من جهة البنية وهناك عوامل كثيرة ÙÙŠ هذا الاطراد تجعل تعلمها أسهل. ويشير ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه إلى بعض أوجه الصعوبة Ùيها مثل تعدد أشكال جمع الأسماء، لكنها ÙÙŠ ذلك لا تختل٠عن الألمانية أو اللاتينية. أما أسباب الصعوبة Ùهي ليست لغوية بØتة بل هي تاريخية وأسلوبية واجتماعية. ويÙصل ÙÙŠ الصعوبات التي تثار دائماً ويص٠بعض الØلول لها.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الثاني “الخطوط العامة للعربية”([129]) يعرض إلى بعض العيوب التي تنسب إلى العربية مثل التراد٠والمشتركك اللÙظي والÙظاظة والخشونة. ويورد قولاً يكثر إيراده وتوص٠به العربية ÙØواه “إن الكلمة ÙÙŠ العربية تعني معناها، وضد ذلك المعنى، وشيئاً ÙاضØاً وشيئاً عن الجَمَل”. وهو لا ينكر وجود التراد٠والمشترك اللÙظي وغير ذلك لكنه ÙŠØصر هذه الصÙات ÙÙŠ اللغة العربية بصورتها التي توجد ÙÙŠ القواميس، أما اللغة كما تستعمل Ùليس Ùيها شيء كثير من ذلك. ويقارن هذه الخصائص بمثيلاتها ÙÙŠ اللغات الأوروبية. ويعرض لغير ذلك من هذه المزاعم التي تؤخذ على العربية مثل: إن المعنى العام للكلمات المشتقة من جذر واØد٠واØدٌ Ùكأن هذه الكلمات المختلÙØ© تقول الشيء Ù†Ùسه، والسطØية والعن٠والإطناب والازدواجية اللغوية والغموض والنقص التركيبي واللعب بالكلمات ووصÙها بالتأخر واتصاÙها بالأصوات الØلقية القبيØØ©. وعندما يناقش هذه الصÙات ÙŠÙˆØ¶Ø Ø£Ù† ما يصÙÙ‡ بعض الناس بهذه الصÙات هي أمور موجودة ÙÙŠ كثير من اللغات ومن بينها اللغات الأوروبية.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الثالث “الربط بين الشكل والاستعمال”([130]) يعرض للزعم بأن اللغة العربية مرآة للعقلية العربية. وهذا الÙصلل من أطر٠الÙصول وأجملها. ويبين Ùيه أن ما تعبر عنه العربية تعبر عنه اللغات الأخرى بشكل مشابه وبذلك ينتÙÙŠ الزعم القائل إن شكل الكلمة ÙŠØدد معناها أو أن هذه اللغة تصور قصور العقلية العربية.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الرابع “Ù†ØÙˆ التثنية وتثنية النØÙˆ”([131]) يعرض ظاهرة التثنية ÙÙŠ العربية واتخاذ بعض الناس هذه الظاهرة دلالةة على وجود قواعد لا معنى لها. ويشير Ùيه إلى أن اللغات الأوروبية كانت Ùيها تاريخياً هذه الظاهرة كما أنها توجد ÙÙŠ بعض اللغات الأخرى المعاصرة. ويبين أن العربية قد تستعمل التثنية إما لأغراض عميقة للتØديد أو وسيلة للجمال الأسلوبي أو لبعض الأغراض الأخرى. أما Ù…Ùهوم التثنية Ùهو من المÙاهيم التي بنيت اللغة عليها ÙÙŠ مختل٠وجوهها.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الخامس “اعتباطية الإشارة”([132]) يدرس عدم الارتباط ÙÙŠ العربية بين شكل الكلمة ومعناها وذلك على الرغمم من الØدود الصارمة على شكل الكلمات Ùيها.
ÙˆÙÙŠ الÙصل السادس “التراكم”([133]) يدرس اتصا٠اللغة العربية بسعة قاموسها. لكن هذه السعة تعود إلى أن القواميسس العربية قد Øوت كل الكلمات التي استعملت ÙÙŠ خلال تاريخها من غير تمييز للمستعمل منها ÙÙŠ Ùترة معينة من المستعمل ÙÙŠ غير تلك الÙترة. ويناقش ما ينسب إلى العربية من عدم قدرتها على الرغم من هذه السعة أن تعبر عن بعض الأمور. ويبرهن على أن هذه الظاهرة ليست مقصورة على العربية.
