هذه ليلى أنغم لكم بها، لمحمد فتحي النادي

يسمى عصاه ليلى…!

في الفرقة الثانية بكلية دار العلوم 1996Ù… كان من حسن طالعي أن يدّرس لي علم العروض في (السكاشن) الأستاذ الدكتور محمد جمال صقر…
ولكنه وقتها لم يكن قد حصل على الدكتوراه…
وقد فتنني هذا الأستاذ….
سمعت منه لغة عربية سليمة جميلة…
يتحدث بالفصحى وتسري على لسانه بسلاسة ويسر…
لغة سهلة وعالية ممزوجة بخفة دم وظرف محبب…
أول ما دخلنا عليه وجدناه يحمل عصًا صغيرة…
هل سيضربنا بها ونحن في الجامعة…
فهدّأ من روعنا وقال:
هذه ليلى أنغم لكم بها…
يسمى عصاه ليلى…
يضرب بها على الحوائط حتى نسمع الإيقاع الموسيقي للشعر، ويدندن لنا بها…
فمثلا تفعيلة: متفاعلن
يقولها بصوته مع إيقاع العصى (أو ليلى) على الحائط أو الدكة:
دَدَدَن دَدَن…
وقد كنت منبهرًا بأسلوبه في علم العروض…
وقلت في نفسي:
هل سيأتي عليّ وقت أعرف بحر الشعر للبيت أو القصيدة للوهلة الأولى….
فلقد كان يحدثنا أستاذنا عن الأذن الموسيقية…
فهل ستكون أذني موسيقية تطرب للشعر وموسيقاه…
هذا ما تعلمته منه ولله الحمد والمنة…
ومن طرائفه أنه كان عندما يسألنا في (السكشن) يحاول أن يُرهب الطالب الذي يطرح عليه السؤال بقوله:
سيخطئ…
فإذا أحسن الطالب وأجاب يقول له:
خيب ظني…
وكلاهما بطريقة صوتية محببة إلينا فنضحك عند سماعها…
وإذا أخطأ أحدنا يقول له:
يا خبر إسود ومنيل ب56 نيلة يا ولاد…
لم يقل بهذا القول أعرابي منذ أن هلهل الشعر مهلهل إلى أن أفسده صلاح عبد الصبور..
ومنذ أن سجع بالنثر سحبان إلى أن أفسدته مذيعات القناة الثالثة…
أنت كالقوارير إذا رُميت كُسرت…
قد لا تكون بيني وبينه أية علاقة….
لكنه من الذين أثروا فيّ تأثيرًا عظيمًا…
بارك الله لنا فيه وفي علمه وخُلقه…
سلامٌ على أساتذة دار العلوم في العالمين…

Related posts

Leave a Comment