ÙˆÙÙŠ الÙصل السابع “الأضداد”([134]) يناقش ما ينسب إلى العربية من كون الكلمة تعني Ø£Øياناً الشيء وضده وذك مثلل “خائٔ التي تعني الÙاعل والمÙعول، Ùˆ “باع” بمعنى “باع” Ùˆ”اشترى” إلى غير ذلك ويبين أن هذه الظاهرة موجودة ÙÙŠ اللغات الأخرى. ومن ذلك ÙÙŠ الإنجليزية rent التي تدل على “أجَّر” Ùˆ “استأجر”. ويعرض لهذه الظاهرة ÙÙŠ التركيب أيضاً مثل دلالة “الواو” على العط٠وعلى التخيير. وكما يؤكد، Ùإن مثل هذه الظاهرة موجودة وإن كان ذلك بنسب متÙاوتة ÙÙŠ اللغات كلها. Ùيجب ألا تؤخذ دلالة على شيء له علاقة “بعقل” المتكلمين لهذه اللغات. ويجب أن تÙسر هذه الظاهرة تÙسيراً لغوياً بوصÙها نتيجة لتطورات لغوية أو للتوسع المجازي أو غير ذلك.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الثامن “أسماء النوع”([135]) يتØدث عن استعمالات هذا التركيب الاسمي ويبين أسباب وجودها وأنها لا توØÙŠ بأيي مظهر من مظاهر النقص بل إن لها أسباباً لغوية مثل: إن إمكان وجود صيغة خاصة مرده لطواعية تركيـب الجـذور ÙÙŠ العربية واتساعها، ولأن العربية لا تستعمل التركيب المزجي أو الإسنادي كثيراً Ùإن ÙÙŠ هذه الصيغة تعويضاً عن ذلك ولعدم اختلاطها بغيرها.
ÙˆÙÙŠ الÙصل التاسع “شكل التركيب”([136]) يناقش التراكيب النØوية مستعملة استعمالاً طبيعياً. ويبين أن العربية مثلها مثلل اللغات الأخرى ÙÙŠ استعمال تلك التراكيب.
ÙˆÙÙŠ الÙصل العاشر “الإطناب”([137]) يناقش ما يوص٠بأنه إطناب لا Øاجة له ÙÙŠ العربية مثل “ليل أليل” ويبين أن أكثر هذاا الإطناب إنما هو لأغراض أسلوبية كما هو موجود ÙÙŠ الآداب الأخرى.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الØادي عشر “المخصصات”([138]) يناقش التوابع الاسمية مثل التمييز والØال ويبين وظيÙتها ÙÙŠ اللغة العربيةة ووجود ما يشبهها ÙÙŠ اللغات الأخرى.
ÙˆÙÙŠ الÙصل الثاني عشر “التعدية والوصٔ([139]) يدرس الطريقة التي تعبر بها العربية عن التعدية وذلك بصيغ خاصةة للأÙعال ويرى أن اللغات الأخرى تعبر عن المعنى بأساليب خاصة بها.
ويختم كل Ùصل من هذه الÙصول بعدد من الهوامش.
إن ما يميز هذا الكتاب هو الأسلوب الذي تغلب عليه السخرية والمÙارقة Øين يورد مأخذاً على العربية Ùيكش٠بهذا الأسلوب مدى جهل القائلين بهذا المأخذ أو تØاملهم على الرغم من أن ما يأخذونه على اللغة العربية موجود ÙÙŠ اللغات التي يعرÙون. ويبين أن مصدر هذه المآخذ ليس إلا المواق٠الجاهزة غير العلمية من اللغات التي لا يعرÙها هؤلاء أو النية المبيتة التي مصدرها العداء السياسي أو الØضاري لأهل هذه اللغة.
إن كتاب ديÙد جستس ÙŠØتل مكاناً مميزاً بين الكتب التي تدعو إلى الموضوعية والدراسة العلمية للغة. وهو جدير بأن يقرأه المتخصصون من العرب وغيرهم وذلك لعمق المعالجة للمسائل التي تعرض لها وللمقارنة بين اللغات.
وبالإضاÙØ© إلى هذا الكتاب كثيراً ما نجد إشارات متعددة ÙÙŠ كتابات الدارسين لبعض المواق٠السلبية التي كانت سائدة ÙÙŠ بعض الدراسات الغربية عن اللغة العربية. إذ ÙŠØاول هؤلاء الدارسون دÙع التهم التي توجه إلى هذه اللغة. ومن ذلك ما يقوله مايكل بريم ÙÙŠ مقدمة رسالته للدكتوراه: “… إن اللغة التي سأبØØ« Ùيها ÙÙŠ هذه الرسالة هي لغة Øية. Ùهي اللغة الأدبية التي توØد كل الدول العربية، وهي التي ما تزال مستعملة ÙÙŠ المدارس والمØاضرات والإذاعة والصØ٠والتمثيل والوظائ٠الرسمية الأخرى. إن الزعم بأن هذا النوع الأدبي للعربية هو نوع مصنوع وسطØÙŠ إنما هو قول يدل على جهل قائله. بل إن الÙروق التي تÙصل بين اللغة الأدبية العربية عن النوعيات العامية المختلÙØ© إنما هي Ùروق مبالغ Ùيها ÙÙŠ الدراسات الماضية….” إلى غير ذلك.
لقد ولى الزمن الذي كانت تروج Ùيه كتابات مثل كتابات شوبي([140]) وراÙائيل بتاي([141]) مما يخرج على مقاييسس العلمية لاعتمادها على Ùرضيات مثل Ùرضية سابير وور٠التيي أسيء تÙسيرها واستعمالها ÙÙŠ كثير من الأØيان وهي Ùرضية نقضتها البØوث اللاØقة([142]).
خاتمة
كان القصد من كتابة ما تقدم بيان أن كثيراً من المÙاهيم الشائعة ÙÙŠ الثقاÙØ© العربية المعاصرة عن الدراسة اللسانية المعاصرة المتعلقة باللغة العربية إنما هي نتيجة للجهل بالتقدم الذي يتØقق كل يوم ÙÙŠ هذا المجال الØيوي. ولم أكن أهد٠إلى كتابة عرض تÙصيلي للأعمال المنجزة؛ بل إن ما قصدته هو التدليل بشكل موجز على هذا النشاط العلمي الذي يبدو أن كثيراً من المتخصصين ÙÙŠ اللغة العربية ÙÙŠ العالم العربي إما غير واعين به أو لا يقدرونه ØÙ‚ قدره.
وإلى جانب شك هؤلاء المتخصصين بما ينجز ÙÙŠ الغرب عن اللغة العربية لارتباط هذه الدراسات ÙÙŠ الضمير الجمعي العربي بدراسة اللهجات بدلاً من الÙصØى، وبالدراسات الاستشراقية التي كانت ÙÙŠ بعض الأØيان أداة ÙÙŠ يد المستعمر، Ùإن هناك سبباً آخر جوهرياً هو القول بأن الأجانب لا يمكن أن ÙŠÙهموا اللغة العربية مثل Ùهم أبنائها لها. وللرد على هذا القول ينبغي الإشارة إلى أن بعض الباØثين ÙÙŠ هذه المجالات هم من العرب. وبالإضاÙØ© إلى هذه الØجة Ùإن القول بأن الأجانب أقل قدرة على Ùهم اللغة العربية من أبنائها هو قول ينقصه الدليل. أما الØقيقة Ùهي أن غير العربي يمكن أن ÙŠÙهم تركيب اللغة العربية Ùهماً يتساوى مع Ùهم الناطقين بها إذا تواÙرت له أدوات البØØ« وكان جاداً. ويمكن أن يدلل على صدق هذه المقولة بأن أبرز علماء اللغة العربية لم يكونوا عرباً، بل لقد اتهم بعضهم بعدم إجادة اللغة العربية، وأول هؤلاء سيبويه([143]).
وإذا نظرنا ÙÙŠ تاريخ اللغات الأخرى Ùإننا نجد Ø£Øياناً أن أوÙÙ‰ كتب النØÙˆ لبعض اللغات كتبها علماء لم يكونوا من أهل تلك اللغات. وأظهر مثال على ذلك أوتو جسبرسن الذي كتب عن Ù†ØÙˆ اللغة الإنجليزية وهو دانماركي الأصل واللغة. وعلى الرغم من ذلك Ùإن كتاباته عنها ما تزال تتمتع بمكانة عالية ÙÙŠ الدراسات الإنجليزية([144]).
وهناك ملاØظة مهمة جداً هي أن الأجنبي ÙÙŠ بعض الأØيان قد يكون أكثر قدرة على الÙهم. وقد Øدث هذا Ùعلاً ÙÙŠ دراسة بعض المجتمعات. ومن ذلك ما يقوله ديل إيكلمان: “يعد الكتابان اللذان ألÙهما باØثان أجنبيان عن المجتمع الأمريكي، ÙÙŠ كثير من الجوانب، من أهم وأجود ما كتب ÙÙŠ دراسة المجتمع الأمريكي وتأويل قيمه الأساسية. ونعني بهما كتاب الأرستقراطي الÙرنسي الكسيس دوتوكÙيل” الديمقراطية ÙÙŠ أمريكا” الذي صدر ÙÙŠ سنة 1835Ù…ØŒ وكتاب السويدي المعاصر كونار ميردال “مأزق أمريكا” الذي صدر سنة 1944Ù…. ويمكن للمرء أن ÙŠØاج ÙÙŠ هذا الباب ويقول بما أن هذين الملاØظين، وإن كانا أجنبيين عن المجتمع الأمريكي، Ùإنهما كانا أكثر وعياً بالجوانب الأساسية والثابتة من الأمريكيين الذين يأخذون تلك الجوانب على أساس أنها بديهيات أو يكونون على وعي ضعي٠بها”([145]).
وهذا ÙŠØµØ ÙÙŠ Ùهم اللغة أيضاً. Ùلذلك يجب ألا يستخ٠بما يكتبه غير العرب عنها. وهذه ليست دعوة لأن يسلم بكل ما يكتبون لكنها دعوة إلي الاطلاع عليه وقراءته قراءة نقدية والاستÙادة من الØوار معه.
كما يتبين من البØوث التي عرض جانب منها أن اللغة العربية لا تزال مجالاً بكراً للدراسة. Ùهناك قضايا كثيرة جداً ÙÙŠ اللغة العربية الÙصØÙ‰ ÙˆÙÙŠ اللهجات العربية لم تبØØ« أو لم تنل Øظاً كاÙياً من البØØ« أو أنها ÙÙŠ Øاجة إلى إعادة التØليل. وهذه المسألة تدعو إلى التÙاؤل إذ إن التØقيق من وجود هذه القضايا سيكون داÙعاً إلى الانخراط بØماس ÙÙŠ البØØ« اللساني ÙÙŠ هذه اللغة. ومما له صلة بهذا الموضوع أن المقولة التي تردد عن النØÙˆ العربي ومÙادها أنه لا يمكن الزيادة Ùيه على ما كتبه النØويون العرب القدماء ليست دقيقة تماماً. Ùقد كشÙت الأبØاث التي عرضت – على الرغم من تقديرها لإسهامات النØويين القدماء – أن هناك جوانب عديدة ما تزال ÙÙŠ Øاجة إلى دراسة.
إن أول شروط النهضة باللسانيات ÙÙŠ العالم العربي – ÙÙŠ ظني – هو أن Ù†Ùهم ØÙ‚ الÙهم النØÙˆ العربي بمنطلقاته الÙكرية وتقنياته وأطره النظرية ولا نستطيع أن Ù†Øقق هذا الÙهم إذا اكتÙينا بالنظر إليه من داخله Ùقط. إنني أظن – كما ذكر ذلك بعض الباØثين ممن أشير إليهم أعلاه – أن الدراسة اللسانية الØديثة قادرة على مدنا بالأدوات المنهجية والأطر النظرية التي نستطيع بها Ùهم النØÙˆ العربي Ùهماً دقيقاً. وتتعلق هذه النقطة بما يسمى Ø£Øياناً “Ø¥Øياء التراث”. ÙØ¥Øياء التراث لا يعني ÙÙŠ نظري إلا تÙسيره تÙسيراً يجعله معاصراً لنا. وهذا التÙسير المعاصر ليس تكلÙاً إذا ما تعلق الأمر بالنØÙˆ العربي – Ùقد بيَّن كثير من الأبØاث التي عرضت أن هناك أرضية مشتركة ÙÙŠ المنطلقات والأهدا٠والتقنيات بين اللسانيات والنØÙˆ العربي. ولا يعني هذا أبداً أن نكتÙÙŠ – كما ÙŠÙعل بعض الباØثين العرب المعاصرين – بالمقارنات السطØية منطلقين منها إلى الÙخر أو إلى تأكيد أسبقية العرب ÙÙŠ هذا المجال، بل الهد٠هو إقامة الصلة بين منجزات النØÙˆ المعاصرة والبناء على ذلك مسهمين ÙÙŠ وص٠اللغة العربية وصÙاً واÙياً ومطورين للنظرية اللسانية المعاصرة Ù†Ùسها.
ويعني هذا أن الÙصل الØاد بين النØويين واللسانيين ÙÙŠ الثقاÙØ© العربية يجب أن ÙŠØÙ„ Ù…Øله الاتصال لخير الÙريقين. ومن مقتضيات هذه الصلة أن ينخرط دارس اللسانيات المعاصرة ÙÙŠ قراءة النØÙˆ العربي قراءة قصدها الأول Ùهم هذا النØÙˆ ومن بعد ذلك نقده وتمØيصه. أما النØوي Ùيجب عليه الاطلاع على منهجيات اللسانيات الØديثة إذ سيكون قادراً نتيجة لذلك على الإسهام Ùيها بما يعرÙÙ‡ معرÙØ© Øقة من منهجيات النØÙˆ.
وهذه الدعوة للاتصال بين الÙريقين قصدها إزالة الجÙاء بين الÙريقين وتوØيد الجهود بقصد تØقيق نهضة لغوية ليست غريبة على الثقاÙØ© العربية. وعلى الرغم مما يشاع ÙÙŠ الجو الثقاÙÙŠ العام من ضع٠الصلة بين النØÙˆ واللسانيات إلا أن الواقع يؤكد أن نشاط النØوي ودارس اللسانيات واØد ÙÙŠ الأساس. ÙالنØوي ودارس اللسانيات كلاهما لابد لهما من جمع المادة اللغوية ولا بد له من وصÙها ولا بد له من تÙسيرها. وعند هذه النقطة يتوق٠دارس اللسانيات ويستمر دارس النØÙˆ ÙÙŠ جعل القواعد التي توصل إليها موضوعاً للتطبيق ÙÙŠ تعليمه الناس اللغة.
وخلاصة القول أن واØداً من معوقات النهضة العلمية اللغوية ÙÙŠ الثقاÙØ© العربية المعاصرة هو شيوع بعض المقولات التي لا تستند إلى Øقائق. وذلك مثل أن النظريات اللسانية المعاصرة لا ÙŠØµÙ„Ø ØªØ·Ø¨ÙŠÙ‚Ù‡Ø§ على اللغة العربية لأن هذه النظريات أقيمت على لغات غربية. وأن الدراسة ÙÙŠ اللسانية المعاصرة قصدها Ùيما يتعلق باللغة العربية تقعيد اللهجات وإØلالها Ù…ØÙ„ اللغة الÙصØى، أو أن الدراسة اللسانية المعاصرة تريد أن تكون بديلاً للنØÙˆ العربي بعد إزاØته من مركز الصدارة ÙÙŠ الدراسة العربية. إن شيوع هذه المقولات يمكن أن يوص٠بأنه نتيجة لما يسميه تشومسكي “مشكلة أورويل” نسبة إلى الروائي الإنجليزي الشهير مؤل٠رواية (1984). ويعني بذلك أن كثيراً من المقولات ÙÙŠ المجالات الاجتماعية والسياسية والÙكرية تقوم على أسس يمكن بقليل من البØØ« التأكد من عدم صØتها، وعلى الرغم من ذلك تبقى سائدة من غير أي تساؤل([146]).
ولذلك Ùإنه لا يسع المتخصص ÙÙŠ النØÙˆ العربي ÙÙŠ هذا العصر أن يتجاهل التقدم الذي ينجز ÙÙŠ اللسانيات، كما أنه لا غنى له عن الاطلاع على ما يكتب باللغات الأخرى عن الدراسات العربية. وبدلاً من القطيعة بينه وبين المتخصصين ÙÙŠ هذه المجالات Ùإنه ينبغي عليه أن يسعى إلى الاطلاع على ذلك والاستÙادة منه والØوار معه.
([1]) عبدالسلام المسدي. اللسانيات وأسسها المعرÙية. (تونس: الدار التونسية للنشر، 1986ØŒ ص ص(20-11)
([2]) عبدالقادر الÙاسي الÙهري “اللسانيات العربية: نماذج للØصيلة ونماذج للآÙاق” ÙÙŠ : تقدم اللسانيات ÙÙŠ الأقطار العربية. تØرير عبدالقادر الÙاسي الÙهري (بيروت: دار الغرب الإسلامي، 991) ص ص(40-11).
([3]) Kees Versteegh , “ Modern Approches to the History of Arabic†ÙÙŠ: تقدم اللسانيات ÙÙŠ الأقطار العربية، ص ص(216-199).
([4]) Øمزة قبلان المزيني، مراجعات لسانية. (الرياض: النادي الأدبي، 1410هـ).
([5])Â Maurice Olender. The Languages of Paradise: Race, Religion, and Philology in the Ninteenth Century.
Translated from French by Arthur Goldhammer (Cambridge, MA:
Harvard University press, 1992.)
([6]) عبدالسلام المسدي، المرجع Ù†Ùسه؛ وكيس Ùرستيغ، المرجع Ù†Ùسه.
([7]) كيس Ùريستيغ، المرجع Ù†Ùسه؛ ÙˆJ.K. Chambers and Peter Trudgill. Dialectology.
(Cambridge: Cambridge University Press, 1980) PP. 15 – 23.
([8]) كيس Ùريستيغ، المرجع Ù†Ùسه؛ ÙˆØمزة قبلان المزيني، “التØيز اللغوي: مظاهره وأسبابه” ستنشر قريباً ÙÙŠ مجلة Ùصول.
([9]) Roman Jalobson, “Mufaxxama: The Emphatic Phonemes in Arabic†in Salman AL – Ani (ed) Readings in Arabic Linguistics (Bloomington: Indiana University Linguistic Club, 1978) PP 269 – 283.
([10]) Joseph H Greenberg, “The Patterning of Root Morphemes in Semitic, “in Salman Al - Ani> reading…., PP. 431 – 456.
([11]) Joseph H.Greenberg, Ibid, P.432.
([12]) Zellig S. Harris, “The Phonemes of Moroccon Arabic, “in Salman Al – Ani, PP.     247 – 267
([13]) Harris, P.265.
([14])    J.R. Firth, “ Sounds and Prosodies,†in Eric P. Hamp, Fred W. Householder, and Robert Austerlitz. Readings in Linguistics II (Chicago: The University of  Chicago, 1996) PP. 175 – 191
([15]) Fred Householder, “Preface, “in Salman Al – Ani Reading, P. Viii
([16]) Michael B. Brame. Arabic phonology: Implications for Phonological Theory and   Historical Semitic.
Dissertation, MIT, 1970Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Ph.D.
([17]) Noam Chomsky and Morris Halle. The Sound Pattern of English. (New York: Harper and Row, 1968).
([18]) Michael Brame, Arabic Phonology….., P. vii
([19]) Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â Â John Joseph McCarthy, III. Formal Problems in semitic Phonology and Morphology. Ph.D. Dissertation, MIT, 1979.
([20])     John J. McCarthy, “ A Note on the accentuation of Damascene of Arabic, “ Studies in the Linguistic Science (1980), 10.2.
John J.Mc Carthy,“A Prosodic Acount of Arabic Broken Plurals†Current Trends     in African Linguistics I (ed)By L. Dihoff,(Dordrecht:Foris, 1983) PP. 289- 263
-
McCarthy and A. Prince. “Foot and Word In prosodic morphology: The Arabic Broken Plural, “Natural Language and Linguistic Theory 8 (1990) PP. 109 – 183.